عبر مشوارها الإبداعي حصدت الأديبة والناقدة الأردنية المعروفة الدكتورة سناء شعلان 36 جائزة محلية ودولية، وها هي اليوم تعزز رصيدها من التكريم بواحدة من أهم الجوائز الأدبية في الخليج وهي جائزة باشراحيل السعودية التي تستعد لتسلمها من القاهرة خلال مايو/أيار الجاري. وتبقى الشعلان علامة فارقة في منجز الإبداع الأدبي النسائي على المستوى العربي بأرائها وجرأتها ولغتها الإبداعية التي تنسج من الخيال قصصاً وحكايات تخطف الأبصار وتلفت إليها كبرى الجوائز، أرائها في النقد ورؤيتها للمشهد الإبداعي وحتى الحب والحياة وتفاصيل أخرى كثيرة نتعرف عليها في هذا الحوار الذي خصت به "عربيات" عقب إعلان فوزها بجائزة باشراحيل، فإلى التفاصيل.

حصلت على 36 جائزة عربية ودولية، وأخيراً جائزة باشراحيل العالمية. ماذا تمثّل لك هذه الجوائز؟
 الجائزة تشكّل للمبدع تكريساً وتشجيعاً ودعماً له، فضلاً عن أنّها تقدّم لها قاعدة من التغطية الإعلامية والنقدية التي تتيح له في الغالب أن ينفتح أكثر على المشهد الإبداعي وعلى القرّاء والنّقاد في آن، وهذا الأمر يدعم العملية الإبداعية عند المبدع بكلّ تأكيد. والجائزة قدّمت لسناء الشعلان التّقدير والإشادة، والإشارة إلى خصوصية أدبها وسط مشهد يضجّ بالمحاولات والتجريب والمنجزات العملاقة.
ومن ناحية أخرى الجائزة قدّمت لي التغطية الإعلامية الإيجابية التي أتاحت لي الإطلال على قطاع عملاق من القرّاء الذين أعتزّ بهم. وأنا فخورة بحق بحصولي على جائزة باشراحيل الإبداعية، فهي من ناحية جائزة عريقة يفخر كلّ مبدع بالحصول عليها، ومن ناحية ثانية يسعدني أن أكون في جائزة واحدة مع أسماء عريقة أعتزّ بها وبعطائها أمثال د.عبدالسلام المسدّي، والعلاّمة زغلول النّجار، وغيرهما.

كيف تمّ ترشيحك لجائزة باشراحيل؟ وما قيمتها الأدبية بالنسبة إلى مشوارك الإبداعي؟
 جائزة باشراحيل تتمتع بهيئة تحكيم عريقة  تأخذ في عين الاعتبار عندما تختار الفائزين في كلّ دورة منجز المرشّح للجائزة، وفي هذا الشأن فقد أخذت في عين الاعتبار كلّ منجزي الروائي والقصصي لأرشح للفوز بالجائزة في هذه الدورة.
ولاشكّ أنّ هذه الجائزة لاسيما أنّها عن كامل منجزي لا عن عمل محدّد منه تشكّل لي علامة فارقة في مشواري الإبداعي؛ لأنّها تسلّط الضوء على كل تجربتي، وتضعها في مكان عال من التقدير الأمر الذي يعطي تجربتي خصوصية، ويؤهلها للاستمرار في خطّها الخاص، ومحورها العام.
 

المشهد الثقافي مأزوم

 كيف تنظرين إلى المشهد الإبداعي العربي في الوقت الراهن؟ وما أكثر ما يزعجك فيه؟
المشهد الإبداعي العربي في الوقت الحاضر مشهد مأزوم مكرور غير قادر في الغالب على الإنطلاق من ثيماته الخاصة، وعاجز في الغالب عن إنتاج أشكاله الإبداعية الخاصة التي تتعلق مع معطياته ومحدداته ومرجعياته وظروفه وخصائص مجتمعه وموروثات حضارته. لكنه على الرغم من ذلك لديه أسماؤه العملاقة والمبدعة التي تشكّل علامات بارزة في سجله، كذلك هو في الوقت نفسه يبشّر بمواهب وتجارب تحتاج التوقّف عندها بكل اهتمام وتقدير وتشجيع، وإن كانت الكثير من التجارب قد انحازت إلى التجريب والتحديث إلى حد التخريب والتدمير والتشظّي.
يزعجني في المشهد العربي تلك الشللية التي تنتهج سلوك العصابات والمجرمين من أجل تحقيق مصالحها بعيداً عن خدمة المشهد، وتقديم الإبداع الحقيقي، وهم في الغالب يتسلّحون بمراكزهم التي يصلون إليها عبر التسلّق والرياء والمقايضات المذمومة من أجل الوصول إلى غاياتهم، في حين يبقى المبدع الحق في كثير من الأحوال بعيداً عن الدّعم والتواصل والاهتمام.

