استضافت جامعة جنوب الوادي المستشرق الأمريكي المسلم البروفيسور ( بيتر رايت ) أستاذ علوم الأديان بجامعة نورث كارولينا بالولايات المتحدة وأحد المهتمين بالدراسات الإسلامية و حوار الحضارات في المجتمع الأمريكي .
وفى حواره أكد البروفيسور رايت على ضرورة وجود حوار بين الحضارات معتبراً أن الصورة ليست قاتمة وأن الغرب في الحقيقة عبارة عن طيف من الألوان مما يهيئ فرص و إمكانية تحقيق التلاقي في العلاقة بين الإسلام والغرب.. كما أشار المستشرق الأمريكي إلى أن القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزل للعالم و ليس لفئة أو منطقة محددة، وأن السبيل إلى الله مفتوح لكل إنسان في أي مكان وزمان.
وقد توالت أسئلة الحضور من طلبة وأعضاء هيئة التدريس حيث سجلت " عربيات " فيما يلي بعض المقتطفات من الحوار:
كيف بدأت رحلتك إلى اعتناق الإسلام؟
أثناء دراستي لمادة تاريخ الفكر الأوروبي وجدت بعض المعلومات عن الفيلسوف الإسلامي ابن رشد الذي عرفت من خلال دراستي أنه فيلسوف مسلم درست نظرياته في جامعات أوروبا رغم أن جامعات المسلمين قد أحرقت مؤلفاته.... وحاولت الإبحار في فلسفة ابن رشد الذي جعلني أشعر بأن هناك تداخل بين الشرق والغرب.. وأثناء دراستي لفكر ابن رشد.. وتحديدا في عام 1979 شاهدت في الجامعة مظاهرة ساخنة قام بها بعض الطلبة الإيرانيين ضد حاكم إيران و رأيت الغضب والنقمة على سياسة أمريكا.. وبعد فترة ودون أن أدري وجدت نفسي أتعمق في قراءة الفكر الإسلامي وأشهر إسلامي بقناعة تامة.. لقد حطم الرسول صلى الله عليه وسلم الأصنام الموجودة بجوار الكعبة وحان الوقت لكي نحطم أصنام أفكارنا باستيعاب كامل للرسالة الإسلامية العالمية.
ماهو أثر اعتناق الإسلام على حياتك ؟
الدين الإسلامي جعلني أشعر بالراحة من خلال العبادات و الصلوات الخمس التي تجدد العلاقة بين الخالق والمخلوق .. وتلك العلاقة أعتبرها من العلاقات التي يفتقدها المجتمع الأمريكي فهي تمنح الإنسان الثبات والإيمان بالقضاء والقدر.. وببساطة أستطيع أن أقول أنني بعد الإسلام أصبحت منشغلاً بالعبادات وابتعدت عن صخب الحياة والاحتفالات لقناعتي بأن السعادة لا تكمن فيها... وبفضل الله قد وجدت المساندة من أسرتي التي تحولت كذلك إلى الإسلام... ولا أنكر بأنه قد مرت منا أيام عصيبة حيث كنا الأسرة الوحيدة المسلمة في المنطقة وتحيط بنا مغريات كثيرة لكن شذوذنا عن النسيج الاجتماعي للمنطقة التي نعيش فيها جعل الناس يطرحون الأسئلة على أنفسهم ويتحاورون معنا لاستيعاب هذا التغيير الذي طرأ على حياتنا.
أنت مسلم أمريكي فما هي قراءتك لممارسات أمريكا في أفغانستان والعراق.. وماذا عن تأييد الولايات المتحدة الدائم لإسرائيل ؟
أنا لا أستطيع أن أدافع عن الموقف الأمريكي في كل هذه الدول.. وأرى أن أمريكا قد أهدرت الوقت والمال لصنع الأمان والحماية.. ومع الأسف تلك الأهداف لم تتحقق.. وللعلم فالغضب والتذمر من السياسة الأمريكية لايقتصر على العالم الإسلامي بل أصبحت ظاهرة ملموسة حتى في الأوساط المسيحية واليهودية وشهدت أمريكا مظاهرات عديدة من فئات مختلفة ضد بوش حتى لا يتوج رئيسا لأمريكا لفترة ثانية.. ولكن مع الأسف كانت الأكثرية للأصوات المؤيدة لهذه السياسة.
