الثورات العربية أدهشت أمريكا والغرب
تنفرد مجلة عربيات بنشر هذا الحوار الحصري الذي يعتبر الأول من نوعه في الصحافة العربية والذي أجرته مع واحدة من أبرز الكتاب السياسيين والاجتماعيين والإعلاميين في أمريكا وهي "ناعومي وولف" التي ألفت سبعة كتب، ثلاثة منها حققت أعلى المبيعات والإنتشار وفقاً لصحيفة نيويورك تايمز وهي "نهاية أمريكا" و"أسطورة الجمال" و"أعطن الحرية". ورغم أن هذه السيدة يهودية الديانة إلا أنها دافعت بشراسة عن الحجاب ضد حملات واتهامات الغرب بأنه وسيلة لقهر المرأة العربية والحد من حريتها، كما دافعت عن الإسلام الذي وصفته بأنه الديانة التي اعترفت بحقوق المرأة كاملة وضبطت الحياة الأسرية وفق منهجية متطورة ومحكمة تتخذ من العلاقة الزوجية هدفا أسمى للممارسة الجنسية كي تحافظ على التماسك الأسري واستقراره، كل ذلك بعيداً عن الاضطهاد والقمع الجنسي مثلما يدعي الغرب ضمن تُهمه المجانية نحو المسلمين، كما أوضحت السيدة ولف في هذا الحوار أنها مواظبة على قراءة القرآن في طبعته المترجمة وأن العالم العربي والإسلامي بثوراته الراهنة أثبت بأنه بعيد عن التطرف المزعوم وأنه فعلا محب للحرية ومدافعا عنها أي أنه بكل بساطة ووضوح يقف على طرف نقيض من الصورة النمطية المشوهة التي دأب الإعلام الغربي على تكريسها.. وهناك حقائق أخرى ستكتشفونها من خلال هذا الحوار.
أمريكا مهددة بالانهيار
السيدة نايومي ولف أصدرتِ عام 2007 كتابا بعنوان "نهاية أمريكا" حقق نجاحا ساحقاً وتحول بعدها إلى فيلم وثائقي لا يزال يثير الجدل، فما الذي أردت إثباته من خلال هذا الكتاب السجالي الفريد من نوعه؟
الحقيقة أن أمريكا مهددة فعلا "بالانهيار"، أقصد أنها ستفقد القيم التي شُيدت عليها من طرف المؤسسين الأوائل باعتبارها منبعاً للعدالة والحرية، ومن حيث كونها أيضا إطار لهذه المبادئ المتفق عليها سلفاً، لقد كانت أمريكا في الماضي تتمتع بديمقراطية متينة وصلبة، لكن هذه الديمقراطية بدأت مع الوقت تضعف وتتهلهل وبالتالي فقدت دورها كبلد صانع للحرية فيما وراء البحر، حيث أصبحت اليوم تمثل قوة ضغط مسلطة على عدة مناطق من العالم.
تقفين حاليا في طليعة المفكرين والمناضلين المدافعين عن المساواة بين الجنسين والعدالة الاجتماعية والحرية بأمريكا وخارجها، لماذا هذا الاختيار؟
من الصعب الرد على هذا السؤال، أنا أريد العيش في عالم حر لأطفالي وأطفالك، حيث أرى الجميع يعيش ضمن عائلة إنسانية واحدة ننعم فيها بالحرية والعدالة والمساواة، فإذا كنت أنت على سبيل المثال معنيا بما يحدث من صدامات حولك الآن على مستوى العالم العربي فإنني أرى أن هذا الجزء من العالم بصدد القيام بهذا الخيار.
لماذا اخترت الكتابة للدفاع عن هذه الحقوق؟
أبي كان كاتبا، وقد رأيت أنني بوسعي أنا أيضا أن أصبح كاتبة، لا سيما مع الشعور المريح بامتلاك القدرة على التعبير عن مواقفي، ومن هنا بناء على ما سبق فقد كنت محل اهتمام وعناية خاصة من والدي في هذا الشأن منذ نعومة أظافري، إضافة إلى أنني وجدت نفسي أملك أفكار عديدة أرغب في الحديث عنها والبوح بها.
الثوارات العربية غيرت الصورة النمطية لدى الغرب عن الشعوب العربية
كيف تنظر السيدة ناعومي إلى الأحداث الجارية في الوقت الراهن بالعالم العربي؟ و ما هي توقعاتك لمستقبل المنطقة في ضوء هذه الأحداث ؟
إنها وقائع لا تُصدق!، وهي ملهمة لأمريكا والغرب عموماً، إن العالم العربي كان يُنظر إليه عادة وفق صورة نمطية مشوهة من طرف وسائل الإعلام الأمريكية على اعتبار أن العرب "غير مستعدين" لممارسة الديمقراطية، حيث ظلت هذه الوسائل الإعلامية تصورهم كأسرى للتطرف. إنه لأمر مدهش ما يجري الآن من تغييرات بالنسبة لي و بالنسبة للغرب بحيث أصبحنا نسمع اليوم أصوات من ليبيا والمغرب وتونس ومصر تتحدث عبر عدد من الوسائط كالمدونات والشبكات الإجتماعية عن نفسها وعن الحرية والعدالة بشجاعة وجرأة وانضباط بعيداًعن أي عنف، و أتصور أن السلطات الأمريكية ستجد من الآن فصاعدا صعوبات بالغة للافتراء على الشعب الأمريكي بشأن الشعوب المسلمة والتي كانت تزعم بأنها "تنفر من حرياتنا" على حد ما كان يردده علينا مسئولونا بشكل مستمر.
لقد أضحت الديمقراطية "موضة" فنجد حتى الدول الديكتاتورية تدعي بأنها ديمقراطية، ألا يعد ذلك أمراً مربكاً؟
على الناس جميعا أن يكونوا حذرين ومرتابين حيال الإدعاءات التي تتقنع بها الأنظمة القمعية والتي دأبت على استعمال الخطاب الديمقراطي دون تجسيده على أرض الواقع.
هل الروائي "توم وولف" من أقاربك؟
لا فأنا يهودية ولا أعتقد أنه كذلك.
ما هي نظرتك إلى الأدب العربي المعاصر؟ ومن هو الكاتب العربي الذي تفضلينه؟
مع الأسف لا أملك خلفية كافية عن ذلك، وأتمنى أن تمنحني قائمة ببعض الكتب والمصادر لأشرع حالاً في قراءة نصوصها المترجمة، وففي الواقع أنا مواظبة أكثر على قراءة القرآن الكريم بنسخته المترجمة إلى الإنجليزية، كما أنني قرأت بعض الأعمال المترجمة لكاتبات مسلمات من المدافعات عن حقوق المرأة، وعليه أنا في حاجة للتعلم أكثر.
هل لنا أن نعرف ما هي فلسفتك في الحياة ؟
فقط أن أجتهد في محبة الآخرين وأن أكون عادلة في أحكامي.
ما هو مشروعك القادم؟
إعداد موقع إلكتروني يستخدم التكنولوجية في تعليم الآخرين عبر مختلف مناطق العالم أساليب إقامة الديمقراطية.
كلمة أخيرة..
شكراً (قالتها بالعربية).