حملة "مليون توقيع" لفتح الحدود بين المغرب والجزائر تلقى تأييدا واسعا بالمغرب
جاء في سياق العريضة الإلكترونية التي أطلقها ناشطون مغاربة "منظمة العمل المغاربي" في إطار حملة 'المليون توقيع" لفتح الحدود البرية بين الجزائر والمغرب.
ودَعت "منظمة العمل المغاربي" إلى العمل من أجل تفعيل الوحدة المغاربية، وإطلاق سير التعاون بين الدول المغاربية الخمس، واستدراك ما فات من وقت اعتبرته المنظمة ضائعاً خسرت فيه شعوب المنطقة الكثير من المنافع الاقتصادية والسياسية، ودخلت فيه دوامة من الصراعات الضيقة، متمنية أن تتحول أقوال المسؤولين المغاربة إلى أفعال، حسب ما أفاد به موقع المنظمة.
جدير بالذكر أن منظمة العمل المغاربي تأسست بمدينة مراكش يوم الأحد 19 حزيران/ يونيو 2011، و من أهدافها التحسيس بأهمية فتح الحدود بين المغرب والجزائر- بعد أن دام إغلاق الحدود 8 سنوات- وأهمية تفعيل الاتحاد المغاربي، وتحريك عجلة التعاون الاقتصادي والتجاري والدبلوماسي بين البلدان الخمسة المُشكّلة للاتحاد.
المبادرة تلقى تأييداً واسعاً بين المغاربة
العريضة الإلكترونية لاقت تأييداً واسعاً من طرف فعاليات المجتمع المدني بالمغرب، خاصة بتوقيع أكثر من 5000 شخص عليها من دول مختلفة منها المغرب وأمريكا وبلجيكا وفرنسا ودبي وحتى الجزائر، مما يظهر وعياً بضرورة فتح الحدود، على حد تعبير رئيس المنظمة علال الأزهر.
وأضاف الأزهر: " أمام هذه الخطوة المدنية وما تحمله من دلالات عميقة لإرادة الشعوب في حل النزاعات المفتعلة وكذلك الإشارات الإيجابية التي ما فتئت الدول المغربية ترسلها إلى القادة الجزائريين، تنتظر شعوب المنطقة أن ينزع حكام الجزائر الصمغ من أذانهم كي ينصتوا لنبض الشعوب ويختاروا تحقيق التكامل والتعامل بحسن الجوار، كما أفادت بذلك جريدة "كود" الإلكترونية.
سياسة العالم الافتراضي وهمية
ورصدت صفحة فيسبوكية انطباعات بعض الشباب الجزائري حول مبادرة النشطاء المغاربة، حيث ندد "محمد من وهران"، - أحد الرافضين للتوقيع على العريضة- في حديثه لــ عربيات ، بالمبادرة معتبراً سياسة العالم الافتراضي وهمية وغير مجدية فما عجزت عنه السياسة لن يحققه توقيع إلكتروني موضحاً: "السياسة تُدرس في الواقع و ليس عبر العالم الافتراضي (الانترنت)، وجمع مليون توقيع مضيعة للوقت لن يغير من الأمر شيء، وهو مجرد تسلية فقط لأنه عالم افتراضي، خاصة مع إمكانية التصويت أكثر من مرة، أفيقوا من سباتكم المغرب العربي أصبح من الأحلام".
وأشار "علي عبد الهادي مؤطر"- تربوي 35 سنة مقيم بــ "عنابة"- بأن المجتمع المدني الجزائري غير راض عن المبادرة بأي شكل من الأشكال، مشيراً إلى أنه ضد فتح الحدود مع المغرب: "لايجب أن تكون مثل هذه المبادرات مغربية، لأن موقف المغرب و المغاربة واضح من قضية فتح الحدود، فوجهة نظري أن الشعب المغربي وحده بوسعه الضغط على حكومته وليس نحن، و إلا فإن الجزائر حكومة و شعبا سواء".
وتساءل أحد الموقعين على العريضة في حديثه لــعربيات: "لماذا لم تستجب السلطات الجزائرية مع بداية تبادل الزيارات العملية في بعض القطاعات، داعياً الجزائر إلى النظر صوب المستقبل والاتسام بالوضوح في علاقتها مع المغرب و أن تجعل بناء المغرب الكبير صوب أعينها.
العالم الافتراضي كفيل بصناعة التغيير
أكد عبد الجليل أدريوش -المنسق العام للاتحاد العربي للصحافة الالكترونية بالمغرب- في اتصال مع عربيات على أن حملة المليون توقيع من أجل فتح الحدود مابين المغرب والشقيقة الجزائر تعتبر جريئة من نوعها وتهدف إلى توطيد العلاقة بين البلدين الشقيقين على المستوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي .
ونفى أدريوش أن تكون الحملة وهمية وافتراضية بالقول: "بعد موجة الربيع العربي أصبح القول بافتراضية الحملات على الإنترنت متجاوزاً، فالعالم الافتراضي هو الذي أشعل نار الثورات العربية وأطاح بزعماء دول عرب وعلينا أن نعترف أن العالم الافتراضي هو الوحيد الكفيل بصناعة التغيير الذي عجزت عنه سياسة الحكومات" .
وطالب ادريوش أن يكون الإعلام المغربي والجزائري مفتوحاً تحت إطار "إعلاميون بلا حدود" من أجل التأسيس لمغرب كبير نترفع من خلاله على الحسابات السياسية الضيقة، مشيراً إلى أن لقاءات وندوات ومشاورات تجمع جزائريين ومغاربة بمواقع التواصل الاجتماعي مما يعزز فتح الحدود بالعالم الافتراضي بين الشعبين،على حد تعبيره.
وتجدر الإشارة أن "منظمة العمل المغاربي" تسعى إلى الدفع ببناء أسس جديدة للعمل الواحد في المنطقة، عبر تجنيد جميع الفعاليات واستثمار كل الإمكانيات المتاحة؛ من أجل الدعوة لبناء الاتحاد المغاربي كتكتل اقتصادي وسياسي وحضاري واعد، داعية كل صناع القرار في المنطقة إلى التجاوب مع المطالب الشعبية الرامية إلى تحقيق الوحدة والاندماج وتفعيل مختلف الاتفاقيات المبرمة في دول المنطقة.