الأنشطة الكشفية
اقرأ في هذا القسم: |
المرشدات
تكونت فرقة المرشدات بمدرسة دار الحنان عام 1967م، وعندما أردت أن أبحث عن جذور فكرة تكوين فريق المرشدات بمدارس دار الحنان لم أجد قصة ولكنني وجدت الخبرة والتجربة التي احتفظت بها السيدة سيسيل وأرادت أن تنقلها لطالباتها. باختصار قالت:
"منذ الصغر بمدرستي في القاهرة كنت عضواً فاعلاً في الفرق الكشفية بدءًا بـ(الزهرات) إلى (المرشدات) وكنا نتلقى ضمن البرامج الكشفية تدريبات مكثفة على الإسعافات الأولية التي لم نكن نتوقع آنذاك أننا سنحتاج إلى ممارستها في الحياة. ولكن الشدائد علمتنا متى يكون وقت توظيف هذا التأهيل الذي حصلنا عليه، فعندما واجهت القاهرة ظروف الحرب وجدنا أننا تلقائياً قد تحولنا إلى جنود مؤهلة لخدمة المجتمع في الظروف الطارئة".
ربط ذهني مباشرة بين تلك الإجابة وبين الدور العظيم الذي مارسته المرأة المسلمة في فجر الإسلام فحتماً كانت ظروف الحياة وشظف العيش آنذاك يفرضان عليها تجارب تمر بها كل يوم لتتعلم منها وتؤهلها بقسوتها على القيام بمهام جسام كتمريض الجرحى وغير ذلك حتى تصبح أكثر صلابة في مواجهة مختلف الظروف التي قد تطرأ على محيطها. وإذ أننا ننعم اليوم برخاء العيش فكان لابد من صناعة التجربة وخلقها في أجواء افتراضية لتجد الطالبة نفسها في مواجهة اختبارات عملية تتأهل على ضوءها لمواجهة كافة ظروف الحياة. وهذا ببساطة ما حققته البرامج الكشفية لطالبات دار الحنان.
أما عن الأهداف العامة للمرشدات تقول السيدة سهير عبدالعزيز- قائدة سابقة لمرشدات دار الحنان- :
"مناهج المرشدات عامة هدفها الأسمى خلق المواطنة الصالحة التي تقدر المسؤولية وتعد نفسها إعداداً دينياً وبدنياً وخلقياً واجتماعياً. كما وأنها تنمي فيها المواهب والقدرات منذ الصغر". (1)
ولربما لم نكن ندرك – كطالبات - أبعاد هذه الأهداف التي ترسخت بداخلنا من خلال ممارسة الأنشطة الكشفية إلى أن مرت سنوات طويلة على تخرجنا من المدرسة وحان وقت استرجاعها أثناء اجتماع ودي ضمت مائدته عدد من سيدات المجتمع للبحث عن برامج حديثة وأفكار تسهم في تعزيز الحس الوطني وتساعد على مواجهة الظروف الطارئة مثل (الحريق، الحروب، وغيرها) فوجدت أنني وثلاث من خريجات دار الحنان من أجيال مختلفة نطرح مقترحات لبرامج عملية يمكن للمجتمع النسائي أن يتبناها للتوعية والتأهيل بالممارسة وما أن انتهى الاجتماع حتى سارعت إلى السيدات أستدعي من ذاكرتهم الخلفية التي استندنا عليها في هذه المقترحات المشتركة فكانت الإجابة حاضرة: (كنا من مرشدات دار الحنان). كل الأمور التي كانت تبدو صغيرة أدركنا أن أثرها كان كبيراً، وهو إدراك يزداد رسوخاً مع مرور الأيام.
مسابقة اسعافات أولية للزهرات
وقد كان للمرشدات في دار الحنان دور بارز في أنشطتها من حيث المشاركة في أعمال السوق الخيري وتقديم المعونات المادية والمعنوية إلى جانب الإشراف والمساعدة في التنظيم والتوجيه لمختلف الأنشطة.
وهكذا كان إرساء مفهوم العمل التطوعي أساسياً لتدرك الفتاة أن واجبها بالتطوع لخدمة مجتمعها الكبير حتمياً وليس اختيارياً، كما اعتادت على أن تخدم مجتمعها الصغير في المدرسة.
