الشيخ محمد جبريل: تطور الخطاب الديني مرتبط بتطور الأحداث
عرفه الناس أول مرة من خلال صلاة ختم القرآن الكريم بمسجد النور بوسط العاصمة المصرية خاصة في ليلة القدر من شهر رمضان عام 1994م واستطاع بصوته الجميل في تلاوة القرآن الكريم والتواشيح الدينية أن يبرز في الأوساط الدينية العربية .... إنه الشيخ محمد جبريل الذي استقبل عربيات بترحاب شديد وكان معه هذا الحوار .
ـ في البداية نود أن نتعرف عليك أكثر ..
اسمي محمد جبريل خريج كلية أصول الدين جامعة الأزهر الشريف ودرست في معهد الدراسات الإسلامية ودرست أيضا في معهد إعداد الدعاة و متزوج ولي ثلاث أطفال عبد الرحمن وجبريل وأمية .
ـ يحلم كلا منا أن يكون أبنائه أفضل منه وليس هناك بالطبع أفضل من القرآن الكريم فماذا تتمنى أن يكون أولادك في المستقل؟
أتمنى أن يحملوا الرسالة ويكملوا المسيرة من بعدي فأنا منذ أن رزقني الله إياهم وأنا وهبتهم لله من أجل ذلك حيث أحرص دائما على حضورهم الدروس الدينية معي ومع الأخوة الزملاء وأحرص على أن أنشئهم نشأة دينية صحيحة حتى يكونوا امتدادا لي بإذن الله تعالى ويكونوا قائمين على خدمة الأمة الإسلامية والدين الإسلامي .
ـ من أكثر الناس الذين أثروا في حياتك وتحسب لهم نقطة هامة في مسيرتك؟
أولا أمي ثم أمي ثم أمي وهي المعلمة الأولى في حياتي وهي تمثل لي الدنيا بأكملها بالإضافة إلى أبي وإلى الشيخ الراحل رحمة الله عليه عبد الله شحاته فهو أستاذي ومعلمي الجليل .
ـ أنت كسرت قاعدة الداعية الإسلامي والمقرئ بارتدائك البذلة ورباط العنق فما رأيك في ذلك ؟
أنا لم أكسر القاعدة ولكنني أتماشى مع التطور الزمني وإذا كان في عهد الرسول الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بذل ورباط عنق فكان الرسول أول من ارتدى هذه الملابس .... فالملابس ليست حرام طالما تستر عورة الإنسان فلا يشترط أن يرتدي الداعية أو المقرئ الجبة والقفطان والسروال .. من الذي قال ذلك ؟! ... الملابس نرتديها طبقا للتوقيت الزمني، قديما كان الناس لا يعلمون شيئا عن البدل والآن أصبح يوجد بذل كبداية طبيعية للتطور في ارتداء الملابس
شبابنا مستهدف والحل في الثقافة الدينية السليمة
ـ ما رأيك فيما يحدث اليوم في مجتمعنا من عمليات استقطاب لشبابنا من خلال المساجد للدخول ضمن الجماعات ويبعثوا باسم الدين أفكارا سامة في عقولهم ؟
أولا لابد من الرقابة على مثل هذه المساجد من قبل الجهات الأمنية لأنني لا أنكر أنني قد تعرضت لمثل هذه المواقف في بداية حياتي عندما اعتدت الذهاب والجلوس بأحد المساجد إذ حاولت إحدى الجماعات أن تستقطبني لكنها فشلت وهذا لأنني قد نشأت نشأة دينية صحيحة ولله الحمد وكنت أعلم كيف أفرق بين الأمور الصحيحة في ديننا والأمور غير الصحيحة التي حدث بها ( تشويش ) .... مشكلة شبابنا اليوم هي مشكلة عدم المعرفة والعلم الديني فإذا كان شبابنا مثقف دينيا ولديه وعي ديني فلا يستطيع أحد أن يستقطبه لصالح إحدى الجماعات التي قد تبث السم الفكري في عقول شبابنا فشباب المسلمين مستهدفون وكم من أمورا اختلطت عليهم وهذه الجماعات ليست على علم ديني ووعي بل إنها فئة ظهرت نتيجة بعض الظروف من قبل بعض الجهات بالخارج لتحقيق أهداف معينة يسعون إليها ولكن على شبابنا ألا ينخرطوا في مثل هذه الجماعات المشبوهة فالحلال بين والحرام بين والدين الإسلامي دين يسر وليس عسر .
