إعلاميات على خط النار يكشفن لـ"عربيات" كواليس المواجهة مع الخطر
كان الإنطباع السائد عن الإعلامية التي تظهر على الشاشة أنها مجرد وجه جميل بملابس أنيقة وقوام رشيق على مقعد ناعم في حجرة مكيفة تطاردها عيون الكاميرات، لكن مع تغير الأحداث وزيادة حدة التوتر في العالم لم تعد طبيعة عمل الإعلامية قاصرة على ذلك فقط، فقد أجبرتها الأحداث الساخنة على الخروج من الاستوديوهات والنزول إلى قلب المعارك لنقل الأحداث للمشاهدين ومسايرة الواقع وتحقيق المصداقية وهو ما تواكب مع ظهور ما يسمى بالمراسلة الإعلامية التي صارت تنافس مهنة المراسل الحربي القديمة. وبقدر إجادة وتميز الإعلامية في هذا المجال وإثباتها لجدارتها في منافسة الرجال بل والتفوق عليهم أحيانا في مواجهة الأخطار ببسالة، بقدر ارتفاع درجة المخاطر التي تتعرض لها وهي تعمل في قلب المعارك وعلى خطوط النار المستعرة حتى صار عملها أشبه بمهنة البحث عن الموت. وتعد منطقة الشرق الأوسط من أكثر المناطق سخونة وخطورة في العالم بالنسبة لعمل الإعلاميات لما تشهده تلك المناطق من صراعات سياسية عنيفة ومزمنة زادت وتيرتها بعد هبوب رياح ما سمي بالربيع العربي وهو ما جعل ألبوم صور المراسلات الإعلاميات على خط النار في تلك المناطق لا يخلو من الدماء.
وتأتي سوريا والعراق على قمة قائمة مناطق عمل الإعلاميات الخطيرة، ففي أحد التقارير العراقية الواردة عن خسائر الإعلاميين العراقيين كشفت الأرقام عن مقتل وإصابة العديد من الإعلاميين في الفترة الأخيرة، ولم تخل القائمة من ضحايا إعلاميات كان من بينهن وجدان أسعدمراسلة صحيفة العراق المستقل التي قتلت خلال إجرائها لقاء صحفي في مقر قيادة شرطة ديالي بعد تعرض المقر لتفجير انتحاري ضخم، أعقبه إصابة مراسلة قناة ديالي الفضائية أفراح غالب في جنوب بعقوبة إثر تعرضها لانفجار انتحاري أيضا أثناء أداء عملها. ولاتزال واقعة مقتل الإعلامية أطوار بهجت مراسلة قناة العربية التي قتلت مع زميليها المصور ومهندس الصوت وهي في سامراء، لاتزال وقائعها مثيرة للجدل والتي تردد أنها قتلت لنجاحها فى تصوير وتسجيل شخصيات وحصولها على تفاصيل مهمة خاصة بالشأن العراقي.
ومن العراق إلى سوريا لايقل الخطر بل يزداد، حيث تتعرض الإعلاميات هناك للموت كل لحظة، كان من بينهن مراسلة الإخبارية السورية يارا عباس التي قتلت بعد إصابتها بطلق ناري على طريق حمص - القصير قرب مطار الضبعة ودفعت حياتها ثمنا للعمل في قناة محسوبة على نظام بشار الأسد. وخلال تغطيتها للأحداث في حي الخالدية بحمص تعرضت مراسلة قناة العالم الإيرانية رؤى العلي للإصابة برصاص في الفخذ، بينما لقيت زميلتها مراسلة القناة بدمشق مايا نصر مصرعها على أيدي قناصة أثناء تغطيتها لانفجارات بالقنابل على دمشق.
وقد سبقها عام 2012 حوادث عديدة كان من أشهرها حادثة مقتل الأمريكية ماري كولفين، مراسلة الصنداي تايمز، مع المصور الفرنسي ريمي أوشيلك في حمص السورية أثناء حصارها، بعدما تعرض المنزل الذي كانا يقيمان به للقصف. وكانت كولفين قد تعرضت للخطر عدة مرات أثناء عملها كمراسلة إعلامية في بؤر الصراع في فترات سابقة على مقتلها وهو ما أفقدها إحدى عينيها بعد إصابتها بشظية أثناء عملها بسيريلانكا عام 2001. وكانت قد فازت بجائزة الصحافة البريطانية كأفضل مراسلة خارجية في أكثر من مناسبة، كما حازت على عدة جوائر من مؤسسة النساء الدولية للإعلام.
