مقال " ستيفين ستالينسكي "
الرد باللغة الإنجليزية

اتهم " ستيفين ستالينسكي " العائلة المالكة السعودية بمعاداة السامية في مقال نشره في مجلة (( ناشيونال ريفيو )) في 28 إبريل 2004م ، وقد استهل مقاله بهذا الاتهام مستنداً إلى مواقف الحكومة السعودية وبعض أفراد العائلة المالكة من اليهود قائلاً :" العائلة الملكة السعودية تتزعم حملة الكراهية ضد اليهود في نظامها التعليمي والإعلام والمساجد وسياستها الخارجية " .... واستند في استنتاجه أيضاً إلى عدة مواقف تمثل توجهات ومواقف للقيادات السعودية ابتداءًا بالملك سعود رحمه الله وانتهاءًا بالملك فهد حفظه الله واعتبرهم جميعاً أعداء لليهود واليهودية ؛ وأتت اتهاماته كما استعرضها في مقاله بالعديد من الأمثلة .

ومن منطلق توضيح هذه القضية وبالتحليل المنطقي أقف على عدة حقائق :

أولاً: يتضح أن الكاتب كان على عجالة من أمره لينشر مقاله فأعتمد على اقتباس مجموعة من النصوص ذات العلاقة ونسخها ولصقها دون وعي أو دراسة فاجتثها من أصولها التاريخية ومعانيها والأحداث التي رافقتها بغرض إضافة اسمه على لائحة الحملة الصهيونية ضد المملكة ليكتسب بذلك الشهرة.

ثانياُ: أغفل الكاتب حقيقة أن قضية فلسطين كانت التزاماً اتخذه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز رحمة الله الأب والموحد للشعب السعودي بدليل مقولته الشهيرة التي أرسلها إلى الحكومة البريطانية وقال فيها : (( إني أفضل أن تفنى الأموال والأولاد والذراري ولا يتأسس لليهود ملك في فلسطين )).

وكان من باب أولى أن يتمعن الكاتب في التوجه الحقيقي السعودي تجاه القضية الفلسطينية وبأنها تعد أهم أولويات الملك عبدالعزيز التي شكلت سياسته الخارجية و التي لم يتنازل عنها قط ويبرهن ذلك ما تمخض عنه لقاءه التاريخي مع الرئيس الأمريكي روزفلت في مصر عام 1945م حينما وعد فيها الرئيس روزفلت الملك عبدالعزيز بعدم تشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين وألا يُعرّض القضية الفلسطينية للخطر بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين وهو وعد لم يفي به أياً من رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية بعد روزفلت بل على العكس عملوا بما يناقض ما وعد به روزفلت ، في الوقت الذي التزم به الملك عبد العزيز رحمه الله وكافة أبنائه من ملوك المملكة العربية السعودية بدون استثناء وساهموا في دعم النضال الفلسطيني وبذلوا في سبيل دعم القضية الفلسطينية ما استطاعوا وقدموا لها جميع أشكال الدعم المادي والمعنوي والاعلامي والسياسي لعلمهم بأن سلب الفلسطينيين حق العيش على أرضهم ظُلم وتجني وأنه سيشكل تهديداً خطيراً للعالم العربي والإسلامي وهذا ما تشهده الآن الشعوب الإسلامية والعربية من ممارسات الصهيونية العالمية التي أصبحت تهدد أمن العالم بأكمله.

وقد أكدت المملكة التزامها من خلال ميثاق جامعة الدول العربية الذي عقد في مدينة " أنشاص " بمصر عام 1946م والذي مثل فيه ولي العهد آنذاك الأمير سعود بن عبدالعزيز والده الملك عبدالعزيز رحمهما الله للتوقيع عليه ونص القرار (( على أن القضية الفلسطينية هي قضية الدول العربية جمعاء وليست فقط قضية الفلسطينيين ومنذ ذلك الوقت والصراع قائم بين الصهيونية والدول العربية )).

