شباب وشابات أعمال جدة في جولة تفقدية للأحياء المنكوبة
عربيات خاص:- قامت مجموعة من شباب وشابات أعمال مدينة جدة بزيارة تفقدية يوم الإثنين 7/12/2009م إلى المواقع والأحياء التي تضررت من السيول للإطلاع على الوضع الراهن والوقوف على احتياجات الأهالي وآلية توزيع الإعانات، (عربيات) التي رصدت الزيارة التقت برئيس لجنة شباب الأعمال في الغرفة التجارية الصناعية بجدة فوزان عبدالجواد الذي قال:
"نحن عبارة عن أعضاء وعضوات اجتمعوا في لجنة شباب الأعمال أربع سنوات وحركتهم رغبتهم بالوقوف إلى جانب أخوتهم المتضررين والمتطوعين إلى القيام بهذه الزيارة التفقدية التي لاتأخذ صفة رسمية بقدر ما هي إنسانية تهدف إلى محاولة معرفة الأوضاع لتحديد الاتجاهات ووضع إمكانياتنا ومجهوداتنا في الإطار المناسب وتوحيد العمل مع اللجان التي تم تشكيلها لعمليات الإغاثة والمساعدة والتأهيل، ومن هنا قمنا بالتنسيق مع الأخوة والأخوات المتواجدين في الميدان بأحياء قويزة وكيلو 14 والصواعد لمرافقتنا في هذه الزيارة"، وعن مشاهدات اللجنة يقول عبدالجواد:" الأوضاع سيئة للغاية وجميع الإمكانيات مطلوب استنفارها للمساهمة في تقليص حجم الخسائر وحصر الاحتياجات الأساسية ليتم تنظيم الدعم والإسراع في المساعدة، وهناك العديد من الأمور التي يمكن المشاركة فيها لكن مبدئياً أكثر مالفت انتباهنا هو أعمال النظافة التي تتطلب مقاولين نظافة وعدد كبير من العمالة وسنحاول التنسيق في هذا الإطار لدعمها من خلال مؤسسات شباب الأعمال أو توجيه الدعم المادي والبشري لها بالتنسيق مع الجهات المعنية ليتمكن السكان من العودة إلى منازلهم".
لقطات من الجولة (قويزة)
ـ يبدو أن عزيمة شباب وشابات الأعمال قد نجحت في اختراق الخوف من الغيوم السوداء التي ملأت سماء جدة منذ صباح يوم الزيارة وبالرغم من التحذيرات التي انتشرت عن احتمال هطول أمطار غزيرة على المناطق المتضررة إلا أن الجولة بدأت ظهراً بحي قويزة، فكانت أول علامات الوصول مشهد بقايا الأثاث والسيارات التي جرفتها السيول وساعدتها لاحقاً الجرافات لإخراجها من مداخل الحي.
ـ أما المشهد التالي الذي أثار التساؤلات فكانت سيارة الصرف الصحي وهي تفرغ محتوياتها في المجرى واتضح لاحقاً أنها تفرغ المياه المسحوبة من الشوارع الرئيسية.
ـ اتجهت المجموعة نحو المخيمات التي تعتبر نقاط تجمع وتوزيع للإعانات فكان في استقبالها بعض المشرفين بالإضافة لعدد من رجال الأعمال الذين تواجدوا للقيام بجولات مماثلة أو الاشراف على تسليم المؤن التي امتلأت بها الشاحنات القادمة من أرض المعارض.
ـ بداخل المخيم تم توزيع أحذية جلدية على شباب وشابات الأعمال مع التنبيه إلى ضرورة ارتداءها في حال الرغبة بالنزول إلى الميدان لتلافي الانزلاق في الأوحال التي تغطي الأحياء المتضررة.
ثم قام المشرفين بشرح مفصل على الخارطة لتوضيح مواقع مراكز الإعانات الموجودة في كل حي والمواقع التي تم تأمينها لتغطية إحتياجاتها من المؤن، فيما بدت على الخارطة ثلاث مواقع لم تتم تغطيتها حتى تاريخ الزيارة، وقد كشفت استفسارات شباب الأعمال عن بعض المشاكل التي تواجه المشرفين وكان من أهمها:
ـ الحاجة إلى عدد أكبر من المتطوعين في الميدان.
ـ معاناة نقاط التوزيع من توافد المحتاجين إليها من كل مكان مما ساهم في العجز عن تغطية داخل الأحياء بسبب من هم في الأساس خارجها أو خرجوا منها إلى مساكن الإيواء.
ـ برزت الحاجة إلى ضرورة وجود دعم أكبر من الجهات الأمنية لمساعدة الفرق التطوعية على الوصول لبعض المواقع، وتلافي الاعتماد على المجهودات الذاتية أو البحث عن مرشدين من سكان الأحيان لمساعدة المتطوعين.
ـ كان ضمن الخطة الذهاب لمنطقة الصواعد إلا أن بعض المنظمين أشاروا إلى خطورة الوصول إليها بالإضافة إلى أنها قد أصبحت خاوية تقريباً من السكان ومليئة فقط بآثار الدمار الذي خلفته السيول.
ـ الدخول إلى الحي الغارق في المياه مع الإشارة إلى أنه
قد تم شفط أكثر من 50% من المياه التي غطت الأدوار
الأولى تقريباً من جميع المباني.
كانت مدرسة "الحطيم" قبل أن تتحول إلى "حطام"
لقطات من الجولة المصورة (كيلو 14)
فيما صدق الجزء الأول من الزيارة لقويزة على مقولة "ليس من سمع كمن رأى"، أكد الجزء الثاني من الجولة في كيلو14 على أنه "ليس من يرى كمن عاش المأساة" حيث اتجه شباب وشابات الأعمال أولاً إلى نقطة التوزيع.
في الطابق الثاني من نقطة التجمع والتوزيع، وقد ذكر الطبيب أنهم
بحاجة لأطباء متطوعين
ومنها إلى أحد "الأزقة" للوصول للمنازل التي لاتزال مأهولة بالسكان
بالرغم من شبه إستحالة العيش فيها، ومن منزل آل حميد
حضر الطين، وتسللت رائحة الموت، وانهمرت الروايات
فهذا شاب يافع يسكن ووالده في المنزل الذي لامست السيول طابقه الثاني
ونقلت نافذته صرخات الجيران التي لم يجد الشاب وشقيقه أمام إلحاحها مفراً من السباحة لكسر نافذة الجيران وجزء من الحائط لإنقاذهم
الذي تجاوز ارتفاع الأبواب في الطابق السفلي
الحالة الثانية كانت لمنزل تسكنه 9 سيدات صعدوا إلى الدور الثاني أثناء
السيل إلى أن تمكن الجيران من إنقاذهم
وفي سؤال عن الوضع القانوني للمباني أوضح السكان أن بعض المباني لها صكوك شرعية ويصلها التيار الكهربائي، والبعض الآخر بعقود من مكاتب عقارية، بالإضافة إلى مبانٍ عشوائية تم إيصال التيار الكهربائي إليها بواسطة توصيلات من الجيران، أما المياه فيتم الإعتماد على الوايتات لإيصالها للمنازل من العين.
وفيما تواصلت الجولة كان لكل بيت قصة يحكيها الرفات ويرويها السكان، بين بيوت نجى سكانها وأخرى غرقت بمن يسكنها قبل أن تصلهم يد الإنقاذ وخلفت وراءها رائحة الموت التي لم نكن نشمها بل كنا نبتلعها في سرادق عزاء لم تترك المأساة فرصة لنصبها.