الانتخابات التكميلية بمجلس النواب البحريني ترفع مشاركة المرأة إلى 4 مقاعد
حصدت الكويتيات أربعة مقاعد بمجلس الأمة بعد تغيير طريقة الانتخابات بالكويت في العام 2009، وأفسحت الانتخابات التكميلية بالبحرين في 2011 إلى بلوغ إجمالي البحرينيات بمجلس النواب إلى أربعة أيضاً، إذ فازت سوسن تقوي بالتزكية في الانتخابات التكميلية في 24 من سبتمبر/ أيلول الماضي، وبالانتخاب فازت كل من ابتسام هجرس، وسمية الجودر، إلى جانب المقعد الذي تحتفظ به لطيفة القعود منذ انتخابات 2006، ومع فوز هجرس والجودر بالانتخاب خلال جولة الإعادة للانتخابات التكميلية والمعقودة في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، كسرت البحرينية لعنة الوصول بالتزكية لمقر المجلس.
أربعة مقاعد بمجلس النواب البحريني من أصل 40 بيد المرأة، ثلاثة منها حصدتها في الانتخابات التكميلية التي أجريت بعد انسحاب كبرى القوى السياسية المعارضة في البحرين (كتلة الوفاق الوطني الإسلامية)، والمؤلفة من 18 نائبا، منتصف فبراير/ شباط الماضي، احتاجاً على الأحداث التي شهدتها البلاد، حسبما أعلنت الكتلة في وقت سابق.
ودعت عدد من الجمعيات السياسية المعارضة جماهيرها إلى مقاطعة الإنتخابات التكميلية. وباستثناء جمعية الرابطة الإسلامية- تيار المرحوم المدني-، غابت الجمعيات السياسية المعارضة والموالية منها، عن المشاركة في الانتخابات التكميلية.
366 صوت ترجح كفة هجرس، و1725 لـ الجودر
وفيما لم يتم التصريح عن نسبة المشاركين في الانتخابات التكميلية بشكل منفصل عن مجموع نسبة المشاركة في تشكيل مجلس النواب، فقد أعلنت اللجنة العليا للإشراف على سلامة الانتخابات عن بلوغ نسبة المشاركة الاجمالية في تشكيل مجلس النواب 51.4%.
و فازت سيدة الأعمال ابتسام هجرس بـ (366 صوتا) على منافسها هاشم العلوي (312 صوتا) في الدائرة الثالثة بمحافظة العاصمة، فيما فازت الدكتورة سمية الجودر بـ (1725 صوتا)، على منافسها أسامة الخاجة ( 1660 صوتا) عن (أولى الوسطى)، ورغم حصول مرشحة (ثامنة الشمالية) المهندسة سيما اللنجاوي على (2424 صوتا)، إلا أنها أخفقت في الوصول للمقعد، قبالة منافسها محمد بوقيس الفائز بـ (2999 صوتاً).
إشادة رسمية
وبدوره أشاد عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة بوصول أربع بحرينيات إلى المجلس النيابي، وأكد العاهل على أن هذا "دليل على ثقة الشعب واعتزازه بدور المرأة البحرينية في مسيرة البناء والإصلاح، وفي النهج الديمقراطي المتقدم".
ونفى المجلس الأعلى للمرأة البحريني -الجهة الرسمية المعنية بالمرأة- دعمه المادي للمرشحات، وأكد المجلس في تصريح له على دعمه المعنوي المتمثل في تقديم الاستشارات النوعية بمجال الانتخابات لجميع المترشحات المشاركات في برنامج التمكين السياسي، التابع للمجلس، ويأتي من ضمنها كيفية الحصول على مصادر التمويل، رداً على ما أشيع عن قيام المجلس بدعم مرشحات.
هذا وقد أبدت النائبة سوسن تقوي بصفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فرحها لوصول زميلتيها هجرس والجودر بالاقتراع، والذي أعدته "دليل على قوة المرأة البحرينية".
