الدكتور أحمد البطل: نسبة الإصابة بـ"الحَوَل" لدى الأطفال السعوديين تعادل النسب العالمية
قد لا يكون مرض حَوَل الأطفال منتشراً بشكلٍ مخيف، لكنه مع ذلك يُسبب قلقاً كبيراً للأهل. مجلة عربيات قامت بزيارة للدكتور أحمد البطل استشاري أمراض وجراحة العين وتحدثت معه عن هذا المرض وما يتعلق به وبصحة أطفالنا.
بداية فوجئت عند زيارتي لكم بعدد الأطفال المصابين بالحول، هل هناك ارتفاع في حالات الإصابة بالحول لدى الأطفال؟ و ما أسباب ذلك؟
المستشفى يتم تحويل حالات الحول له من مختلف أنحاء المملكة وهذا قد يعطى انطباع خاطئ أن الحول مرض شائع في المملكة، فأعتقد أن نسبة الإصابة بالحول لدى الأطفال السعوديين تعادل النسب العالمية. ونسبة ظهور الحول في الأطفال بالولايات المتحدة هي 4 %.
هل بإمكانكم أن توضحوا لنا أنواع الحول؟
ـ الحول الأنسي أو الداخلي: وهو الحول الناتج من انحراف العين للداخل. وهو النوع الشائع من الحول لدى الأطفال. والمصابين بالحول الداخلي لا يحركون أعينهم معا وعادة ما تكون الجراحة المبكرة ضرورية لتعديل وضع العين.
ـ الحول الأنسي التكيفي: ينتشر هذا النوع من الحول بين الأطفال المصابين بطول النظر عند سن سنتين أو أكثر. فعندما يكون الطفل صغيرا ومصابا بطول النظر فإن محاولته لتركيز نظره على الأجسام القريبة تؤدي للحول الداخلي، وتساعد النظارة الطبية على إزالة عبء التركيز على الأجسام القريبة من العين مما يؤدي لعودة العينين للوضع الطبيعي.
ـ الحول الوحشي أو الخارجي: وهو الحول الناتج عن انحراف العين للخارج. ويظهر عندما يجهد الطفل عينيه في محاولة تركيز بصره على الأجسام البعيدة. يظهر الحول الوحشي فقط من وقت لآخر و بالذات عندما يكون الطفل شاردا أو مريضا. كما يلاحظ الوالدين أن إحدى عينين الطفل تنحرف للخارج عند مواجهة ضوء الشمس الساطع. ورغم أن النظارات الطبية أو المنشورية مع تمارين العين قد تساعد على تصحيح وضع العين إلا أن الجراحة قد تكون ضرورية.
كيف يستطيع الأهل الانتباه إلى الحول المتقطع الذي يصيب الأطفال؟ و كيف بوسعهم التفريق بينه و بين ما يسمى بالحول الكاذب؟
يظهر الحول المتقطع مع الإجهاد أو السرحان أو التعرض للأضواء المبهرة مثل أشعة الشمس وقد يضطر بعض الأطفال لغلق إحدى العينين عند الخروج في الشمس لتجنب الحول. وقد يكون من الصعب على الأهل التفرقة بينه وبين الحول الكاذب وينصح عند وجود حول كاذب عند الطفل مراجعة طبيب عيون الأطفال للتأكد من عدم وجود حول حقيقي مصاحب للحول الكاذب.
الحول الكاذب قد يستمر فترة طويلة و بعض الأطباء أكدوا بأنه لا علاج له حتى لو رافق الطفل طوال حياته. ما رأيك حول هذا الأمر؟
من الطبيعي أن تظهر عيون الأطفال حديثي الولادة بشكل متقاطع يشبه الحول. كما أنه من الطبيعي أن تكون أنوف الأطفال الصغار عريضة ومسطحة مع وجود ثنية من الجلد عند الجزء الداخلي من جفن العين مما يعطى العينين شكل الحول. وهذا الشكل الكاذب للحول يختفي مع تقدم الطفل في السن.
