اليوم الطويل
لم يكن ذلك اليوم طويلاً بعدد ساعاته بقدر ما كان يتضمن برامج يطول الحديث عنها، والإطالة يختصرها مسمّى (الجمعيات) التي كانت تأخذ صوراً عديدة هي أشبه بورش العمل والتدريبات أو الدورات المكثفة والقصيرة (ما يسمى بـ Crush Courses).. وكان من أهداف جمعيات اليوم الطويل البحث والتنقيب عن المواهب التي أدركت (دار الحنان) أنها كنوز تختبئ في مناجم الطالبات، وتترقب الأدوات التربوية السليمة لاستخراجها.
سنوياً كان يتاح للطالبات بحرية الاختيار من بين 30 جمعية دينية واجتماعية وعلمية وأدبية وفنية وإعلامية ورياضية.. وفصلياً كان بوسع الطالبة تجديد اختيارها أو تغييره.. وأسبوعياً كانت تلتحق بعد انتهاء الدوام المدرسي بالجمعية التي وقع اختيارها عليها.
وعن إتاحة المجال للطالبة لتختار بحرية الجمعية التي تناسب ميولها تقول السيدة سيسيل:" الفكرة بحد ذاتها كانت جديدة على الطالبات، فكنا نضع برنامج الجمعيات سنوياً بما يتناسب مع اليوم الطويل، ويتوافق مع احتياجات ورغبات الطالبات، ونحرص على أن نشرح لهن دور وأهداف ومهام كل جمعية، ومن ثم نترك لهن حرية الاختيار كل فصل دراسي".
وكانت الجمعيات تخضع لمتابعة واهتمام الفريق الإداري لرصد مسارها بما يكفل للتجربة تحقيق النجاح، وعن ذلك تقول السيدة فائزة كيال: "كنا نتدخل في بعض الأحيان عندما نجد إقبالاً مبالغًا فيه على إحدى الجمعيات في مقابل عزوف غير مبرر عن أخرى.. فنتجه مباشرة إلى محاولة معرفة السبب ومناقشة الطالبات لتوجيههن إلى أهمية الاختيار السليم بعيداً عن المؤثرات الخاصة مثل الرغبة بالتواجد مع الصديقات في جمعية واحدة، أو الوقوع في خطأ اختيار نشاط بلا هدف واضح في ذهن الطالبة، وكنا في أغلب الأحيان نجد تجاوباً كبيراً من الطالبات مع التوجيه".
وقد ظلت جمعيات اليوم الطويل علامة مميّزة في مشوار (دار الحنان) مع بناتها.