إهمال علاج إرتخاء الجفون يصيب العين بالكسل
تعد عيوب الجفون الخلقية فى عيون الأطفال من المشاكل المزمنة التى تعانى منها عدد من الأسر مع أطفالها، فإقتراب الجفون الشديد، وضيق العين، أو تدلى الجفن العلوى وارتخائه بشكل يعيق الإبصار مشاكل دفعت بطبيبة مصرية للبحث عن حلول لها فتوصلت إلى أسلوب جراحي ذا كفاءة عالية لإعادة الطفل لشكله الطبيعى..
استشارى جراحة العيون وتجميل الجفون الدكتورة هيام عادل، في حوارها مع عربيات تتطرق إلى الفارق بين الطريقة التقليدية لعلاج عيوب الجفون والطريقة التي استحدثتها، كما توضح تأثير عيوب الجفون وإهمال معالجتها على الرؤية.
دكتورة هيام، ما تأثير إهمال علاج عيوب الجفون الخلقية؟
في البداية، أوضح وجود نسبة غير قليلة من الأطفال يولدون بعيوب خلقية فى جفون العيون، وتبدو خطورتها فى إهمال علاجها لأنها مع الوقت تصيب عيون 45% من المصابين بهذه العيوب بالكسل وضعف الرؤية ومن هنا تأتى أهمية العلاج السريع وعدم الإهمال .
ماذا عن العلاجات التقليدية قبل التوصل لطريقتك الجديدة؟
أولا بالنسبة لأورام عيون المواليد فى الجراحة التقليدية لا تكون النتيجة مرضية، وقد يعود الورم أو لا يتم إستئصاله بشكل جيد وكامل، كما أن العلاج بالتبريد، أوإشعاع الراديوم، أو تعاطى الكورتيزون بالفم قد يكون لها تأثيرات ضارة على العين.
وماذا عن الأسلوب الجديد الذى توصلت إليه وما نتائجه ؟
بالنسبة لأورام الجفون فقد توصلت لطريقة نحقن من خلالها العين نفسها بخليط من نوعين من الكورتيزون السريع والبطئ التأثير معا – بدلا من تعاطيه بالفم- فكانت النتيجة ممتازة حيث انكمش الورم، واختفى خلال شهرين، وقد يحتاج المريض لجرعة أخرى بعد ثلاثة أشهر فقط وتنتهى المشكلة تماما.
ماذا عن الجراحات التى نجحت فى إجرائها لجفون الأطفال ؟
كما قلت هناك نسبة غير قليلة فى المنطقة العربية من الأطفال يولدون مصابين بعيوب خلقية ،أشهرها ضيق العين بدرجة كبيرة، وهو ما قد يصيب عينا واحدة أو العينين معا فلا يستطيع الطفل أن يرى، ولو أهمله الأهل قد تصاب العين بالكسل ومن هنا تأتى أهمية تلك الجراحة التى وفقنى الله إليها لتوسيع فتحة العين بأسلوب يختلف عن الطريقة التقليدية المتبعة والتى كانت تعتمد على شق فتحة العين، وهذا الشق لا يؤدى لنتيجة جيدة، وكان الطفل يتعذب كثيرا بسبب الإنتظار لثلاثة أشهر لإجراء جراحة أخرى، لذلك فكرت فى تقنية جراحية جديدة مختلفة تمكن الجراح من تطوير جراحة أركان الجفون للتوسيع الأفقى مع الرأسى فى جلسة واحدة، مع إمكانية لترميم الجفون وإعادة الشكل الطبيعى لعين الطفل .
لكن ما الفارق بين الطريقتين وما الفائدة بالنسبة للمريض ؟
الجراحة الكلاسيكية التقليدية تقضى بأن يتم توسيع الجفون أفقيا فقط بالجراحة، و تترك هكذا بدون التوسيع الرأسى حتى تتماسك نتيجة التوسيع الأفقي.
