بقلم الأستاذة سيسيل رشدي
لآخر مرة أكتب لدار الحنان كما عرفتها وكما عشت فيها لمدة واحد وأربعين عاماً حتى أصبحت جزءاً لايتجزأ من حياتي .. فهي قلبي النابض بالحياة ..
أسأل الله أن أكون قد أديت الأمانة وأخلصت في عمل كل ماكانت تتمناه ملكتنا الحبيبة عفت الثنيان – طيب الله ثراها – وحققت طموحها في تعليم الفتاة السعودية وفتح باب المعرفة لبنات هذا الوطن ..
وأدعو الله دعاء صادقاً أن يوفق أبناءها للسير قدماً في بناء مقرها الجديد ووضع الخطط السليمة لتكملة المسيرة بما يتطلبه هذا العصر من المعرفة والعلوم والتقنية الحديثة لتكون دار الحنان ( منار العلم ) دائماً وأبداً ..
ولابد لي من القول إن عطائي وجهدي ماكانا إلا قطرة من بحر عطاء الملكة عفت الثنيان رحمها الله التي تدفق دائماً أمام طالبات دار الحنان لتتطور وتسمو وتعطي بنات هذا الوطن أفضل مايمكن من أسس التربية والتعليم السليم ..
رحم الله ملكتنا الغالية وأبقى دار الحنان لتكون مناراً لذكرها وحسن صنيعها وصدقة جارية لإحياء ذكرها دائماً وأبداً .. إذ لايمكن أن يقال دار الحنان دون أن يقال عفت رحمها الله .
*المشرفة العامة على مدارس دار الحنان
دمعة عين وابتسامة أمل
بقلم فائزة عبدالله كيال
خمسون عاماً من عمر الزمن لاتساوي شيئاً ، لكن خمسين عاماً من عمر تعليم المرأة في المملكة العربية السعودية تساوي الشيء الكثير ، فهي عمر تعليمها في هذه المملكة الحبيبة .
أفلا يحق لنا أن نبكي إقفال مدارس دار الحنان نحن طالباتها وخريجاتها المنتشرات في جميع أنحاء المملكة من أقصاها إلى أدناها ؟ ... خريجاتها يا من كنتن أول من تقلد المناصب القيادية في هذا الوطن ... يامن قدتن المسيرة التاريخية في عمل المرأة في شتى المجالات ... هل يهون علينا الأمر ولانبكي عليها ألماً وحسرة ؟ ... فنحن دار الحنان ... فلمن ننتمي الآن ؟ ... لقد أصبحنا في حكم اليتيمات اللواتي فقدن الأم ، فقدن الخيمة التي تظللنا بفيئها والشجرة التي تمد الوطن سنوياً بعطائها وثمراتها من الخريجات ليشاركن في بنائه ، وبعد أن كانت كل منا تفخر بأنها من خريجات دار الحنان كيف ستصدق إقفالها ؟ ... كيف ستستوعب ذلك ؟... كيف تكون مدينة جدة من غير دار الحنان ؟ ... فهي معلم تاريخي من معالم هذه المدينة الطيبة ...
لقد بكيت والله كثيراً كثيراً ، فأين أنت يا أمنا الحبيبة ؟ ... أين أنت يا عفت ؟ ... لقد أصبحت في رحمة الله ، وكان عزاؤنا فيك بقاء دار الحنان التي تذكرنا بك دائماً ، وتجعلنا ندعو في كل صلاة أن يغفر لك الله ويجزيك بصنيع أعمالك . أجل بكيت دار الحنان ، بكيتها من كل قلبي ، ولكن ما أثر في خاطري أكثر هو دمعة ابنتها سارة الفيصل في يوم الإجتماع الذي أعلنت فيه قرار إقفال دار الحنان وهي تعلم أن ذلك مؤقت ، ولكنها بكت ... بكت قطعاً لصعوبة القرار .
كيف لا أبكي دار الحنان وأنا ابنتها الطالبة وابنتها الموظفة ، لقد قضيت عمري الأحلى بين جدران فصولها وفي أرجاء ساحتها وداخل مكاتبها ... وأنتن كذلك زميلاتي عندما كنت طالبة وبناتي عندما أصبحت مديرة لابد أنكن متأثرات مثلي ...
