الجمعية الخيرية الفيصلية بجدة تقدم "هوية" الأزياء السعودية في حفلها وتمزج التراث بالمعاصرة
برعاية حرم خادم الحرمين الشريفين الأميرة حصة بنت طراد الشعلان وبحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة سارة بنت عبد الله أقامت الجمعية الفيصلية احتفالية “هوية للملك هدية” وأكدت صاحبة السمو الملكي الأميرة فهدة بنت سعود –رئيسة الجمعية- في كلمة ألقتها بهذه المناسبة أن الهدف من هوية هو تعزيز الهوية السعودية، وإبراز انجازات الملك عبد الله الإنسانية في العمل الاجتماعي، كما تهدف إلى دعم الشابات المبدعات في مجال التصميم، والإسهام في تطوير التراث السعودي، بمشاركة نخبة من المصممات السعوديات اللاتي سيشاركن بعرض تصاميمهن من الأثواب المستوحاة من التراث السعودي والمطورة بأسلوب عصري وحديث.
وتم خلال الحفل عرض فيلم وثائقي عن انجازات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في العمل الاجتماعي، واستضاف الفيلم عدد من المواطنين والمقيمين والذين عبروا عن محبتهم لخادم الحرمين الشريفين.
كما تم تدشين أول خريطة تجسد "الإرث التاريخي والبيئي" للملكة وتوضح المعالم التراثية والحرف والحياة البيئية لجميع مناطق المملكة العربية السعودية، من تصميم وتنفيذ "مركز سليسلة" التابع للجمعية.
وتلى ذلك عرض المتسابقات لتصاميمهن، وعرض أزياء المصممات المحترفات واللاتي شاركن بتصاميمهن خلال الحفل. وشارك "مركز سليسلة" بعرض لخط إنتاج جديد من الأزياء التراثية مع حلي سعودية مطورة قامت بتنفيذها المصممة دانة العلمي، كما تم تقديم عرض لحقائب مستوحاه من التراث السعودي من إنتاج منسوبات "مركز سليسلة".
وبرؤية متميزة للأزياء تم عرض الثوب الوطني الذي يعبر عن رؤية "هوية" ويقتبس تصميمه من تراث الأزياء في مناطق المملكة المختلفة حيث طرح في مزاد وتم بيعه بمبلغ 400,000 ريال سعودي لصالح مركز التوحد والذي يعد أحد مراكز الجمعية الخيرية الفيصلية.
كما قامت مصممة المجوهرات السعودية السيدة نادية الزهير في نهاية الحفل بالإعلان عن تتويج لجنة التحكيم للمصممات الواعدات الفائزات بالمسابقة حيث حصلت المصممة سارة الخطيب على المركز الاول بجائزة تقدر بثلاثين ألف ريال سعودي، وشارك في تقديمها "جائزة بندر الجبرين للإنجاز" التي تهدف إلى دعم أصحاب المشاريع الصغيرة.
عربيات التقت بمصممة ومنفذة المجوهرات دانة العلمي التي قالت عن مشاركتها: "مشاركتي بتنفيذ الحلي لهوية أعتبرها تجربة فريدة، خاصة وأنني شاركت بتصميمات مجوهرات تراثية لم يخطر على بالي من قبل تصميمها، فقد مزجت بين التراث القديم والعصري، وتنوعت الحلى التي قمت بتصميمها بين أحجار كريمة وماس وذهب، وبين الاكسسوار بخاماته المختلفة"... مضيفة: "ما يميز هوية فكرتها، لأن التراث القديم لا يستخدم إلا من قبل فئة معينة ودعوة هوية اليوم لتقديمه بشكل عصري تساعد على تجديد التراث وإحياؤه وترويجه".
الفائزة بالمركز الأول فئة التصميم الطالبة سارة الخطيب تعتبر أصغر المشاركات حيث تبلغ من العمر 15 عاماً، وتتحدث عن فوزها لعربيات قائلة: "في البداية أشكر الجمعية الفيصلية على إتاحة فرصة المشاركة لي، كما أشكر والدتي التي دعمتني بثقتها في موهبتي وقدراتي، فلقد بدأت منذ سن صغيرة بممارسة هواية الرسم، لكن قبل عامين اتجهت إلى رسم تصاميم مختلفة للأزياء، ووجدت أنني أحب هذا المجال فحددت هدفي المستقبلي في دراسته واحترافه، وأرى في مشاركتي بمسابقة هوية فرصة للتعلم والاحتكاك بمصممات محترفات من جهة، كما أنها كانت جزء من مشروع خاص أقوم بتقديمه في مدرستي وكان يتطلب أن يجمع بين موهبتي ومسؤوليتي الاجتماعية". وعن فكرة الثوب الذي قامت بتصميمه تقول الخطيب: "الثوب الذي قمت بتصميمه هو ثوب عسيري لكني استخدمت ألوان الطبيعة وتحديداً ألوان الزهور، وقمت بتطويره بإضافة جاكيت قصير وتزيينه بالعملات السعودية المعدنية".
أما المتسابقة سلمي الجابري -معيدة في كلية الاقتصاد المنزلي بجامعة الملك عبد العزيز، فتقول عن مشاركتها في المسابقة: "هي فرصة رائعه وتجربة ناجحة، فنحن نعتز بتراثنا ووطنيتنا وعلينا أن نقدم ذلك بشكل ملموس وهذا هو ما دفعني للمشاركة". وعن التحديات التي تواجه المصممة السعودية فتقول: "تحتاج المصممات بشكل عام إلى مشاركات في عروض تدفع بتصاميمها للنور، فهذه التجارب هي من تجعل المصممة أكثر خبرة". وكأكاديمية ترى أن على أي مصمم أو مصممة إتقان بعض الأساسيات التي تساعد على صقل الموهبة، مضيفة: "لا تكفي الموهبة وبعض المعلومات عن خطوط الموضة للخروج بتصميم جيد، فالمصمم بحاجة لمعرفة الخامات وطرق استخدامها ليكون قادراً على إيصال فكرته إلى المنفذ".
فيما اعتبرت المصممة إيمان جوهرجي أن مشاركتها بعرض تصميم لها في هوية يعبر عن رغبتها بالتعبير عن الهوية، قائلة: "جاءت مشاركتي تلبية لدعوة كريمة وتحدي لأنني متخصصة في تصميم العباءات، فشعرت بأنها فرصة لتقديم أفضل ما لدي خاصة وأن عنوان الاحتفالية "هوية" يحفز على التفكير والإبداع للتعبير عن هويتنا، والمملكة العربية السعودية غنية بأزياء تراثية رائعة لكن لم يقم أحد بتسليط الضوء عليها بهدف المحافظة عليها"... وعن الثوب الذي شاركت به، تقول: "قمت بصبغ الثوب العسيري بطابع عصري، حيث استخدمت بعض الأسلاك الملونة عوضاً عن التطريز لتطوير الثوب"... وعن طموحاتها في مجال التصميم، تقول: "أتمنى التطوير لا الاقتباس، أي الابتكار لا التقليد، فمن الجيد أن نتعلم من خبرات بعضنا البعض، دون استنساخ للتصاميم، لنقدم أفكار جديدة ومتميزة مع المحافظة على أخلاقيات المهنة واحترامها".