علا رجب: ارتباطي بالتراث الحجازي يقف وراء مشروعي
في الوقت الذي ينظر فيه الشباب للتطور والمستقبل تلقي السيدة علا رجب نظرة على الماضي، ومن تراثه صنعت لها حاضراً كإحدى رائدات الأعمال بمشروعها "البيت الحجازي" الذي يجمع الأطعمة والديكور والملابس والطقوس لتكون من ضمن الفائزات بجائزة منافسة مبادرو جدة في لقاء ريادة الأعمال والذي أقامته لجنة شابات الأعمال بغرفة جدة. وعن البداية والعثرات والمستقبل الذي تراه مشرقاً، تقول: "البيت الحجازي يرمز إلى البيوت الحجازية القديمة مع تكاتف أفراد الأسرة وتعاونها وكفاحها في أمور الحياة، كانت سمة بارزة وظاهرة فريدة تراجعت في زمننا الحاضر. ومن أوجه هذا التعاون تعاون أفراد الأسرة رجالاً ونساء على إعداد التعتيمة الحجازية في المناسبات وحرصهم على الضيافة، ونظراً لاهتمامي الشديد بالتقاليد الاجتماعية التي كانت سائدة في الماضي ورغبة مني في إحياء التراث القديم والمحافظة عليه من الاندثار هدفت من وراء مشروعي (البيت الحجازي) إلى عمل بوفيهات في التعتيمة الحجازية وتقديمها بأسلوب حديث مع عمل الديكورات اللازمة والمأخوذة من تراثنا القديم ".
من هنا كانت البداية التي تصفها رجب بقولها: "حاجة السوق لتوفير مثل هذه الخدمات دعمت مشروعي نظراً لقلة وندرة الأصناف الحجازية في السوق مثل التعتيمة الحجازية والكباب الميرو والعيش باللحم وغيرها، فوجدت إقبال من المجتمع واهتمام من عائلتي خصوصاً في المواسم والمناسبات مثل الأعياد، كما لمست اهتمام هذا الجيل وبشكل منقطع النظير للحصول على الوجبات السريعة والتي أثبتت معظم الأبحاث بأنها من أحد الأسباب الرئيسية في ارتفاع نسبة البدانة بين المواطنين والمواطنات خاصة بين فئة الأطفال، لذا وجدت أن توفير الأطعمة الحجازية قد يكون البديل المناسب لها".
وعن أبرز التحديات التي واجهتها، تقول: "ارتفاع أسعار المواد الخام خاصة في المواسم كانت أبرز العقبات التي واجهتني وتغلبت عليها بشراء المواد الخام من موردين لهم باع طويل في هذا المجال، بالإضافة إلى عقد اتفاقيات معهم، أما العقبة الثانية فكانت شح الأيدي العاملة وتغلبت عليها بفضل الله بتدريب الأيدي العاملة السعودية".
وعن السبب وراء اشتراكها في المسابقة، تقول علا: "التحقت بالمسابقة لعدة أسباب من بينها نظرة المجتمع لرواد الأعمال كأبطال، وزيادة الثقة بالنفس لمواجهة الجمهور، كما وجدتها فرصة لتحقيق أقصي الطموحات من خلال تجربة إيجابية تحفز المنافسة والطموح في المشترك وتعطيه دافع للتطور والتميز وإبراز قدراته، بالإضافة للاستفادة من الدورات المقدمة، وفرص الاحتكاك لاكتساب الخبرة، والتفاعل الاجتماعي".
أما عن واقع مكتسباتها من اللقاء، فتقول: "حظيت بعدد من المبادرات المقدمة من القطاعين العام والخاص، وفرصة مناقشة كبار المسؤولين عن العقبات التي تعترض عمل المرأة، والاستفادة من الدورات المقدمة خلال البرنامج، ومنحتني هذه التجربة القدرة على الابتكار والمنافسة والسعي إلى تحقيق حلمي، باختصار منحتنا المشاركة فرصاً ذهبية". مضيفة عن المبادرات: "كان التفاعل ملحوظاً من القطاع العام والخاص بالتشجيع والدعم والاهتمام من قبل المسؤولين ونحن في انتظار الاجتماع مع الشركة المنظمة لعرض جميع المبادرات المقدمة من القطاعين بعد حصرها وتوضيح سبل الاستفادة منها".
المستقبل تراه رجب مشرقاً بقولها: "أرى مستقبل باهر ومشرق في ظل القرارات الصادرة من الدولة بدعم عمل المرأة، وبالطموح والعزيمة والإصرار ومواجهة التحديات وبعد التوكل على الله أولاً وأخيراً بالإمكان تنمية مشروعي وزيادة ايراداته والتوسع داخل المملكة وخارجها"، مضيفة: "نفتقد لبعض القوانين والأنظمة التي تساند شابات الأعمال وتدعمهن نحو الابداع والابتكار وتوفر لهن الحماية اللازمة لحقوقهن، كما تحتاج الشابة لوعي ومعرفة بالأنظمة الحكومية، ولثقتها في قدراتها وإمكانياتها".