و ذلك لأن التوسيع الرأسى قد يشد على التوسيع الأفقى و يفسد تأثيرة لأنهما فى اتجاهات متعاكسة، و بعد ثلاثة أشهر ينتظرها المريض بدون أن يشعر بأى استفادة من الجراحة الأولى - مما يسبب ضغطا نفسيا قاسيا- يمكن حينئذ إجراء جراحة لاحقة لاصلاح إرتخاء الجفن الأعلى لتتسع العين رأسيا و هى جراحة تعتمد على تقصير الجفن.
أما فى الجراحة الحديثة التى هدانى إليها الله يكون إصلاح ارتخاء الجفن مرنا، و لا يشد على إصلاح الاتجاه الأفقى، و لا يفسده مما يوفر معاناة نفسيه للمريض، و يوفر ماديا أيضا، و لذلك يمكن إجراء إصلاح الاتجاهين الرأسى و الأفقى فى جلسة واحدة.
هل يمكن توضيح مزيد من التفاصيل ؟
إصلاح إرتخاء الجفن الأعلى فى هذا التكنيك يعتمد على نقل الحركة من أقرب عضلة للجفن و هى العضلة أعلى الحاجب.
و إذا احتاج الطفل لجراحة أخرى مكملة - و هو شئ وارد فى كل جراحات الاصلاح بحسب استجابة الأنسجة - فإنها تكون جراحة بسيطة لإعطاء الطفل أحسن فرصة ممكنة.
فى معرض الحديث ذكرت ترميم الجفون، ماذا يعنى ؟
هو جزء من عملية إصلاح العيوب والتشوهات الموجودة فى محيط العيون بمنطقة الجفون خاصة بعد عمليات إستئصال الأورام كجزء تجميلى، علما بأن التجميل الذى أقصده ليس عمليات تصغير وتكبير مناطق بالوجه أو مقاومة التجاعيد وخلافه، إنما أقصد تجميل التشوهات الخلقية، وهذه العمليات مهمة جدا لأنها تنعكس على الحالة النفسية للمريضة أو المريض، وأذكر على سبيل المثال حالة فتاة فى عمر 14 سنة تعرضت لحادث أدى لتشويه وجهها عند منطقة الحاجب ما أدى إلى ندب و تليف شديد حول هذه المنطقة، وكان أى تدخل جراحى فى هذه الحالة يحمل مخاوف الفشل و ترك أثر ملحوظ نتيجة الحالة السيئة للأنسجة فى هذه المنطقة الحساسة . وبفضل الله وتوفيقه نجحت فى إجراء جراحة لها تعتمد فكرتها على أن نفتح بالمشرط على شكل حرف z"" بين الأطراف المتباعدة للحاجب و بعدها نقوم بتنظيف دقيق للمكان من الألياف و الالتصاقات، ثم يتم تبديل مكان المثلثين الناتجين عن حرف z"" بتكنيك دقيق، و يتم تثبيت الوضع لأنه الأقرب إلى الشكل الطبيعى، هذا الطريقة مختصرة ومبسطة وتستغرق العملية نحو ساعتين.
هل يمكن للكبار البالغين الإستفادة من مثل هذه الجراحات الجديدة ؟
بالطبع، لأن الجراحة تتم فى النهاية لنسيج بشرى ولكن أود أن أوجه عناية الأباء إلى أن سرعة المبادرة بحل مشاكل إرتخاء جفون أطفالهم أو تدليها على العين ولو بقدر بسيط وكذلك أية أورام ولو صغيرعلى جفن العين فإن السرعة فى العلاج تسهم فى إنقاذ سلامة نظر أطفالهم لأن أى تغطية فوق العين تعطل عملها، وبالتالى تسبب كسلها فى القيام بوظيفتها وهو ثمن باهظ قد يدفعه الأطفال إذا ما أهملوه الأباء.
أما بالنسبة للبالغين فقد أجريت بالفعل جراحات لحالات نادرة منها شيخوخة مبكرة فى الجفون لإحدى الفتيات وكان عمرها 28 وكانت تبدو سيدة عجوز بسبب حالة جفونها وقد نجحت باستخدام تقنية الجراحة الجديدة على الجفنين العلويين فى إعادتها لحالتها الطبيعية كما هو فى الصور .