الجودر: محاسبة المسئولين عن الفساد الإداري و المالي
وأشارت النائبة الدكتورة سمية الجودر في تصريح خاص لـ عربيات إلى أن خبرتها وكفأتها وعملها طيلة 30 عاماً كطبيبة ومتطوعة في مجالات عدة، كانت المعول الأساسي لحصولها على ثقة الناخبين، وأضافت: "آمل أن أضيف إضافة مميزة بوصولي للمجلس بالتعاون مع جميع النواب بهدف الوصول إلى ما نصبو إليه من أمن وتنمية ولحمة وطنية".
وبشأن أهم المحاور التي ستركز عليها الجودر، أوضحت: "قسمت المحاور إلى عدة أصناف حسب احتياجات المنطقة، ففي الجانب الاقتصادي سأركز على مشكلة البطالة، والسعي إلى دعم أصحاب المشاريع الصغيرة، وفي الجانب الاجتماعي سأركز على تطوير الخدمات الإسكانية، وفي الجانب السياسي سأستخدم الأدوات الرقابية للمجلس النيابي لرقابة ومحاسبة المسئولين عن الفساد الإداري و المالي، أما في الجانب الحقوقي، سأسعى لطرح مشروع قانون حماية المجتمع من عدوى نقص المناعة المكتسبة (الإيدز)، وحقوق وواجبات المتعايشين بالإيدز ومساندة أسرهم، إضافة إلى العمل على توفير بيئة إجتماعية مناسبة لمساندة وحماية ذوي الاحتياجات الخاصة ودعم أسرهم على مواجهة الصعوبات لهذه الظروف".
الرويعى: المرأة أكثر إطلاعاً على حاجات قريناتها
وبدورها، أعربت الناشطة النسائية مريم الرويعي عن اعتزازها بالفرصة التي أتيحت لوصول النساء، كما توسمت بالخير لوجود ممثلات الشعب في المجلس النيابي، وتابعت الرويعي في تصريح لـ عربيات: "أنا على ثقة في وجود من يمثل المرأة في البرلمان له معاني كبيرة ومهمة كونها تمثل نصف المجتمع الذي لا يطير إلا بجناحين، خاصة مع اختلاف اهتمامات المرأة وأولوياتها عن الرجل، فهي أكثر إدراكا لاحتياجات الأسرة بشكل عام ولاحتياجات الأبناء بشكل خاص، كما أنها أكثر معرفة بهموم النساء والنواقص التي يعانين منها وخاصة في مجال التشريع واستصدار القوانين".
يذكر أن الرويعي شغلت منصب رئيس الإتحاد النسائي البحريني عدة مرات، كان أخرها الدورة الأخيرة للإتحاد، وكانت مرشحة للمجلس النيابي في دورات سابقة.
المرأة قادرة على تحقيق طموح الشعب البحريني
وفي حديثها لـ عربيات أكدت المواطنة ليلى الحدي على أن وصول المرأة البحرينية لقبة مجلس النواب هذه المرة ليس بالأمر الغريب على مجتمع يؤمن بقدرات المرأة، مضيفة: "أضع آمالاً كبيرة على الوجوه النسائية لتحقيق طموح الشعب البحريني، سيما ما يتعلق بجانب الأسرة والمرأة، فالمرأة قادرة على قيادة البلاد جنباً إلى جنب الرجل ولا يمنعها عن هذا شيء".
ما سيحققه المجلس للمواطنين أهم من جنس النائب
فيما أكد المواطن محمد عبدالله على أن أمر تحقيق مطالب المواطنين لا يتعلق بجنس النائب، فرغم أن مشاركة المرأة السياسية حق من حقوقها، إلا أن الأهم هو ما سيحقق مجلس النواب ككل، وما سيحققه النائب حين وصوله للمجلس سواء كان رجل أو امرأة، وأضاف: "المجتمع يؤمن بقدرات المرأة في القيادة السياسية للبلاد، وعدم فوزها بالتزكية من قبل الانتخابات التكميلية ليس دليل على عدم كفاءتها أو عدم ثقة المجتمع بها، فالمجتمع البحريني يعي أن الكفاءة لا تتعلق بالنوع بل بالشخص نفسه".