طلب فلسطين الانضمام للأمم المتحدة في عيون الصحف الغربية
يؤمن البعض أن هذه هي فرصة عمر الفلسطينين التي يمكنهم عن طريقها أن تصبح لهم دولتهم المعترف بها في الأمم المتحدة، والبعض الآخر يدفعه التشاؤم حيث يرى هؤلاء أن الفلسطينيين سيخسرون كثيراً دون أن يتحقق ما يسعوا إليه، ويعد طلب فلسطين للانضمام إلى الأمم المتحدة واحداً من أهم الأخبار التي تناولتها الصحف الأجنبية بالمناقشة والتحليل.
حيث ترى صحيفة (واشنطن بوست) أن طلب الانضمام لن يكون في صالح الفلسطينيين لأنه سيجلب عليهم غضب الكونجرس ويؤدي إلى حرمانهم من المعونة الأمريكية، كما أنه قد لا يحصل الطلب على اجماع مجلس الأمن، ومن المتوقع أن تستخدم الولايات المتحدة حق الفيتو ضده، وتضيف الصحيفة أنه في هذه الحالة فإن الفلسطينيين سيتقدمون بطلب استئناف في الجمعية العامة للأمم المتحدة والذي من شأنه أن يجعل دولة فلسطين شبيهة بدولة الفاتيكان حيث يتيح لها هذا الوضع الانضمام للعديد من اللجان والهيئات التابعة للأمم المتحدة.
من جانبها تؤكد صحيفة (هآرتس الإسرائيلية) أن هذه هي فرصة محمود عباس التاريخية، فالأوضاع المشتعلة في المنطقة العربية، والقلق الذي تعانيه اسرائيل من أحداث الشرق الأوسط، كل هذا يساعده في محاولة إنجاح خطته لحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة.
بينما أجرت صحيفة (ناشيونال بوست الكندية) حواراً مع ليبرمان- وزير الخارجية الإسرائيلي- أثناء زيارته تورنتو، أعتبر فيه طلب الفلسطينيين لإقامة دولة مستقلة سابقة خطيرة، ولن تسمح بها إسرائيل، كما أكد على أن الفلسطينيين سيدفعون الثمن غالياً، خاصة وأن إسرائيل سمحت لهم بحرية الحركة والتجارة، مما أدى إلى ارتفاع النمو الإقتصادي في الضفة الغربية ليصل إلى 9%، وأضاف: "أن إنشاء دولة مستقلة لابد له من العديد من المقومات، والفلسطينيين لا يملكون هذه المقومات".
من ناحية أخرى أعربت صحيفة (بوليتيك البريطانية) عن قلقها من رد الفعل البريطاني تجاه طلب الفلسطينين لإنشاء دولة مستقلة لهم، وتساءلت هل ستوافق الدبلوماسية البريطانية على هذا الطلب، أم ستدور في فلك الولايات المتحدة الأمريكية كالمعتاد، ويبدو أن الحكومة البريطانية لن تدعم طلب الفلسطينين حيث اعترف نائب رئيس الوزراء نيك كليج بوجود مشاورات في هذا الأمر، وأشار إلى صعوبة اتخاذ القرار، لأنهم يأملون أن يحدث هذا ضمن حل تتفق عليه الدولتان.
وجاء في صحيفة (التليجراف البريطانية) أن لقاء تم بين توني بلير - رئيس الوزراء الأسبق-، ودافيد كاميرون - رئيس الوزراء الحالي- للمناقشة حول هذا الأمر، كما أكدت الصحيفة أن واشنطن ستستخدم حق الفيتو ضد الطلب الفلسطيني، أما فرنسا وأسبانيا والسويد فستقوم بدعم الطلب الفلسطيني، ونقلت الصحيفة تصريحات لتوني بليرأكد فيها على أن المستوطنين الإسرائيليين سيستمرون في بناء المستوطنات في الأراضي التي يقول عنها الفلسطينيون أنها دولتهم.
أما وكالة (شينخوا الصينية) فأشارت إلى أن الصين تدعم الطلب الذي تنوي فلسطين أن تقدمه للأمم المتحدة، وذكرت ما قاله المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الصينية من أن الصين تتفهم وتحترم وتدعم محاولة فلسطين للحصول على عضوية الأمم المتحدة، وأضاف بأن الصين تدعم حق الفلسطينين والعرب في المطالبة باستعادة حقوقهم المشروعة، وطالب المتحدث الرسمي باسم الخارجية الصينية المجتمع الدولي بالسعي لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين.
وفي إطار دعم الكثير من دول العالم للطلب الفلسطيني بالحصول على عضوية الأمم المتحدة نشرت صحيفة (تايمز لايف) التي تصدر من جنوب إفريقيا تصريحات - الرئيس جاكوب زوما- التي أكد فيها دعم بلاده لحق الفلسطينيين في أن تكون لهم دولتهم المستقلة، وأضاف بأن دولة فلسطين لها أحقيتها في الانضمام للأمم المتحدة، وأشار إلى أنه لو كان في نفس موقف الفلسطينيين لقام بنفس التصرف.
من ناحية أخرى أبدى موقع تلفزيون (برس تي في) الإيراني تحفظاته على الطلبات الفلسطينية، ونقل عن - المتحدث الرسمي باسم البرلمان الإيراني علي لاريجاني- أن الطلبات التي تقدمها السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة لا تلبي كل المطالب الفلسطينية لأنها لا تشمل حقوق الشعب الفلسطيني، وأعرب عن ضرورة مشاركة حركة حماس في أي اقتراحات لحل القضية الفلسطينية.
من جانبها ترى صحيفة (بابليك سيرفيس) الأوروبية أن العرض الذي تقدمه السلطة الفلسطينية لطلب الانضمام للأمم المتحدة هو تأكيد جديد على ضعف الدبلوماسية الأمريكية التي لم تستطيع الوصول لحل لتلك المشكلة المستعصية طوال السنوات الماضية، وأن لجوء الفلسطينين لهذا الحل جاء بعد يأسهم من إحراز أي تقدم بواسطة الأمريكيين.
نعود لصحيفة (واشنطن بوست) التي أشارت في افتتاحيتها أمس إلى أن اعتراض الولايات المتحدة الأمريكية على قيام دولة فلسطين سيترك آثاره السلبية على نظرة العرب والمسلمين للولايات المتحدة الأمريكية والتي ستصبح أكثرعدائية، أما إسرائيل فإن مزيد من العزلة ينتظرها خاصة بعد توتر علاقاتها مع مصر وتركيا.