النجمة السينمائية الألمانية أندريا كليفين: أنا ممثلة بالفطرة وأحب أدوار التحدي
على الرغم من مشاغلها وبرنامج عملها المكثف إلا أنها أبدت موافقة حينما طلبت عربيات استضافتها في حوار سريع، الفنانة الألمانية الشابة أندريا كليفن Andrea Cleven تؤكد على أنها تهوى أداء الأدوار الصعبة والتي يُمثل أدائها تحدياً، موضحة بأن الفنان يحاول الهرب من واقعه كي يستطيع أداء الدور بالشكل المطلوب.
الفنانة أندريا كليفين، هل التمثيل برأيك وسيلة للهروب من الواقع الحي إلى واقع افتراضي أفضل ؟
بالفعل، إنهما نقيضان يصعب علي تفسيرهما، وبالطبع الممثل يملك القدرة على تجسيد هذه الشخصية أو تلك على خشبة المسرح أو أمام الكاميرا، وذلك على نحو يجعله يتعايش ويتلبس بحب وعشق هذه الشخصيات أو تلك على المستوى الداخلي النفسي، أو الخارجي الفيزيائي، أي في كلتا الحالتين معاً، بمعنى أن هذه الشخصيات تحاول تجسيد الحياة كما هي في واقع الحال، ومن هنا فالتمثيل يمنحنا الحلم وتصورات مختلفة، لكن مع هذا كله فإننا خلال لحظة التمثيل نحاول الهروب من واقعنا لمدة من الزمن فحسب كوننا نتكيف مع هذا العمل مؤقتاً فقط وإلا فإننا سنضيع كلية، وعليه فإن الواقع في كل الأحوال يبقى هو الواقع.
تعتبر رواية "اسم الوردة " مسرحية شديدة التعقيد بأجوائها الغامضة ومصائر شخصياتها المتشابكة، وقد أديت ببراعة دور "فتاة" ضمن هذه المسرحية التي قام بإخراجها هولك فرايتاك،ما هو السر وراء تفضيلك وتحمسك دائما لأداء الأدوار التمثيلية الصعبة ؟
وجدت في الدور الذي ذكرته تحدياً لي ولذلك تحمست لأدائه، ونفس الشيء بالنسبة للمسرحية التي تعتبر فعلاً شديدة التعقيد من حيث الفهم وذلك من جملة نواحي إذ لكي نستوعب الدور جيداً علينا أن نقرأ بتمعن عن شخصيات المسرحية وعوالمها ككل، الأمر الذي يمثل تحدياً في أداء هذا الدور الصعب الذي يبلغ بك أحياناً حد الاستسلام وحتى اليأس ..
يذكر أن المسرحية تسرد تفاصيل الرحلة العجيبة خلال العصور الوسطى للبطل وليام الذي أدى دوره الممثل "هانس بيتر كورف" وذلك بحثاً عن كتاب "حول الضحك" للفيلسوف اليوناني أرسطو، وتقع أثناء هذه الرحلة أحداث غامضة منها سلسلة من حوادث القتل داخل إحدى الكنائس الكاثوليكية وكل هذا يجري في ما يشبه بحر من النيران والتكتلات المرعبة المضطرمة في ليل زمني حالك
يعتبر المسرح أبا الفنون جميعاً، هل تجيد الفنانة أندريا فنوناً أخرى مثل الرقص والغناء على غرار كبار ممثلي المسرح عامة وهل هذه الفنون تكتسي نفس الأهمية في نظرك؟
أعتقد أنه من المتعذر مقارنة هذه الفنون مع بعضها البعض، بيد أنني أود أن أقول بأن الرقص والغناء على سبيل المثال هما الأكثر إبداعاً من حيث قوة الشعور والإحساس، لأنهما يحولان العواطف إلى حركة لا تكتسب إلا بعد بحث ومران مضنيين عن الصيغة المناسبة والمطلوبة، ثم أن الممثل عادة يؤدي حركات معتادة ويومية، وبالنسبة لي شخصياً فأنا من المعجبات جداً بفنون الرقص المعاصر.
من هو الممثل أو الممثلة التي تحلمين بالوصول إلى مستوى نجوميته وشهرته؟
مع الأسف لا يوجد أي أحد، صحيح هناك العديد من الممثلين والممثلات الكبار لكني شخصياً لا أجد أي مثل أعلى ضمن هذا المعنى..
ما هو الدور الذي تطمح الممثلة أندريا كليفين لأدائه في المستقبل؟
في المسرح أتطلع لأداء دور "جوديث" للكاتب المسرحي فريدريش هابل، أو دور في مسرحية فريتس كاتر، أما في التلفيزيون أو السينما فأنا أريد أن أؤدي دوراً أكثر جنوناً في فيلم حركة " آكشن" إضافة إلى دور مفتشة شرطة في فيلم بوليسي،كل هذا مهم جداً بالنسبة لي إضافة طبعا إلى معرفة مدير العمل الذي سأعمل معه.
يذكر أن الفنانة أندريا كليفن ولدت 15 مارس 1978 في نورتهايم بألمانيا و بعد حصولها على شهادة جامعية انتقلت إلى لندن لدراسة فن الدراما المسرحية بكلية غولدسميث، حيث مكثت هناك سنتين قبل أن تعود إلى ألمانيا لمواصلة دراستها في نفس المجال بجامعة برلين الحرة عام 1999،لكنها لم تكمل دراستها هذه المرة، وفضلت الانتساب لأكاديمية الموسيقى والدراما التي تخرجت منها بشهادة عام 2004 وأثناء دراستها أدت أدوارا بطولية هامة، منها دور البطولة باسم " دورين" في فيلم "قبلة كوبية أفضل " "2002 للمخرج تورستن شميت، وكذلك دور البطلة "ريحانا" في الفيلم التلفزيوني، "بطل المحاربين" 2003 للمخرج يورغو بابافاسيليو، كما مثلت العديد من المسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية على غرار "قطة في الحقيبة " للمخرج فلويان شفارتس2005، و"لقاء رائع" 2004، و مثلت في فيلم " مسرح الجريمة " بالولايات المتحدة من إخراج مارغريت فون تروتا 2006، و" رجال الشرطة " من إخراج كراغ غونتر 2009، و" فيسمار سوكو " من إخراج أورين شموكلر 2011.
وإلى جانب عملها في السينما والتلفزيون عينت الفنانة أندريا كليفن كعضو دائم في فرقة مسرح شتاتستياتر لمدينة كاسل،حيث عملت مع مخرجين معروفين منهم فوغس كاي ، وشولز رويب غوستاف مارتن، ولكونها تتميز بحضور كاريزماتيكي وجاذبية لافتة عملت هذه الفنانة أيضا كمقدمة ومضيفة في العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية مثل مهرجان باد هيرسفيلد، وبفالتستياتر كايزرسلوترن، ومورس بلاتس تياتر، و مهرجان قلعة لودفيغسبورغ..
و في سنة 2010 مثلت دور البطولة في مسرحية "غيوم تيل" وحالياً تؤدي أندريا كليفين دور فتاة في مسرحية "اسم الوردة" من إخراج هولك فرايتاك وذلك ضمن مهرجان باد هيرسفيلد 61 ويستمر عرض هذه المسرحية إلى غاية 5 أوت أغسطس 2012.