مصممة الأزياء السعودية نوال ميمني من تصميم العباءة والثوب إلى (الكاجوال)
لزيارة قاعة عرض المصممة بمعرض عربيات
نوال محمود الميمني اسم لامع في عالم الأزياء السعودي... وهي شابة سعودية وظفت شغفها بالأزياء منذ الصغر وصقلت موهبتها حتى أصبحت لها بصمتها الخاصة وطابعها المميز في تصميم العباءات والأثواب وأخيراً (الكاجوال).
وبالرغم من أن نوال الميمني قد تخرجت من قسم إدارة الأعمال بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة إلا أن ميولها قد حولت مسارها لتقتحم مجال تصميم الأزياء فبدأت تتعرف على أسرار الألوان والخامات المختلفة وتحرص على متابعة عروض الأزياء العالمية والمجلات المتخصصة وكل جديد في عالم الموضة.
وعن تلك البداية تقول لـ عربيات: "في الواقع لم أبدأ بعد التخرج ولكن أثناء الدراسة الجامعية بدأت بتنفيذ بعض التصاميم الخاصة لعدم قناعتي بما كان يتوفر في سوقنا من عباءات وأثواب، وانطلقت من السؤال الذي ظل يلازمني (كيف أجعل هذه الأزياء تجمع بين طابعها الخاص والإبداع والجمال؟)"... وتضيف: "العباءة والثوب هما من الأزياء التي شعرت أن علينا أن نهتم بتصميمها محلياً لأننا ندرك أهميتها وخصوصيتها بالنسبة للمرأة السعودية ولايمكن أن توفر لنا دور الأزياء العالمية تصاميم مناسبة أو مطورة بشكل مقبول".
من الرؤية إلى التطبيق، تصف نوال تلك الخطوة فتقول: "نفذت بعض التصاميم الخاصة وعندما ارتديتها بدأت بعض المقربات مني يتسائلن من أين حصلت عليها؟... والإجابة كانت تدفعهن إلى أن يطلبن مني التصميم لهن، وهكذا كانت بداية اتساع نطاق التصاميم التي أقدمها شيئاً فشيئاً لتصل إلى شريحة أكبر من النساء".
وعن العوامل التي ساعدتها على تحويل الهواية إلى احتراف، تقول:" أهم عامل كان مساندة والدي ووالدتي اللذان أدين لهما بالفضل فقد قاما بتشجيعي ودعمي برأس المال المطلوب لبداية مشروعي واصطحابي للسفر عند الحاجة وتقديم يد العون لي في اختيار الأقمشة، وفي النهاية وفرا لي المقر الخاص لممارسة عملي وعرض تصاميمي".
وفيما إذا كانت نوال تتقيد بالموضة العالمية، تقول:" لا أتقيد أو أتأثر بها إلى حد استنساخها، فقد أستعين بالخامات والألوان السائدة في كل موسم ولكني في النهاية أوظفها في التصميم بطريقتي الخاصة"... وتضيف:" في أحيان كثيرة لا أكتفي بألوان محددة في التشكيلة التي أطرحها لأن شريحة الزبائن تتفاوت ما بين الصغار والكبار".
أما الطابع المفضل بالنسبة لها فتقول:" تضم دائماً تشكيلتي تصميمات ذات طابع (ياباني)، لأنه يعكس شكل جميل ويناسب النساء اللواتي يملن إلى الموديلات البسيطة و الأنيقة ".
