لاشك أن الشبكة العنكبوتية توفر مصادر مختلفة للتعلم والمعلومات التي تشمل جميع مجالات الحياة،وقد يجد المتصفح أنه بجولة قصيرة يكتسب كم هائل من المعلومات الجديدة خاصة من بعض المواقع المتخصصة وبالممارسة يتعلم الكثير عن التصفح واستخدامات الشبكة....لكن اذا اردنا التركيز على مواقع الجامعات والمدارس والمعاهد التي تقدم دورات للتعلم عن بعد وشهادات معترف بها سنجد فائدة مضاعفة وفرصة جديدة لتعزيز قدرات الإنسان في مجالات تخصصه....وكما أن لكل شيء جديد ايجابياته وسلبياته فكذلك لطريقة التعلم عن بعد عدد من الإيجابيات يقابلها سلبيات متوقعة منها كوسيلة تعتبر جديدة إلى حد ما لاتزال تخضع للتجارب في الغرب ولايزال عهدنا بها في العالم العربي حديث جداً....
ماهو التعلم عن بعد؟
تعريف التعلم عن بعد هو:برنامج أو دورة تعليمية تعتمد على استخدام الشبكة العنكبوتية وتقنياتها الحديثة من برامج صوت وصورة وقواعد بيانات لتقدم لك الدروس حيثما كنت وفي أي موقع على خارطة العالم تتواجد وفيه وتستطيع عن طريقه الإتصال بالإنترنت....ويعتبر في أغلب الأحيان دورة مساعدة لتعزيز القدرات وان كانت بعض الجامعات تقدم دراسات البكالوريوس والدراسات العليا الرسمية عن بعد....كما تعد هذه الطريقة هي الطريقة المثلى للأشخاص الذين ليس بإمكانهم الإنتظام بحضور الدروس التعليمية والإلتزام بجدول المحاضرات اليومية كما لايتطلب هذا النوع من التعليم إلى تفرغ تام،تستطيع الإنضمام إليه دون أن تترك وظيفتك أو دراساتك الأخرى...
طريقة التعليم عن بعد ومدى فعاليتها
قد يكون التعليم عن بعد بنفس فعالية التعليم التقليدي لو اعتمد على خطة وبرامج تعليمية عالية المستوى يقوم عليها أساتذة متخصصون في هذا المجال إلى جانب الدراية بطرق التعامل مع التقنيات الحديثة للإستفادة القصوى،فأي ثغرة قد تؤثر على فعالية البرنامج وامكانية استيعابه والتفاعل معه. وهناك عدة وسائل تستخدم للتعليم عن بعد وأغلبها بعد تحديدك للدورة التي ترغب الإنضام اليها تقوم الجهة المختصة بتزويدك بالطريقة التي ستتواصل بها معها مثل:
-
برامج صوتية تقوم بتنزيلها من الإنترنت.
-
برامج لعرض أفلام فيديو تعليمية.
-
قواعد بيانات.
-
البريد الإلكتروني لإستقبال خطوات الدراسة والمنهج واستقبال اجاباتك.
وفي بعض الأحيان يكون هناك كتب أو أشرطة يرسلونها لك.
اسئلة لابد أن تسألها لنفسك قبل التسجيل في دورة دراسية عن بعد لابد من الحذر والتأكد من مصداقية الجهة المراد التسجيل بها وعليك أن تضع هذه الأسئلة أمامك:
-
هل للجامعة أو المعهد الذي ترغب بالإنتساب إليه موقع جغرافي معروف خارج الإنترنت؟يجب كذلك أن تبحث عن أرقام هواتفهم للتأكد.
-
هل ينتهي عنوان موقعهم على الشبكة العنكبوتية بـ(edu)؟هذا النطاق يمنح فقط للجهات التعليمية الموثوق بها.
-
هل الموقع مدرج في الأدلة الرئيسية المعروفة مثل(ياهو)؟المواقع الكبرى التي تحتوي على أدلة تقوم في العادة بالتحري والتدقيق قبل ادراج موقع ما في دليلها.
-
هل تقبل هذه الجهة الدفع بالبطاقات الإئتمانية؟هذه الطريقة هي الأكثر أماناً لأنها تضمن لك امكانية ايقاف عملية التسديد متى ما شعرت بعدم مصداقيتهم.
-
هل تعرف أحد له تجارب سابقة مع هذه الجهة؟غذا كانت الإجابة بلا فحاول أن تبحث عن المواقع التي تجري مقارنات بين مقدمي هذه الخدمة وتنشر ايجابياتهم وسلبياتهم.
