القاهرة - العربية. نت
تسعى الكاتبة الصحفية هيام دربك لإنشاء جمعية تهدف إلى التخفيف من مشكلة العنوسة التي تعاني منها مصر وبقية الدول العربية، وذلك عن طريق إقناع الرجال القادرين بالزواج بأكثر من امرأة على أن يلتزموا العدل بين زوجاتهم.
وقد جعلت دربك شعار هذه الجمعية "زوجة واحدة لا تكفي" مستوحية فكرتها من مشكلة صديقة، حيث كتبت مقالا في عام 1997 في مجلة "الرأي الآخر" استعرضت فيه مشكلة صديقة تزوج عليها زوجها بعد عامين من زواجهما "لكنها(الزوجة) لم تلحظ أي تغيير في أداء الزوج سواء الروحي أو الجسدي، بل كان في السنوات الثلاث الأخيرة أفضل من سنوات ما قبل الزواج ... قبل نشر المقال حاولت تهدئة صديقتي وقلت لها إن زوجها عندما يتزوج امرأة أخرى إن ذلك أفضل من أن تكون له عشيقة وبرهنت لها أن الله سبحانه وتعالى أعطى الرخصة للرجل بأن يتزوج أكثر من امرأة، وأن الله لا يقر شئ فيه ضرر للمرأة".
وتضيف دربك في حديثها لمجلة (عربيات) النسائية الإلكترونية "وأكملت دوري مع زوج صديقتي وبحمد الله نجحت في المساعي، ولم يقع الطلاق وتعاطفت صديقتي مع الزوجة الجديدة بعد أن علمت أنها أنجبت من زوجها... تدخلي في حل مشكلة صديقتي أكسبني خبرة وجعلني أطرح السؤال "زوجة واحدة لا تكفي".. وفور نشر المقالات ثارت ضجة نسائية ضدي لأنني أطالب الرجال بالزواج بأكثر من واحدة ومرت الأيام وبعد 3 سنوات أعيد نشر المقال في مطبوعة عربية تصل إلى كل القراء في العالم العربي، وأحدث ذلك دوي وضجة ووصلت لي رسائل شتم من بعض الزوجات وكان رنين التليفون لا يتوقف، الكل ثائر ضدي خصوصا النساء اللاتي حاولت أن أشرح لهن وجهة نظري ولكن دون جدوى.. إن فكرتي أساسها أنه عندما يعدد الرجل سوف تقل نسبة العنوسة في الوطن العربي".
وعن قرار إنشاء الجمعية قالت دربك لمجلة "في السنوات الأخيرة وقبل شهور من نهاية عام 2003 كدت أن أصاب بالإحباط من الأرقام التي تنشر عن أعداد الفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج ... فطلبت إحصائيات مركز البحوث الاجتماعية عن أعداد العوانس في عالمنا العربي... والتقارير التي توصلت لها جعلتني أرى أن الصورة المعتمة، ودون أن أجهد عقلي وجدت نفسي أتذكر مشكلة صديقتي، وفكرت في إنشاء جمعية تقوم على مبدأ أنه يحق للرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة والهدف منها تقليل نسبة العنوسة في عالمنا العربي بخلاف أن بعض المطلقات يمكن أن تجد فرصة في بدء حياة أخرى مع زوج آخر ... إضافة إلى أن الزوجة الأرملة التي ربما تكون في حاجة إلى حماية رجل يساعدها في تحمل متاعب الحياة ومساعدتها في رعاية أبنائها ولم أترك اليأس يتسلل إلى عقلي وأعددت ملف كامل عن فكرتي وتقدمت بطلب لإشهار جمعية شعارها "زوجة واحدة لا تكفي" والملف الآن في وزارة الشؤون الاجتماعية وأنتظر الموافقة عليه".
وتعترف دربك أن "95% من الزوجات في مصر يرفضن الفكرة ووجهن لي اتهاما بأنني أريد أن أجعل الأزواج يخرجون من منازلهم المستقرة، والطريف أن نسبة كبيرة من الرجال يؤيدون قراري، ولكن من خلف الستار دون الظهور في الكادر".
