عندما يتحول الحب من علاج للآلام إلى ألم يؤذي صاحبه، فقد يوفر العلم عقاقير عبر التقنية الحيوية قريباً لعلاج المشاعر السلبية المرتبطة بالحب، تماماً كما يتم علاج أمراض الإدمان والاكتئاب، وذلك للتخلص من العلاقات السيئة وتجاوز آلام انتهاء العلاقة.
الحب والإدمان
أظهرت دراسات حديثة على الدماغ أوجه شبه كبيرة بين آثار بعض العقاقير التي تؤدي إلى الإدمان، وبين بعض المشاعر المصاحبة للحب. فكلاهما يعمل على تنشيط نظام المكافأة في الدماغ، والذي يجعل الإنسان يتوقع أمراً إيجابياً من التعاطي أو الممارسة ويدمنها فإذا انقطعت الأسباب تظهر أعراض الانسحاب من ألم وتوتر وصداع وأحيانا اكتئاب.
وأوضح البروفيسور بريان إيرب لمجلة "نيو ساينتست" أن العقاقير المضادة للحب بدأ استخدامها بشكل غير رسمي خصوصاً بين المتشددين من الديانة اليهودية للطلاب الملتحقين بالمعاهد الدينية بهدف الحد من الرغبة الجنسية، بينما الحالات التي يفترض علاجها هي للأشخاص المتورطين في علاقات غير صحية ومؤذية، وليس بوسعهم المقاومة لأن الأعراض الجانبية للحب تقوِّد قدرتهم على التفكير بعقلانية، فهم يدركون أنهم في علاقة خطرة وأنهم بحاجة لمغادرتها ولكن ليس بوسعهم ذلك.
المخاوف
وبالرغم من أن علاج الحب نظرياً يخفف من أعراض الاكتئاب توجد اعتبارات أخلاقية تستحق التوقف عندها، يقول البروفيسور بريان: "إنها تسلب من الإنسان قدرته الطبيعية على مواجهة آلامه والتصالح مع أخطاءه والتعلم من تجاربه، وتجعله ينسى أن العلاج النفسي بلا عقاقير يجب أن يسبق اللجوء إليها، فمن مخاطر استخدامها هو أن يعتاد الناس على اللجوء إليها بشكل سريع لحل مشاكلهم العاطفية مما يحرمهم القدرة على علاج المشاكل من جذورها، وعندما تخرج من تجربة سلبية لابد من مراجعة النفس بدلاً من تعاطي أقراص للتخلص من المشاعر بشكل سريع والدخول في علاقة جديدة، كما أنه يوجد تخوف من أن تعتبر شركات الدواء هذا العقار فرصة لفتح أسواق جديدة ذات أرباح تجارية"
ويضيف عن التعريف العلمي للحب قائلاً: "هو ظاهرة حيوية تنقسم إلى 3 أفرع: الشهوة والانجذاب والتعلق أو الارتباط لتحسين النجاح التناسلي، وعندما تفشل فإما أن تستجمع قواك لتتجاوز الفشل، أو تلجأ إلى هذه العقاقير التي مازالت في مرحلة التجارب ولم يتادولها على نطاق واسع لكنها تساعد على تخفيف المعاناة وإعداد الشخص للمضي قدماً في الحياة".