ما السبب في كون أصحاب الأعين الواسعة أكثر عرضة للإصابة بالحول؟
حقيقة لا توجد علاقة مباشرة بين الاثنين ولكن قد يصاحب وسع حجم العين قصر نظر بالعين يؤدي إلى حول خارجي.
هل يختلف معدل الإصابة بالحول من جنس إلى آخر؟
يظهر الحول بنفس النسبة في الذكور والإناث ولكن توجد استثناءات لهذه القاعدة.
ذكرت أن هناك حالات تتم معالجتها في أماكن أخرى ويتم تحويلها لكم، فهل يختلف تعاملكم معها عن الحالات التي يبدأ علاجها معكم؟
نعم يختلف تعاملنا مع هذه الحالات خاصة الحالات التي تم لها علاج جراحي. لأن نوع الحول قد يختلف بعد العمليات الجراحية، ودائما نحتاج إلى تقرير طبي مفصل عن خطوات العلاج السابقة.
العلاج بالليزر، لماذا لا يفيد في جميع حالات الحول؟ وهل تستخدمونه لعلاج حالات الحول الوحشي؟ وهل العمليات الجراحية ناجحة في علاج هذه الحالات بنسبة عالية؟
كثير من المرضى يهتمون بإمكانية علاج أطفالهم بالليزر وحتى الآن لم يتم استخدام الليزر في علاج الحول. أما نسبة نجاح التدخل الجراحي لعلاج الحول الوحشي فتصل إلى 85%. وقد يحتاج المريض إلى مرحلة ثانية إن لزم الأمر.
العدوى أو النزيف أهم مخاطر الجراحة
هل هناك آثار جانبية يعاني منها الطفل بعد العملية الجراحية؟
تكون فترة النقاهة بعد الجراحة قصيرة ويستطيع المريض ممارسة حياته الطبيعية بعد الجراحة بأيام قليلة، ومثل أي جراحة أخرى توجد بعض المخاطر لجراحة الحول مثل العدوى أو النزيف.
يعاني بعض الأطفال بعد العملية من ضعف في النظر كما أن هناك آخرون يعانون من قصر أو طول في النظر مما يحتم عليهم ارتداء النظارة الطبية. هل تمكن الطب من التغلب على هذه الأعراض؟
دائما ننبه أهل الطفل المصاب بالحول أن الغرض من عملية الحول هو تصحيح انحراف العين ولكنها لا تغني عن استخدام النظارة الطبية في معظم الحالات.
بعض الأطباء يطلبون أن تتم تغطية عين الطفل المصابة بالحول كي ينتقل الحول للعين الأخرى وبعد ذلك تتم معالجتها، هل تؤدي هذه التجربة إلى فائدة حقيقية؟ و لماذا يجب انتقال الحول من عين إلى الأخرى كي يتم معالجتها؟
تتكون الرؤية السليمة خلال الطفولة المبكرة، وتكون كلا العينان في وضعية مستقيمة. ويسبب الحول كسلا في العين المنحرفة، ويتعرف المخ على الصورة الصادرة من العين السليمة ويتجاهل الصورة الصادرة من العين الكسولة وذلك يظهر في حوالي 50% من الأطفال المصابين بالحول. يمكن علاج كسل العين بتغطية العين السليمة لتقوية وتحسين الرؤية في العين الضعيفة. وعادة ينجح العلاج إذا تم في السنوات الأولى من العمر أما إذا تأخر العلاج فيصبح كسل العين حالة دائمة لدى الطفل. ويعتبر انتقال الحول إلى العين السليمة هو أول مؤشر لتحسن النظر في العين المنحرفة والكسولة.
أخيرا، المجتمع لا يزال يعاني من ضعف في الثقافة الطبية، فهل من نصيحة توجهها للآباء والأمهات عبر مجلة عربيات للمساهمة في اكتشاف المرض مبكراً؟
يجب فحص عيني الأطفال بواسطة طبيب العيون قبل أو عند سن الرابعة. وفي حالة ظهور حالات سابقة من الحول أو كسل العين في عائلة الطفل يجب فحصه قبل سن الثالثة. وكقاعدة فإنه كلما تم تشخيص كسل العين مبكرا كلما تحسنت القدرة على الرؤية لدى الطفل.