العطور المركبة الصديق الملازم لعشاق التميز
تعتبر العطور المركبة الصديق المثالي لعاشقات التميز وقد تمكن صناع العطور المركبة من مداعبة رغبات النساء والرجال عن حد سواء... ولم يقتصر الاهتمام على إعداد تركيبات عطرية خاصة بل امتد إلى شكل زجاجة العطر، فمنها ما تم تشكيله على هيئة القلم، وأخرى اتخذت شكل زجاجة المياه الغازية... كما أنها بدأت تحمل مسميات لبعض المشاهير مثل مونيكا و يسرا وروبي أو أسماء فرعونية مثل نفرتيتي وكيلوباترا.
وتعد صناعة تركيب العطور حسب الطلب صناعة شديدة التعقيد والخصوصية بسبب مقاديرها وأنواعها المتباينة التي تقبل المزج فيما بينها، كما أنها صناعة قديمة جدا، حيث يقول عوض الله بشير ـ خبير عطور ـ : العطور المركبة لها تاريخ عريق منذ زمن الفراعنة، فكانت تستخدم في الطقوس الدينية، وفي صناعة قرابين من الزيوت العطرية، كما استخدمت الزيوت العطرية في تحنيط موتى الفراعنة، ثم شاع استخدامها في الطقوس الدينية اليونانية حتى وصل الأمر إلى منع الرجال والنساء من استخدام العطور لتوفيرها في الطقوس الدينية.
ويضيف بشير : صناعة العطور المركبة بأنواعها المختلفة وأسمائها الغريبة ازدهرت في الوقت الحالي بصورة كبيرة، وأصبح لها عشاقها من كل الطبقات بسبب جودتها وتركيزها وأسعارها التي تكون غالباً في متناول الجميع.
ويرجع أشرف عبد الرحمن ـ خبير عطور ـ خصوصية العطور المركبة إلى تنوع المكونات المستخدمة في صناعتها، حيث أنها تحتوي على مئات من المواد الخام والأزهار العطرية التي تدخل في صناعتها، كما يحتوي العطر الواحد تقريباً على خمسمائة مادة تختلف فيما بينها اختلاف كبير.
ويضيف عبد الرحمن أن المرأة العربية عاشقة للعطور المركبة بسبب طبيعتها التي تميل إلى الروائح النفاذة، ودائما ما تخضع اختياراتها للعطور إلى الناحية العاطفية، وهدفها دائما يكون في جذب الانتباه من خلال عطرها المميز... ويعتبر أن أهم العطور هي المستخرجة من المسك، لأنه إفراز غدي من ذكر غزال المسك الذي يعيش في جبال "الهملايا"، وأيضا العنبر وهي مادة تتكون من أمعاء الحوت، ونجدها تطفو على الماء في الخليج العربي وأحيانا في أستراليا.... بينما الزيوت العطرية المستخلصة من الأزهار والنباتات العطرية غالبا ما تكون باهظة الثمن لأنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الأزهار الأمر الذي دفع الكثيرين من صناع العطور إلى استخدام زيوت صناعية في جميع العطور مع إضافة نسبة صغيرة جدا من زيوت الأزهار العطرية الخالصة، كما هو الحال في زيوت نبقة الوادي التي يصعب استخدامها تجاريا ويستعاض عنها بالزيوت الصناعية التي استطاعت بعد العديد من الأبحاث والدراسات أن تشبه إلى حد كبير الزيوت الطبيعية.
عطور حسب الطلب وخلطات ملكية
تقول ولاء محمد ـ طالبة جامعية : " العطور المركبة أصبحت تفي باحتياجاتي لأسباب كثيرة أهمها المدى الطويل لثباتها، وقوتها، كما يمكنني تحديد الحجم الذي أريده. وأجدها تتناسب معي اقتصاديا فضلا عن جودتها مقارنة بالماركات العالمية الباهظة الثمن ".
بينما ترى أمنية فؤاد ـ محاسبة - أن العطور المركبة تختلف عن عطور الماركات العالمية في الشكل وتقنية التصنيع المستخدمة، ولكن الجودة تقريبا واحدة، وتقول : " بإمكاني استخدام عطر مركب يحتوي على العديد من الروائح العطرية على عكس العطور الجاهزة التي تختص بطرح عطر محدد. " .... وتضيف أمنية " لقد استطعت تمييز العطر الذي يتناسب مع شخصيتي ونفسيتي وفي نفس الوقت يميزني من خلال العطور المركبة التي تباع حسب الشخصية ".
أما محمد عزت ـ مهندس ـ فيقول: " العامل الاقتصادي لايعتبر الأساس في اختيار العطور المركبة بدليل أن هناك عطور مركبة أغلى من الماركات العالمية، وبالنسبة لي فأنا عاشق للعطور المركبة بسبب سهولة انتقاء ما يناسبني والتحكم في نسبة المكونات العطرية، وأيضا التحكم في نسبة الكحول المضافة إليها ومن هنا أصبحت تغنيني عن عطور الماركات العالمية ".
