منتدى السيدة خديجة... تحديات وتوصيات
الوعي أولاً لمساندة خطة التنمية الثامنة، كان هذا باختصار أهم ماخلص إليه منتدى السيدة خديجة بجدة.. وبالرغم من أن شهادتي فيه مجروحة بسكين المشاركة في صياغة توصياته غير أن بعض الحقائق لابد من ذكرها:
- فبينما أخفقت تنظيمياً إلى حد كبير المنتديات التي استقدمت إدارة أجنبية لها نجح منتدى السيدة خديجة بإدارة نسائية سعودية خالصة.
- خاض المنتدى تحدي مواجهة ثقافة المجتمع أو تحديداً (ثقافة المجاملات) فلم توجه دعوات مجانية لسيدات الأعمال أو سيدات المجتمع، واقتصرت الدعوات على الرعاة والجانب الرجالي لتحفيزه على حضور مؤتمر نسائي ومع ذلك كانت القاعة النسائية كاملة العدد تقريباً في اليوم الأول مع حضور كثيف في اليوم الثاني والحاضرات كن سيدات أعمال وبناء عليه حرصن على حضور الجلسات التي امتدت إلى سبع ساعات (وهو شبه دوام رسمي) لم يشهد تسرباً كبيراً.
- خاض المنتدى تحدي مواجهة الثقافة الإعلامية التي تعتمد على الصور الكفيلة في بعض الأحيان بإخراج المتابع عن سياق الحدث ليدخل في جدل عقيم حول ظهور المرأة، فمنعت عدسات التصوير من الاقتراب من القاعة النسائية أما عدسات المصورين في قاعة الرجال فحددت مواقعها بعيداً إلى حد ما عن منصة المتحدثين بالإضافة إلى الطلب من المصورين مسبقاً إحضار عدسات خاصة للتصوير عن بعد أو الاكتفاء بالصور التي ستلتقطها الغرفة التجارية.. وهذا الشرط وحده وضع المنتدى على مفترق طريقين أحدهما الفشل الإعلامي والآخر تغيير مسار التغطية الإعلامية (قسراً) من حديث (الصورة والتعليق) إلى أوراق العمل.. وهو اختبار لتوجه الإعلام والإعلاميين لم أتمكن من رصد نتائجه حتى لحظة كتابة هذا المقال.
- خاض المنتدى تحدي المقارنة مع الشقيق الأكبر(منتدى جدة الاقتصادي) الذي لم يفصله عنه سوى شهر واحد غير أنه تجاوز المقارنة بمحاوره وأوراق عمله المختلفة وبواقعية حصره على النطاق المحلي دون الاندفاع نحو مغامرة (عولمته) في دورته الأولى.
- خاض المنتدى تحدي مناقشة قضايا المرأة دون إفراط أو تفريط، وأعتقد أن من أهم النقاط التي طرحت في هذا الإطار كانت دعوة فتح مسار جديد يحفظ خصوصية النموذج الإسلامي للمرأة ويستبدل مفهوم المساواة الغربي بمطلب الشراكة أو إعادة تعريف المساواة بعيداً عن المثلية وباتجاه العدالة في منح الحقوق وفرض الواجبات.. وتلك العدالة إلى جانب مفهوم الشراكة أفرزت مطلب مشاركة المرأة في مراحل التخطيط للقرارات المتعلقة بدورها في التنمية والمشاركة في صياغة علوم الفقه والتفسير وفي مجلس الشورى.
- خاض المنتدى تحدي عدم التطرق لأكثر قضايا المرأة السعودية إثارة للجدل فلم تتحدث أوراق العمل عن سواقة المرأة للسيارة ولم يُصوّت عليها.وللمفاجأة لم يرد هذا الموضوع ضمن مداخلات الحضور التي واكبت مستوى الطرح العميق بعيداً عن التسطيح أو الجدل العقيم وأدرك الجميع ربما أن القضية ليست مجرد سيارة ولكن مواصلات عامة وخاصة ينعكس افتقادها على تطور مشاركة المرأة في التنمية.
- خاض المنتدى تحدي الخروج بتوصيات مباشرة تتم صياغتها أثناء الجلسات بناء على أوراق العمل، وأعترف كوني كنت مسؤولة إلى جانب الزميلة مها فقيه عن هذه المهمة أنها كانت صعبة للغاية.. غير أن التحدي تم التغلب عليه إلى حد كبير عن طريق حلقات نقاش موسع جمعتنا بالمنظمات امتدت لأسبوع سبق انطلاق المنتدى تم خلالها توضيح الأهداف، دراسة خطة التنمية الثامنة، الإلمام بكافة المحاور المطروحة وخلفيات المتحدثين، كما تم الاتفاق على شرط أساسي وهو أن تكون التوصيات قابلة للتطبيق ولإرفاقها لاحقاً بآليات وبرامج عمل مفصلة وبناء عليه خرج المنتدى بـ 13 توصية أحسنت الأخت مها فتيحي بالإشارة عند إعلانها إلى أنها تعتبر (مبدئية) وستخضع لإعادة صياغة لتخرج بصورتها النهائية علماً بأن 4 توصيات تقريباً كانت خرجت بشكل سريع من الجلسة الأخيرة فتمت قراءتها قبل أن تجف منها أحبار طابعة الزميلة نورا التركي وأضيفت عليها توصية أعتقد أن الوقت لم يسعف الأخت مها حتى لكتابتها بخط اليد على ورقة التوصيات.
- التحدي الأخير وهو الكرة التي أصبحت في ملعب المنظمات والجهات المعنية لتحويل الخلاصة والتوصيات من حبر الورق إلى حيز تنفيذي تصب مخرجاته في صالح خطة التنمية الثامنة، والنتيجة المرتقبة قد تكون مفصلية إذا نجحت ليتغير المفهوم السائد عن المنتديات من (الفضفضة) إلى مشاركة شعبية حقيقية في منظومة التنمية.
رئيسة تحرير مجلة عربيات الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