آراء وتجارب
تتعدد الآراء وتختلف حول هذا النوع من التعليم مابين مؤيد ورافض ولكن الأهم من ذلك هم أصحاب التجربة في هذا المجال... يقول (محمد حسين) من الأردن(سجلت بأحد الدورات المتخصصة في البرمجة مجال عملي ولم تكن هناك أي مشاكل تذكر في المصداقية أو التواصل معهم وحصلت على الشهادة التي وعدوا بها لكن بصراحة أعتقد أن الإستفادة لم تكن كما توقعت وليست كالحضور بإنتظام في الدراسة التقليدية) أما (دينا عبدالله) من القاهرة تقول باستنكار(لا يمكن أن أخوض تجربة من هذا النوع فلايوجد مايضمن لي الفائدة ولا أستطيع أن أطلب اعادة الشرح لو لم أفهم نقطة ما،ولا أتخيل أن يقوم جهاز بدور المعلم فللمعلم مكانته واحترامه ولو استبدلناه بآلة فغداً سنلغي دور الإنسان) ويحكي لنا الأخ (فهد.م) من السعودية عن تجربته الغريبة يقول(كانت لي تجربتين الأولى لم تكن ناجحة وبرزت فيها مشكلة انعدام الإتصال المباشر وصعوبة مراجعتهم،فبعد أن أرسلوا المقررات وطلبوا مني أن أذاكر كل أسبوع عدد من الأبواب حتى أجيب على الواجب الأسبوعي المحدد وأرسله لهم بالبريد الإلكتروني،حدث شيء غريب وهو أنني كلما أرسلت الواجب أتلقى بعدها بقليل انذار لأن الواجب لم يصلهم وأعيد ارساله ويزعمون بأنه لم يصل حتى انقضت المهلة ولاأدري ان كانت بالفعل رسائلي لاتصلهم أو شيء آخر..... تجربتي الثانية كانت دورة متخصصة في مجال عملي(الإقتصاد)وتمت عبر منظمة من احدى الدول العربية وكانت ناجحة ومفيدة بجميع المقاييس،وهي عبارة عن محاضرات على الإنترنت ومقررات موجودة على الموقع وكانوا يزودوننا بعناويين مواقع أخرى تساعدنا على حل الواجبات بالإضافة غلى استماعنا للمحاضرات على الشبكة مباشرة أو بتنزيلها وهذا ماكنت أفضله لأن الشبكة بطيئة عندنا والصوت لايكون واضح على الإنترنت...ولكن لابد من حضور محاضرتين على الأقل من ست محاضرات على الهواء كل أسبوع....وفي نهاية الدورة سافرت واجتمعنا مع القائمين على الدورة لمدة 4 أيام لنناقش موضوع الدراسة ونقدم الأبحاث المطلوبة وكانت تجربة رائعة جداً) أما (عبدالله راشد)من دولة الإمارات فيقول(الدراسة عن بعد أصبحت هوايتي فما أن انتهي من دورة حتى أقوم بالتسجيل في غيرها وأعتقد أنني استفدت منها كثيراً لتوسيع مداركي ودراسة مواد متعددة ومختلفة في أوقات فراغي بدلاً من اهدارها في مالا يفيد واعتبرها وسيلة ممتازة للتعليم) وعن دور هذه الدراسة في توفير فرص تليمية للنساء وربات البيوت تقول(ميهان الفهد) (لقد فتحت لنا هذه الدورات نافذة جديدة وأمل لإتمام تعليمنا والحصول على شهادات فأنا على سبيل المثال تزوجت بعد انتهائي من المدرسة مباشرة ولم أتمكن من الذهاب إلى الجامعة وهناك عدد من زميلاتي لهن نفس ظروفي فما أن سمعنا عن هذه الجامعات حتى بدأنا بالبحث عن طريقة التسجيل بها للإستفادة وقد سبقتنا بتجربتها احدى قريباتي وشجعتنا عليها ولكن العقبة الوحيدة هي عدم اجادتي للغة الإنجليزية)
جامعات عربية للتعلم عن بعد
قمنا بالبحث عن جامعات عربية تقدم للمتصفح خدمة التعليم عن بعد وفي مقابل مئات الجامعات الأجنبية وجدنا القليل جداً من الجامعات العربية التي لاتتجاوز أصابع اليد الواحدة....منها(جامعة العرب الإلكترونية)والتي بدأت تقدم دوراتها في عام 97-98م بتخصصات مختلفة وتحتوي مناهجها الدراسية على نظريات ومعلومات وصور ومئات من الأسئلة والتمارين بالإضافة إلى امكانية التعارف بين طلاب الدورة الواحدة للنقاش والإستفادة.
أما الخطوة العربية الرائدة في هذا المجال فهي جامعة مدينة دبي للإنترنت والتي تعتبر أول جامعة من نوعها في العالم وتنوي تقديم مناهج متخصصة في مجال(الأعمال الإلكترونية،الأموال الإلكترونية،التسويق الإلكتروني،التصميم الإلكتروني،الإدارة الإلكترونية....وغيرها من المجالات التي تتعلق بالإنترنت)....وتم وضع هذه المناهج من عدد من الأكاديميين والأساتذة ومراكز البحوث العالمية لضمان تقديم أعلى مستويات التعليم وأكثر الشهادات قيمة....كما انها ستكون فتحاً جديداً للتعليم في العالم العربي يعلق عليها آمالاً كبيرة.