بدأت حرب الحضارات التي ستغير العالم وتجعله ينصهر في بوتقة واحدة ليصبح عالم متحضر بعيدا عن العنصرية والتعصب والديكتاتورية وقد اتخذت حرب الحضارات العراق كنقطة بداية لاشتعالها بهدف القضاء على صدم حسن ويليه كافة الأنظمة العربية بداية من مصر والمملكة العربية السعودية والمملكة الأردنية الهاشمية ومنظمة التحرير الفلسطينية وسوريا .
وحسب تصريحات أل غور الأخيرة التي أكد فيها على أن التلويح بحرب مع العراق لابد أن يخضع لمبدأ الأهم فالمهم لافتا إلى أهمية الاطمئنان على أستقرر أفغانستان قبل التفكير بالإطاحة بصدام حسين .
بالإضافة إلى تنبؤات " اللود هيلي " في التمثيلية الصامتة الشهيرة " سيدات كبيرات السن " التي عرضت عام 1991م وقام ببطولتها كل من" تيد هيث " و" دنيس هيلي " والتي خلصت إلى الدمار الشامل وموت ملايين الأبرياء في حرب الولايات المتحدة مع صدام حسين وأيضا ارتفاع سعر برميل البترول الواحد لمدة عام كامل إلى 65 دولار أمريكي وانهيار النظام المصرفي الأمريكي وانتشار الكساد العالمي وفي هذه الأثناء سيتحرك الأوربيون للوقوف بجانب الولايات المتحدة .
ويعاب على الأنظمة العربية الحاكمة بأنه أنظمة ديكتاتورية بداية من النظام العراقي الذي يدعي أنه يمارس أشكال عديدة من الحيل والخداع على منظمة الأمم المتحدة لكسر حدة العقوبات والإبقاء على نظامه حيث يرى أن طه ياسين رمضان يهدف إلى الحصول على ضمانات كافية من الأمم المتحدة بعدم تطرق لجنة التفتيش الدولية إلى الأمور الداخلية في العراق بالإضافة إلى التفتيش الظاهري تطبيقا لتعليمات صدام حسين بما يوحي بأن العراق يملك و يطور أسلحة الدمار الشامل وأن النظام العراقي سيقوم باستخدام أسلحة الدمار الشامل ضد أي شخص يهاجمه.
كما أن البيت الأبيض انقسم ما بين مؤيد ومعرض على اتهام صدام حسين بأنه يأوي أعضاء من القاعدة وأن صدام حسين وراء هجمات 11 سبتمبر /أيلول حيث يؤكد البعض أن اجتماعا قد تم بين رجال صدام حسين ومحمد عطا في براغ قبل الهجمات بينما يؤكد الآخرون أن مذهب بوش الديني الجديد لا يعطيه حق الشفعة بمعنى أن صدام حسين لا يهتم بالمكان لشن هجمات إرهابية على الولايات المتحدة وأن الرد الأمريكي قائم لا محال.
وفي رأيي فأن الهدف الحقيقي من وراء حرب الولايات المتحدة الطويلة المدى هو جذب عالم الشرق الوسط إلى العالم المتحضر !!! إلا أن الأمر يزداد تعقيدا في ظل الأنظمة العربية الحاكمة .
كما أن ضرب العراق والإطاحة بنظام صدام حسين يزداد صعوبة يوما بعد يوم في ظل الحكومات العربية الحالية بداية من صدام نفسه وآيات الله والبلاط السعودي والملكية الأردنية وبشار الأسد وحسني مبارك وياسر عرفات .
وقد حذر عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في " بي بي سي " من ضرب العراق واحتلال الولايات المتحدة للعراق حيث يعتبر موسى ضرب العراق تهديد كامل لاستقرار الدول العربية والشرق الأوسط ككل .
وبافتراض أن الولايات المتحدة ستنفذ توصيات عمرو موسى وتضع استقرار الشرق الأوسط نصب عينيها قبل الاهتمام بأي شيء آخر ومعنى ذلك أن الولايات المتحدة ستزيد من عمر الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط فمثلا سيطول عمر نظام آيات الله في إيران 25 عام أخرى و35 لمنظمة التحرير الفلسطينية وحماس و40 عام لنظام البعثتين في سوريا والعراق وأيضا 80 عام للبلاط الملكي في السعودي فأي نوع من الشرق الأوسط سيكون عندنا بعد هذا العمر ؟! .
خاصة وأن الشرق الأوسط بحالته الحالية يعتبر عالم غير ديموقراطي فريد من نوعه حيث يتمتع بالاستقرار بدرجة كبيرة رغم غياب الديموقراطية مما يصعب زعزعته .