أما عياد إبراهيم ـ صاحب محل عطور مركبة ـ فيقول: " إن العطور المركبة انتشرت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خاصة بعد تمكنا من شراء المواد العطرية التي تستخدمها الشركات العالمية المختصة بإنتاج العطور والتي لم تكن متوفرة من قبل حيث كانت محلات العطور المركبة يقتصر عملها على العطور الشرقية كالمسك والعود والعنبر وغيرها، وكانت أشهر تركيبة تجذب المصريين والسياح العرب هي ـ خلطة الملوك ـ التي تلقى إقبالاً كبيراً من قبل السواح العرب... أما الآن فلم يقتصر الأمر على تركيب عطور الماركات العالمية بل نضيف إليها لمسات عربية وشرقية لكي نميزها دون الخلل بمدى ثباتها أو نسبة تركيزها. كما تتميز العطور المركبة بسهولة التحكم في شكل زجاجتها واسم العطر المركب بنسب معينة ".
ويقول الحاج عبد المطلب ـ فني تركيب عطور ـ : أن العطور المركبة ليست قاصرة على فئة عمرية أو شريحة اجتماعية محددة و لكن تعد الفتيات من أكثر الفئات التي تقبل على طلب وشراء العطور المركبة خاصة العطور الثمينة والباهظة، فهناك فتاة ترغب في العطر الرومانسي الرقيق وهو ما نوفره لها بتركيبات عطرية خاصة، بينما هناك من ترغب في عطر برائحة نفاذه.... كما تختلف العطور المركبة المطروحة حسب فصول العام، ففي فصل الصيف يميل المستهلكين إلى أنواع العطور المركبة التي تتميز بثباتها العالي ونسبة الكحول المنخفض على عكس مثيلاتها التي تطرح في فصل الشتاء فتتميز بقوتها ورائحتها النفاذة والمميزة ".
وكلاء شركات العطور العالمية: العطور المركبة " شعبية "
يقول محمد الشبهوري ـ وكيل معتمد لإحدى شركات العطور ـ :" العطور العالمية تمنح عشاقها مزيداً من التميز، كما أن العطور تعد موضة عالمية فهناك من يقبل على العطور الكلاسيكية ويهتم بها بغض النظر عن رائحتها أو ثمنها، وهناك من يقبل على العطور الحديثة لمواكبة الموضة.... وبصفة عامة العطور المركبة أصبحت مميزة لأنها اجتهاد من أصحابها، وتختلف كثيرا عن الماركات العالمية التي تصنع بمواصفات ونسب معينة يصعب معرفتها أو إتقان تقليدها ".
ويضيف الشبهوري :" هناك أسباب كثيرة تؤثر في قرار شراء العطور باختلاف أنواعها فمثلا إذا كان الشراء بغرض الهدية، فالإقبال يكون على الماركات العالمية باختلاف أصنافها وثمنها وحسب أهمية الشخص المهدى إليه ".
بينما يؤكد أحمد الكموني ـ وكيل معتمد لأحد العطور العالمية ـ أن سوق العطور المركبة أصبح شعبي بدرجة كبيرة مقارنة بالأنواع الأخرى من الماركات العالمية، لأنه يفي باحتياجات قطاع كبير من المستهلكين سواء من الناحية الاقتصادية أو الشخصية على عكس الأسواق العالمية التي تتمسك بتجارة الماركات العالمية ولا تقبل عنها بديلا.
تحذيرات طبية
وتشير الدكتورة حنان درويش أستاذ الأمراض الجلدية بكلية الطب جامعة الأزهر"بنات" إلى أنه يجب على النساء اللاتي يستخدمن العطور بكافة أنواعها أن يختبرن العطر أولا قبل شرائه لأنه قد لا يكون مناسبا لطبيعة الجلد، فالعطر الذي يستهوي البعض قد لا يكون مناسبا من الناحية الطبية للآخرين.
وحذرت د.حنان من استخدام بعض العطور سواء المركبة أو العطور ذات الماركات العالمية التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول لتأثيرها السلبي على درجة حساسية الجلد، والتي قد تصيب البعض بالالتهابات التي تتطور في بعض الحالات إلى حروق جلدية تشبه الحبوب الحمراء، وتقول: " لهذا أنصح المستخدمين للعطور باختبار العطر أولا وعدم وضعه على الجلد مباشرة وتجنب التعرض للشمس بعد وضع العطر لأن هذا يؤدي إلى الإصابة بالحساسية الضوئية التي قد تؤدي في بعض الأحوال إلى سرطان الجلد ".
بينما تقول أميرة بشرى ـ خبيرة تجميل ـ : " اختيار العطر يعد من الأمور الضرورية لأنه يعبر عن طبيعة الإنسان وحالته المزاجية، ولا يمكن تحديد أنواع بعينها تتناسب مع الجميع لاختلاف طبيعة كل شخص... كذلك لابد من مراعاة مناسبة نوع العطر لوقت التعطير ففي الصباح ننصح بالعطور الزهرية الخفيفة قليلة الكحول مثل الياسمين، بينما العطور القوية في رائحتها تناسب المساء " .
وتنصح أميرة بالبحث عن العطور التي تعبر عن شخصية الإنسان وتكسبه تميزا خاصا وترفع من حالته النفسية والمزاجية، كما تؤكد على الاهتمام بتجربة العطر أولا قبل استخدامه لأن العطر الواحد قد يختلف من شخص لأخر بسبب اختلاف الأحماض التي يفرزها الجلد.