 تقولين دائماً إنّ عالم النثر سرقكِ إلى الأبد. لماذا لا تفكرين في العودة إلى بيت القصيد لاسيما أنّ لكِ تجارب سابقة في كتابة الشعر؟ 
الكتابة الإبداعية هي استجابة مباشرة لحاجة وقدرة وتفريغ، وأنا أجد الشكل السّردي النثري حتى هذه الفترة هو طريقي وأداتي وحاجتي، ومادمتُ كذلك، فسأظل مستسلمة لهذه الحالة؛ فهي تتناسب مع حالتي الفكرية والذهنية والشعورية المنحازة للتنديد بقيم الفساد والقبح والظّلم والدّمار، ولذا فالنّثر هو المؤّهل للتعبير عن هذه الحالة عبر إمكانياته العملاقة في تصوير الأفكار، والتعبير عنها عبر مساحات كبيرة من التوليفة الشكلية البعيدة عن أسر القافية والتفعيلات والدّفعات الشّعورية المختزلة.
أنا الآن أسيرة النّثر، ومخلصة له بشكل كامل، لكنني رغم ذلك، لا أستبعد أن أنساق وراء الشّعر إن وجدت عندي دفقة تناسبه، وتشاكله، وتستدعيه.

الأديبة الخليجية أخرجت أدبا يخلص لها ويفرض سلطته على المجتمع الذكوري

 أنتِ قريبة من المشهد الإبداعي الخليجي عموماً كونكِ ناقدة أدبية. ما رأيك بهذا المشهد لاسيما النّسوي منه؟
 المشهد الإبداعي النسوي الخليجي مشهد غني على الرّغم من قصر فترة إسهامه الزّمني في الإنتاج والنّشر، لكنّه في الوقت ذاته استطاع أن يترك بصمته في المشهد الإبداعي العربي عبر أعمال قدّمت تجارب ناضجة ومختلفة، وخارجة عن الشّكل التقليدي، وأعراف التابوهات التي كبّلت إبداعها لزمن طويل، ولاشكّ أنّ المبدعة الخليجية استطاعت أن تقدّم أدباً يخلص لها ولحاجتها دون أن يستعبدها المجتمع الذكوري الذي يفرض سلطته على واقعها المعيش. وبالنسبة لي فقد كان من حسن حظي أن أمي آمنت بموهبتي مبكراً، في الوقت الذي كفر الآخرون بي، فوقفت إلى جانبي وشجعتني ودعمت تجربتي في الإبداع، ولولاها ما كنت لأكون.

صدام المرأة المبدعة مع تابوهات المجتمع المحرمة يعيق إبداعها

تشكو الأديبات العربيات بشكل عام بأنّهن لا يجدن الفرصة لإبراز أعمالهن ومنافسة الرجل في هذا المجال، فباعتقادك هل مشكلة الأديبات العربيات مرتبطة بالنشر أم بإبداعهن؟
هناك مثل يقول "الراقصة الفاشلة تقول إنّ الأرض غير مستوية"، وأعتقد أنّ هذه الحكمة تنطبق على كلّ الحجج التي ينتجها البشر من أجل تبرير فشلهم وإخفاقاتهم وكسلهم، وعندما يفشل إيّ شخص كان رجلاً أم امرأة في أن يملك موهبة ما يرغب في أن يجدها في نفسه يبحث عن شماعة الآخرين ليعلّق عليها إخفاقاته، فيدّعي أنّ جنسه سبب في ألا ينشر له على سبيل المثال، وينسى أنّ قعود موهبته به هو السّبب.

