تطمح لتحويل مشروعها إلى أكبر جمعية نسائية في العالم العربي

هبة سامي مؤسسة صالون "عاوز أتغير": شاركنا هدفك ونشاركك في تحقيقه

عربيات - القاهرة: علياء ناصف
صور وفيديو

فتاة مصرية واعدة أخذت على عاتقها الدعوة بأقصى جهد تملكه إلى التغيير بمعناه الواسع الشامل، موقنة أن التغيير لا يبدأ إلا من الإنسان نفسه. هبه سامي التي تعمل محاضر وكاتب في علوم التغيير والعلاقات الإنسانية والتنمية الذاتية، خبير تطوير نفسي وإجتماعي، باحث وكاتب في الصحة النفسية، باحث في علم النفس القرآني وعلوم الإجتماع والأسرة، مؤسس صالون (عاوز أتغير)، مؤسس (دورة تغيير) على مستوى جامعات مصر، مؤسس فريق (مُغيرات ومغيرون)، تتحدث في حوار خاص لمجلة عربيات عن إنجازاتها وطموحاتها.
 
بداية.. هل  يعد المؤهل الدراسي  نقطة ارتكاز للطموح؟ أم أن التغيير هو نقطة انطلاقك؟
كان حلمي وحلم والدي رحمه الله أن أصبح طبيبة بشرية، ومنذ يوم ميلادي وضع على باب شقتنا لوحة بالرخام عليها اسم الدكتورة "هبة الله سامي". كبر داخلي الحلم والتحقت بالقسم العلمي بالثانوية العامة ولكن مجموعي كان 86% حينها صدمت وتحطم حلم الالتحاق بكلية الطب فقمت بالتحويل للقسم الأدبي، واجتهدت وذاكرت، وبالفعل حصلت على مجموع 97% في السنة الثانية ولكن مجموع السنتين  كان سببا في التحاقي بكلية الآداب، وقد اخترت اللغة اليونانية لأحصل على شهادة إجادة اللغة الإنجليزية غير معرفتي بلغة ثانية وثقافة وحضارة وفلسفة وتاريخ، وبالفعل أحببت تخصصي وتفوقت فيه كما اشتركت بأنشطة كثيرة.. وعملت في مجال الصحافة في بداية السنة الثانية، وقدمت أبحاث في العلوم الإنسانية وقمت بإدارة جمعية خيرية لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم.


الشباب يبحث عن الفائدة والمتعة والفرصة


كيف تمكنت من تفعيل دورك تجاه المجتمع من حولك على نطاق أوسع من محيطك؟
انشأت حسابي على "الفيسبوك" وأصبحت أكتب مقالات عن كل ما يخص الإنسان والمجتمع ويسهم في تطويره ويحفزه على التأمل في فلسفة عميقة، وأيضا بسيطة ليفهم نفسه والعالم من حوله.. كنت أرى أن كل شخص قادر على المساهمة في التغيير، ومن كثرة حضوري للندوات والدورات واهتمامي بالقراءة والأبحاث اتضحت لي رسالة جديدة ووجدت أن لدي قدرة على خدمة المجتمع فبدأت بإنشاء مجموعة "عاوز أتغير" ومنها كنت أرسل مقالات، ورسائل تحفيزية، ووظائف، ومواعيد دورات وندوات، وحاولت أن أستغل علاقاتي الاجتماعية وأن أصل لأكبر عدد ممكن لينتفع ويكون لديه هدف ورسالة وإيمان بذاته، ومن ثم يغير حياته للأفضل، ثم تطورت المجموعة وانتقلت من فيسبوك إلى المدونة التي أنشر فيها مقالاتي، وفي  10-3-2012 فكرت أن تتحول المجموعة والمدونة إلى لقاء حي مع الناس وجها لوجه ولكن بشكل يواكب روح العصر واحتياجات الشباب مع الحرص دائماً على تواجد ثلاثة عناصر فيه وهي "الفائدة، المتعة، الفرصة"
  
ولماذا هذه العناصر الثلاثة على وجه الخصوص؟
لأن هذا الثلاثي هو الذي يبحث عنه الشباب، وبالفعل أول يوم لميلاد صالون "عاوز أتغير" استضفت أصحاب رسالة وعلم وأثر وشهرة، وحاورتهم على الملأ؛ كي يستفيد الحضور من تجاربهم وعلومهم ومجالاتهم المختلفة، وأيضا أهتم بالجانب الفني والمواهب من شعر وغناء وأصحاب المبادرات والأفكار المختلفة ليدرك الشباب أن كل شيء متوفر ولكن عدم البحث أحيانا واليأس يجعلهم يقفون "محلك سر".