ولم تكن إعلاميات لبنان بمنأى عن هذا الخطر سيما وأن لبنان كثيرا ما يشهد موجات متتابعة من الصراعات الدامية التي لا تخلو من أحداث مأساوية كالتفجيرات الإنتحارية والتفجيرات عن بعد وخلافه بسبب الإنقسامات السياسية الشديدة هناك وهو ما دفعت بعض الإعلاميات ثمنه غاليا وفي هذا الإطار تعرضت الإعلامية اللبنانية مي شدياق مذيعة إل بي سي لحادث انفجار شديد كاد يفقدها حياتها عام 2005 عندما استهدفت سيارتها بعبوة ناسفة فقدت على إثرها طرفيها اليسريين لتمثل حالة مختلفة من حالات الخطر التي قد تتعرض له الإعلامية بسبب مواقفها السياسية!
وبالاتجاه قليلا نحو قلب الشرق الأوسط نجد مصر وقد دخلت أيضا بؤرة المعارك والصراعات السياسية عقب أحداث ثورة يناير 2011 وشهدت العديد من الأحداث الساخنة التي راح ضحيتها إعلاميات من مختلف الإتجاهات. فإلى جانب الإصابات العادية أثناء تغطية المظاهرات بسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع كما حدث مع نسمة السعيد مراسلة قناة المحور الفضائية في ميدان التحرير، حدث ما هو أخطر من الإصابة في بعض الحالات وانتهى بمأساة كما حدث مع الراحلة ميادة أشرف "23سنة " مراسلة قناة التحرير التي قتلت في إحدى المظاهرات العنيفة وتصادف موتها في يوم تبني لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة لقرار يشدد على ضرورة تأمين حماية الإعلاميين من قبل السلطات.
ومن جانبها أكدت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان على أن السنوات الأخيرة بمصر كانت شديدة العنف مع الإعلاميين وأفادت أنه بجانب مقتل ميادة قتلت أيضا حبيبة أحمد عبد العزيز مراسلة مجلة "أكسبريس" الإخبارية الأسبوعية بدبي بعد أن أصيبت بطلق ناري أثناء تواجدها في القاهرة. كما أصيبت أسماء وجيه مراسلة وكالة "رويترز" أثناء تغطيتها لعملية فض اعتصام "رابعة العدوية" بطلق ناري في القدم كما أصيبت أيضا عزة مغازي مراسلة جريدة الشروق المصرية بجروح في رأسها بعد الاعتداء عليها من أحد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميدان مصطفى محمود الشهير.
شيماء عادل، أصغر مراسلة حربية:
ـ أخاطر بحثاً عن الحقيقة وبعيداً عن التسييس
ـ رفضت الصحيفة سفري إلى غزة بسبب صغر سني، فتكفلت بالسفر من مدخراتي الشخصية التي لم تتجاوز 150 جنيها
ـ قوات القذافي حاصرتنا 4 مرات، وشاهدت جثته في المشرحة
ـ في سوريا حولوا الحدائق إلى مقابر، وتم قصف مواقعنا بعد مغادرتنا بلحظات
ورغم ذلك تظل هناك حالة إصرار بين الإعلاميات على إتمام عملهن مهما كانت المخاطر. فالمصرية شيماء عادل مراسلة "الوطن" تعد أصغر المراسلين الحربيين منذ سافرت لتغطية العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2008 ومنها انطلقت نحو مزيد من الأخطار في البؤر المشتعلة في المنطقة العربية، بداية من ثورة 25 يناير في مصر، ووصولا لعملها كمراسلة في ليبيا أثناء محاولات إسقاط القذافي وتعرضت خلال تلك الفترة لخطر الموت بسبب محاصرة قوات القذافي للمنطقة التي كانت فيها. كما سافرت لسوريا ونقلت أحداث إدلب الدموية وأصيبت خلالها بالقدم وساعدها الجيش الحر على الهرب.