عفت الثنيان ... أمنا الأوفى والأكرم والأبقى مابقيت دار الحنان .... الملكة عفت الثنيان حرم الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود رحمها الله هذه الشخصية الفذة في تاريخ نهضة هذا الوطن العزيز والتي اجتمعت فيها صفات جمة جعلتها لوحة فنية مميزة في ظاهرها وباطنها ... هي إن شاء الله ماتزال بيننا ولاحاجة لبرهان فمواكب أمجادها وعظات ماضيها تتراءى لكل المنصفين الصادقين اليوم .
أمجادها التي ارتفعت راياتها فذاع اسمها وملأت شهرتها محافل البر في بلادنا فغدت سلطانته بعد أن تصدرت الريادة في قضية تعليم البنات لإيمانها بأنها قضية حق فناصرتها منذ البداية رغم وعورة الطريق الذي لم ينل من عزيمتها شيئاً ، فشيدت ورعت قلاع العلم والعمل لها ( مدارس وجمعيات ) لتكون الفتاة شريكة الرجل في صناعة التنمية ، ومنبع العطاء ومعقل الكرامة ومنار الحق .
أما عن عظاتها فكأني بها تذكرنا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا إيمان كالحياء والصبر " ، فبالصبر والمحبة تتحقق نهضة البلاد وتكتمل مسيرة التنمية ... وإني لأتذكر أيضاً كلمات الملكة عفت لنا بما في معناه : الإستقامة مفتاح الكرامة ، والتربية الخلقية أهم للإنسان من خبزه وثوبه ، وأدب المرأة خير من ذهبها ، والأمور مرهونة بأوقاتها ، والزمن الذي نلهو به يلهو بنا والإعتدال أفضل نهج .
رحم الله الوالدة الرائدة القائدة الملكة عفت الثنيان ... لقد كانت موزعة العقل والفضل والهوى بين أسرتها ووطنيتها وإنسانيتها .
الأمل كبير والثقة أكبر في أبنائها وبناتها الأمراء والأميرات حفظهم الله وبارك في أعمالهم أن يعيدوا هذا الصرح بثوبه الجديد ومنهجه الجديد مميزاً نافعاً ومواكباً لعصر علمي متقدم .
والله الموفق وهو من وراء القصد ،،،
ابنة الدار ،،
*فائزة عبدالله كيال
خريجة من خريجات دار الحنان - مديرة مدارس دار الحنان سابقاً
دار الحنان، نفتقدك.. نذكرك.. ونرثيك
بقلم رانية سليمان سلامة
دار الحنان السباقة
بقلم أمل بندر الجبرين
لا أذكر من أوائل أيامي في دار الحنان منذ عرفت التعليم إلا مبنى المطار القديم... كان ذلك عام 1982م ولا أذكر من ملامح تلك المرحلة التي استمرت لأربع سنوات قضيتها في ذلك المبنى إلا أبلة ( ليلى البرادعي ) ... كانت معلمة من الطراز الأول ...لازلت معجبة بها حتى اليوم ...
انتقلنا إلى المبنى الجديد .. الواقع بقصر خزام ، كان انجازاً هائلاً بكل المقاييس ... دار الحنان ، تجربة رائعة ثرية أكاد أجزم أن معظم خريجاتها حملوا بصماتها في شخصياتهم إلى يومنا هذا.
تخرجت من دار الحنان عام 1994م والتحقت بالجامعة ثم عملت بالقطاع الخاص مدة أربع سنوات وأدير أعمالي الآن إضافة لعملي التطوعي كعضو مجلس إدارة وعضو مؤسس في أكثر من منظمة غير ربحية.
لست بصدد عرض سيرتي الذاتية... ولكني أعرض نموذجاً متواضعاً لخريجة دار الحنان تلك المدرسة التي أستطيع الآن أن أفلسف أسلوبها في التربية والتعليم من خلال كلمات فضفاضة أنيقة ومطروحة بشدة مؤخراً.