البارز في تجربة مصممتنا أنها اختارت أن تعمل من المنزل لتبدأ مشروعها من نقطة الصفر مكتفية بخياطة واحدة ومساحة صغيرة... ومع الوقت ارتفع خط الإنتاج فانتقلت بعملها إلى ملحق خاص ومستقل يستوعب هذه النقلة ولكنه أيضاً في المنزل، ومع ضيفة (عربيات) نبحث عن سر توجهها وتوجه الكثير من سيدات الأعمال السعوديات إلى العمل من المنزل، فتقول:" أفضل العمل في مقري الحالي الكائن بالمنزل بدلا من افتتاح (بوتيك) في أحد المراكز التجارية لما يوفره هذا المكان لي وللزائرة من خصوصية وحرية في الحركة، إضافة إلى أنني أقضي في عملي يومياً أكثر من 8 ساعات ولابد من أن أكون قريبة من ورشة العمل لمتابعة الإنتاج باستمرار وهذا مالايمكن تحقيقه في حال افتتاحي لـ(بوتيك) في مركز تجاري".
شاركت المصممة نوال ميمني بتصاميمها في عدد من البازارات والمعارض النسائية المحلية، وعن إمكانية خروج مشاركتها من النطاق المحلي العربي أو العالمي أسوة ببعض المصممات السعوديات، تقول: "هناك مصممات سعوديات أقمن عروض أزياء ناجحة في الخارج، وأنا أؤيد هذه الخطوة و الفكرة حاضرة في ذهني لتطبيقها في الوقت المناسب... خاصة وأن بيروت أصبحت نقطة انطلاق للوصول للسوق العربي، ودبي سوق هام للغاية كما أن لدي عدد كبير من الزبونات الإماراتيات، أما القاهرة فلم تسبق لي زيارتها وبالتالي من الصعب أن أحكم على طبيعة سوقها"... وتضيف:" كما أسلفت فكرة الخروج من النطاق المحلي إلى العربي أو العالمي فكرة واردة ولكن لا أريد التسرع فيها من باب إتباع التوجه السائد للمصممات، هي خطوة سأقدم عليها بإذن الله بعد حسابات دقيقة لاختيار الوقت المناسب والمكان المناسب لأول مشاركة خارج المملكة".
لاشك أن من يعمل في صناعة الأزياء تتاح له فرصة رصد التغيير الذي يطرأ على توجهات النساء، وتجربة المصممة نوال ميمني تؤكد ذلك، حيث تقول:" أعمل في هذا المجال منذ عدة سنوات وقد لاحظت أن ذوق المرأة السعودية قد تغير، فأصبحت أكثر جرأة في اختيار الألوان والموديلات كما أنها أصبحت أكثر إقبالاً وتشجيعاً لصناعة الأزياء المحلية واقتناعاً بالمصممة السعودية وقدرتها على محاكاة الإنتاج العالمي مع تفهم متطلبات المرأة السعودية"... وعن السر وراء هذا التغيير، تقول:" للإعلام دور كبير في ذلك، فعن طريقه بدأت المرأة السعودية تتعرف على المصممات السعوديات اللواتي اكتسبن الثقة والتشجيع والدعم عندما أتيحت لهن فرصة تقديم أعمالهن على نطاق أوسع وفي ظل منافسة تدفع العاملات في هذا المجال إلى تقديم الأفضل".
عالم الأزياء يتميز بتجدده، والمصممة نوال ميمني تطرح مجموعة جديدة من العباءات كل 3 أشهر، أما الثياب فموسمها محدد بالرغم من أنها تباع على مدار العام... ومؤخراً أقدمت المصممة على خطوة جديدة وهي تصميم أزياء (الكاجوال)، وتصف هذه التجربة بقولها:" هذا الخط الجديد خصصت 3 مواسم لطرحه (موسم العيد، قبل الحج، وفي الصيف)، وقد جاء بناءًا على طلب الزبونات لتصميم ملابس خاصة بالحجاب".
وعن الصعوبات التي تواجهها في تلبية مطالب السيدات، تقول:" لم يصادفني تصميم صعب بقدر ما صادفت مزاج صعب لبعض الزبونات... أما عندما أصمم بمزاجي الخاص فأحرص على الاهتمام بكل قطعة واشعر بالتحدي بيني وبين كل تصميم أثناء التنفيذ وهذا يحفزني على الاستمرار حتى أتمكن من انجاز العمل بصورة أرضى عنها".