ما المعيقات التي تحول دون تفجير كل طاقاتها الإبداعية؟
إذا كانت المرأة العربية موهوبة فعلاً، وتملك حسّ الكتابة، فإنّ مشاكلها المفترضة تنحصر في اصطدامها بتابوهات المجتمع، وانشغالها بأولوياتها أماً وعاملة وزوجة التي تعيقها عن إبداعها، وعن متطلباته وطقوسه وحالاته.

 إذاً إلى ماذا تحتاج المرأة الأديبة كي تحقق خطوات متقدمة في مجال الكتابة؟
 تحتاج إلى أن تخلص لموهبتها، فتؤمن بنفسها ابتداءً، وتحدّد أولوياتها ورسالتها من الكتابة، وتطّلع على كلّ جديد، وتسلّح نفسها بالثقافة والعلم والإيمان والقيم كي تكون حلقة جديدة في حلقات البناء والإعمار، لا مجرد عزف منفرد نشازاً خارج الجوقة، أو بوق مقلّد، أو عصا من عصي الشيطان، وثغرة من الثغرات التي يلج منها العدو من أجل الفتك بهذه الأمة المستهدفة في الوقت الحاضر من قوى الظلام والظلال.

القصة القصيرة تعيش تجربة جميلة وقاسية، والهابطات لا علاقة لهن بهذا الفن

 لكنهن متهمات دوماً بتركيزهن على القصة القصيرة وبأنهن غير قادرات على كتابة الرواية التي تمتاز بطول أحداثها وتعدد أفكارها وتنوع شخصياتها، فما تعليقك على ذلك؟
أعتقد أنّ القصة القصيرة تعيش تجربة جميلة قاسية، فهي من ناحية تشاهد إقبالاً استثنائياً يدفع بها نحو المزيد من الحضور والنّضوح، والتوافر على الاستثمارات الجديدة، والامتدادات الحداثية، ومن جهة أخرى تتعرّض إلى إساءة التقييم والاستهانة بها، فنجد كلّ مقبل على التجربة الإبداعية أكانت عنده موهبة أم لا يقفز على هذا الفن الصّعب السّهل، القريب البعيد، ويدلي بدلوه فيه، على اعتبار أنّه امتداد طبيعي أحمق لسرد قصصنا اليومية، وأحداثنا المعيشية التي نمارسها كلّ يوم، ناسين بذلك أنّه فن صعب، له ضوابطه وفنونه وأدواته، ولا يجوز استسهاله بحجة قصره مثلاً هروباً من فنون أصعب مثل الرواية أو الشّعر أو الكتابة المسرحية. أعتقد بصراحة أنّ الكثير من الهابطات على هذا الفن لا علاقة لهنّ به، وإنّما ينطبق على حالهنّ ما يقال في الكلام الشّعبي "أوّل الرّقص حنجلة".

انتقد بموضوعية، وبعيدا عن القيود في الأعمال الابداعية

 كونك ناقدة إلى أي حد تقبلين النقد؟
 أتقبّله مادام يصدر عن ذاتٍ تملك أدوات النقد من معرفة وعلم وحيادية ورغبة صادقة في التقويم والمشاركة في دفع الحالة الإبداعية نحو المزيد من التألّق والتقدّم، وأرفضه إن كان نوعاً من المحاباة والنفاق والمجاملة أو شكلاً من أشكال الغيرة والكيد والتعبير عن الغلّ، وضرباً من ضروب الإساءة والاستفزاز.

أين الشعلان من قضايا المرأة وهمومها وواقعها وأفكارها؟
 على الرّغم من تصدّي الكثير من الأدباء والأديبات العربيات لرسم المشهد الأنثوي، إلاّ أنّني أعتقد أنّ هذا التصّدي كثيراً ما ظلّ مقصوراً على نماذج استثنائية وأحياناً مقحمة على مشهد المرأة العربيّة، وبقيتْ المرأة العربيّة التي تعيش الواقع المعيش بعيدة عن التّصوير والتجسيد، ولذلك أعتزّ بالقول إنّ كلّ ما أنتجتْ هو استجابة لالتزامي بإضاءة الحالة الأنثوية العربيّة، وفضح ما تتعرّض له المرأة من استبداد تحت قوى تابوهات ضاغطة على المرأة بالدّرجة الأولى.