وفي تصريحات خاصة لـ عربيات قالت شيماء عادل: "بالفعل كنت أصغر مراسلة حربية عندما بدأت هذا الطريق الصعب وأنا في السنة النهائية من الجامعة، وأذكر وقتها كنت أتدرب في صحيفة "المصري اليوم" المصرية واقترحت على الأستاذ مجدي الجلاد رئيس التحرير وقتها أن يعطيني الفرصة للسفر لتغطية أحداث الحرب على غزة عام 2008، لكنه رفض باعتباري صغيرة فى السن وخوفا من تعرضي للخطر، لكني صممت على إتمام هذه المهمة وسافرت لغزة على مسئوليتي الخاصة بعد استئذان والدي ومن مدخراتي الخاصة والتي لم تتجاوز 150 جنيها من حصيلة مصروفي الذى إدخرته، وبالفعل كانت رحلة موفقة رغم خطر القصف الإسرائيلي. من بين الحوارات المهمة التي قمت بها حواري مع زوجة وبنات الرنتيسي الذي قتلته إسرائيل، كما أجريت حواراً مع آخر أسيرة فلسطينية في السجون الإسرائيلية".
وتضيف شيماء: "دخلت غزة عن طريق بوابة صلاح الدين لكني عدت لمصر عن طريق منفذ رفح، وعندما عرضت أعمالي على المسئولين في الجريدة كانت لها الأولوية في النشر، ومن هنا كانت نقطة الإنطلاق نحو هذا المجال الصعب". وعن المحطة التالية فى عملها كمراسلة على خطوط النار تقول: "أخذت على عاتقي تغطية أحداث الثورات العربية من ميدان التحرير في مصر، مرورا بليبيا، وحتى سوريا وأذكر أنني كنت أبيت بالميدان لعمل التغطيات المختلفة، وأوكلت لي مهمة السفر للسلوم غرب مصر لتغطية أحداث الثورة الليبية، وجاءت لي الفرصة للدخول إلى ليبيا وهناك تعرضت للحصار من قبل قوات القذافي أربع مرات كما عايشت الجوانب الإنسانية الصعبة التي عاشها الليبيون فى تلك الفترة حتى مقتل القذافي ومن المشاهد التي لا أنساها لحظة رؤيتي لجثته في المشرحة والتي قمت بتسجيلها بالصوت والصورة".
وتحكى شيماء عادل لـ عربيات عن مغامرتها الخطيرة كمراسلة في إدلب وحلب بسوريا فتقول: "سافرت مرتين، مرة بشكل نظامي ولكن تم ترحيلي مباشرة، ثم قمت بالدخول ثانية بشكل غير نظامي عن طريق الحدود التركية، وهناك رأيت الموت بعيني وكان ذلك قبل ظهور داعش وجبهة النصرة عندما كان الجيش الحر غير مسلح، وسجلت هناك بالكاميرا لحظات إنسانية للشعب السوري وكيف أنهم أصبحوا يحولون الحدائق إلى مقابر بسبب القصف الشديد من قوات بشار". وعن تواصلها مع أسرتها في تلك الفترة قالت شيماء: "لم أكن أستطيع الحديث معهم تليفونيا خوفا من التقاط قوات بشار الإشارة وتتبع مكان وجودنا حيث كان يتم استهداف أي مركز إعلامي يتواجد فيه المراسلون، وقد تعرض المكان الذي كنت فيه للقصف من قوات بشار عقب خروجي منه بلحظات، ولذلك كنت أعتمد على طمأنة أسرتي عن طريق (سكايب)، ولم أكن أستطيع استخدام الإنترنت لأكثر من نصف ساعة متواصلة حتى لا يتم الاستدلال على أماكن وجودنا".
وعن سر اختيارها لهذا المجال الصعب ولحظات الخوف في حياتها قالت شيماء: "أعشق العمل في هذا المجال رغم خطورته بحثا عن الحقيقة والمصداقية بعيدا عن التسييس الذي سيطر كثيرا على الإعلام في الفترة الأخيرة". وتؤكد أصغر مراسلة حربية لـ عربيات أنها ستستمر في هذا المجال وإن كانت متوقفة حاليا بسبب الحمل بطفلها الأول إلا أنها ستستأنف عملها بعد شهور قليلة بإذن الله.
ضحايا أحداث دامية
ومن المشرق العربي إلى الشرق الآسيوي حيث مناطق الصراع المزمن في أفغانستان والتي شهدت أيضا أحداثا دامية لمراسلات بالمنطقة كان أحدثها ما أعلنته وكالة أسوشييتد برس عن مقتل المصورة الألمانية أنيا نيدريجنهاوس"48 سنة" وإصابة مراسلتها الكندية كاثي جانون "60 سنة" عشية الانتخابات الرئاسية هناك حيث قام رجل بفتح النار على عدد من الصحفيين الأجانب بالمنطقة.