ـ ما رأيك في التكنولوجيا الحديثة الموبايل الدش الإنترنت وهل يقع على مستخدميها حرمانية ؟
أولا التكنولوجيا مطلوبة ومهمة في حياتنا ولا يوجد نص قرآني أو حديث شريف أو قدسي ينص على أن استخدامها حرام فالتكنولوجيا والتقدم العلمي مطلوب ولكن استخدامها السيئ الذي يسيء إلى الإنسان ويضر به فهذا هو الحرام بعينه لأنه توجد قاعدة يدرسها أبنائنا طلاب الأزهر وهي ما يؤدي إلى الحرام فهو حرام فإذا كانت هذه التكنولوجيا تضر بالإنسان وتأتي بالهلاك فهي تعتبر حرام أما إذا كانت تستخدم في الطرق الصحيحة وللاستفادة والعلم فهي حلال فالحرمانية تقع في حالة سوء استخدامها وتوظيفها توظيفا خاطئا .
درء المفاسد مقدم على جلب المصالح في التواصل بين الجنسين
ـ ما رأيك في مصطلح الصداقة بين الولد والبنت والذي بات من الشائع اليوم في بعض المجتمعات العربية ؟
لا يوجد شيء يسمى صداقة بين الولد والبنت فطالما الشاب نضج وأصبح شابا فيعد رجلا والبنت كذلك طالما اكتملت معالم أنوثتها فأصبحت امرأة ، واختلاطهم في مكان واحد دون وجود محرم حرام والتحدث في أمور غير الأمور العلمية أو الدينية فهو حرام لا يجوز للمرأة الجلوس مع أجنبي دون وجود محرم ..... إذا مسمى الصداقة غير مستحبة بين الرجل والمرأة أو الولد والبنت لأن هذه الصداقة تولد الفتنة والمحرمات فما اجتمع رجلا وامرأة إلا وكان الشيطان ثالثهما والله أعلم .
ـ ما الحكم الديني في مراسلة الفتاة بالبريد للشباب حتى إذا كانت مفيدة مثل المراسلة الأدبية مثلا ؟
مراسلة الفتيات الأصل فيها لا يجوز إذا كانت من رجال غير محارم لهن لما يترتب عليها من الفتنة والمحاذير حتى ولو كانت الفتاة أديبة مثلا أو شاعرة لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح وأغلب ما يحصل النتائج الوخيمة بسبب المراسلة بين الشباب والفتيات مثلما ذكرت التعارف المشبوه .
ـ ما رأيك في عمل المرأة ؟
الواجب على المرأة المسلمة أن تهتم أولا ببيتها ثم عملها فعمل المرأة ليس حراما و السيدة خديجة رضي الله عنها وأرضاها كانت تعمل بالتجارة وقال الله تعالى ( إني لا أضيع أجر عامل منكم من ذكر أو أنثى صدق الله العظيم ) فعمل المرأة ليس حراما ولكن لابد لها من التوافق والتوفيق بين عملها ورعاية بيتها وشئون أسرتها .
ـ ما مجال العمل المباح الذي يمكن للمرأة المسلمة أن تعمل فيه بدون مخالفة لتعاليم دينها ؟
المجال العلمي للمرأة هو أفضل مجال تعمل فيه ما يختص به النساء مثل أن تعمل في تعليم البنات سواء كان ذلك عملا إداريا أو فنيا أو أن تعمل في بيتها في خياطة الملابس وما أشبه ذلك أما العمل في مجالات تختص بالرجال فإنه لا يجوز لها أن تعمل حيث أنه يستلزم الاختلاط بالرجال وهي فتنة عظيمة يجب الحذر منها ويجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنه قال ( ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء وأن فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ) فعلى المرء أن يجنب أهله مواقع الفتن وأسبابها بكل حال .
زواج الرجل على زوجته دون علمها باطل
ـ ما رأيك في تعدد الزوجات ؟
قال الله تعالى ( مثنى وثلاث ورباع وإن خفتم آلا تعدلوا فواحدة ) ومعنى الآية الكريمة أن الزواج للضرورة أي في حالة مرض الزوجة مرض ميئوس من شفائه فللرجل الحرية إن تزوج مرة أخرى أو احتفظ بزوجته الأولى أما الزواج بغرض تعدد الزوجات والتباهي فهذا غير جائز لأن الله تعالى قال إن خفتم آلا تعدلوا فواحدة ومعنى ذلك أن على الرجل ألا يظلم زوجته بزواجه بأخرى دون الضرورة لذلك ... ويوجد شيء آخر هام جدا وهو علم الزوجة الأولى أو السابقة بالزواج الجديد وإلا يعد الزواج الجديد باطلا والله أعلم .
