احتجاز "كراهيات منفلتة" على الحدود البحرينية
منعت الرقابة في مملكة البحرين مؤخراً توزيع كتاب "كراهيات منفلته" للإكاديمي الناقد البحريني نادر كاظم. وتشير التفاصيل إلى أن إدارة المطبوعات والنشر في هيئة شؤون الإعلام البحرينية منعت توزيع الكتاب بعيد وصوله بالشحن من "الدار العربية للعلوم" ببيروت عشية "مهرجان الأيام للكتاب 18 "، والذي تقيمه صحيفة الأيام البحرينية واستمر من 23 من سبتمبر/أيلول الماضي إلى الثالث من اكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وكان من المزمع أن يقام خلال معرض الأيام للكتاب محاضرة لنادر كاظم حول "كراهيات منفلتة... قراءة في مصير الكراهيات العريقة"، إلى جانب حفل توقيع الكتاب، إلا أن المعرض أبلغ كاظم بذات اليوم المقرر للمحاضرة عن إلغاءها، بناء على قرار من إدارة المطبوعات والنشر بحجة أنها تدخل ضمن التداول العلني لأفكار الكتاب الممنوع من التوزيع في البحرين.
الرقابة لم تعلق كتابياً على المنع
ووفقاً لكاظم فأن المعرض لم يحصل حتى اللحظة على رد مكتوب من إدارة المطبوعات والنشر البحرينية، يفيد بمنع توزيع الكتاب، وأوضح في تصريح خاص لـ "عربيات" بأن الرقابة أبلغت المعرض عن طريق الإتصالات بمنع دخول الكتاب وتوزيعه في البحرين لكنها لم تحدد سبب المنع.
وأشار كاظم إلى أن المواضيع الحساسة التي يتناولها الكتاب حول الكراهية بين البشر من مختلف الطوائف الدينية، لا تعلل منع الكتاب من التوزيع، ذلك أن كيفية معالجة وتقديم الموضوع هي الفيصل وليس الموضوع بحد ذاته.
الكراهية نزوع عدواني متجذر
ويحوي الكتاب المكون من 272 صفحة على ستة فصول تتناول الكراهية بوصفها نزوعا عدوانيا يتسم بالعمق والتجذر في نفوس البشر، خلافاً إلى ما ذهب إليه الكثير من دعاة التحديث. ويؤكد الكتاب على أنه بالرغم من تقدم الزمن إلا أن الكراهيات سيما المنفلتة "المستفزة"، لازالت موجودة، بل إنها ازدادت قدرة على ذلك مع زوال عزلة الجماعات (القوميات والأديان والطوائف) واهتزاز فضاءاتها الخصوصية المغلقة، وتقدم الاتصالات بحيث صارت أخبار الكراهيات وحوادثها تنتقل بسرعة فائقة، وصارت تستحث معها في كل مرة انعكاساتها الخطيرة. وفي سياق متصل، يبين نادر كاظم بأن الكتاب يستعرض نماذج عديدة ومن دول مختلفة، مثل الهند، البحرين، السعودية، مصر والسودان.
هذا وقد أثار احتجاز الكتاب حفيظة عدد من المثقفين العرب، إذ أبدئ عدد كبير من أصدقاء نادر على صفحته بموقع التفاعل الإجتماعي العالمي الشهير "الفيسبوك"، استنكارهم لمنع الكتاب.
جدير بالذكر أن إدارة المطبوعات والنشر البحرينية كانت قد تحفظت على كتابه "استعمالات الذاكرة... في مجتمع تعددي مبتلى بالتاريخ" في العام 2008، وأعتبرته مهدداً لثوابت المجتمع، ومتعارض مع قانون المطبوعات وتحديدا مع المادة الأولى من الباب الأول الخاص بالمبادئ العامة والتعاريف دون أن تشير إلى ما ينطبق منها على الكتاب. وتضامن حينها مع نادر عدد من المثقفيين والصحافيين والتشكليين وعدد من منظمات المجتمع المدني البحريني ومنظمات حقوقية بحرينية ودولية إلا أن تم إجازة توزيع الكتاب.
هذا وقد صدر للمؤلف خمسة كتب أخرى وهي : "خارج الجماعة"، "طبائع الاستملاك.. قراءة في أمراض الحالة البحرينية"، "تمثيلات الآخر"، "المقامات والتلقي" و"الهوية والسرد.. دراسات في النظرية والنقد الثقافي".