معرض تشيلسي للزهور في لندن يعيد تعريف فنون تصميم الحدائق
كعادته السنوية افتتح معرض تشيلسي للزهور في لندن فعالياته يوم الثلاثاء 20 مايو بزيارة ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية، ويعد المعرض الذي يقام منذ عام 1913م أكبر معرض زهور في العالم قبل أن يتنازل باللقب لصالح معرض زهور قصر هابتون والذي يقام كذلك في العاصمة البريطانية لندن، لكن ظل معرض شيلسي محتفظاً ببريقه ومستقطباً المشاهير وعشاق الزهور.
هذا العام منح المعرض الحرية للمشاركين لاختيار الطابع الذي يناسبهم في تصميم الحدائق المشاركة في المسابقة، كما تم منحهم 25 يوماً لتجهيزها، ويضم المعرض الذي تستمر فعالياته 5 أيام 550 عارضاً، فاجأ بعضهم الزوار بأفكار جديدة ومبتكرة تتجاوز المتعة البصرية إلى استخدام الزهور لتصوير ساحات الحرب، ومزج الحضارات، وتحفيز خيالات المكفوفين لرسم المشاهد الخلابة، وتنشيط ذاكرة مرضى الزهايمر.
جائزة أفضل عرض
حصلت حديقة المصمم لوسيانو جوبيلي على الجائزة الذهبية لأفضل عرض، بتصميمها الذي يمزج بين الرومانسية الإنجليزية والأناقة الإيطالية، معبراً باختياراته عن شغفه بالملمس والضوء والشكل، ومتفاعلاً مع عناصر الطبيعة بما فيها المياه الجارية التي أضفت الحركة على الطبيعة الساكنة بوضعها في منتصف التصميم وبداخل شكل هندسي مبتكر.
حديقة "عيون العقل"
لايسعك وأنت تتجول في هذه الحديقة إلا أن تتذكر قوله تعالى "فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي الصدور"، فالقلوب حقاً تبصر والعقول تجسد الصورة في الحديقة التي تم تصميمها للمعهد الملكي الوطني للمكفوفين لتحفيز قدرتهم على رسم الصور والمشاهد الجميلة التي تحيط بهم دون أن يحرمهم افتقادهم لحاسة البصر من هذا الجمال، وبالرغم من أن الحديقة تبدو رائعة للمبصر غير أن احساسك بها لو أغمضت عينيك يختلف، فهي مزودة بتجارب حسية من بينها الحجرة الزجاجية المغلقة من 3 زوايا والمحاطة بشلالات المياة، ويقول المصمم أن المبصر قد يشعر فيها بالعزلة أو الوحدة، أما الكفيف فقد أثبتت التجربة أنها تجعله يشعر بالاسترخاء، كما تم الاعتماد على توزيع الزهور بحسب رائحتها، لتحلق في الجولة بين الاحساس بالعبق الرقيق والمبهج، والصاخب برائحة العود والنبانات البرية، ويلعب صوت المياه الدور الأكبر للربط بين شكل المكان ورائحته حتى تتجسد الصورة.
جنة على الأرض
حصلت حديقة المصمم كازايوكي إيزيهارا "جنة على الأرض" على الجائزة الذهبية للحرفية، بقدرته على التعبير عن مدينة ناجازاكي كما وصغها له والده قبل تعرضها للتفجيرات النووية إبان الحرب العالمية الثانية، يشرح المصمم ببساطة للزائر قائلاً: "تخيلت وصممت الحديقة المكونة من عدة حجرات لأن الأحداث التي تحكيها كثيرة، وقمت باختيار الألوان بشكل يمنح الزائر الاسترخاء البصري والنفسي، وتركت المياه تتحدث بتدفقها على ثلاث طبقات متدرجة من الصخور".
لحظات للتفكر
بالتعاون مع جمعية مرضى الزهايمر تم تصميم هذه الحديقة لتنعش ذاكرة مرضى الزهايمر في بريطانيا بقضاء بعض الوقت في أجواء ريفية اعتادوا عليها، "لابد أن يزورها المريض مع أفراد عائلته أو أصدقاءه الذين كان يصطحبهم في رحلات مشابهة"، هكذا شرح فريق العمل فكرة الحديقة، فهي تتيح لأفراد الأسرة قضاء وقت بين الطبيعة الخلابة لصناعة ذكريات جميلة بين جنباتها، أو استرجاع تلك الذكريات. وقد استوحى المصمم الفكرة من شغف والده بالأحجار والمياه في الريف، بالإضافة لذكريات الطفولة والرحلات الريفية.
تايلند بـ 100 ألف زهرة
ساهمت سفارة تايلند بتصميم مستوحى من بساتينها يحتوي على 100 ألف زهرة تحيط بمجسمات رمزية.