 ما الأسلوب الذي تنتهجينه في كتاباتك النقدية والإبداعية؟
 في كتاباتي النقدية أنا معنية بالحيادية والطّرح الموضوعي المعتمد على الأدلة والتمثيل والتتبّع، أمّا في الأعمال الإبداعيّة، فأنا معنية بأن أمثّل دفقتي الشعورية والفكرية بالقالب اللغوي والتشكيل القالبي بعيداً عن أيّ قيود.

الخروج عن ثوابت المجتمع لا يعني الجرأة

هل أنتِ كاتبة جريئة؟ وما مفهوم الجرأة لديكِ على مستوى النص؟
 إذا كان مفهوم الجرأة يعني قول الحق، والإيمان بالذات، والإصرار على الثوابت، واحترام النّفس، والاعتزاز بالموروث، والقدرة على قول القناعات دون مواربة أو خوف أو نفاق، فأنا غاية في الجرأة، وكتاباتي جريئة، وأفخر بهذا الوصف. أمّا إن كانت الجرأة تعني الخروج عن ثوابت المجتمع، والتعرّي أمامه من أجل الشّهرة، والتساقط على البذاءة في سبيل لفت النّظر، والإغراق في وصف الماديات، وإثارة الغرائز في أدب رخيص، فأنا لست جريئة، بل غاية في الخجل والمحافظة، والتخلّف إن شئت القول، مادام التخلّف دريفاً في هذه الحالة للأخلاق والمبادئ.

 اختراق التابو ومغازلة غرائز المتلقي ثيمة لدى بعض الأديبات الشابات في الخليج. كيف تقيمين هذه التجارب الإبداعية؟ 
بشكل عام يبدو من المنطقي أن يتعرّض المبدع لقضايا الجسد والشهوة والحرمان، مادام يحتاج هذه الأدوات في استكمال ولادة منتجه الإبداعي، ولا ضير في أن يخرج المبدع العربي امرأة كان أم رجلاً من ربقة الأشكال الضّيقة، والمواضيع المحرّمة، ولكن بشرط أن يكون هذا الخروج بهدف بنائي واضح وحقيقي ونام، ولكن إن كان بهدف لفت النّظر والشهرة لاغير، فهو باختصار أدب رخيص، مصيره السّقوط في الظّل، وهو لا يستحقّ الوقوف عنده أكثر من زمن تجاوزه.

 لك فلسفة خاصة في الحب والمشاعر الإنسانية نلمحها من كتاباتكِ. حدثينا عن أهم ملامحها؟
 الحبّ عندي هو حاجة كونية من أجل استمرار البشرية، وسعادة الإنسانية، وهو امتداد طبيعي وأصيل لإرادة الرّب في الأرض من أجل إحياء وترسيخ قيم الخير والعطاء والإعمار، ولذا فالحبّ عندي يتجاوز مفاهيم العلاقة بين الرّجل والمرأة، ليصبح قاعدة أساسية ومحورية في التواصل بين البشر ليقدّم حلاً لكلّ مشاكل البشرية ومعضلاتها وأزماتها ومزالقها، باختصار الحبّ عندي هو رسالة البشرية، وإرث الفردوس منقولاً إلى الأرض، فما قيمة الحياة بلا حبّ! وما جدوى التواصل دون مودّة!

 وماذا عن مساحة الحب والرومانسية في حياتك الخاصة؟!
أنا مخلوقة من المحبة والرّقة، وأفهم الأمور بعقل القلب، وأقرّر بقلب العقل، أدافع عن حقي قي ممارسة مشاعري، وأعتزّ بأحاسيسي، ولا أخجل من الحديث عن حاجاتي، وأعلي من قيم التواصل الإنساني، وأؤمن أنّي أعيش أجمل حياة؛ لأنّني متصالحة مع كلّ شيء، بسبب قلبي العملاق الذي يتقن المحبّة، وأحلم بعشق خالد، يجعلني أذوق الجنّة على الأرض.

 في أي نوع من الأدب تجد شعلان نفسها ولماذا؟
 أجد نفسي في كلمتي أيّاً كان جنسها الإبداعي أو النّقدي، لا أعرف إخلاصاً لقيد شكلي اسمه جنس أدبي بعينه، فأنا مستسلمة تماماً لحالتي الإبداعية والنقدية، منساقة وراءها مادامت تمثّلني، وتهبني لحظة الانعتاق التي أنشدها.