إلا أن الإعلامية الجزائرية مريم أوباييش والتي عملت كمراسلة أيضا في أفغانستان كانت أوفر حظاً رغم تعرضها للعديد من المخاطر، فهي من الجيل الثاني في تسعينيات القرن الماضي، وسطع نجمها من خلال التقارير الخطيرة التي كانت تقرأها بصوتها على الشاشة الجزائرية قبل أن تعمل بالجزيرة ويتم إرسالها إلى شتى المناطق الساخنة بالعالم لتصبح مراسلة حرب للجزيرة في بؤر الصراع الخطيرة ومنها أفغانستان. وقد تم إرسالها مؤخرا إلى سوريا لتغطي الحرب الأهلية هناك لتؤدي عملها تحت نيران القصف وأصوات الانفجارات.
وفي فلسطين تزداد حدة الخطر اليومي الذي تواجهه المراسلات الإعلاميات اللاتي يعملن في قلب النيران وفي مواجهة المدافع والطائرات الحربية، وقد ضربن مثلاً رائعا في نقل الحدث بكل شجاعة خلال فترة الحرب الإسرائيلية على غزة. وكانت كريستين ريناوي مراسلة تليفزيون فلسطين واحدة منهن حيث أنها قد أصيبت برصاص مطاطي أثناء تغطية أحداث بلدة شعفاط والتي شهدت اختطاف محمد أبو خضير والعثور عليه مقتولا داخل أحد الأحواش القريبة من دير ياسين. ورغم إصابتها إلا أنها حرصت على مواصلة عملها لنقل الحقيقة من قلب الحدث.
ليندا شلش، مراسلة قناة القدس الفضائية:
ـ على الهواء مباشرة تم استهدافي بالمياه العادمة وقنابل الغاز، وأصابتني قنبلة صوتية في الكتف
ـ أعمل على صقل مهاراتي بالتواصل مع مؤسسات إعلامية دولية
وقد تواصلت عربيات مع بعض المراسلات على خط النار في فلسطين كان من بينهن ليندا شلش مراسلة قناة القدس الفضائية والتي صرحت لـ عربيات موضحة أنها دخلت هذا المجال نهاية 2008 بالتزامن مع الحرب الاسرائيلية على غزة، فور تخرجها من جامعة بيرزيت بتقدير امتياز والمرتبة الأولى على كلية الإعلام. وأضافت شلش: "لم أكن ذات خبرة تلفزيونية حقيقية حينما بدأت عملي كمراسلة تلفزيونية في قناة القدس في ذلك الوقت، فضلا عن سني الصغير نسبيا حيث كنت في الحادية والعشرين وأصغر مراسلة لدى القناة، وكان هذا أحد أهم التحديات أمامي إذ كان علي إثبات نفسي والتعامل مع إعلاميين أكبر مني سنا وخبرة، كما كان للواقع الفلسطيني المعقد تأثير بالغ، بسبب الانقسام السياسي من جهة والاحتلال الاسرائيلي من جهة أخرى، وفي ظل المضايقات التي يتعرض لها الصحفيون من قبل الجيش والسلطات الاسرائيلية، تم منعي أمنيا من دخول مدينة القدس بسبب عملي الصحفي. ولكن لاحقا كانت لي تغطيات اعلامية مهمة مثل صفقة شاليط والأسرى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993، وأذكر أنني تعرضت في هذه التغطيات لاعتداءات اسرائيلية متعمدة. فخلال تغطية المرحلة الأولى من صفقة شاليط تم استهدافي بالمياه العادمة وأنا على الهواء مباشرة، وفي المرحلة الثانية تمت إصابتي بقنبلة صوتية في الكتف -وأيضا كنت على الهواء مباشرةـ وقد اضطررت حينها لمغادرة الميدان بسبب الآلام الشديدة التي أصابتني، كما تم استهدافي بقنبلتي غاز بشكل واضح ومتعمد خلال تغطيتي المباشرة لمواجهات في قرية النبي صالح القريبة من إحدى المستوطنات الاسرائيلية، وفي أكثر من مرة تم تهديدي بالاعتقال خلال تغطيتي المواجهات عند حاجز قلنديا العسكري وسجن عوفر الاسرائيلي في رام الله".