تدريب الزهرات
زهرات دار الحنان
عام من التدريبات والمعسكرات الكشفية كان ينتهي بمشاركة (مرشدات) و(زهرات) دار الحنان في يوم الفكر العالمي، غير أن أثر التجربة في نفوس الطالبات لم ينتهي أبداً. فكنت واحدة من كثيرات ظلت ترافقهن التجربة، كما ظل يرافقني دفتر صغير استخدمته لتدوين بعض التعليمات الكشفية عندما كنت في المرحلة المتوسطة. وعندما قلبت صفحاته وجدتها تمتزج بذاكرتي لتسترجع يوم فريد من أيام دار الحنان .
- التاريخ: 1408هـ
- السنة الدراسية: ثاني متوسط
- الشعبة: (ب)
- التصنيف: مرشدة
- اسم الطليعة: الدانة
- الحدث: يوم الفكر العالمي
- المدرسة: دارالحنان
- اليوم: الخميس
إنه يوم الإجازة الأسبوعية ولكننا توجهنا على الميعاد إلى المدرسة نقطع طريقاً يؤكد أن المدرسة لم تكن فقط للدراسة، ففيها كنا نتعرف على فنون الحياة ونكتسب الخبرات في مختلف مناحيها.. وهكذا كنا في ذلك اليوم في طريقنا لخوض تجربة أستطيع أن أطلق عليها اليوم تجربة (الاحتكاك والتفاعل الحضاري مع الآخر).
التقينا على الموعد – بل في الواقع قبل الموعد – حيث يجب أن نصطف في البهو الخارجي للمدرسة ونحن نحفظ برنامجاً محدداً باليوم والساعة والدقيقة ندرك معه أن الالتزام بموعد الحضور شرط أساسي يفرضه علينا الزي الكشفي الذي نرتديه وبضع دقائق من التأخير بعد أن تنطلق الصافرة يعني حتماً أننا أصبحنا خارج النشاط الكشفي .
عدة نفخات صغيرة وحادة انطلقت من الصافرة لتؤذن بوقت الاجتماع، تبعتها خلال 60 ثانية نفخة طويلة نعرف أنها تعني سكون وانتباه وصوت قائدة المرشدات يدوي .
قائدة المرشدات: مدرسة صفا
المرشدات: عربية
قائدة المرشدات: انتباه
المرشدات: سعودية
قائدة المرشدات: شعار المرشدة
المرشدات: كوني مستعدة
قائدة المرشدات: ميثاق المرشدة
المرشدات بصوت واحد (والأصابع الثلاث لليد اليمنى مرفوعة تذكيراً بالعهود الثلاثة التي يتضمنها ميثاق المرشدة واليد مرفوعة بمحاذاة الكتف تقريباً):
أعد بشرفي :
(1) أن أقوم بواجبي نحو الله ثم الوطن
(2) أن أساعد الناس في جميع الظروف
(3) أن أعمل بقانون المرشدات .
وبدأت إرشادات قائدة المرشدات تنطلق عبر مكبرات صوت الإذاعة المدرسية للتأكيد على خط سير الرحلة الأكثر ثراء ضمن برنامج دار الحنان الكشفي. تتبعها عدة نفخات طويلة وبطيئة لتبدأ فرقة المرشدات الموسيقية بدق طبول المسيرة وتتحرك صفوف المرشدات والزهرات نحو منطقة جمع الأمتعة ومنها نتوجه إلى الحافلات التي ستنقلنا هذا العام للمدرسة الأمريكية لنشارك في يوم الفكر العالمي إلى جانب الفرق الكشفية من الولايات المتحدة الأمريكية واليونان وكندا وأندونيسيا وبريطانيا.
فرقة الكشافة الموسيقية
لايعلو صوت على صوت النظام في خطواتنا. ذلك الالتزام بالنظام وحده كان يكبح زمام الحماسة التي تبثها دقات فرقة المرشدات الموسيقية لنتبعها في مكان نقوم بزيارته للمرة الأولى ومع ذلك نبدو وكأننا نحفظ الطريق لموقعنا فيه عن ظهر قلب.
بعد أن ينتهي البرنامج الذي تقدمه الفرق الكشفية لكافة الدول المشاركة نستقبل اللحظة المنتظرة حيث تتحرر خطانا لننطلق ونصافح بقية المرشدات والزهرات فنعرف بأنفسنا ونتعرف عليهن.. نتجاذب أطراف الحوار ونتبادل الشارات. وكم كانت تلك الشارات والأوسمة غالية على نفوسنا فهي في الواقع ماكنا نظل طوال العام نتسابق لنحصل عليه نظير تميزنا في النشاط الكشفي وكل وسام يزين زينا الكشفي يرمز لرتبة جديدة حصلنا عليها. في تلك اللحظة فقط كان بوسعنا أن نتنازل عن الشارات والأوسمة ونتبادلها للذكرى فنحتفظ بشهادة اجتيازنا لتجربة التفاعل الحضاري مع مرشدات الدول الأخرى.