 برعت أيضاً في كتابة المختصة بالأطفال، فعلى أي قواعد استندت في هذا النوع من الكتابة؟ وإلى أي حد حققت تقدماً في هذا المجال؟
-من الصّعب على المبدع أن يقيّم نفسه بشكل محايد وموضوعي ودقيق كما ينبغي؛ لغلبة الذاتية على النّفس البشرية مهما اجتهدتْ من أجل الحياد، ولذلك من الصعب عليّ أنّ أحدّد مدى التقدّم الذي أحرزته في فن قصة الأطفال، لكنّني أعتزّ بتجربتي المنطلقة من طفولتي الممتدة في ذاتي، والمستثمرة لثقافتي وتخصّصي ومعتقداتي وفلسفتي من أجل تقديم أدب طفل راقٍ يسمو بعقله، ويحترم فهمه، ويعلي من قيمه الروحية والإنسانية والجمالية، ويصله بتاريخه المجيد، ويربطه بواقعه، وبآماله المستقبلية عبر مرآة العمل والاجتهاد والإخلاص والخير والسلام العادل.

أحلم بتقديم أدب غير مسمم للناشئة

 كيف ترين واقع قصص الأطفال وهل تلبي احتياجاتهم وتنمي آفاقهم الفكرية والتربوية أم لاتزال تعاني الإهمال والضعف؟
للأسف لايزال المشهد الإبداعي العربي بمجمله إلا من بعض الاستثناءات الفردية التي لا تكفي لتوصيف المشهد بها، يتخبّط ويتسلّق على هذا الأدب ويلوذ إليه من منطق الأسهل والأبسط والأقرب للتناول والأقل نقداً والأكثر مردوداً، وكأنّ هذا الأدب هو ساحة من لا آلة أو موهبة عنده، أو كأنّه حمل مجاني فوق حمولة الإبداع، توهب مجاناً ودون شروط لكلّ من يمسك بقلم ، ويظنّ أنّه مبدع أو شبه مبدع. ولذلك بات من المحزن أن نرى أدب الأطفال في مجمله في العالم العربي هو عبارة عن فضلة القول والإبداع والموهبة، يسقط عليه كلّ عابث، لنجد هذا الأدب ليس أكثر من أوراق ملونة بألوان رديئة وإخراج فاشل،فضلاً عن نص متهاوٍ ضعيف، يعجّ بالأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية والمعرفية والأخلاقية والتاريخية.

 في ظل هذا الواقع ماذا ستضيف الشعلان لأدب الأطفال؟
أنا في صدد مشروعي العملاق "الذين أضاءوا الدّرب" والذي أحلم بأن ينجح في أن يقدّم أدبًا غير ملوث، ولا مشوهًا ولا مسممًا للناشئة العرب والمسلمين، وذلك عبر قصص منفصلة تقدم شخصيات من التاريخ الإسلامي كان لها فضل حمل نبراس العلم، وإضاءة الدّرب للإنسانية في شتّى حقول المعرفة والعلم والفنون والإبداع والتميّز.

تراتيل الماء مشروعي القادم، والحظ أداة بيد الحساد

 هل تؤمنين بالحظ؟
 أبداً لا أؤمن بالحظّ، ولا يمكن أن أؤمن به كذلك، الحظّ هو حجة الكسالى والفاشلين، وأداة حسدهم للعامل النشيط المخلص، فهم لا يملكون تأويلاً لنجاحه سوى وصفه بالمحظوظ، ووصف أنفسهم بقليلي الحظّ. أنا أؤمن بالعمل النشيط والجاد، وأؤمن كذلك بتوفيق الله وتسهيله وتسخير أسباب النّجاح له.

وما الحكمة التي تؤمن بها سناء الشعلان وكانت سبباً في تحقيقها لما وصلت إليه من نجاحات؟ 
أؤمن بأنّ الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولذلك فأنا أحسن العمل، وأتوكّل على الله، وأؤمن بعدله ورحمته وكرمه، فلا يخيب رجائي، ويحسن مسعاي.

ماذا عن مشاريعك الإبداعية القادمة؟
 الآن أنا في صدد إصدار مجموعة قصصية بعنوان "تراتيل الماء"، كذلك في صدد إصدار رواية جديدة لم تستقر لها على عنوان نهائي بعد. كذلك عندي مجموعة مشاريع لترجمة أعمالي إلى أكثر من لغة.