وترى دربك أنه في حال الموافقة على جمعيتها فإن مكاسب كثيرة ستتحقق "أولها أن المطلقات والأرامل والفتيات اللواتي تخطين سن الزواج سوف يجدوا فرصة للزواج، والثاني أننا سوف نحارب الانحرافات الأخلاقية التي عرفتها المجتمعات العربية في السنوات الأخيرة في مسميات كثيرة كالخيانة الزوجية والزواج العرفي والزواج السري".
وحول مواصفات الرجال الذين يحق لهم التعدد في الزوجات أوضحت هيام دربك "الرجل المعدد يجب ألا يقدم على التعدد من أجل المتعة فقط.. لابد أن تتوافر فيه شروط كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون عادلا في كل شئ في إنفاقه وعطفه وحنانه أما حبه فهو الوحيد الذي يملكه.. وفي العصر الحديث دراما الحج متولي قدمت نموذجاً لذلك، فقد كان داخل نفسه يكن الحب لكل زوجة من زوجاته وكل واحدة منهن كانت لها ميزة، أما الزوجة الطامعة طردها من حياته، لأنه لا يريد الزواج للمتعة دون توفر بقية المقومات المنطقية لهذه الشراكة الزوجية في الحياة".
وعن مدى استفادة المرأة من التعدد تذكر دربك "المرأة التي يتزوج زوجها عليها سوف تجد تغيير في سلوكيات الزوج، لأن قلبه سوف ينبض بالحب بخلاف أنها سوف تجد نفسها في منافسة مع امرأة أخرى.. المنافسة في بورصة النساء لن تسعد الزوج فقط بل سوف تعيد الزوجة الأولى إلى دنيا الأنوثة والجمال مرة أخرى، لأنها سلمت نفسها لمشاغل ومشاكل الدنيا ولم تعد تهتم بنفسها.. والرجل في سن ما بعد الخريف إذا لم نوفر له زوجة تعيد الحب إلى قلبه سوف يصادق عشيقة تعطي له المتعة وتشعره بأنه رجل".
وفي حال تم الموافقة على إشهار الجمعية فإن هيام دربك تنوي كما تقول افتتاح فروع للجمعيات في فلسطين والعراق والإمارات والسعودية، وتعزو رغبتها في إنشاء فرعين في بغداد وفلسطين لخدمة النساء في البلدين، حيث خلفت الحرب في العراق "عدد كبير من الأرامل وزوجات المفقودين والأسرى اللاتي يحق لهن طلب الطلاق في حال طول فترة غياب الزوج"، وكذلك في فلسطين نسبة كبيرة من الزوجات - والكلام لدربك - فقدن أزواجهن وحان الوقت لتوفير حياة إنسانية.
يذكر أن للكاتبة هيام دربك أرائها الخاصة بالمساواة بين المرأة والرجل، حيث نشرت في مجلة "المثقف العربي "عدد مايو/أيار 2002 مقالا انتقدت فيه خروج المرأة للعمل ودعوة المساواة بين الرجل والمرأة، وقالت إن هذه ظاهرها الرحمة والتحضر وباطنها العذاب والتأخر فبناء على تلك الدعوة خرجت المرأة إلى الحياة العامة وتحولت من ملكة متوجة بتاج الحب في بيتها إلى أمة من إماء الحياة الحديثة وسلعة في سوق العمل الذي لا يعرف الرحمة لتدفع المرأة ضريبة التطور المزعوم وتنحرف عن رسالتها، وكانت النتيجة تحطم الأسرة واختفاء دور الأمومة وانتشار الخيانة الزوجية، والزواج العرفي وشيوع العلاقات المحرمة بين الجنسين مع استعمال العنوسة والفشل في الحياة الزوجية وما خفي كان أعظم.
وسألت دربك المرأة العربية في ذلك المقال "ألا تشعرين بالإرهاق والتعب النفسي والجسماني من جراء الجمع بين العمل داخل البيت وخارجه؟ ألم تشعرين بالغثيان من نظرات الرجال والتهام غرائزهم لما ظهر من جسدك؟ ألم تشعرين بالإهانة والدونية عندما يتحرش بك أحدهم في الشارع أو العمل أو وسائل المواصلات؟ ألم تشعرين بالندم والألم وأنت تتركين طفلك الرضيع يصرخ بين يدي إحدى المربيات في دار الحضانة التي لا تهدف إلا إلى الربح؟".