ـ إلى ماذا تستند في تكوين هذا الرأي " والخاص بضرورة علم الزوجة الأولى بزواج زوجها من ثانية " ؟
أستند إلى رأي الإمام أحمد بن حنبل رحمة الله عليه حيث أجاز شرط زواج الرجل على زوجته بأخرى بدون علمها يكون ذلك الزواج باطلا والعقد باطل ويقصد هنا العقد الثاني أي الزواج الذي تم دون علم الزوجة .
ـ معنى ذلك أن كل الرجال الذين تزوجوا على زوجاتهم زيجات عرفية دون علم الزوجة الأولى يكون زواجا باطلا ؟
نعم ويكون العقد باطل طبقا لرأي الإمام أحمد بن حنبل ولكن عند جمهور الفقهاء قالوا إن هو شرط باطل ولكن قول الله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " صدق الله العظيم ) ومعنى ذلك أنه يجب على المسلم أن يلتزم بتعاليم دينه فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم كان متزوجا وعنده تسع من الزوجات ولكن كل زوجة كانت على علم بزواجه بأخرى لأن هذا من حقوق الزوجة ولها حرية الاختيار في الاستمرار أو طلب الطلاق وحسن العشرة بحيث يطيب الزوج خاطر زوجته بما يخفف عنها من الآلام التي هي من طبيعة النساء في مثل هذا الأمر وذلك بالبشاشة وحسن اللقاء وجميل القول وبما يتيسر من المال إن احتاج الرضى إلى ذلك .
ـ ما رأيك في الرجل الذي يضرب زوجته ؟
أولا الإسلام حثنا على الإحسان إلى المرأة والرسول صلى الله عليه وسلم وقال ( استوصوا بالنساء خيرا ) وعندما ذكر الضرب كان يقصد الضرب على كف يديها لغرض التهديد وليس الضرب المبرح فالرجل الذي يضرب زوجته ضربا مبرحا مما يتسبب في عاهة مستديمة فهذا يعتبر مخالفا للشريعة الإسلامية ولابد له من دفع فدية أو عمل سبيل يشرب منه الناس حتى يغفر له ما تقدم من ذنبه ولابد من أن تسامحه زوجته حتى يكون الله راضيا عنه والله أعلم .
ـ هناك حديث شريف لرسول الله صلى الله عليه وسلم ( النساء ناقصات عقل ودين ) ويستخدمه بعض الرجال في الإساءة للمرأة نرجو توضيح الحديث ؟
معنى حديث رسول الله عليه الصلاة والتسليم ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن ) فقيل يا رسول الله ما نقصان عقلها قال عليه الصلاة والسلام ( شهادة المرأتين بشهادة رجل ) قيل يا رسول الله ما نقصان دينها قال عليه السلام ( أليست إذا حاضت المرأة لم تصل ولم تصوم ) ... بين عليه الصلاة والسلام أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها بخير بشهادة امرأة أخرى وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى فتزيد في الشهادة أو تنقصها كما قال الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( واستشهد واشهد رجلين من رجالكم فإن لم يكون رجلين فرجل وامرأتان فمن ترضون من الشهداء أن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى ) صدق الله العظيم ..... أما نقصان دينها فلأنها في الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة فهذه من نقصان الدين ولكن هنا النص ليس مأخوذ عليها وإنما هو نص حاصل بشرع الله عز وجل وهو الذي شرعه رفقا بها وتيسيرا عليها لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها .
ـ ما رأيك فيما يحدث الآن في الساحة العربية من حروب ؟
أولا هذه الحروب قد ذكرت في كتاب الله عز وجل وسوف يعود الإسلام في حربا من جديد مع الكفار فالحروب المتواجدة الآن بالعالم العربي هذه حروبا ضد الإسلام والمسلمين فهي حرب صهيونية مغولية ضد الديانة الإسلامية وهذا فيه تحقيقا لما ذكر في كتاب الله المقدس عز وجل فلابد للمسلمين من التكاتف مثل قول الله تعالى ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) .... فالله تعالى أكد على أن يكون المسلمين اخوة متحابين من أجل نصرة الحق وإزهاق الباطل والقضاء على العدوان الغادر ولابد للحكام العرب أن يبذلوا أقصى ما في وسعهم لإنقاذ النساء والأطفال والشيوخ من أيدي هذا العدوان الغاشم في العراق وفلسطين فنحن أمة إسلامية ونحن جميعا مسلمون فكيف نترك إخواننا المسلمون في أيدي الصهاينة والصليبين .
