الأمير سلطان بن سلمان: ملف جدة التاريخية لم يسبق رفضه، ولم تمنح الهيئة الأولوية لغيره
أجاب صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار عن بعض الأسئلة والهواجس التي كانت تدور في الأذهان عن رؤية الهيئة العامة للسياحة والآثار للمواقع التاريخية وآلية تسجيلها في قائمة التراث العالمي، وذلك خلال الاحتفالية التي نظمتها الهيئة بمناسبة اعتماد تسجيل جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي، وبحضور صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة عضو اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية رئيس اللجنة التنفيذية، وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس اللجنة العليا لتطوير جدة التاريخية، ومعالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، ومعالي أمين محافظة جدة الدكتور هاني أبوراس، والمندوب الدائم للمملكة لدى اليونسكو الدكتور زياد الدريس، وعدد من الأهالي والمهتمين بالتراث العمراني للمنطقة. وكان لنا في عربيات وقفة مع بعض التفاصيل التي تم توضيحها بشفافية خلال كلمة سموه.
جدة التاريخية تأخر إنضمامها للمواقع العالمية
الأمير سلطان بن سلمان: من المهم معرفة التفاصيل التي تصاحب عملية الاعتراف بجدة التاريخية كموقع ذو قيمة عالمية، فمنذ أن تم محلياً إقرار مبدأ التسجيل في مواقع التراث العالمي، رصدت الهيئة أكثر من 21 موقع يمكن تسجيله، ثم وجدت في عام 2006م أنه من الأفضل التركيز على أهم 3 مواقع وكانت المواقع التي وقع الاختيار عليها لتقديمها هي (مدائن صالح، والدرعية التاريخية، وجدة التاريخية).
الهيئة منحت مواقع أخرى الأولوية في التسجيل
الأمير سلطان بن سلمان: الجاهزية كانت السبب الوحيد، فلابد أن نلاحظ أن أول موقع سجل كموقع تراث عالمي كان مدائن صالح وهو لا يرمز إلى التاريخ الإسلامي، أو تاريخ الدولة السعودية، ولكن سبب أسبقيته بالتسجيل هو جاهزيته العالية. ثم جاءت الدرعية وتوفر لها كذلك عنصر الجاهزية الذي لم يكن متيسراً لجدة التاريخية.
لجنة التراث العالمي سبق لها رفض ملف جدة التاريخية
الأمير سلطان بن سلمان: تم تقديم ملف جدة التاريخية لليونيسكو ودراسته عام 2011م ولم يرفض، بل تم سحب الملف بقرار مني كرئيس للهيئة لأن جدة التاريخية لم تكن مؤهلة بالشكل المطلوب، وكانت هناك مخاطرة، فلو تم تقديم الملف ورُفِض لايمكن إعادة تقديمه حسب نظام اليونيسكو. لذلك قمنا بسحبه في عام 2011م والعمل مع كافة الجهات المعنية لمدة عامين لتوفير الاشتراطات والأسس الفنية المطلوبة من اليونيسكو. وفي عام 2013م قبيل مهرجان جدة التاريخية تم التشاور بين الهيئة وأمير منطقة مكة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز ومحافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد حول الجاهزية لإقامة مهرجان جدة التاريخية وتقديم الملف أو سحبه، فكان القرار الشجاع بإقامة المهرجان في موعده وتقديم الملف الذي انضمت جدة التاريخية على ضوءه لقائمة التراث العالمي لدى منظمة اليونيسكو في 21 يونيو 2014م.
إغفال التنوع الثقافي والعمراني للمملكة العربية السعودية
الأمير سلطان بن سلمان: من يقول أن هذه الدولة قامت على تراث واحد أو لون واحد أو خلفية تاريخية واحدة فهو مخطيء، فالمملكة العربية السعودية تستمد مكانتها من تراثها المتنوع وخلفيات مواطنيها الثقافية المتنوعة والعظيمة. وجدة التاريخية هي جزء ومكون أساس من هذه الدولة، كما أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين في "مشروع الملك عبدالله للعناية بالتراث الحضاري" كانت واضحة بعدم إلغاء عنصر التنوع في تراثنا بل العمل على تعزيزه، من منطلق أن المواطن عندما تتعاون معه الدولة للمحافظة على تراثه يزداد انتماءه للوطن، ونحن نعتز بجدة التاريخية وتراثها الحجازي الذي يعد جزءًا لا يتجزأ من اعتزانا بالتنوع الحضاري والتراثي في بلادنا.
فيديو كلمة الأمير سلطان بن سلمان