صناعة القيادات تحتاج إلى برامج ومؤسسات
دار الحنان ،، مؤسسة تحتويك قبل أن تتفتح مداركك.. بل ربما حتى قبل سن التمييز.. مؤسسة تعطيك اهتماما خاصا كفرد.. مؤسسة تعددت برامجها حتى استوعبت كافة الميول والتوجهات ... مؤسسة اعتمدت سياسة النفس الطويل في التربية.... لم يقتصر عطاؤها على رائداتها بل أسهمت إيجابياً في إثراء الوطن بأطرافه المترامية .
كنا ولازلنا بحاجة إلى رعاية المواهب وإلى توظيف الابداع وتوجيه الطاقات .... وما كنا نسمع بتلك المصطلحات التي يزخر بها إعلامنا اليوم ولكن عشناها عملياً بكل حذافيرها.
لمن لم ترتد دار الحنان ... أستطيع أن أختصر تجربتي في كلمة واحدة.
ســـبــاقــــة
نعم في مؤسسة كهذه لم يكن لديك خيار إلا أن تكوني سباقة .. في كل شي .. كنت ستعيشين تجارباً لم يئن بعد للآخرين أن يخوضوها .. الأنشطة اللامنهجية كانت بحد ذاتها مساحات حرة لاطلاق ابداعك أينما كان ... لتفريغ طاقاتك بأفضل وأحدث الأساليب العلمية الممكنة ... من مسابقات القرآن و منتديات الأدب والخطابة ومجموعات البحث العلمي والنشر إلى الدوريات الرياضية ... ليس هذا كل شيء وإنما فرص ذهبية كل عام للاحتكاك بالمجتمع من خلال أسبوع الكتاب والسوق الخيري وحفلات التخرج .
الحفل السنوي .. برنامج ضخم وحافل دائماً بكل جديد .... لطالما كانت دار الحنان محط انتقاد بسبب تلك الأمسيات ... وسأتجاوز التحفظات لأعرض الاستفادة الجوهرية منها.
عملت كمنسقة لمدة أربع سنوات بحياتي ولازلت أحترف العمل في العلاقات العامة والتسويق بالرغم من أني لم أتخصص بالجامعة في هذا المجال ... لعل الخبرة الميدانية التي استقيتها من الأعمال التي تناوبتها تباعاً من القيادة إلى التنسيق فالتنفيذ والتقييم مع زميلات الدراسة في مؤسسة كدار الحنان كان لها أثر كبير.
كل عام .. وفي كل مشاركة .. كان علينا أن ندرس ماذا سنقدم من عروض مرات كانت عالمية ومرات إسلامية ومرات عربية ومرات إقليمية ومرات محلية بحتة. كان علينا أن ننسق فيما بيننا باستقلالية مطلقة واشراف ناضج عن بعد... تشكيل الفرق ، تقسيم الأدوار، تعيين القائدات ، وضع برنامج زمني ، رصد الميزانية ، ويبدأ العمل ... البحث.. الأولي ثم التفصيلي في المراجع عن تراث تلك البلدان ، الأناشيد ، الأزياء ، الرقصات الشعبية.
يتم إخراج العمل متكاملاً بإدارة ( أبلة سهير) ... مدربة واحدة أشرفت على مئات الحفلات ومئات الدوريات الرياضية... يالها من طاقة.
مفهوم العمل التطوعي المسؤول بدأ معنا منذ تلك الأيام. ثم يحين دور تقديم البروفات .. للنقد الشامل والكامل والجاد. أمام أبلة ( سيسيل رشدي ) ... التي كانت تشكل هرم السلطة الأعلى على الاطلاق لنا آنذاك. أمرأة حديدية، جادة، حازمة، متمكنة، وأنيقة. عرفت بعد تخرجي أنها انسانة ودودة للغاية ووفية جداً.
كنا نقضي أوقاتاً طوالاً في المدرسة التي كنت أكرة أن أفارقها .. لاعجب أننا في تلك الأيام كنا نصلي معظم الفروض في المسجد ونتقاسم وجباتنا في المطعم ونقوم بانهاء واجباتنا بين الفقرات ... كم طالبة اليوم في أي مؤسسة تعليمية تفعل هذا طواعية؟
إذن العرض التجريبي ... أمام رمز السلطة ...التقييم ... ثم تقبل النقد والتوجيه بصدر رحب... أي هيكلة إدارية فذة وتسلسل اندماجي رائع استقيناه حقاً منذ نعومة أظافرنا...