من وجهة نظرك ماهي الوسيلة المثلى لوصول الدين الإسلامي إلى الغرب ؟
هذه قضية مهمة ويجب أن نضعها في بؤرة الاهتمام.. نحن نحتاج لتوظيف كافة الوسائل المتوفرة و التي تجعل الإسلام يصل بصورته الصحيحة إلى المجتمع الأمريكي وأخص بالذكر توظيف الإعلام فهو الأداة الأكثر أهمية وتأثيراً... فعلى سبيل المثال مؤخرا تم عرض فيلم في الولايات المتحدة عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وكان له أثر كبير في نفوس الناس أدى إلى اعتناق بعضهم للإسلام بمجرد التفكير في هذه الشخصية العظيمة صاحب الرسالة الخاتمة والصالحة لكل زمان ومكان.
يعتبر البعض في عالمنا العربي أن أمريكا أرض الأحلام، فكيف يراها البروفيسور بيتر ؟
ترسخت صورة مثالية عن المجتمع الأمريكي لدى بعض الناس ومع الأسف تلك الصورة لاتعكس كل الحقيقة بل وليست موجودة في أرض الواقع فالمجتمع الأمريكي يفتقد اليوم للترابط الأسري ويعاني من مشكلات عديدة تهدد كيانه فهناك ارتفاع كبير في نسبة الجريمة.. وصدق أولاتصدق هناك أكثر من 30 مليون أمريكي يعجزون عن الذهاب إلى الطبيب المعالج لعدم وجود تأمين صحي... لذلك أندهش عندما ألتقي بأبناء العالم العربي والإسلامي وأجدهم ينسجون صورة من الخيال عن أرض الأحلام بالرغم من أن الواقع يخالف ذلك .
هل هناك تناقض بين الإسلام والديمقراطية؟
أقوم بتدريس مقدمة عن الحضارة الإسلامية منذ فجر الإسلام ودائما أضع ملاحظات لطلابي حول كلمات الديمقراطية والرأسمالية والحرية وأطلب منهم أن يرجعوا إلى القاموس للبحث عن معنى كل كلمة وأؤكد لهم أنهم لن يشعروا بالحرية إلا إذا كانت هناك ديمقراطية.. وكدارس للتاريخ الإسلامي أعلم كيف كانت العلاقة بين الخليفة والولاة والرعية تمثل الديمقراطية وهذا يؤكد عدم وجود تناقض بين الإسلام والديموقراطية .. وأي فرد يشكك في ذلك عليه أن يرجع إلى حياة الرسول عليه الصلاة والسلام الذي رسخ مبدأ الشورى بين المسلمين .
تحدثت عن دور الإنتاج الفني والإعلامي في نشر الإسلام ولكن ماذا عن الأفراد كيف بوسعهم أن يستثمرون تقنيات الاتصال الحديثة لإيصال هذه الرسالة بالشكل المطلوب؟
مطلوب منا أن نوضح لغير المسلمين الصورة الصحيحة للإسلام باستغلال التطور التكنولوجي والانترنت لنوفر معلومات مبسطة ومدعمة بالأدلة وبلغات مختلفة حتى تكون بمتناول من يبحثون بشغف عن معلومات على شبكة الإنترنت ومن واجبنا أن نوفر الإجابات على جميع الأسئلة التي تتصارع بداخل غير المسلمين قبل أن يطمئن قلبهم بالإيمان.
من وجهة نظركم ماهي الأسباب التي دعت أمريكا لشن حربها على العراق ؟
أسباب كثيرة وراء الحرب واتجاه أمريكا نحو التدخل في الشرق الأوسط.. أولها وجود إسرائيل التي سعت إلى تدمير الاستقرار العربي، فتدمير قوى كبيرة مثل العراق بالإضافة إلى السيطرة على البترول تعد أسباب كافية للتورط في تلك الحرب... أما بقية الذرائع مثل أسلحة الدمار الشامل فقد انتهى حكم صدام وطافت القوات الأمريكية العراق جنوبا وشمالا ولم يظهر جرام واحد من أسلحة الدمار الشامل، كما لم تقدم الإدارة الأمريكية دليلا واحدا على صدق أسباب إعلانها الحرب على العراق.
