الخيمة الرمضانية أصبحت من السمات المميزة لشهر رمضان الكريم.. والفكرة بدأت منذ عدة سنوات حيث كان السبب فيها ان بعض رجال الاعمال يرغبون بالسهر والتسامر فى مكان يغلب عليه الطابع.. ثم تكررت الفكرة فى الأندية التى طورتها وجعلتها ظاهرة اجتماعية ممتعة للزوار.
الخيمة أصبحت ملتقى العائلات التى تسهر فى الجو الرمضانى مع فاصل بسيط من الترفيهة بدعوة بعض المطربين لغناء توشيح دينية ولأن الشخصية المصرية تهوى التقليد انتشرت الخيم الرمضانية بكثرة خاصة ان الأندية ذات الكيان الاجتماعى أصبحت توفر كل شىء من أجل نجاح فكرة الخيمة الرمضانية التى اصبحت هى متنفس الناس فى الليل خاصة ان النهار الكل مشغول بصيامه واعماله.... وكان نادى الجزيرة اول الاندية التى أعدت الخيمة الرمضانية لجلوس الاعضاء فى جلسات اجتماعية تزيد الصلة الاجتماعية بين اعضاء النادى.
ولأن الفكرة لاقت النجاح فقد ادخل القائمين على صناعة الخيمة الرمضانية وجبة السحور ضمن برنامج السهرة .... حتى يرحل الفرد الى المنزل مستعداً لصلاة الفجر.
بعض الخيم فى الموسم الماضى استضافت الداعية الشاب " عمرو خالد " الذى كان له دور فى زيادة الاقبال من قبل زوار الخيمة ولأن الفنادق رفضت ان تقف موقف المتفرج ، اعدت خيمة رمضانية على طراز عربى يهدف الاول منها جذب انتباه السائح العربى الذى يود ان يسهر فى مكان قريب اشبه من البيئة التى يعيش فيها خاصة انالبعض منهم يود ان يتعايش مع الجو الروحانى الذى يعيش فيه.
( جابر حسين ) محاسب بأحد البنوك يرى ان الخيمة الرمضانية فكرة استوحاها شخص من الواقع العربى ... كل ديكورها من الطراز العربى ... كان لها اثر جيد لأن البعض يود ان يتواجد فى مكان لايخرجه من الجو الروحانى والنفسي السائد فى شهر رمضان."
أما ( ياسر عبدالفضيل ) مهندس يؤكد ان الخيم الرمضانية تناسب بعض الناس فى مصر والوطن العربى لأن خروج الفرد يوم فى الاسبوع يصنع له تجديد فكرى فى خلايا العقل ، فيقول " وجود الشخص فى الخيمة الرمضانية يحقق له فوائد اجتماعية ونفسية أما الاجتماعية فتتمثل في انه من الممكن أن يتعارف على أشخاص لم يكن يعرفهم من قبل وقد قال الله تعالى < ياأيها الذين امنوا ان خلقناكم من شعوباً وقبائل لتعارفوا> صدق الله العظيم ... وأما الفائدة النفسية يعيد الأجواء الروحانية في صورة متكاملة ومرتبطة بالجذور العربية والإسلامية".
وتطورت فكرة الخيمة الرمضانية خاصة ان بعض المؤسسات الصحفية الكبرى اقامت خيم رمضانية دعت اليها كبار المثقفين والأدباء .... فتحولت خيمة حريتى التى تشرف عليها مؤسسة دار التحرير الى منتدى ثقافى دينى يتوافد عليه يومياً أصحاب الفكر والقلم يومياً .... تكون حوارات الحضور فى قضاياتهم المواطن العربى.
وقد دعم الكاتب الصحفى سمير رجب رئيس مجلس ادارة دار التحرير خيمة حريتى بالعديد من الأفكار الامر الذى جعلها فى الصدارة بالنسبة للخيم الرمضانية خاصة ان زوار وزبائن الخيمة من المثقفين والفنانين أهل السياسة والفن ومن مميزات الخيمة الرمضانية انها توفر عدد من فرص العمل لبعض العمالة المعطلة طوال العام.. فمستلزمات السهر والاعداد للخيم أصبحت تشكل مزايا اقتصادية لبعض الصناعات خاصة أن هناك فى كل خيمة عدد من الشباب العاملين لايقل عن 5 من الشباب مابين تقديم الضيافة او الاعداد للمشروبات.
وحتي لاتخسر مقاهى وسط القاهرة الجولة فإنها هى الأخرى وفرت الجو الرمضانى بالديكور المستوحى من التراث العربى فى شهر رمضان... وبعض هذه المقاهى له اصول تاريخية مثل " ريش " ملتقى الادباء العرب والتى تعد المقهى الخاص لأديب ( نوبل ) نجيب محفوظ.
ولم يتخلف صعيد مصر عن هذه الظاهرة التي انترنت وخاصة القرى حيث تنصب فيها خيم في أماكن ثابتة ومعلومة للجميع للإجتماع فيها يطلق عليها اسم " ديوان " .... وبعض الأثرياء يحيون هذه الليالي بالإتفاق مع مقريء يبدأ بقراءة القرآن في كل ليلة بعد الانتهاء من صلاة التراويح .... يقرأ ربع جزء ثم يتبادل الناس بعض المشروبات الساخنة ثم يختم السهرة بآيات قرآنية ... ثم يتبادل الناس جميعاً السحور ويستعدون لصلاة الفجر ... واحياناً يلقى بعض الائمة درس دينى في كل ليلة وتقيم بعض العائلات فى اسوان والنوبة جلسات سمر يلتقى خلالها شباب العائلة يتبادلون أطراف الحديث الذى يكون في الغالب يكون حديث عن شهر رمضان.
ولأن الحياة البدوية حياة بسيطة فإن الخيمة الرمضانية موجودة منذ القدم ولايزال العديد اهالي البادية يميلون إلى العيش فيها و اقامة جلسات الود بعد صلاة العشاء نتبادل من خلالها العائلات علاقات الود وتتوافد القبائل من اجل الإستئناس مع اقاربهم فشهر رمضان شهر الكرم و صلة الرحم ومودة كبار السن والإستمتاع بقصص الماضي عن الحياة الرمضانية إلى جانب التفرغ للعبادة خلال الشهر.