مصممون أزياء يعلنون استعداد الدولة لوضع علامة تجارية للقفطان المغربي
المركب السياحي "مازاغان"، "الموجود بضواحي مدينة الجديدة" المفتوح على البحر، يخرج من شتاء طويل، ليستقبل الربيع بلغات أخرى بطعم الخيال، وتصنع "موضة المغرب"، مستوحاة من روح الأمكنة ونمط حياة مراحل تاريخية مختلفة، خالقة مجموعة من الأشكال والألوان، عبر عنها مصممو أزياء انخرطوا في الدورة الثامنة لهذه التظاهرة التي أشرفت عليها مجلة " مَارُوكْ بْريميُومْ للفنون".
حديقة باكتيل
لا توجد حديقة في باريس أجمل من باكتيل، هذه الحديقة الأنيقة التي بنيت في القرن الثامن عشر من طرف المبدع الجمالي توماس بلايكي، جمعت لليوم مشاهد طبيعية رومانسية ورعوية، كما أنها فاتنة ومثيرة بما تحمله من أصناف نباتية، وبها مايزيد من 8000 نوع من الورود.
هذا العالم الأخضر والملون أيقظ وألهم روح فاطنة فرخ، هذه الباريسية بالتبني، والتي نجحت في تنزيل هذه الطبيعة الفتانة في أعمالها، وجاءت تصميماتها التقليدية، منها الفقطان المغربي الذي مزجت فيه سحرا من الألوان.
قفطان خفيف ينسجم في ألوانه الأحمر، والأخضر الزمردي، والأرجواني.
إنه شغف يحمله المغرب وفرنسا للصناعة التقليدية المتمثل في التطريز والذي تفننت فيه أيادي"المعلمين" المغاربة وأمثالهم، كالمصمم والمطرز الفرنسي مانييل رودريكيز.
قصيدة ضوء ساحر
أشعة الشمس العجيبة في تجاوب مع الطبيعة تكشف لنا عن كل جمال تحت بياض، هذا الضوء يخفي لوحة غنية ولا نهاية لألوانها إذ جمعت محاسن الألوان الحارة الشرقية.
مريم بوسيكوك تطرح هذه المجموعة التي تكرم القفطان، اللباس الذي امتد عبر قرون وعبر اتجاهات مختلفة، واستطاع أن يرسخ وجوده في تراثنا المغربي. صوف وقصات مخلصة للتقليد، انسجمت مع ضربة حديثة وأشكال مضبوطة، اللباس هنا مخدوم بالإبرة والتطريز.
نقطة التقاء
قفطان من أصل عربي، أو تركي، أو ارميني، وحتى آسيوي. هذا اللباس الذي يحمل جمالا فتانا، استطاع أن يعبر الأزمنة والحضارات، فهو لباس السلاطين، والأمراء، والمحاربين، والفنانين، فالجميع يجد فيه سبيلا نحو أناقة قفطان حقيقي، لباس يجد إقبالا في المغرب، كما أنه يعد ركنا في هوية هذا البلد.
والليزار لباس معروف في شمال إفريقيا يرتديه سكان الساحل الجنوبي من البحر الأبيض المتوسط، منذ قرون وقرون، قبل أن يختفي فجأة، ويشكل خسارة للأمازيغ.
في مجموعته يطرح المصمم حكيم شملال تشكيلة توحد الليزار والقفطان، مبرزا بذلك نقطة التقاء ما بين "ليزار" والقفطان، كأنه زواج يجمع الحاضر بالغائب، والعالم المعاصر بجذوره التاريخية.
الضوء
مجموعة كلها إضاءة، ألوان عرق اللؤلؤ، والرملي والأبيض، والوردي والبنفسجي، وخبازي، مشتركة في خطوط يجمعها لباس خفيف وأنيق، وفي أقمشة ثمينة ورقيقة تضع المصممة فضيلة برادة طابعها، إنه عمل تقليدي مغربي يتجاوز القرون تحبه المصممة بشغف وجنون.
