كشف حساب منتدى جدة الاقتصادي
العام الماضي كتبت مقالا بعنوان "ترميم الحوض الفكري" حيث كانت هناك ضرورة لترميم المنتدى الاقتصادي الذي أحمد الله أنه قد تخلى عن مصطلح الحوض الفكري في حملاته الترويجية، وقبل أن أكتب عنه هذا العام وجدت أنني بحاجة إلى استرجاع بعض الأخطاء التي ناقشتها مع الأستاذ سامي بحراوي آنذاك فبرر بعضها واعترف بمسؤوليته عن بعضها الآخر مع الوعد بأنه إذا لم يخرج منتدى 2008م بشكل أفضل لن يستمر في رئاسته.
كانت آلية التسجيل من النقاط التي طرحت نفسها على طاولة رئيس المنتدى الاقتصادي العام الماضي حيث تأخر تسليم البطاقات وشهدت خيمة التسجيل ازدحاما كبيرا، وقد وعد بحراوي أنه في عام 2008م سيتم التسجيل واستلام البطاقات قبل انطلاق المنتدى بوقت كاف كما سيتم إرسال بطاقات المدعوين إلى مكاتبهم إذا تطلب الأمر وهذا بالفعل ماحدث حيث تكفلت شركة سعودية شابة بتقديم خدمة إيصال البطاقات للمدعوين بينما امتدت فترة التسجيل إلى 10 أيام تقريباً تسبق المنتدى في الغرفة التجارية من الساعة التاسعة صباحاً للتاسعة مساءً، وعلى ضوء ذلك تخلصت بوابات المنتدى من الازدحام المعتاد.
النقطة الثانية كانت تتعلق بمقر إقامة المنتدى والذي اتضح منذ العام الماضي أنه لم يعد يستوعب متطلبات الحدث فوعد بحراوي بإنشاء مركز مؤتمرات يراعي فرص التوسع، وبالرغم من أنه أشار إلى أن هذا المشروع سيتطلب أكثر من عام غير أن الغرفة التجارية فاجأتنا في وقت قياسي بتجهيز مركز جدة الدولي للمعارض ليستقبل المنتدى الاقتصادي التاسع بثوب يليق بحجم الحدث ويتفوق على توقعات أكثر المتفائلين تفاؤلاً.
النقطة الثالثة كانت تتعلق بتخصص المتحدثين وشريحة الحضور حيث اتفق معي بحراوي في ضرورة أن تكون الأولوية لاختيار الموضوع والمتحدث المناسب لتقديمه لا إلى استقطاب أسماء لامعة فحسب، بينما اختلف معي في أن شريحة الحضور يجب حصرها وتحديدها في قطاع الأعمال والمتخصصين بالشأن الاقتصادي حتى يتفاعلوا مع ورقة العمل بدلاً من مجرد الحضور لمشاهدة شخصيات معروفة، والحل كان مفاجأة جديدة فقد تم بالفعل اختيار متحدثين على أساس اقتصادي وظل الحضور بمختلف شرائحه يحضر ويتفاعل مع جميع الجلسات بنفس القدر من الاهتمام ودون تفاوت ملحوظ بين جلسة وأخرى كما اعتدنا في الدورات السابقة للمنتدى.
عندما أتحدث عن كثافة الحضور في قاعة النساء والرجال على حد سواء، فلايمكن أن أتجاهل ثقافة المجتمع التي عكس المنتدى إيجابيتها بالرغم من بعض الممارسات السلبية التي أتوقع أن تتلاشى تدريجياً ومن بينها حضور يعتقدون أن مكانتهم في المجتمع هي عبارة عن موقع مقعدهم في القاعة وبالتالي كانت هناك منافسة على مقاعد المقدمة ومحاولة حجز مقاعد بين الجلسات بشكل مزعج في قاعة يفترض أن من يأتي فيها أولاً يتبوأ منها المقعد الذي يجده فارغاً علماً بأنك سواءً جلست في المقدمة أو في الخلف ستشاهد المنصة والشاشة وتسمع الصوت، كما بدا واضحاً عدم رضا بعض الإعلاميين عن المركز الإعلامي وقد يكون لهم الحق في ذلك، أما الملفت فهو إصرارهم على عدم الجلوس في المساحة المخصصة لهم في القاعة وهذا الأمر يمكن تفسيره بأن المقاعد الخلفية تفتقد إلى وجود طاولات مما يجعل عملية الكتابة صعبة بالنسبة للصحفي وهذا عذر مقبول، غير أن منهم من أراد أن يجلس في غير مكانه المخصص لمجرد رفض التصنيف مما يعكس خجلهم من مهنتهم وهذا أمر لمسته بوضوح في منتدى السيدة خديجة العام الماضي عندما تم تقسيم قاعة النساء إلى جانبين أحدهما لسيدات الأعمال والآخر للإعلاميات حتى يتمتع الطرفان بالصفوف الأولى بنسب متساوية ومع ذلك تذمرت بعض الإعلاميات.
حجم أخطاء منتدى جدة الاقتصادي تضاءل هذا العام أمام النقلة الكبيرة التي حققها، وقد تتفاوت وجهات النظر بين من يراه ناجحاً ومن يراه فاشلاً ولكن عندما أتذكر أنني كنت أجلس في الصف الأخير طوال الجلسات تقريباً بسبب امتلاء القاعة وأنني حضرت الجلستين الأخيرتين وقوفاً على الأقدام إلى جانب بعض عضوات مجلس إدارة الغرفة اللاتي لم يجدن مقاعد لأنفسهن أدرك أن كثافة الحضور قد أعلنت نجاح المنتدى منذ ليلة افتتاحه حتى جلسته الختامية.
رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