وأستعيد تلك الصورة التي تحفظها ذاكرتي عن لحظة تبادل الشارات فأجدها اليوم درساً علمنا ضرورة الاستفادة من فرص الالتقاء بالآخر لتبادل الخبرات والامتيازات. لم تكن بالتأكيد (شارات) نجمعها للذكرى بقدر ما كانت (إشارات) توقفنا عندها لنتفكر في مغزى لقاء يوم الفكر.
تضمنت أنشطة الكشافة معسكرات محلية ورحلات خارجية حيث كانت السيدة سيسيل رشدي القائد الأول للمرشدات في معسكر المغرب 1978م ومعها كمساعدات السيدة فائزة كيال، والسيدة نورة القضيبي، والسيدة ليلى رحيم الدين، كما كانت الممثلة العربية للمملكة في المؤتمر الكشفي العربي في الخرطوم عام 1979م.
وعن تلك الرحلات الكشفية الخارجية التي كانت تقوم بها مرشدات دارالحنان تقول السيدة مها فتيحي:
"كنت في الصف الأول الثانوي عندما تم اختياري أنا و6 طالبات بالإضافة إلى 6 قائدات للمشاركة في معسكر المغرب وأذكر من بين الأسماء التي شاركت آنذاك كل من (بوران خميس، غادة الحوطي، ميساء خلاف، هناء حجازي، هويدا حلبي) ومن المشرفات (نور رحيمي، رابحة النقادي) وقد حصلنا أولاً على موافقة أسرنا ومن ثم تلقينا الإرشادات والتدريبات اللازمة واتجهنا إلى المغرب حيث التقينا بمرشدات كل الدول العربية تقريباً".
وتضيف:"لم تكن الرحلة الأخيرة فبعدها ذهبنا إلى مخيم في دولة الكويت وآخر في سويسرا وكان برنامج الرحلة يتضمن رحلات داخلية ومباريات رياضية وزيارة للمتاحف وتسلق الجبال ولعل أهم استفادة حصلنا عليها من تلك التجارب هي الاعتماد على النفس والعمل الجماعي بالإضافة للتعود على صلاة الجماعة".
معسكر كشفي داخل المدرسة
تدريب على إطفاء النار
معسكر الكشافة في دار الحنان
زيارات رسمية من ذاكرة دار الحنان الكشفية
في عام 1400هـ / 1980م قامت دارالحنان بالتعاون مع مرشدات بريطانيا في جدة بدعوة السيدة (باتريشيا بادن باول) للمشاركة في يوم الفكر العالمي.
السيدة بادن باول تصافح زهرات دار الحنان
وكانت الدار قد بدأت الاحتفال بهذا اليوم منذ عام 1967م بمشاركة مرشدات الولايات المتحدة الأمريكية فقط، ثم بعد ثلاث سنوات اشتركت مرشدات بريطانيا، وبعد ذلك اشتركت مرشدات اليونان، ثم اشتركت كل من مرشدات كندا ومرشدات اندونيسيا وفرنسا في مدرسة جدة الإعدادية للجالية البريطانية والتابعة للسفارة البريطانية.
وقد انتهزت مرشدات مدرسة دار الحنان في جدة فرصه وجود السيدة (بادن باول) في جدة فدعونها لزيارة مدرستهن وكذلك دعوة السيدة عفاف فتحي المفوضة العربية وفي تلك الزيارة قامت مرشدات دار الحنان بإعداد برنامج خاص للسيدة بادن باول شمل الألعاب والفلكلور والترفيه كما قدمن للسيدة عفاف فتحي هدايا تذكارية امتنانا وتقديرا لها على زيارتهما. ثم قامت الضيفة برفقة القائدات السعوديات بجولة على أقسام المدرسة المختلفة للاطلاع عليها وأبدت إعجابها بشخصية المرشدة السعودية.. يذكر أنه قد رافقت السيدة بادن باول في هذه الزيارة كل من السيدة سبرينقنج رئيسه مرشدات بريطانيا وبعض القائدات البريطانيات .
كما قامت بزيارة مدرسة دار الحنان أيضا والتعرف على مرشداتها وقائداتها السيدة ماكلين رئيسة مرشدات الولايات المتحدة الأمريكية العامة حيث أُعد لها نفس البرنامج.