إنفجار القدس: مقتل امرأة وإصابة 38 آخرين بجروح
أفاد التلفزيون الإسرائيلي عن مقتل امرأة إسرائيلية وإصابة 38شخصاً بجروح مختلفة في التفجير الذي حدث بالقرب من محطة الحافلات المركزية في القدس الغربية، ووقع الانفجار نتيجة انفجار عبوة ناسفة موجودة في حقيبة بالقرب من علبة هاتف، وهي أول عملية تفجيرية في القدس منذ تولي بنيامين نتنياهو رئاسة الوزارة الإسرائيلية في 2009.
وذكر شهود عيان أن العبوة الناسفة انفجرت لدى مرور حافلة رقم "74" في طريقها إلى مستوطنة "معاليه أدوميم" شرق مدينة القدس، وعلى مسافة كيلو متر واحد من مبنى الخارجية الإسرائيلية، فيما أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس العملية التي وقعت في القدس، وأوقعت عدد من الضحايا المدنيين. كما أفاد التلفزيون الإسرائيلي بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو قرر تأجيل زيارته لروسيا بعد الانفجار وعقد اجتماع للمجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر لمناقشة تفجير القدس.
كما أدان الرئيس الأميركي باراك أوباما عملية التفجير في القدس، وقال إن "لدى إسرائيل حق الدفاع عن نفسها".
وقال وزير الداخلية الإسرائيلي بعد الانفجار: "إنه مؤشر على تصعيد خطير على عدة جبهات، وأن هذا الوضع يلزم إسرائيل بالتحرك" ولم يتحدث من جانبه عن تفاصيل هذا التحرك.
ويأتي هذا الانفجار في الوقت الذي يحاول فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس زيارة غزة لبذل جهود المصالحة الوطنية وإنهاء الانقسام بين حركتي فتح وحماس في ظل تصعيد الهجمات الإسرائيلية على غزة لإحباط جهود المصالحة، وبالرغم من أن كافة الفصائل الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع نفت علاقتها بالحادث تدعي بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن أحد الفصائل الفلسطينية مسئولة عن عملية التفجير، هذا وقد أعلنت حركة الجهاد الإسلامي مباركتها للعملية إن كانت تابعة للمقاومة الفلسطينية ولم تعلن في الوقت نفسه مسؤوليتها عنها.
وفيما يتعلق بالعمليات التفجيرية كانت أخر عملية تفجيرية عام 2004، حين فجر فلسطيني نفسه في الحافلة وقتل ثمانية إسرائيليين، في حين أخير العمليات التي سجلت في القدس كانت في عام 2008، حين نفذت بواسطة جرافات.
السلطة الفلسطينية تدين الانفجار
أدان رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور سلام فياض بشدة التفجير الذي حدث في القدس، وقال في بيان صحفي: 'نتابع هذا الأمر عن كثب، ورغم عدم توفر معلومات كافية حتى الآن حول هذه العملية التي أدت إلى إصابة 20 شخصا، فإنني أدين بأشد العبارات هذه العملية الإرهابية بغض النظر عن الجهة التي تقف وراءها'. وأعرب فياض عن أمله بالشفاء العاجل للجرحى.
تصعيد إسرائيلي على قطاع غزة
هذا وقد شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم سلسلة غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة تسبب أحدها في انقطاع التيار الكهربائي عن بعض المناطق في القطاع، كما استهدفت غارة أخرى منطقة الإنفاق في رفح، وتواصل طائرات الاحتلال التحليق في أجواء القطاع بشكل مستمر دون وقوع إصابات.
وتأتي هذه الغارات الإسرائيلية على القطاع بعد تهديد رئيس الوزارة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالرد القاسي على تفجير القدس مع ما وصفهم ب"العابثين بأمن إسرائيل".
وفي سياق متصل، استشهد ثمانية فلسطينيين وإصابة أخر بجروح خطيرة يوم الثلاثاء جراء تصعيد الغارات الإسرائيلية على القطاع وقصفها للمدنيين.
وقال الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري لـ عربيات: "نتيجة الاستيطان والحصار وتقطيع الأوصال بين المناطق الفلسطينية، والمجازر بحق الشعب الفلسطيني، والإبعاد وهدم المنازل، اعتقد بأن عملية كهذه إنما هي رد بفعل طبيعي، ومن حيث التوقيت فأي مقاومة فلسطينية حتى تكون مجدية ومؤثرة يجب إن تكون جزءً من إستراتيجية سياسية نضالية مشتركة، فإسرائيل ليست بحاجة إلى ذرائع كي تمارس ممارساتها الاحتلالية الشرسة ضد شعبنا، وسيتكرر السيناريو حيث ستتجه إسرائيل إلى توسيع الاستيطان، وقصف القطاع وقتل المدنيين وهدم المنازل في القدس، وستستخدم هذه العملية (التفجير) لتوسيع وتصعيد هجماتها ضد الشعب الفلسطيني مع أنها ليست بحاجة إلى ذرائع، ولذلك تدفع إسرائيل الصراع الفلسطيني إلى صرع مسلح في ظل التفوق العسكري الإسرائيلي".
وأضاف: "يجب الإسراع في عملية الوحدة وليس تعطيلها، والتفكير في وضع الاستراتجيات اللازمة لها، فزيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القطاع ورائها تفاصيل غير معروفة للآن، بمعنى ما الهدف منها، وهل نذهب للانتخابات؟".
وحول ما تناقلته وسائل الإعلام المختلفة حول خلفيات الانفجار ومن يقف ورائه، قال المصري: "يجب إن لا نتسرع في تبني أي عملية، لان عملية "إتيمار" إدانتها القيادة الفلسطينية بأشد العبارات، وارتكبت إسرائيل هجمات قوية وهمجية ضد شعبنا على أثرها، وتبين بعد ذلك بأن عامل أسيوي من تايلاند قتل مستوطن وعائلته، وليس للفلسطينيين أي علاقة لها، وبالتالي من السابق لآونة الحديث عنها أو الحديث بأن طرف فلسطيني له علاقة بها، فدون أن تتبني أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار، أو اكتشاف إسرائيل من منفذ العملية ومن يقف وراءها، فلا يجوز إدانتها أو الحديث عن تحميل الفلسطينيين مسؤوليتها، وهذا ما تحاول إسرائيل عمله، حتى تبرر ما تقوم به ضد الفلسطينيين".