جمالية الورد
مجموعة مريم لحلو ومحمد شديدي، تستلهم إبداعها من جمال الورود، والرموز الكونية للفرح، وأيضا من أناقة وجمال ونعمة المرأة.
قفطان بالورود يحتفي بالأناقة المغربية الخالدة، كل قطعة من القفطان تخضع لأسلوب صناعي تقليدي، حيث تبدو بصمة "المعلم" من التطريز إلى التقطيع، كما أن الألوان خضعت لاختيار منسجم من طرف المصممين، اللباس يراعي جمالية الفقطان العصري، النساء المغرمات بهذا اللباس يجدن إحساسا رائعا من جانب أشكاله وتصنيفاته.
زمن الورد
في هذا العرض، ترصد المصممة مونية بنجلون خيال المرأة، حيث الربيع يفرض سطوته، إنها تشكيلة المرأة الوردة، تكرمها مونية، وبالنسبة للتقطيع تراعي في هذا الجانب كل مفاتن المرأة وحساسيتها. إنها أعمال تحتفي بالدقة والجمال، مجموعة تدعونا إلى الاحتفاء بزمن"الورود".
بين الحلم والواقع
مجموعة مهداة للمرأة المتزوجة التي تعيش أياما بين الحلم والواقع. أنها مجموعة اختار فيها المصمم أمين مراني الأثواب النبيلة، والعريقة، مثل الحرير من الأكثر كثافة، إلى الأقل تهوية وشفافية، وهي تشكيلات من صميم إبداعاته.
يرسم أمين في مجموعته قصات تنسجم مع حساسية المرأة، أعمال تراعي الجانب التقليدي ومن خلال هذه المجموعة يكرم المرأة التي تعيش بين الحلم والواقع، بين الماضي والحاضر.
عودة الربيع
حل الربيع وأورقت الأشجار، والعصافير تنشد ألحانها، والشتاء ترك مكانه لأبهى أيام الربيع، صباحات منعشة تترك مكانها لشمس لطيفة وساخنة، غير أن رياحا تذكرنا بالشتاء الذي لم يرحل بكامله. تقول نادية التازي، التي ترسم مجموعتها، : " حينما أرى الأشياء تتبدل والفصول تتحول من الطبيعي أن يكون هذا الأخضر هو طابع مجموعتي ."
النماذج الأولى كلها ترتدي هذه الألوان الربيعية و مع مرور الوقت تترك مكانها للألوان الحارة والحية التي تعلن قدوم أيام الصيف الطويلة.
مجموعة تنذر بالتجديد، بالفصول الجديدة، بالاتجاهات الجديدة، وبلوحات حية وإيقاعية.
تقليد
منذ عقود والقفطان يعد القطعة المتميزة والكسوة الغالية للمرأة المغربية، وظل هذا اللباس يحتفي بأنوثة المرأة ويبرز مفاتن جسدها. وخلال السنوات الأخيرة شهد الفقطان مجموعة من الإضافات.
في هذا العرض حاولت المصممة راضية حمروشي أن تعود إلى القفطان الأصلي الخالص من خلال التطريزات والزواق والطرز الرباطي –نسبة إلى مدينة الرباط-، مجموعتها تعتني جيدا بما هو تقليدي وعصري معا.
في 100 سنة المقبلة كل ما نضعه اليوم ونصنعه سيصبح تقليديا، وتقول حمروشي إنها توظف في مجموعتها كل الاتجاهات الحالية المتنوعة في القفطان.
الأرض والبحر
مجموعة زهرة اليعقوبي الجديدة، كلها صور من الطبيعة، بألوان الأبيض، والأزرق البحري، والترابي، كلها ألوان تستثمرها في جديد موضة هذا الفصل. ألوان من عالم الطبيعة، الطبيعة منبع لاستلهام إبداعاتها، والطبيعة تضفي سحرا خاصا على أعمالها، انطلاقا من استخدامها للحرير المصقول والتطريز يضيف بهاء ويغني المجموعة.