كنت بصدد إلقاء كلمة التخرج التي عادة ما تطرح في شكل مناقصة .. من تكتب وتلقي جيداً أمام أبلة سيسيل والفريق القيادي للمدارس تحظى بشرف القاء الكلمة نيابة عن الدفعة ... وياله من شرف ... نعم ، شرف التكافؤ في الفرص ... قد يكون هذا سبب استماتتي في تطبيق هذا المبدأ الصحي اليوم قدر المستطاع.
في يوم العرض التجريبي ... ألقيت الكلمة ولمست نوعاً من الرضا في أوجه الحاضرين ... ومن تستطع أن تلق كلمتها بثبات أمام ( أبلة سيسيل ) فهي بإذن الله قادرة على تقديم نموذج جيد عن خريجات الدفعة كانت تلك لمحة تجعل كل من تقف لتلق كلمة أمام الحضور تدرك أنها مسؤولة ومن هنا يبدأ احساسها بالتحدي واثبات الذات.
كان من أساسيات الكلمة الإشادة بالجهود الجبارة لحكومة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين. وهكذا كان... ما أن لفظت اسميهما باللكنة النجدية حتى أستوقفتني ( أبلة سيسيل ) ... كان لها صوت جهوري ... أمام الفريق القيادي والخريجات والمشاركات بالحفل والأهم أمام معلمتي الفاضلة ( أبلة فلك العوا ) التي كان لها دور أساسي وفاعل في كافة قدراتي اللغوية مكتوبة ومقروءة. طلبت مني ( أبلة سيسيل ) أن أعيد لفظ الأسماء وفعلت.. ثم طلبت من ( أبلة فلك ) أن تلفظها ففعلت ... وحالما أدركت خطأي .. أعدت الأسماء بالفصحى وبالتشكيل بدل السكون الدارج في العامية وواصلت. ولكن ( أبلة سيسيل ) استوقفتني مرة أخرى قائلةً بين الخطأ والصواب عملية اسمها التصحيح ، كان أسلوبك جيداً لأنه غيرمتكلف وطبيعي ومريح ولكن اللاتكلف يجب ألا يتجاوز الأداء إلى اللغة، فالفصحى هي التي تجعل الجميع يشعر بما تقرأين على تباين اللكنات .. أنت هنا لاتمثلين نفسك ... تذكري أنك تمثلين دفعتك ومدرستك.
شكرتها وأنا أرتعد قائلة: " شكراً يا أبلة .... كيف يكون اسمك بالفصحى؟؟"
ابتسمت ... وما لم استطع فعله حينها أفعله الآن ... أبكي.
كم أنا ممتنة لها... أشتاق لتلك التجربة ... وفخورة بها.
ذلك العام... رشحت مع عشرة من زميلاتي للقب الطالبة المثالية... وكانت مفاجأة رائعة... لم أهتم كثيراً... ولكن عندما أخبرت والدي طارا فرحاً... ولهما أردت أن أكون .. تجربة الانتخابات.. تحديات الترشيح ... مرحلة التصويت ... ثم التتويج...
قد قلت... كنا سباقات حتى بتجاربنا...
ذلك العام حصلت على أكثر من وسام ... درع الامتياز... شهادة تقدير عن بحثي الفائز بعنوان "عقيدة ودولة" عن حركة ابن عبدالوهاب تحت اشراف ( أبلة هاجر تركستاني ) .. القاء كلمة الخريجات .. كأس وتاج عليهما اسمي ولقب الطالبة المثالية وفوق كل هذا خريجة مدارس دار الحنان.
حقاً بدار الحنان يضيء النشيد.
* أمل بندر الجبرين
خريجة دار الحنان
الفتاة المثالية لعام 1994م
حديث قلب في الوقفة الأخيرة
بقلم الأستاذة فلك العوا
دار الحنان ملأها حنان العطاء ، وحنان الحب ، أعطت وارتقت ، دفعت ورفعت ، خرجت الفتيات وغدت الجامعات ، فكانت منة الله في جدة ، وكانت المدرسة الأم ، وكانت هبة .. نعم ..