وعن تقييمها لعملها قالت ليندا شلش لـ عربيات: "إنني راضية عن أدائي وعما حققته خلال ست سنوات من عملي الصحفي الميداني، مهنيا كل يوم أتعلم جديد وأعمل على تقوية مهاراتي الاعلامية بالتواصل مع مؤسسات إعلامية دولية أجنبية لأنها برأيي الأفضل والأكثر كفاءة، حيث حصلت على منح تدريب صحفي مع مؤسستي البي بي سي البريطانية في عمان، ووكالة رويترز في لندن.أما بالنسبة للتحديات التي واجهتها ولا زلت، فهي لم تكن رادعا لي ولعملي بل إنني مستمرة في رسالتي الصحفية التي أؤمن أنني خلقت من أجلها وهي خدمة وطني فلسطين التي اعتبرها قضيتي المركزية". وعن أهم أعمالها كمراسلة قالت شلش: "في إطار تطوير عملي الصحفي قدمت حلقات حوارية خاصة مع شخصيات فلسطينية مثل السيدة سهى عرفات أرملة أبو عمار، كان اللقاء في جزيرة مالطا ولمدة ساعة في 2013 ، كنت الاعلامية الفلسطينية الأولى التي تجري هذا الحوار معها حول تسميم ياسر عرفات والتحقيقات الطبية حول ذلك. كما أعددت فيلما وثائقيا عن أبو عمار وأيام حصاره (خريف المقاطعة) وتم اختياره للمشاركة في مهرجان الجزيرة للأفلام الوثائقية".
نهاد حجازي مراسلة قناة 24 الفرنسية:
ـ حافزي هو عشقي لمهنتي، ودوري كشف الحقيقة للعالم ونقلها
ـ الإعلامي الفلسطيني مستهدف من قبل جنود الإحتلال
ومن قناة 24 الفرنسية قالت مراسلتها الإعلامية نهاد حجازي في تصريح خاص لـ عربيات: "كانت بداية عملي بالمجال كهواية منذ الطفولة وتطورت مع الوقت حيث كنت أتابع العمل عبر تلقي دورات في المجال. وأعترف أن الخوف لا بد منه إلا أن حبي للعمل ينسيني الخوف ويجعلني أمارسه بكل ثقة وحب دون الالتفات للمخاطر. ومن أصعب اللحظات التي عشتها كمراسلة حربية كانت أثناء تغطيتي لمسيرات مناهضة لجدار الفصل العنصري في قرية النبي صالح حيث تعرضت أنا والطاقم لاطلاق النار والغاز المسيل للدموع من قبل الجيش الإسرائيلي ولم أكن مرتدية واقي فأصبت بالاختناق واضطررت للهروب إلى السيارة لأحتمي من هجوم الجيش وأنا أعاني من صعوبة في التنفس بسبب الغاز". وتؤكد حجازي إصرارها على إيصال الرسالة، قائلة: "كامرأة لا شيء يجعلني أمارس المهنة رغم خطورتها غير عشقي لها، وأرى أنها مهنة نبيلة لنقل الحقيقة وكشفها للعالم، وزوجي يدعمني بالرغم من أنه وأولادي يشعرون بالقلق، وكذلك عائلتي أمي وأبي وإخوتي لكني لا أفكر بالتوقفعن العمل بتاتا إلا في حال أصبت إصابة تمنعني عن ممارسة العمل وأتمنى أن لا أرى هذه اللحظة، فأنا أحب مهنتي جدا وأقول بأننا كإعلاميين فلسطينين مستهدفين دائما من قبل الاحتلال ومع هذا لن يمنعنا ذلك عن إيصال الرسالة بشتى الطرق والوسائل".
هذا ولم تقتصر خطورة عمل الإعلاميات على تواجدهن فى مناطق الحرب بل مجرد التواجد فى ساحة تظاهر تعبيرا عن الغضب يمثل لها خطرا حتى لو كان الأمر يتعلق بمباراة كرة قدم وهو ما حدث مع الكندية باربارا أرفانيتيديس مراسلة قناة CNN الأمريكية، والتي أصيبت خلال اشتباكات وقعت بين قوات الأمن ومتظاهرين، بمدينة “ساو باولو” البرازيلية، قبل ساعات قليلة من انطلاق أولى مباريات كأس العالم 2014 بين منتخبي البرازيل وكرواتيا حيث أصيبت بشظية في ذراعها.