النجاح يفتح الباب لمن يحب أن يراه
حكمه كتبها العقاد ذات مرة على الورق، وسجلها من بعده التاريخ ملايين المرات على كل عمل ناجح، فالنجاح كالختم موثق ومشهود لا نستطيع انكاره ولا تنفيه أي محاولات للتشكيك فيه... كضوء الصباح تراه مع شقشقة انتصاراته وتنصت إلى تغريد إنجازاته وتلمس نتائجه على أرض الواقع ولا يمكنك ان تحجب ضوءه.
قد تختلف مقاييس النجاح من شخص لآخر ومن عمل لآخر، لكن لا أعتقد أن هناك من يختلف على أن النجاح الحقيقي هو ما يشاركك الآخرين بالإستفادة منه ليقطفون الثمار معك... وكلما ازداد عدد المستفدين تزداد قيمة نجاحك... لعل مرآة النجاح الصادقة هي الصورة التي نراها تنعكس على المجتمع بمختلف شرائحه، وما جدوى النجاح ان لم يشعر به غيرك؟.
بكل بساطة، لاشيء... وبإختصار، هو النجاح بعينه عندما تتمكن من موقعك ووظيفتك ومنصبك من تقديم شيء يجعل لك مكانة في القلوب ورصيد عالي يختلف عن أرصدة البنوك والأوراق المالية لأن العملات التي يتعامل بها تسمى (حب) و(إحترام) و (تقدير) عملات تختلف كثيراً عن الدولار والإسترليني والريال... وكم أتمنى لو يصبح هناك بنك حقيقي يجمع هذه الأرصدة ويسجلها لأصحابها ويوضح مؤشراتها في الصعود والهبوط... فهذه قيمة لا يمكن أن نتجاهلها ونتيجة لعمل وعطاء وخدمات يقدمها البعض وقد لا يحصلون ولا يتطلعون من ورائها لمكسب مادي... فما المانع إذن من تسجيل رصيد معنوي لهم ليكون دافع للإستمرار؟.
لنا وقفة قادمة مع (بنك الحب)... واليوم نكتفي بلقاء أحد رواد هذا البنك وهو الأستاذ (خالد المعينا) الذي ساهم بتدريب عدد كبير من الشباب والشابات وإعدادهم للعمل، كما وضع قلمه في حالة تأهب دائم لطرح القضايا المؤثرة والتجاوب مع المشاكل الإجتماعية الخاصة أو العامة لخدمة أفراد مجتمعه، وهو اليوم أمام مسؤولية كبيرة كرئيس تحرير لصحيفة عربية ناطقة باللغة الإنجليزية ونحن في أمس الحاجة لمواجهة الإعلام الغربي وسياسة قلب الحقائق التي يمارسها ضد القضايا العربية... فكان له ولمطبوعته دور كبير في هذا المجال بنشرهم لصور مأساة فلسطين والممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
أما هدية العدد فهي من الشخصية الثرية التي عشقها كل قاريء، معالي الدكتور غازي القصيبي الذي منح (عربيات) الحق الحصري لنشر كتابه (تجربة اليونسكو: دروس الفشل) إلكترونياً.
فكل الشكر لمعاليه الذي قدم لنا دروس في تحويل الفشل إلى نجاح... والنجاح الحقيقي هو الإستفادة من التجارب وإفادة الآخرين بها... ويبقى ناجحاُ لنا جميعاً في كل خطوة يخطوها... فهو من الأشخاص الذين ينطبق عليهم قول العقاد: "النجاح يفتح الأبواب لمن يحب أن يراه".
وهانحن نراه على صفحاتنا بكل الفخر والتقدير له.