هبة كانت لجدة معجزة
أبدعتها ذات فضل في سخاء منجزة
حققت فيها الأماني الغاليات الحافزة
بجلاء ووضوح وخطاها بارزة
ومر نص قرن ..
نصف قرن في سمو وارتقاء وصعود
دوحة العلم ارتقت كي يرسخها الصمود
فيؤها أضحى ملاذاً وأماناً للورود
بثمار ناضجات كم تمنتها الحشود
دار الحنان لوجٌ ، دار الحنان صرحٌ ، دار الحنان منارة ، شعاع ، نور ، ضياء تنافست في إثره المدارس ، وهي تتفيأ ظلها منادية .. دار الحنان ..
اسمها لهج احترام لايدانيه ارتياب
يجعل الراوي يشك بحديثه ، هل أصاب ؟
يثلج التأييد صدره مطمئناً لايعاب
نظرة الإكبار تغشى كل خير بالعباب
رحم الله عفت البانية ، الرائدة الحانية ، لن ننسى بوقفتها فكرها ، عطاءها ، فضلها وآثارها ، لن ننسى أياد حملت ، وأصوات لهجت ، وأفكار نسقت في ظل رائدات بانيات ، ومعلمات مرشدات وحانيات ، آه .. أي وقفة تسكت صوت حناننا ؟
يادار .. لك منا لثمة خير وحب ، زفرة نفس وكلمة قلب ، في هذه الوقفة الأخيرة ، وداعاً دار الحنان ، وداع جمع قد تفرق ، وداع حشود قد مضت ، فهل للجمع من أمل ؟
وداعاً مؤقت صوتاً ، ودعاء ملء قلب خاشع بأن يعيد حناننا ، بأصالتها وسموها ، وروحها العالية التي اعتدناها ..
بقلم ومشاعر المدرسة الحزينة : فلك عادل العوا
من مجلة دار الحنان 2004هـ
دار الحنان في .... نصف قرن .. !!!
24/7/1425هـ
أنصفونا واذكروا هذا المشيد راسخ الأركان وضاح الجبين
قد أشاد الفيصل الركن الحصين يدرأ الضر بمبناه الرصين
نصف قرن في جهاد وعناء ثابت الخطو نجاح لايدان
خرج الرواد دعماً للبناء ليدوم البرء عذباً وصفاء
فأجز يارب فعالاً ياكريم ... يا عظيم
جنب البنت الضلالة وحماها باليقين
دار الحنان إنسانية أجيال في شبابها .. عطائها .. انطلاقها .. ونقائها .. ضحكها .. آلامها .. دار بنت نفوساً ، أسست بيوتاً ، حملت شعلة ، قتلت جهلاً ، رفعت راية ... إنها بحق دار عظيمة خالدة ، فيها أصالة لاتنضب ، ومدد لاينقطع ، وفكر متجدد ، وبصيرة متزنة أخاذة .
واليوم ، اليوم نسمع آهات موجعة بمرور نصف قرن على تأسيسها ... ونرى دموعاً حارة تنسكب حزناً على فراقها .. ولم ؟ وذكراها حية في قلوبنا ... وآثارها حب في نفوسنا .. ومدد لطريقنا .. إننا نسمع نداء الحيارى .. نداء اليتامى بفقدانها وهم يطلقون صوتاً أدمته بحة العويل أن أعيدوا رفع راية الحنان ، واجعلوا الأيام تطوي الكمد ، لتتأجج شمعتها من جديد وتنير طريق الأجيال ... وبذلك يصمت الشادي عن مواله.
إيه يادار الحنان غيلة أل المأل
لم يدر بالخلد قط أن يوافيك الزمان
وليعلو صوت الأمل من جديد وهو يشدو
بارك اللهم سعي الخيرين باريء الإنسان من ماء وطين
واصلوا السير بنهج المخلصين لاتراخ أو توان
قاصدين للأمام للهدف لم يحيدوا رغم ويلات الزمن
فاجز يا رب فعالاً ياكريم .. يا عظيم ..
جنب البنت الضلالة وحماها باليقين
مدرسة اللغة العربية في دار الحنان لمدة 32عاماً ، السيدة / فلك عادل العوا