أبها: الوطن
لا تزال بعض العادات والتقاليد البالية تتحكم في سلوكيات العديد من الأشخاص في مجتمعاتنا العربية منها أن بعض الرجال يمتنعون حتى عن ذكر المرأة في أي حديث مع الآخرين حتى لو كانت تلك المرأة أماً أو أختاً أو زوجة ، وهذا يدل على ضعف واضح في الشخصية التي قد تكون قد تلقت تربية خاطئة حول هذا الجانب ولم يساعدها المجتمع لتغيير تلك النظرة المشوهة .
وفي أحد منتديات موقع عربيات http://www.arabiyat.com طرح أحد المشاركين المسألة على بساط النقاش فقال:
اليوم في جعبتي موضوع شكل لي إزعاجاً كثيرا لدرجة أني لم أنم وهو أني كنت جالسا مع أحد الزملاء نتناقش في أمور العمل وإذا بزميل آخر يدخل علينا ويجلس معنا وبعدها رن هاتفه الجوال وحين أخرج الجوال من جيبه ورأى الرقم قال: عن إذنكم (الجماعة دقوا), ذهب زميلنا وحين انتهى من المكالمة رجع إلينا وسألته حينها: ماذا تقصد بكلمة (الجماعة)؟
قال : أقصد فيها (الأهل). وحين قال لي معناها جلسنا نتناقش لمدة 3 ساعات في هذه القضية التي سوف أطرحها لكم بعد أن طرحتني أرضا ً: لماذا ذكر المرأة يشكل حرجا اجتماعيا عند بعض الناس لماذا لا يقول (زوجتي) أو (قرينتي)؟ وأعتقد أن بعضكم قد سمع هذه المصطلحات وهي تتداول في بعض مجالس الرجال ومنهم وللأسف الشديد حين يذكر أحدهم اسم المرأة في مجلس يعم بالرجال تجده يقول (وأنتم كرامة)، وبعضهم يقول كلمة مدام مع العلم إن كلمة مدام باللغة العربية الفصحى كلمة تعني الخمر بضم الدال، وبعضهم يقولون (الربع) وكثير من المصطلحات ولكن لماذا هذا السلوك الغريب هل هو سلوك متخلف؟ قد أجد الإجابة أو المعلومة التي تفيدني من قبلكم.
وأجاب أحد المشاركين عن تساؤلات زميله قائلاً :
الإجابة عن هذه الأسئلة معروفة لمن يقوم بإخفاء أو عدم ذكر اسم أهل بيته قبل الذي لا يجد حرجاً في ذكرهم.
إذاً المسألة مسألة تعود وتقوقع وتقليد بعضنا البعض في مجتمع جميع أفراده جبلوا على هذه الطريقة إضافة إلى الإحساس بأهمية الخصوصية في عدم ذكر الأهل و أسمائهم على حد فهم هؤلاء بالإضافة إلى الشعور بالعيب أو قلة القيمة عند ذكر اسم الأهل عند الغير مع وجود عدم القناعة في قرارة النفس بهذا الشيء لدى هؤلاء النوعية من البشر، وأكبر دليل على ذلك لو قمت بسؤال أي شخص في لحظة وقوع مثل هذا الموقف عن سبب عدم ذكر أن من يخاطبه أو يكلمه بالهاتف هو زوجته أو أخته أو حتى والدته فإنك لن تسمع منه الإجابة الشافية والمقنعة له هو نفسه قبل أن يقنعك أنت. لا أعتقد أن المسألة هنا لها أي علاقة بالإقلال بالقيمة أو إهانة للكرامة أو حتى الخجل من ذكر هذا الشيء بقدر ما أنه شيء تم التعود عليه دون حتى الاقتناع به. بطبيعة الحال ليس كل البشر بهذه الطريقة فهناك الكثير من البشر الواعين والمدركين لصحة ما يقوم به ولا يجد أي حرج في هذا الشيء وهذا هو الصحيح . إنها مجرد وجهة نظر حيال هذا الموضوع قابلة للخطأ كما هي قابلة للصواب.
رابط للموضوع :
http://www.alwatan.com.sa/daily/2005-02-25/socity/socity03.htm
نسخة من المطبوعة :
|