ـ تجربة تسجيل الابتهالات الدينية وبيعها أفادك أم لا ؟
نعم أفادني ولكن الإفادة هنا غير مقصودة بها الإفادة المادية ولكن إفادة معنوية وهي أنني أنشر هذه الابتهالات لكي يسمعها الناس جميعا لأنها عندما كانت تذاع في المذياع أو التليفزيون لم يسمعها الجميع والحمد لله وجدت تلك الشرائط إقبالا كبيرا فالأدعية والابتهالات الدينية لها مستمعيها بدليل تهافت الناس على شرائط الشيخ الطبيب ( صلاح الجمل ) وغيرهم من المبتهلين الكبار .
ـ ما رأيك في نظر المرأة للرجل من خلال التليفزيون أو النظرة الطبيعية في الشارع ؟
نظرة المرأة للرجل لا تخلو من حالين سواء كانت في التليفزيون أو غيره أولا نظرة بشهوة وتمتع فهذا محرم لما فيه من المفاسد والفتنة وثانيا نظرة مجردة لا شهوة فيها ولا تمتع فهذا لا شي فيها على الصحيح من أقوال أهل العلم وهي جائزة لما ثبت في الصحيحين أن عائشة رضي الله عنها كانت تنظر إلى الحبشتر وهم يلعبون وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يسترها عنهم وأقرها في ذلك ولأن النساء يمشين في الأسواق وينظرن إلى الرجال وإن كن محجبات فالمرأة تنظر الرجل وإن كان هو لا ينظرها ولكن بشرط ألا تكون هناك شهوة أو فتنة فالنظرة محرمة في التليفزيون وغيره .
ـ ما رأيك في الرجل الذي ينظر إلى غير زوجته بغرض الزواج؟
الذي يظهر فقط منها هو الجائز له أن يراه وهذا لابد أن يكون بعد اتفاق مسبق مثل قول رسولنا الكريم بما معناه إذا ألقى في قلب أحدكم خطبة امرأة فلينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها أو عن اتفاق سابق فلا يجوز النظر إلى أكثر من الوجه والكفين والله أعلم .
ـ ما رأيك في لبس العدسات الملونة بغية الزينة واتباع الموضة ؟
العدسات من أجل الحاجة لا بأس بها أما إذا كانت من غير حاجة فإن تركها أحسن خصوصا إذا كانت غالية الثمن فإنه يعد من الإسراف المحرم علاوة على ما فيه من تدليس وغش لأنه يظهر العين بغير مظهرها الحقيقي من غير حاجة إليه .
ـ ما رأيك في ظاهرة العنوسة وكيف نتجنب مخاطرها ؟
أولا هذه الأزمة أو مشكلة العنوسة تعود إلى الحروب التي خاضتها الأمة وما فقدته من الرجال فقد أحدثت أمر عكسي وترتبت عليه مشكلة العنوسة وارتفاع تكاليف الزواج والنصيحة التي أوجهها إلى النساء اللاتي تأخرن عن الزواج هي أن يلجأن إلى الله عز وجل بالدعاء والتضرع إليه بأن يهيئ لهن من يرضين دينه وخلقه وإذا صدق الإنسان العزيمة في التوجه إلى الله واللجوء إليه وأتى بأدب الدعاء وتخلى عن موانع الإجابة فإن الله تعالى يقول " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعاني فيستجيبوا لي وليؤمنوا بي" ..... وأسأل الله تعالى لهن ولأمثالهن أن ييسر لهن الأمر ويهيأ لهن الرجال الصالحين الذين يريدونهن على صلاح الدين والدنيا والله أعلم .
تطور الخطاب الديني مرتبط بتطور الأحداث
ـ ماذا عن تطور الخطاب الديني ؟
الخطاب الديني يتطور طبقا للأحداث المتواجدة والتي يعيشها الناس فالخطبة تمس الحياة التي نعيشها فتطور الخطاب مرتبط بتطور الأحداث وتطور الحياة الدنيوية .
ـ هل التعليم العربي خاصة الأزهري قادر على تخريج كوادر الدعاة ؟
نعم التعليم العربي قادر على ذلك بإذن الله تعالى والأزهر الشريف غني بالعلوم الدينية والفقهية وغني بالكوادر التي تستطيع أن تنشأ أجيالا جديدة من الدعاة فالأزهر هو بيت العلم والمعرفة الدينية .
