د· حنان سليم: الفضائيات العربية اغتالت براءة الطفل العربى!
" انتبهوا " كان اول ابواب رسالة الدكتوراه التى اعدت منذ سنوات ( د· حنان سليم ، استاذ الصحافة بجامعة اسيوط ) بمثابة صرخة تحذير للاسرة العربية التى لم تلاحظ تكوين الطفل العربى والاثار السلبية التى غزت شخصيته بعد مشاهدته لبرامج الفضائيات العربية.
د· حنان سليم (عضو المجلس القومى للمرأة بمصر) والذى ترأسه السيدة سوزان مبارك قرينة الرئيس مبارك اصبحت قضايا المرأة هى احد محاور اهتمامها فى كل ابحاثها العلمية.
فى لقاء خاص بـ " عربيات ": تجيب د· حنان سليم على اسئلتنا بوضوح وشفافية.
د· حنان " هل تغيرت شخصية الأسرة العربية ؟
الشخصية العربية اليوم تختلف عن الامس الجميل المفعم بالحب الذي يجمع بين أفراد الاسرة الواحدة ... و يجمع بين زملاء المهنة وطلاب العمل .... الحب كان فى الامس القريب هو الحاكم العام لعلاقات الناس ... و المصداقية اول ادوات الحب التي لم تعد موجودة اليوم ... وحلت مكانها المصلحة .... فالجميع يفتقد لغة الاتصال والسلبية تتطغى على كل شيء ... منذ أن تركنا انفسنافريسة للعولمة التى قضت على مشاعرنا .وأصبح الأب لايستطيع أن يسيطر على ادارة الأمور فى اسرته والام ضاعت فى زحام مشاكل الاسرة والعمل .... وانتصرت العولمة ... وانهزمت سمات مجتمعنا القديمة والنتيجة " ابن عاق " .... وفتاة مدمنة ولا حل لعودة الانضباط قبل عودة الحب الى الجو الاسرى اولاً ثم المجتمع ثانياً.
و هل أثرت الفضائيات فى تكوين وجدان الطفل العربى؟
-الفضائيات العربية لم تساهم فى وضع حلول للطفل العربى ... ولكن تعاملت مع قضايا الطفولة بمفهوم سطحى وغير هادف ... فالطفل العربى اكتسب آثار سلبية من مشاهدته للفضائيات العربية التى قدمت لعقلية الطفل العربى افلام كرتون مستوردة من الدول الاوروبية ... و وجد نفسه يعيش طفولة وهموم غير التى يعيش فيها ... وجد نفسه طفل اوروبى العادات والتقاليد مما جعله يكتسب العدوانية فى سلوكه وفكره وساعدت العاب الفيديو على تدمير البراءة فى نفس الطفل العربى ... وغاب عن المسئولين فى الفضائيات العربية ان الاعلام وخاصة التليفزيون يؤثر فى الشخصية سلباً او ايجاباً خاصة أن هناك برامج تؤثر فى عقلية المشاهد الذى يتعايش مع مايشاهده فى الفضائيات بشكل واقعى ... و وزارات التعليم فى كل دولة تأتى بالخبراء لوضع مناهج الخاصة بالإطفال بينما التليفزيونات العربية فإن معظم برامجها مستوردة الافكار وتوضع بناء على تخطيط من المسئولين في الفضائيات دون وجود خبير اعلامى يحدد اهمية المواد التى تنتج لصالح الطفل العربى الامر الذى ساعد فى اكتساب الطفل العربى لميول عدوانية اثرت سلباً على تكوينه الفكرى ...
ومن خلال أبحاثك ماهي توصيتك للفضائيات والإعلام؟
مانحتاج إليه هو ان تحدد فضائياتنا القضايا الفعلية التى يحتاجها الطفل العربى واعداد برامج تنمى القيم وتحافظ على العادات التى نشأ عليها وتحثه على التحلى بأخلاق المجتمع الذى يعيشه .... ولابد من انتاج افلام وحكايات اسلامية بأسلوب مبسط تؤثر ايجاباً فى عقلية الطفل وتساعده فى المحافظة على عاداته التى نشأ عليها ... وقد تساعد البرامج الهادفة فى ادراك الاطفال لمفهوم الانتفاضة مثلاً فنحن نرى أطفالنا اليوم متفاعلين مع ما يشاهدونه في الأخبار وفي برامج الكبار وسيكون الأثر أكبر لو توجهت لهم برامج تناسب ادراكهم وتوضح مفهوم النزاع وجرائم اسرائيل ضد الإنسانية .... هل تؤثر القنوات الاجنبية فى سلوك الطفل؟الطفل العربى لايفهم غالباً لغة الحوار فى القنوات الاجنبية ولكنه يشاهد صورة ربما تؤثر فى فكره تجعله يعتقد ان هناك اباحية فى كل المجتمع الذى يعيش فيه فالطفل يصدق مايشاهده مهما كان خيالياً ويتأثر به حتماً.
اذن هل للاسرة العربية دور فى علاج سلبيات الفضائيات؟
ممكن أن تعالج الاسرة العربية سلوك الطفولة اذا تأثر سلباً بما شاهده فى الفضائيات باسلوب المصارحة والحوار للمساعدة فى بناء فكر الطفل .... والمصداقية وبث الثقة داخل الشخصية التي تتكون يكون لها أثر ايجابى على سلوك الطفل ولابد أن يسود الحب والثقة بين أفراد الاسرة الواحدة .... فالثقة أمر مطلوب لأن وجودها يجعل الابن قادراً على التعبير عن ما يفكر فيه وبالتالي تصبح لدينا القدرة على التصحيح والتوجيه ونضمن أنه مستقبلاً لن يرتكب شيء يرفضه الدين أو المجتمع .
كونك امرأة عربية تحمل هموم بنات جنسها هل تؤمنين بأن المرأة العربية مظلومة اليوم في مجتمعها؟
اليوم لا ، فالمرأة العربية اليوم تمارس دورها في الأسرة وفي العمل وتحقق نجاحات بارزة تحسب لها ...
ماذا عن المجلس القومي للطفولة والأمومة هل يناقش مشاكل الأمومة بشكل يتوافق مع الواقع؟
مع الأسف أن المجلس يعمل وكل افراده يبذلون جهد كبير من أجل تحسين صورة المرأة العربية والطفل ولكن لابد من اقرار التوصيات فى وسائل الاعلام حتى يعلم الجميع بها فنحن في عصر لغة تواصله الوحيدة هي الإعلام وعلى المسؤولين أن يدركوا هذه المسؤولية ويبادروا بخطوات ايجابية تعود فوائدها على المجتمع.