"عاوز أتغير" يخاطب الإنسان باتجاه يوحد ولا يفرق


ومن هي الفئة المستهدفة من خلال صالون "عاوز أتغير"؟
دائماً كنت أقول قبل الصالون لديك هدف أو حلم تعال وشاركنا بنفسك وإن لم يكن لديك، سيكون لك بيننا مكان وسيولد هدفك ورسالتك معنا، وبالفعل أول صالون نجح نجاح باهر وحضره عدد كبير، وأحيانا استضيف نماذج نجحت فى مجال يرغب أحد من الحضور أن يتميز فيه.. فتكون فرصة ليعرف من خلاله كيف يصل للنجاح، والكثير ممن حضر الصالون قد تغير بشكل ملحوظ لأن نيتي -قانون من قوانين صناعة الاشياء- نيتي فيه أن يصبح أهم صالون في التاريخ يغير ويطور وينقل ويجعل كل شخص يؤمن بدوره في التغيير الإيجابي. 
 
كيف ترين صالون "عاوز أتغير" بالمقارنة مع الصالونات الثقافية في الفترات السابقة؟
قديما كانت الصوالين لنخب المجتمع والمثقفين، ولكن "عاوز أتغير" يحضره الجميع في بيئة صحية، دون النظر للدين أو اللون  أو العرق، والرسالة التي نقدمها بوسعها أن تصل إلى الجاهل والأمي والمثقف.
 
إذن إذا أردنا تحديد أهدافك بدقة من فكرة الصالون فماذا تقولين؟
أهدافي بالصالون عديدة ومختلفة وكل مرة أقدم شيئا مختلفا، ولكني لا أناقش فكرا واحدا أو مجالا بعينه، بل من كل المجالات الفكرة الثابتة هي التغيير، فنوقظ هذا الوعي من خلال التجارب المختلفة ومناقشة كيف يتم التغيير من أكثر من رؤية واتجاه يوحد ولا يفرق، يبني ولا يهدم، يصنع ولا يدمر، ودائماً ما أخاطب الإنسان، والإنسان فقط هو صانع التغيير.

الطموح بتحويل الفكرة إلى أكبر جمعية نسائية في العالم العربي


كيف يمكن تطوير الفكرة وتعميمها؟
هناك تطور للصالون من خلال حلم جديد ولد يوم 12-12-2012 بميلاد من سيصنعون التغيير وهم فريق "مغيرات ومغيرون" وبدأنا بفريق "مغيرات" للبنات والسيدات شعاره "بالايمان والعلم والعمل تتغير الأمم"، حيث تخضع العضوة لدبلوم تأهيل نفسي واجتماعي لمدة 16 شهر بخطة دقيقة وأهداف لخدمة المجتمع، وتبدأ بتدريب غيرها حين تتغير كل "مغيرة" من داخلها وتكتسب مهارات عديدة في القيادة، والتنمية الإنسانية، والذكاء العاطفي والاجتماعي، وإدارة الذات.. وأطمح إلى تحويل الفكرة لتصبح أكبر جمعية نسائية بالوطن العربي، كما أدعو إلى تدشين يوم تعرفه مصر كلها بيوم "المُغيرة المصرية".

التغيير هو البصمة التي نتركها على مجالات عملنا واهتماماتنا

ما هى الرسالة التي يمكن أن توجهينها للشابات العربيات حتى يحذون حذوك في كونك فتاة عربية متميزة؟
ما زلت أرى نفسي فى البداية، ولكن من خلال تجربتي أقول أن الإيمان والرضا بالقضاء والقدر والمرونة والسعي نحو التفوق والتميز أهم عناصر النجاح، فلو أنني التحقت بكلية الطب كان أبي سيغادر الحياة دون أن أرى بعينه كل ذلك الفخر بما حققته، وأقول لكل فتاة اتركي بصمتك على التاريخ، واخرجي من كل محنة بمنحة فالنجاح يكمن فى تخطي التحديات، وحتى الإبتلاء ينتهي بمجرد استيعابنا للحكمة، والعزيمة على البداية من جديد.