وفي سبيل هذا الالتزام عانت المملكة العربية السعودية كثيراً ودفعت ثمناً باهظاً للوفاء بالعهد والالتزام بالوعد وتحملت تبعاته داخلياً وخارجياً حيث تشهد حالياً موجات العنف المسلح والإرهاب داخلياً وحملات التشويه الإعلامية والضغوط السياسة والدبلوماسية خارجياً للتحلل من هذا الالتزام؛ ذلك لأن المملكة العربية السعودية تشكل قوة أقتصادية ولها ثقل إسلامي وعربي يقف في وجه الأطماع الصهيونية للامتداد والتغلغل في الكيان العربي والسيطرة عليه.

وفي سبيل هذا الإلتزام عانت المملكة العربية السعودية كثيراً ودفعت ثمناً باهظاً للوفاء بالعهد والالتزام بالوعد وتحملت تبعاته داخلياً وخارجياً حيث تشهد حالياً موجات العنف المسلح والإرهاب داخلياً وحملات التشويه الإعلامية والضغوط السياسة والدبلوماسية خارجياً للتحلل من هذا الالتزام؛ ذلك لأن المملكة العربية السعودية تشكل قوة اقتصادية ولها ثقل اسلامي وعربي يقف في وجه الأطماع الصهيونية للامتداد والتغلغل في الكيان العربي للسيطرة عليه.

لذا فإن المصطلح الأمثل للاستخدام في هذا الطرح لشعب المملكة العربية السعودية وقيادته هو بالتأكيد (( معاداة الصهيونية )) وليس (( معاداة السامية )) ولك لعدة أسباب يأتي في مقدمتها:


إشارة الدكتور ألفريد لينثينتال "اليهودي الأصل" الذي زار المملكة عام 1955 م وقابل الملك سعود بن عبدالعزيز وكتب مقاله الشهير ( الملك وأنا ) وفي شرحه عن السامية يقول : (( العداء للصهيونية يجب ألا يكون مرادفاً للعداء للسامية وهو الفكر العنصري الموجه ضد اليهود ، ولا يجب أن تكون الصهيونية التي أسست لتوطين اليهود كقوم أن تكون مرادفة الديانة اليهودية )). ثم يقول : (( كلمة العداء للسامية هي مرادفات لفظية مغلوطة فاليهود يمثلون 10% من اليهود الساميين ، وأن الأغلبية الكبرى من الشعوب اليهودية في العالم اليوم عاجزين عن تتبع جذورهم إلى فلسطين ، ولذلك فهم ليسوا شعوب سامية )) لأن 90 % من يهود العالم هم أحفاد الخازاريين الذين اعتنقوا اليهودية وموطنهم الأصلي يقع جنوب الاتحاد السوفييتي وقد يكون السيد ستالينسكي أحدهم.

ونستنتج من هذه الحقائق أن اليهود هم المعاديين للسامية وذلك بمحاربتهم للعرب الذين يشكلون 90% من الشعوب السامية ، لذلك فإن أطروحته برمتها هي مغالطات متعمتدة وقع فيها لأسباب سياسية ، صهيونية ، استيطانية ، وتوسعية.

ومما تطرق له السيد ستالينسكي في مقاله قرارالسعودية منع اليهود الدخول الى المملكة ، ولكنه أغفل أن هذا الوضع لا ينطبق على السكان اليهود من دول أخرى - غير إسرائيل - ممن يحملون جوازات سفر أمريكية او بريطانية وغيرها والذين أتوا الى السعودية للعمل ضمن شركات أوكممثلين لحكوماتهم لعدم وجود مايوضح الديانة في جوازات سفرهم ، وتم استقبالهم في المملكة العربية السعودية بموجب اتفاقيات تجارية ثنائية أو بموجب أنظمة التمثيل الدبلوماسي بين السعودية ودولهم ..... أما القرار السعودي بمنع الاسرائيليين من دخول الأراضي السعودية فإن ذلك يعود لعدم اعتراف السعودية بالكيان الصهيوني المسمى ( دولة إسرائيل ) "والذي لايعترف بدوره بالمملكة " حيث لايوجد أي نوع من أنواع التمثيل الدبلوماسي أو التعاون التجاري ، بل على العكس نجد أن الصراع متأزم على المستويين السياسي والشعبي ، ولن يأتي ذلك اليوم الذي سيحلم فيه الصهاينة بأي نوع من أنواع التطبيع طالما أنهم محتلين لأرض فلسطين المقدسة .