ورغم أن الولايات المتحدة تقوم بالقصف الأسبوعي للعراق بدون فائدة إلا تجويع منظم لأكثر من مليون أو مليونين طفل عراقي كما أن الأمم المتحدة لا تملك زمام الأمور سواء في العراق أو في إسرائيل فما تزال العمليات الاستشهادية مستمرة ويدفع ثمنها أكثر من 25 ألف طفل فلسطيني.
و لم تحصد أمريكا أي مكاسب حتى الآن فالشارع العربي يعيش حالة من الغليان ويعبر بكافة الطرق عن رفضه لإسرائيل ومعاداته للسياسة الأمريكية كما أن رحلات الطيران الفرنسية تهبط بصورة منتظمة في مطار صدام الدولي في بغداد في تحدي واضح لقرارات الأمم المتحدة .
ويمكن التوقع أن نظام صدام حسين سيسقط لا محال مثلما سقطت طالبان بسبب انعدام تكافؤ القوة بين العراق والولايات المتحدة حتى قبل حربها مع إيران فالجيش العراقي ضعيف التدريب بعكس الجيش الأمريكي .
ولكن يبقى السؤال أي إدارة يمكن أن تخلف صدام حسين حيث اجتمع السياسيون مؤخرا ً في لندن لمناقشة ذلك وانطلقت الحركات الوطنية تنادي بإسقاط صدام حسين وكما يقول آل غور الأهم فالمهم أي ليس ضروري الاهتمام بالنظام الجديد في بغداد والذي من المؤكد أنه سيكون أفضل من سلفه ومختلف تماما وبمعنى أدق سيكون نسخة طبق الأصل من نظام الفريق مشرف الديكتاتوري في باكستان والذي سيهتم أولاً بالتراجع عن برنامج الجمرة الخبيثة ويعالج الأزمات الاقتصادية الملحة بالإضافة إلى حل مشاكله الخارجية بداية من المملكة العربية السعودية .
حيث أن العراق أفضل نقطة للقضاء على الأنظمة الحاكمة في العالم العربي إلا أن جيران العراق يقفون عقبة كبرى لقيام الولايات المتحدة بالقضاء على نظام صدام .
كما أن العربية السعودية تفتقر لوجود رجال مخلصين للولايات المتحدة حيث يتواجد الموالين لنظام القاعدة والذين يمولون الإسلاميين في أوربا وجنوب أسيا وأمريكا الشمالية.
بينما في المملكة الأردنية الهاشمية يرى ستين أن الأردن تساند بقوة نظام صدام حسين حيث هناك شائعات تؤكد أن الملك عبد الله قد اشتراه صدام حسين بسعر رخيص وهو تقليد أعمى كما كان أيام حكم أبيه الملك حسين حيث ساند صدام حسين في حرب الخليج .
كما أن الأردن تعتبر الطريق الممهد لنظام صدام حسين لكسر عقوبات الأمم المتحدة على العراق وتوسيع دائرة الحرب لأن صدام حسين سيستخدم الأراضي الأردنية للرد العسكري السريع مما سيشجعه على تحويل الأردن إلى الميدان الحقيقي لحربه مع الولايات المتحدة الأمريكية .
الجدير بالذكر أن العائلة المالكة في الأردن لم تتعرض كمثيلاتها من الأنظمة العربية للهجوم والنقد اللاذع في الصحف العالمية حيث لها سحر خاص وغامض على النساء الغربيات ويملكون دبلوماسية فريدة وأحلامهم تخلص إلى تجزئة العربية السعودية والسيطرة على حقول النفط والمقدسات الإسلامية.
ويمكن وصفالنظام الحاكم في إيران بالعصبية والتشدد الرجعي ويدعي أن آيات الله استأجر سعوديين وعراقيين لإطلاق النار على المدانين في طهران وأصفهان وغارفين وبعض المدن الإيرانية أثناء أعمال الشغب في الذكرى السادسة والتسعون للملكية الدستورية .
كما أن طهران تسعى للإبقاء على نظام صدام لأن القضاء علية سيزيد من شوكة الجماعات الموالية للغرب على حساب الجماعات العربية .
بينما الشعب الفلسطيني أكثر الشعوب العربية التي تعاني من عدم الاستقرار لطبيعة نشأتهم في مخيمات اللاجئين لمدة خمسين عام أفرزت عن جماعات إرهابية متعاقبة تدربت وتسلحت بمساعدة النظام الحاكم في إيران وتم تمويلها من صدام حسين وتستمد فلسفتها الدينية من النظام السعودي ولهذا فمن مصلحتهم الإبقاء على نظام صدام حسين ليستمروا في حربهم مع إسرائيل .
ويمكن التنبؤ بأن الأنظمة العربية الحاكمة ستنتهي بالإضافة إلى زيادة النفوذ الأمريكي بصورة هادئة في غضون عامين وبالتحديد بعد الإطاحة بنظام صدام حسين في بغداد .