انتخابات الطالبة المثالية

أول تجربة انتخابية للفتاة السعودية

انتخابات الطالبة المثالية

رانية سليمان سلامة

عندما اقترحت السيدة ندى برمدا معلمة اللغة الإنجليزية في عام 1392/1393هـ على إدارة المدرسة أن يتم سنوياً تكريم الفتاة المثالية من بين خريجات الثانوية العامة لم يكن يخطر ببالها أن تلك الفكرة ستتحول على يد إدارة المدرسة إلى أول تجربة انتخابية تخوضها الفتاة السعودية على مستوى المملكة.

هكذا بدأت الفكرة واستمرت نحو عقد من الزمان حملت خلاله (9) طالبات اللقب بترشيح المعلمات فقط. حتى أعلنت السيدة سيسيل رشدي في عام 1400هـ /1401هـ عن وقفة هامة لتدخل تلك التجربة في مرحلة انتقالية، تقول عنها:

"كبرت دار الحنان، كما كبرت معها التجربة ووجدنا أنه علينا أن نتوقف ذلك العام لنستدرك بعض الأخطاء ونعيد صياغة الفكرة بما يتناسب مع الاهتمام الكبير الذي باتت تلقاه من قبل الطالبات والأهالي. وبما يتوافق مع حجم اللقب الذي تحظى به الفائزة. فأردنا أن تتحول إلى تجربة انتخابية متكاملة يشارك فيها الجميع وتستفيد منها المرشحة والناخبة".

وقد تضمنت نقطة التحول إرساء لمفاهيم الانتخابات ونشر لثقافتها بين الطالبات وإعلان عن الشروط الواجب توافرها في الطالبة المنتخبة، والأهم إتاحة المجال لجميع الطالبات للتصويت في الانتخابات.. بل وأذكر أننا بتلقائية شديدة في الصف الثالث الثانوي عندما أزف الموعد المنتظر لانتخاب طالبات المرحلة الثانوية للفتاة المثالية قمنا بحملة انتخابية لمرشحتنا اشتعلت معها حدة التنافس واكتمل بها البرنامج الانتخابي، وهكذا خطوة بخطوة كانت تنضج التجربة .

التجربة الانتخابية من المجتمع الصغير للمجتمع الكبير

"بدأت الستارة تفتح شيئاً فشيئاً على مشاهد جديدة في فصول تاريخ المرأة السعودية. في المشهد الجديد، ستكون لمى عبدالعزيز السليمان ونشوى عبدالهادي طاهر البطلتين. فهما أول سيدتي أعمال حصلتا على مقعد في مجلس إدارة الغرف التجارية والصناعية في جدة، منذ تشكيلها قبل أكثر من 60 عاماً تقريباً، ولتكونا صوتاً فاعلاً، للمرأة السعودية، كما أنهما ستعملان إلى جانب رجال الأعمال في وضع خطة تعتمد على وجود المرأة ومشاركتها في أي قرار اقتصادي مستقبلي". هكذا أعلنت وكالة رويترز خبر الفوز التاريخي في انتخابات غرفة جدة قبل أن ينقضي عام 2005م. وأنقل الخبر وأنا أستضيف إحدى الفائزتين في أول انتخابات سعودية تشارك بها النساء على مستوى الغرف التجارية، وأذكر بأنهما كانتا من خريجات دار الحنان وخضن التجربة الانتخابية على مقاعد الدراسة قبل أن يخضنها لاحقاً في الحياة والعمل.

التقيت بالسيدة نشوى طاهر وأنا أحاول أن أتلمس امتداداً لدار الحنان المدرسة والتجربة على هذا النجاح الذي حققته فتقول:

"باختصار لقد شكلت دار الحنان شخصيتي وأنضجتها، فقد كانت تمنحنا الحرية المؤطرة التي تكفل الإنجاز دون أن تؤدي إلى الفوضى. وكانت تعلمنا وتوجهنا وتستمع إلينا متيحة أمامنا مجالاً واسعاً للتفكير والإبداع فشعرنا أننا جزء منها كمجتمع صغير وعلمتنا كيف يجب أن تكون مسؤوليتنا نحو المجتمع والجماعة. وكان نتاجاً طبيعياً لذلك أن نصبح مبادرات في خطواتنا بعد أن علمتنا كيف نبادر ونشارك ونكون جزء من مجموعة العمل فنخدم مجتمعنا ونحتفي معاً بالإنتاج والإنجاز.. وبالرغم من أن انتخابات الفتاة المثالية كانت على عهدي تبدو في ظاهرها بسيطة إلا أنها بشكل أو بآخر وطنت أنفسنا على التنافس من أجل التميز.. وظل بعد تخرجنا يشدنا إلى دار الحنان الحنين والانتماء فتابعنا خطواتها ولمسنا تطور فكرة الانتخابات وطبقناها في الحياة".

لعل إشارة السيدة نشوى طاهر الأخيرة نبهتني إلى أن أثر تجارب دار الحنان لم يقتصر على من عاصرها عن قرب. فقد كانت في الواقع محط أنظار المجتمع، وكما ظلت نشوى طاهر كخريجة تتابع خطوات المدرسة، كانت هناك آلاف السيدات اللواتي يراقبن تلك التجارب ويتوافدن على حفلات التخرج السنوية التي تقيمها ليعشن أجواء الإعلان عن نتيجة الانتخابات النهائية للفتاة المثالية. فكانت بذرة زرعتها دار الحنان في قلب المجتمع لترسي مفهوماً جديداً يسمى "الانتخابات".