وفى حواره أكد البروفيسور رايت على ضرورة وجود حوار بين الحضارات معتبراً أن الصورة ليست قاتمة وأن الغرب في الحقيقة عبارة عن طيف من الألوان مما يهيئ فرص و إمكانية تحقيق التلاقي في العلاقة بين الإسلام والغرب.. كما أشار المستشرق الأمريكي إلى أن القرآن الكريم كتاب الله الذي أنزل للعالم و ليس لفئة أو منطقة محددة، وأن السبيل إلى الله مفتوح لكل إنسان في أي مكان وزمان.
وقد توالت أسئلة الحضور من طلبة وأعضاء هيئة التدريس حيث سجلت " عربيات " فيما يلي بعض المقتطفات من الحوار:
كيف بدأت رحلتك إلى اعتناق الإسلام؟
أثناء دراستي لمادة تاريخ الفكر الأوروبي وجدت بعض المعلومات عن الفيلسوف الإسلامي ابن رشد الذي عرفت من خلال دراستي أنه فيلسوف مسلم درست نظرياته في جامعات أوروبا رغم أن جامعات المسلمين قد أحرقت مؤلفاته.... وحاولت الإبحار في فلسفة ابن رشد الذي جعلني أشعر بأن هناك تداخل بين الشرق والغرب.. وأثناء دراستي لفكر ابن رشد.. وتحديدا في عام 1979 شاهدت في الجامعة مظاهرة ساخنة قام بها بعض الطلبة الإيرانيين ضد حاكم إيران و رأيت الغضب والنقمة على سياسة أمريكا.. وبعد فترة ودون أن أدري وجدت نفسي أتعمق في قراءة الفكر الإسلامي وأشهر إسلامي بقناعة تامة.. لقد حطم الرسول صلى الله عليه وسلم الأصنام الموجودة بجوار الكعبة وحان الوقت لكي نحطم أصنام أفكارنا باستيعاب كامل للرسالة الإسلامية العالمية.
ماهو أثر اعتناق الإسلام على حياتك ؟
الدين الإسلامي جعلني أشعر بالراحة من خلال العبادات و الصلوات الخمس التي تجدد العلاقة بين الخالق والمخلوق .. وتلك العلاقة أعتبرها من العلاقات التي يفتقدها المجتمع الأمريكي فهي تمنح الإنسان الثبات والإيمان بالقضاء والقدر.. وببساطة أستطيع أن أقول أنني بعد الإسلام أصبحت منشغلاً بالعبادات وابتعدت عن صخب الحياة والاحتفالات لقناعتي بأن السعادة لا تكمن فيها... وبفضل الله قد وجدت المساندة من أسرتي التي تحولت كذلك إلى الإسلام... ولا أنكر بأنه قد مرت منا أيام عصيبة حيث كنا الأسرة الوحيدة المسلمة في المنطقة وتحيط بنا مغريات كثيرة لكن شذوذنا عن النسيج الاجتماعي للمنطقة التي نعيش فيها جعل الناس يطرحون الأسئلة على أنفسهم ويتحاورون معنا لاستيعاب هذا التغيير الذي طرأ على حياتنا.
أنت مسلم أمريكي فما هي قراءتك لممارسات أمريكا في أفغانستان والعراق.. وماذا عن تأييد الولايات المتحدة الدائم لإسرائيل ؟
أنا لا أستطيع أن أدافع عن الموقف الأمريكي في كل هذه الدول.. وأرى أن أمريكا قد أهدرت الوقت والمال لصنع الأمان والحماية.. ومع الأسف تلك الأهداف لم تتحقق.. وللعلم فالغضب والتذمر من السياسة الأمريكية لايقتصر على العالم الإسلامي بل أصبحت ظاهرة ملموسة حتى في الأوساط المسيحية واليهودية وشهدت أمريكا مظاهرات عديدة من فئات مختلفة ضد بوش حتى لا يتوج رئيسا لأمريكا لفترة ثانية.. ولكن مع الأسف كانت الأكثرية للأصوات المؤيدة لهذه السياسة.
