دراسة جيولوجية تؤكد عبور موسى عليه السلام لبحيرة قارون
أكدت دراسة جيولوجية أن سيدنا موسى عليه السلام أثناء خروجه من مصر هرباً من فرعون وجنوده عبر بحيرة قارون بالفيوم وليس البحر كما يعتقد الكثيرون حيث تعد البحيرة جزءاً من بحر يوسف الذى تمت ترجمته إلى بحر وأخطئت الترجمة إلى البحر الأحمر مما تسبب فى تغيير الكثير من الحقائق واوضحت الدراسة التى قام بها الدكتور مراد الدش أستاذ الجيولوجيات بجامعة عين شمس أن الفيوم كانت بمثابة الخزان الذى أنقذ مصر فى فترات جفاف النيل حيث كانت البحيرة تمتلىء بالمياه عند إرتفاع منسوب النيل فى الفياضانات وتظل المياه مخزونة فى برك ومستنقعات مما يؤكد ان الفترات التى انتقل فيها الحكم إلى الفيوم كانت فترات المجاعات.
كما أوضحت الدراسة أن منخفض الفيوم يقع تحت سطح البحر ويتكون من حجارة جيرية هشة تعرضت للتأكل السطحى والتأكل العميق خاصة مع دخول المياه إلى المنخفض فى عصر سنوسرت الثانى والتى ساعدت على تكوين فجوات تحت الأرض كما ثبت وجود فوالتى قديمة عمودية على ساحب البحيرة.
قصر التيه
وأشارت الدراسة إلى أن يعقوب عليه السلام دخل مصر أثناء حكم سنوسرت الثانى وأن يوسف عليه السلام عاصر حكم هذا الملك كما عاصر حكم امنمحات الثالث من بعده وقام بشق قناة فم الهوارة لتخزين المياه فى منخفض الفيوم كما قام ببناء مبنى عظيم يتكون من 1600 حجرة يقع إلى الجنوب . من هرم هوارة وقد أجمع الرحالة الاغريق والرومان الذين زاروا هذا المبنى انه كان أروع بناء على الارض وكان يعرف باللابرنت أى "قصر التيه" وكان المبنى يتكون من عدة قصور يبلغ عددها مقدار عدد الاقاليم المصرية القديمة وقد استخدمه يوسف عليه السلام فى توزيع الحبوب والغلال على اقاليم مصر وقت المجاعة التى مرت بها مصر خلال السبع سنوات العجاف.
حيث اصبحت منطقة الفيوم صمام الحياة لمصر بعد شق قناة فم الهوراة سبع سنوات الخير التى أعقبتها سنوات الجفاف حيث توافد الناس من كل مكان طلباً للحبوب والغلال.
اليهود والهكسوس
وذكرت الدراسة أن يوسف عليه السلام اسكن اخوته فى الفيوم على حدود الصحراء حيث كانوا رعاة للغنم وقد ساعدوه فى حفظ خزائن مصر وفى عهد امنمحات الثالث سهلوا الامر لدخول العمالة الاسيوية لانجاز بعض المشروعات الكبيرة.
وتضيف الدراسة انه مع سيطرة بنى اسرائيل على الاقتصاد المصرى ساعدوا الهكسوس على دخول مصر والسيطرة على البلاد لما يربطهم من علاقات القرابة حيث يرى بعض المؤرخين أن فاسطين هى الموطن الاصلى للهكسوس وقد نزحوا منها الى مصر حيث استوطنوا فى منطقة شرق الدلتا بينما سيطر اليهود على الجزء الشمالى من البلاد وخاصة فى المجال الاقتصادى.
ثم جاء أهمس الذى نجح فى طرد الهكسوس من مصر بعد ان استولى على عاصمتهم "اواريس" بشرق الدلتا كما استولى على حصن شاروهين الذى تحصنوا فيه بجنوب فلسطين واستمر فى مطاردتهم حتى وصل الى سوريا.
ولم يكتف " احمس " بمطاردة الهكسوس بل قام بإضطهاد اليهود خوفاً من تكرار ما حدث حيث تؤكد المصادر التى تحدثت عن فترة حكم الهكسوس لمصر على أنهم كانوا قوما مخربين وانهم كانوا يعيثون فى الارض فساداً واذلوا الشعب المصرى وعاملوا المواطنين بقسوة فذبحوا الكثيرين منهم واخذوا النساء والاطفال إماءاً وعبيداً لهم .
موسى وتحتمس الثاني
وأشارت الدراسة ان أبناء يوسف عليه السلام تولوا إدارة خزائن مصر من بعده واقاموا بنفس المنطقة فأطلق عليها بنى يوسف كما اطلق على البحيرة التى كانوا يقيمون بجوارها بحر يوسف ثم اصبح يطلق عليها بحيرة قارون . كما ان بنى اسرائيل قطنوا فى نفس المنطقة وانتشروا فى منخفض الفيوم على اطراف الصحراء بالقرب من بحر يوسف حيث ولد موسى عليه السلام والقته امه فى النهر ليسير الى قصر سنوسرت الملكى حيث التقطه آل فرعون وقامت زوجة فرعون بتربيته .
وترى الدراسة ان تاريخ هروب موسى يتطابق مع تاريخ وفاة تحتمس الثانى الغامضة والذى كان يضطهد اليهود وفى نزاع بينهما وكزه موسى فقضى عليه ولم يعرف احد بالامر وفى نزاع اخر بين موسى وأحد العبراينين أذاع العبرانى أن موسى يحاول قتله كما قتل المصرى فخشى موسى من اكتشاف أمره وقرر الهرب من مصر خوفاً من بطش فرعون به.
طريق العبور
وتوضح الدراسة ان موسى عليه السلام أثناء خروجه من مصر سلك طريق برية بحر يوسف ثم توجه بين مجدل والبحر حيث وقف بنو اسرائيل امام البحر حتى لحقهم فرعون وجنوده.
وهذا أحدث خسف بالبحيرة نتج عنه مجموعة من القوالف العمودية التى تمثل الاثنى عشر طريقاً التى عبر منها موسى وقومه وعندما حاول فرعون اللحاق بهم عادت المياه الى طبيعتها ففرق فرعون وجنوده كما ادى الخسف الذى حدث بالمنطقة الى القضاء على قارون الذى رفض الخروج حرصاً على امواله وكنوزه.
وتؤكد الدراسة ان طبيعة الارض مع وجود جزيرة القرنى الذهبى تعد دليلاً على صوت القوالف بهذه المنطقة مما يؤكد ان موسى عليه السلام اثناء خروجه من مصر هرباً من فرعون وجنوده عبر بحيرة قارون بالفيوم وليس البحر الاحمر كما يعتقد الكثيرون.
ثم ارتحل موسى فى طريق الصحراء الشرقية حتى وصل الى البحيرات المرة حيث سلك طرقاً غير مأهولة خوفاً من ملاحقة المصريين واستمر فى السير ولم يأخذ الطريق مباشرة إلى فلسطين ولكن إلى منطقة خموه فى مديم فسار جنوباً حتى منطقة عيون موسى فى سيناء ثم اتجه الى منطقة شرم الشيخ ومنها الى مدين .
كما تؤكد الدراسة تزامن للقضاء على فرعون وجنوده مع القضاء على قارون الذى عاش على ضفاف البحيرة وكان يصنع التماثيل من الذهب بقصر الصاغة حيث مر بهم موسى عليه السلام واتباعه اثناء الخروج من مصر.