السندريلا ولغز الحذاء
يقال أن الإنسان يأخذ من اسمه الكثير، بل كثيراً ما نجد عوامل مشتركة بين أشخاص يحملون نفس الاسم... ولكن الجديد أن تتشابه الأحداث التي تمر بمن يحملون نفس اللقب.
لقد تابعنا مؤخراً ملابسات وفاة الفنانة الراحلة ( سعاد حسني ) أو سندريلا الشاشة العربية كما أطلقت عليها الصحافة... ولا أعرف تحديداً السبب الذي جعل هذا اللقب بالذات يلتصق بها فربما لتميزها بأداء الأفلام الإستعراضية فربطوا بين رشاقتها ورشاقة بطلة قصة السندريلا الشهيرة... وربما بسبب ظروف الحياة القاسية التي عاشتها النجمة الراحلة وتحولها من الفقر والهامشية إلى النجومية والأضواء كما حدث مع سندريلا المضطهدة من زوجة الأب قبل زواجها بأمير الأحلام صاحب رقصة الفالس الرومانسية... وقد يكون لقب والسلام فالصحافة العربية تهوى وتتفنن بإطلاق الألقاب على نجوم الفن والكرة حتى أصبحت ضرورة لابد منها أن يكون لكل نجم لقب خاص نعرفه به.
وتلعب المصادفات دورها ليرافق هذا اللقب الفنانة الراحلة حتى آخر لحظات حياتها لتنتهي بحدث يشبه كثيراً أحداث قصة السنديلا... تلك السندريلا التي عاشت بعد وفاة والدها حياة قاسية في غرفة منعزلة لايعرفها أحد ولا يسأل عنها بعد أن كانت الابنة الوحيدة المدللة للوالد الثري إلى حين هروبها لحضور الحفل الساهر ولقاءها بفارسها ومغادرتها الحفل مبكراً في ظروف غامضة لم يفهمها الحضور ... ولكنها تركت أثناء مغادرتها فردة الحذاء لتكون الخيط الذي يمكن اتباعه لمعرفة لغزها.
وهاهي سندريلا الشاشة العربية بعد أن عاشت تحت الأضواء تختفي لسنوات بسبب المرض وينساها الجميع لتعاني من الوحدة والإنعزال والكأبة ثم ترحل في ظروف غامضة وتترك لنا لغز وجود فردة حذاء كانت ترتديه في الحمام والأخرى في الشرفة مما يفتح المجال لتفسيرات مختلفة... ويوقع الباحثين في حيرة لتصور ما حدث لها قبل رحيلها.
ولكن في حالتها لن يجدي كثيرا معرفة لغز الحذاء فرحيلها بلاعودة والسر قد يبقى غامضاً ويرقد معها كما ذكرت صديقتها ( نادية يسري ) في أحد اللقاءات.
وليس كل ما يرد من القصص الأسطورية يتحقق في الواقع فنشكر الله أنهم لم يطلقوا على نجمة ( سنو وايت ) السينما العربية فمن يرحل لا تعيده قبلة الحياة التي روجتها تلك القصة الخيالية... ورحم الله موتى المسلمين.