من وجهة نظرك ماهي الوسيلة المثلى لوصول الدين الإسلامي إلى الغرب ؟
هذه قضية مهمة ويجب أن نضعها في بؤرة الاهتمام.. نحن نحتاج لتوظيف كافة الوسائل المتوفرة و التي تجعل الإسلام يصل بصورته الصحيحة إلى المجتمع الأمريكي وأخص بالذكر توظيف الإعلام فهو الأداة الأكثر أهمية وتأثيراً... فعلى سبيل المثال مؤخرا تم عرض فيلم في الولايات المتحدة عن سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وكان له أثر كبير في نفوس الناس أدى إلى اعتناق بعضهم للإسلام بمجرد التفكير في هذه الشخصية العظيمة صاحب الرسالة الخاتمة والصالحة لكل زمان ومكان.
يعتبر البعض في عالمنا العربي أن أمريكا أرض الأحلام، فكيف يراها البروفيسور بيتر ؟
ترسخت صورة مثالية عن المجتمع الأمريكي لدى بعض الناس ومع الأسف تلك الصورة لاتعكس كل الحقيقة بل وليست موجودة في أرض الواقع فالمجتمع الأمريكي يفتقد اليوم للترابط الأسري ويعاني من مشكلات عديدة تهدد كيانه فهناك ارتفاع كبير في نسبة الجريمة.. وصدق أولاتصدق هناك أكثر من 30 مليون أمريكي يعجزون عن الذهاب إلى الطبيب المعالج لعدم وجود تأمين صحي... لذلك أندهش عندما ألتقي بأبناء العالم العربي والإسلامي وأجدهم ينسجون صورة من الخيال عن أرض الأحلام بالرغم من أن الواقع يخالف ذلك .
هل هناك تناقض بين الإسلام والديمقراطية؟
أقوم بتدريس مقدمة عن الحضارة الإسلامية منذ فجر الإسلام ودائما أضع ملاحظات لطلابي حول كلمات الديمقراطية والرأسمالية والحرية وأطلب منهم أن يرجعوا إلى القاموس للبحث عن معنى كل كلمة وأؤكد لهم أنهم لن يشعروا بالحرية إلا إذا كانت هناك ديمقراطية.. وكدارس للتاريخ الإسلامي أعلم كيف كانت العلاقة بين الخليفة والولاة والرعية تمثل الديمقراطية وهذا يؤكد عدم وجود تناقض بين الإسلام والديموقراطية .. وأي فرد يشكك في ذلك عليه أن يرجع إلى حياة الرسول عليه الصلاة والسلام الذي رسخ مبدأ الشورى بين المسلمين .
تحدثت عن دور الإنتاج الفني والإعلامي في نشر الإسلام ولكن ماذا عن الأفراد كيف بوسعهم أن يستثمرون تقنيات الاتصال الحديثة لإيصال هذه الرسالة بالشكل المطلوب؟
مطلوب منا أن نوضح لغير المسلمين الصورة الصحيحة للإسلام باستغلال التطور التكنولوجي والانترنت لنوفر معلومات مبسطة ومدعمة بالأدلة وبلغات مختلفة حتى تكون بمتناول من يبحثون بشغف عن معلومات على شبكة الإنترنت ومن واجبنا أن نوفر الإجابات على جميع الأسئلة التي تتصارع بداخل غير المسلمين قبل أن يطمئن قلبهم بالإيمان.
من وجهة نظركم ماهي الأسباب التي دعت أمريكا لشن حربها على العراق ؟
أسباب كثيرة وراء الحرب واتجاه أمريكا نحو التدخل في الشرق الأوسط.. أولها وجود إسرائيل التي سعت إلى تدمير الاستقرار العربي، فتدمير قوى كبيرة مثل العراق بالإضافة إلى السيطرة على البترول تعد أسباب كافية للتورط في تلك الحرب... أما بقية الذرائع مثل أسلحة الدمار الشامل فقد انتهى حكم صدام وطافت القوات الأمريكية العراق جنوبا وشمالا ولم يظهر جرام واحد من أسلحة الدمار الشامل، كما لم تقدم الإدارة الأمريكية دليلا واحدا على صدق أسباب إعلانها الحرب على العراق.