وفيما يخص تصريح سمو وزير الداخلية الأمير نايف الذي أشار إليه كاتب المقال حول أحداث الحادي عشر من سبتمبر وتداعياتها تظل حقيقة ماثلة للعيان ولا تدع مجالاً للشك من أن الكيان الصهيوني يعتبر المستفيد الأول من تبعات هذه الهجمة التي قدمت خدمات جليلة وتسهيلات للصهيونية العالمية " والتي أغفلها الكاتب ". ومن يستطيع أن ينكر هذه الحقيقة !؟ .... وقد كان على الكاتب أن يضمن طرحه تأثير اللوبي اليهودي على مجلس الشيوخ الأمريكي والإدارة الأمريكية والإعلام الأمريكي في التصويت والتحزب للسياسات والإجراءات التي تخدم الكيان الصهيوني وتصب في مصلحته مباشرة وتعادي كل من يتصدى للمد والتغلغل الصهيوني.

فلولا الدعم المباشر من أغلبية أعضاء مجلس الشيوخ من اليهود للصهيونية التي تمول الإعلام الأمريكي وتسخره لصالحها لكان من المنطقي ألا تنحاز الولايات المتحدة الأمريكية إلى الكيان الصهيوني وتفضل صداقة " دويلة " صغيرة ( كإسرائيل ) تملك السلاح النووي الوحيد في المنطقة وتدعمها بالمساعدات المالية أكثر من أي دولة في العالم مغامرةً بعلاقتها بتكتل إسلامي يمتد من المحيط إلى الخليج يمثل قرابة 1.5 بليون مسلم.

وأخيراً فإن السعوديون حكومةً وشعباً هم آخر من يمكن أن يطلق عليهم (( معاديي السامية )) لأن الإنسان لا يعادي نفسه أو أبناء جلدته!! .

فلقد نشأ ملوك المملكة العربية السعودية في كنف والدهم المؤسس الملك عبدالعزيز الذي رباهم ليكونوا محاربيين وسياسيين مؤمنين بقوة الله محنكيين وواعيين لمصالح أمتهم الإسلامية ، فاستقوا رؤيته هذه وتغذوا على مبدأ محاربة الظلم أياً كان مما جعل بلدهم الآن محاربة بضراوة ممن يمتهن الظلم ويدعمه من أنصار الصهيونية العالمية.

و البلاد الآن تدفع ثمن هذا العهد متمثلاً في محاولات الصهيونية العالمية تفرقة الصف الشعبي ، وتخريب العلاقات العربية - العربية ، والعلاقات العربية – الأمريكية ، وتهديد الأمن وتأجيج الإرهاب الداخلي حيث أكد على هذا الكلام ولي العهد الأمير عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتصريحه بعد أحداث ينبع الأخيرة بأن وراء هذه الأحداث الصهيونية العالمية بنسبة 95% ، فهي العدو الحقيقي للإسلام والذي يجب محاربته بدلاً من محاربة بعضنا البعض .... والذي يدل على ذلك أن الذين قاموا بالهجمات الارهابية ضد الشعب السعودي وكل من يقيم على أرض الحرمين يعملون تحت قيادات سعودية موجودة في بلاد الغرب التي تدعي الديموقراطية ومكافحة الإرهاب الممول من الصهيونية الارهابية .

وأخيراً وليس آخراً ، فإن الوقوف في صف واحد أمام العدو هو الخيار الوحيد أمامنا بعد أن " بلغ السيل الزبى " ...