رمضان كريم
بكل الحب استقبلنا ضيفنا الكريم شهر رمضان المبارك الذي يشرق كل عام على حياتنا، فهو من النعم التي اختص الله بها أمتنا... ولهذا الشهر مكانة كبيرة وأثر عظيم في نفوسنا وحكمه النبيله لا تعد ولا تحصى... فهو يجمع الأمة بأكملها من شتى بقاع الأرض على نظام موحد لايقوى أي نظام بشري آخر على تحقيقه بهذا الكمال... ويمنحنا فرص عدة من يغتنمها فقد فاز ومن يفقدها فقد خسر.
عندما تخطيء بحق إنسان عزيز وتبتعد عنه فأنت تتحين الفرص لإعادة الإرتباط به، وتسعد به أيما سعادة وهو يقبل عليك ليصفح عنك... فكيف برب العالمين وهو يمنحنا شهر كامل يتسع لوقفة مع النفس وتصحيح المسار والتكفير عن الخطايا ومضاعفة الحسنات؟... كيف يكون حالنا عندما تصفد الشياطين وتكبح الشهوات وتُفتح أمامنا أبواب السماء وينادي خالق الكون هل من داعٍ فاستجب له؟.
لاشك ان أبواب التوبة والإستجابة والرزق مفتوحة أمام العباد في كل وقت وكل شهر وكل يوم وكل لحظة، لكن الله سبحانه وتعالى الذي خلقنا يعلم أن الإنسان بطبعه ينسى ويغفل وينجرف مع تيارات الحياة بعيداً عن الحكمة الحقيقية من خلقة... وقد ينسى الإنسان حتى نفسه وهو يركض في هذه الدنيا ويضرب في شتى بقاعها يلتمس ملذاتها ويجذبه بريقها... فكان لابد من أن يجبرنا على التوقف معاً للتفكّر ومعرفة مالنا وماعلينا.
وكذلك خالقنا عز وجل يعلم أن الإنسان بطبعه كثير الملل، يسأم الروتين اليومي للحياة، فقدم له شهر متميز من كل عام... كل مافيه مختلف... ووضع لنا خطوطه الأساسية ثم تركنا نرسم تفاصيله.
هذا رمضان أقبل علينا بعد طول انتظار... وهانحن نعيش أيامه ولا ندري هل نلحق بها وهي تمضي سريعة أم تسرقنا منها تيارات الحياة، ولكننا على كل حال في عندما فكرنا بما سنقدمه في شهر رمضان احترنا خاصة وأن رمضان تزامن مع نقلة كبيرة في حياة ابنتنا(عربيات) حيث انطلقت خدمات جديدة منها (البحث، سباق المواقع، بطاقات التهنئة) وغيرها من الخدمات المتطورة، كما قدمنا المسابقة الرمضانية الأولى برعاية محلات (شوكولاين) في فترة إعداد وجيزة استنفرنا خلالها لإخراجها بشكل وطريقة تواكب طموحنا وترضي روادنا الكرام.
وجاء دور اختيار ضيوف العدد، ومن تستحق أن تكون ضيفتنا اليوم غير السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها، ومن مثلها نضعه أمام أعيننا رمز وقدوة حسنة نزهو بها وبخصالها وسيرتها أمام العالم؟.
ولد عددنا بصرخة رمضانية... وولد معه الملحق الشعري الذي نقدمه لأول مرة كهدية لعشاق الأدب والشعر الذين تزايدت مطالبهم لنا بالتوسع في هذا الباب، ولحسن الحط لبى دعوتنا الشاعر الكبير الأمير (خالد بن يزيد) فارس الشعر النبطي بعد طول غياب عن الساحة الشعرية والصحافة المقروءة والمرئية ليكون تواجده معنا خير بداية لهذا الملحق، ويحقق لنا رغبتنا باتاحة الفرصة لقرائنا للتعرف على الشخصيات التي احبوها على الورق واليوم هي معهم على الشبكة العالمية يتلمسون حروفها ويتابعون جديدها.
نترككم مع صفحات العدد الجديد وبعدد حروفه نرسل لكم التهاني بالشهر الكريم سائلين المولى عز وجل أن يعيده علينا وعليكم بالخير والبركات.
وكل عام وأنتم بخير.