ما بين الأرض والبحر عالم إبداعي لمجموعة زهرة اليعقوبي التي تبرز كل واجهات الطبيعة.
سفر عبر القارات
من اشبيلية مرورا بباريس كمحطة في اتجاه إفريقيا للوصول إلى المغرب، كلودي كرياسيون يرحل بنا في سفر جديد، سفر يجوب القارات والثقافات، سفر يعد استلهاما لإبداعات لا تعرف الحدود، مجموعته تشتمل على 12 نموذجا، كلها للنساء، كلها رطبة ومريحة يوظف فيها الجلد والحرير.هذه المجموعة من خيال المصمم والمبدع كلودي كرياسيون.
بنيات
مازال المصمم والمبدع جمال دوادي يدون أوراقا من تاريخه، يطرح في هذا العرض مجموعة تتكون من 12 لباسا، تتميز هذه المجموعة بالدقة في اختيار الإكسسوارات والأحزمة وكلها نماذج مغربية، دوادي يجمع في أعماله بين شغف المادة والكاليغرافيا.
جميلة الفقير
اللمسة المغربية في خدمة فساتين الليل التي تكشف عن جمالية السيقان. إنها فساتين خفيفة ومريحة بلمسات مغربية، بها خيوط من الذهب والفضة.
قصيدة للمرأة
من أجل المرأة تبدع المصممة كماليا كرياسيون، وفي هذه المجموعة التي تحمل ألوانا شغوفة لكنها دائما متوازنة.
مجموعة منسجمة مع الطابع المغربي، والواقع الغربي، خصوصا طابع البلدان المنخفضة التي تستلهم المصممة كماليا روح إبداعها، حيث تعيش وتستقر أعمالها في انسجام بين استلهام شرقي وعصري وتفاعل بين الماضي والحاضر.
زمني
في الدروب الضيقة لبروكسيل حيث ينهض صوت أم كلثوم، توجد ورشتها الفنية التي تضم آلة خياطة، وطاولة لتقطيع الثوب ورسوماتها المتميزة من عالم الطيور. في هذه الورشة تعمل مالوكا سهام بيهي، حيث أبدعت نموذجا حرا خالصا.
أوديسا
من خلال يوليسس، الذي تغلب على كل المخاطر عبر القرون، تستلهم سناء رضواني إبداعها، عالم من الخيال هو موضة سناء رضواني. كلمة أوديسا، تحيلنا على إبداع المصصمة رضواني، التي تسافر بنا إلى عالم المتعة و الفضاءات الكبيرة للحرية. في مجموعتها تحتفي المبدعة بألبسة المرأة التقليدية، لكنها أضفت عليها لمحة شبابية أعمالها تنزع نحو أناقة المرأة.
ماكس وجون
بمناسبة احتفاء بموضة المغرب، ماكس وجون يطرح مجموعة جديدة من لباس بخيوط" فورست ماكس وجون" لباس للمرأة العصرية، بحثا عن الأصيل والأصلي.
قبل العرض
على غير العادة نظمت ندوة صحفية، قبيل عرض الأزياء هذا والذي جرت فعالياته مؤخرا وهو ما لم يسمح للصحفيين فيه بمناقشة العرض، وتناولت الندوة إشكالية حضورالقفطان المغربي في جميع التظاهرات العالمية، لكنه لم يستطع أن يثبت نفسه كعلامة تجارية عالمية، بقدر ما ظل مرتبطا بأسماء المصممين، وفي هذا السياق أعلن المنظمون أن المغرب يعمل على وضع علامة خاصة بالقفطان المغربي بتنسيق مع الفنانين المصممين لينتقل إلى مرحلة جديدة على مستوى التسويق والإنتاج.