من أين تأتي بالأدعية الدينية وهل تعتمد على السابقين أم تقوم باستكمالها ؟
آتي بها من التراث الديني فهي أدعية الأنبياء الذين كانوا يدعون بها إلى الله وأقوم باستكمال ما يزيد من الأحداث التي تمر بنا هذه الأيام ولكن أصل الدعاء يكون من التراث الديني القديم .
ـ هل تعتمد فقط على حلو الصوت في الأدعية لترغب الناس في سماع الأدعية ؟
نعم فالصوت وحده يكفي لسماع مثل الأدعية فالناس تستمع للمقرئ فقط في إذاعة القرآن الكريم ويتابعونه دون أن ينظروا إليه أو يشاهدونه وفي المسجد فالمصلين يسمعون الداعية أو الخطيب عبر الميكروفون وقليلا منهم يشاهدونه ورغم ذلك يستمرون في سماعه والاستجابة لما يقوله .
ـ يلجأ بعض الناس إلى السحر ظنا منهم أنه سيساعدهم في مآربهم فما رأيك في ذلك ؟
أولا السحر ذكر في كتاب الله العزيز والنبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم قد سحر له عندما آتى بعلي بن أبي طالب وأخذ يدمي في كل بئر عقه من الأربع آبار حتى بطل السحر إذا فالسحر موجود وكما قلت ذكر في القرآن وقد حذر الله منه المسلمين واحتفظ لنفسه عز وجل بإذن الضر فاتقوا الله وابتعدوا عما نهاكم عنه .
العمليات الإرهابية دليل على انعدام الوعي الديني
ـ ما رأيك في العمليات الإرهابية التي حدثت مؤخرا في عدد من العواصم العربية؟
العمليات الإرهابية دليل على عدم الوعي الديني وعدم تنشئة الشباب تنشئه صحيحة ووعي ديني مستنير فيقعوا فريسة سهلة للأعداء ويستخدمونهم سلاحا ضد أوطانهم ومجتمعاتهم وعلاج هذا التطرف هو محاولة حل مشاكل الشباب وعدم وضعه تحت ضغوط نفسية تجعله فريسة سهلة للأعداء والعمل على نشر الوعي الديني وتوعية الشباب لأمور دينهم الصحيحة خاصة في بعض الأمور التي يمكن أن يحدث بها اختلاطا للأمور والتقرب إلى الله من خلال الصلاة وحفظ القرآن و في ذلك أمانا وحفظ لهم والله خير حافظا .
ـ ما رأيك في البطالة وكيف يمكن الحد منها ؟
البطالة مشكلة كبيرة تعاني منها الكثير من المجتمعات العربية ولها ردود أفعال عكسية وهي تتسبب في مشاكل عديدة منها الإدمان والإرهاب والانحراف وعلاجها يتم عن طريق توفير فرص عمل مناسبة في كافة الحرف فما المانع أن يعمل الشاب في حرفة ما ويتقنها فالعمل عبادة ونبي الله داود كان يأكل من عمل يده فما المانع من أن نقوم بتدريب شبابنا على الحرف المختلفة وتوفير عائد ربح معقول لهم لتشجيعهم على الاستمرار في العمل .
ـ كيف ننشئ أبنائنا نشأة صحيحة في ظل المناخ الفاسد الذي ينتشر في جسد المجتمع العربي ؟
عن طريق التقرب إلى الله عز وجل أولا وتنشئتهم نشأة دينية صحيحة والعمل على تحفيظهم كتاب الله وحضور الدروس في المساجد وأن أتأكد من الذي سيلقي الدرس أو الخطة وأن أعلمهم تعاليم دينية وأتركهم وهم سيختارون الأفضل طالما نشئوا نشأة دينية وثقافية صحيحة بعيدا عن أصدقاء السوء والله أعلم .
ـ ما المقولة التي يود الشيخ محمد جبريل توجيهها إلى الأمة الإسلامية والعربية ؟
التزموا بتعاليم دينكم وحافظوا على تعاليم الإسلام وتحلو بالأخلاق الإسلامية في الطيب وتعاونوا على البر والتقوى واعتصموا مثل قول الله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم اعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا صدق الله العظيم ) ومثل قول النبي صلى الله عليه وسلم ( إني مباه بكم الأمم يوم القيامة ) فعليكم بالتحلي بالخلق الإسلامية ولا تندفعوا وراء الشهوات ومظاهر الحياة الدنيا .