الشروط الواجب توافرها في الطالبة المثالية

ـ أن تكون متفوقة علميا ( امتياز) .
ـ أن تكون على مستوى خلقي وأدبي طيلة مدة دراستها الثانوية ولم يجر عليها أي عقوبة خطية أو إنذار لولي الأمر .
ـ أن تكون لها دور فعال وبارز في النشاط المدرسي .
ـ أن تكون الأولوية للطالبة التي أمضت دراستها الابتدائية والمتوسطة والثانوية بدار الحنان .
ـ أن تكون متعاونة ومتجاوبة ومحبوبة من قبل زميلاتها ومدرساتها وإدارتها .
ـ أن تكون معروفة على مستوى المرحلتين المتوسطة والثانوية بتفوقها العلمي وتعاونها ونشاطها وحسن سيرها وسلوكها .
ـ أن يتم اختيارها من قبل جميع طالبات المرحلة الثانوية بقسميها.. ثم يعزز الاختيار بطالبات الثانوية العامة ( هذا بعد ترشيح وتصفية ثلاث طالبات أو أكثر من الثانوية العامة ) .
ـ أن يؤخذ التصويت النهائي في الاختيار من قبل مدرسات وإداريات المرحلة الثانوية والمتوسطة بأكملها .
ـ لامانع من اختيار طالبة غير سعودية إذا توافرت فيها شروط الطالبة المثالية وان لم تتوافر في طالبة سعودية، ولكن إذا تساوت الطالبتان فالأحقية للطالبات السعوديات .
ـ إذا تقاربت طالبتان في توافر الشروط لامانع من أن تفوز الأحسن بلقب الطالبة المثالية والأخرى تفوز بجائزة تقديرية إذا كانت الأخرى غير سعودية .
ـ إذا تساوت في العلامات النهائية طالبتان سعوديتان يكون لهما حق الفوز بلقب الطالبة المثالية .
ـ أن لاتكون الطالبة المثالية ابنة مدرسة أو إدارية تابعه للمرحلة الثانوية أو المتوسطة .
ـ التقييم بوضع علامات لكل نقطة تتميز بها الطالبة ويكون مجموع العلامات هو الحد الفاصل الذي سيعطي الطالبة مثاليتها .

خطوات تقييم الطالبة المثالية

- المستوى العلمي: يتم تحديد الطالبات ذات الامتياز والامتياز المرتفع من خلال الكشوفات الخاصة بذلك .
- بعد الخطوة السابقة يتم الاجتماع مع المديرة لتحديد الشروط الواجب توافرها في الطالبة المثالية .
- عرض جميع أسماء الطالبات المرشحات للقب أثناء الطوابير .
- النشاط اللامنهجي ( المجموع 20 ) والانضباط وحسن التصرف المجموع ( 20 درجة): يتم التقييم من خلال الإداريات بالمرحلة الثانوية حيث تجتمع المديرة والمساعدات والإداريات لإعطاء الدرجات للطالبات في كشف منفصل يدرج به البنود الخاصة بالنشاط اللامنهجي والالتزام وتحمل المسئولية حيث يتم تعبئة الجدول بالإجماع .
- الدراسة في دار الحنان ( المجموع 30 ): يتم معرفته من خلال شئون طالبات حيث يتم تحديد المراحل التي أتمت فيها الطالبة دراستها بالمدرسة .
- بعد الخطوات السابقة يتم تصفية الطالبات، فيدرج في الكشف فقط أسماء الطالبات اللاتي حصلن على نسبة 90 % فما فوق من التقييم السابق وهن اللواتي يرشحن من قبل المعلمات .
- علاقتها بالزميلات وطالبات المدرسة ( 15 درجة ) وعلاقاتها بالمدرسات ( 8 درجات ):
يتم التقييم من قبل المعلمات حيث توزع كشوفات على معلمات الثانوية العامة لتعبئة البنود الخاصة بالعلاقات العامة وبعد تعبئتها من قبل كل معلمة، حيث تقيم كل معلمة وفقا لما تراه مناسبا، ثم تقوم المشرفة الاجتماعية بأخذ متوسط الآراء ووضعه في الجدول .
- علاقتها بالإدارة ( 7 درجات ): يتم التقييم من قبل الإداريات كلا على حدى، حيث تقيم كل إدارية وفقا لما تراه مناسبا ثم تقوم المشرفة الاجتماعية بأخذ متوسط الآراء ووضعه في الجدول .
- بعد التقييم السابق تتم عملية (التصفية) من قبل الإدارة بتحديد أسماء الطالبات المرشحات للطالبة المثالية بحيث لايتجاوز عددهن 3 أو 4 طالبات .
- يتم عرض الأسماء المرشحة على طالبات المرحلة الثانوية حيث يؤخذ بآرائهن وكذلك يتم عرض الأسماء على المعلمات حيث يؤخذ بآرائهن .
– ((هذه الخطوات سرية)): ـ يتم فرز آراء الطالبات من قبل المشرفة على المدارس ووكيلة الشؤون التعليمية (فقط) حيث يضرب صوت الطالبة في (1) ـ يتم فرز آراء المعلمات من قبل المشرفة العامة للمدارس ووكيلة الشؤون التعليمية ( فقط ) حيث يضرب صوت المعلمة في (2) .
– يظل اسم الطالبة المثالية سراً بين المشرفة العامة ووكيلة الشؤون التعليمية ولايعلن عنه إلا في حفل التخرج أمام جميع الحضور.