عميد كلية الهندسة بعد حصولها على الاعتماد الأكاديمي العالمي لـ"عربيات":
عربيات - خاص:- حصدت كلية الهندسة في جامعة الملك عبد العزيز الاعتماد الأمريكي الخاص ببرامج الهندسة والتقنية (ABET) كأول كلية هندسة في المملكة العربية السعودية تحصل على هذا الاعتماد، وأعرب عميد الكلية الدكتور فيصل اسكندراني عن فخره بمنسوبين الكلية وطلابها، كون هذا الاعتماد ثمرة عمل بروح الفريق الواحد بين الجميع .
وفي حواره مع "عربيات" تطرق إلى الانعكاسات المستقبلية للاعتماد والذي استغرق الحصول عليه ست سنوات متواصلة، بالإضافة إلى الفرص الوظيفية التي سيتيحها للخريجين.
الشركات متعددة الجنسيات ترفض تعيين المهندسين الجدد في حال عدم حصول كلياتهم على هذا الاعتماد
ما هي انعكاسات الاعتماد على مخرجات الكلية، وهل سيساهم في توفير فرص وظيفية أفضل للخريجين؟
تقوم فكرة اعتماد المؤسسات التعليمية على أساس أنه من حق "المجتمع" أن يتأكد من أن هذه المؤسسات تقوم بدورها الذي أنشئت من أجله بأفضل أداء ممكن، وأنها تحاول دائماً البحث عن مواضع قوتها لدعمها، وعن مواطن ضعفها لإصلاحها. وتتسع كلمة المجتمع هنا لتشمل معاني كثيرة، فقد يعنى المؤسسة الأم (الجامعة) أو المدينة التي تقع بها الوحدة المراد اعتمادها، وقد يتسع المعنى ليشمل الدولة كلها أو الإقليم، بل ربما العالم كله. ويحقق مفهوم اعتماد المؤسسات التعليمية المميزات الآتية:
• يضع معايير أداء محددة لنوعيات التعليم المختلفة.
• يضمن درجة معقولة من الجودة في أداء هذه المؤسسات.
• يقدم الأسس الذي تبنى عليه عمليات التطوير والتحديث المستمرة.
• يضمن أن يكون للمؤسسة التعليمية أهدافا واضحة ومناسبة، وأنها تقدم الطرق والوسائل التي تساعد على تحقيق هذه الأهداف.
• يضمن للمؤسسة خصوصيتها وتفردها، وأنها تضع في حسبانها أهداف المؤسسة الأم- وتعمل على تحقيق هذه الأهداف، مادامت ملائمة لحاجات المجتمع.
• يقارب - ما أمكن - بين مستويات البرامج الجامعية في شتى الوحدات التعليمية للوصول إلى المستوى المعياري المتعارف عليه في التعليم المتقدم.
ويعتبر الاعتماد الأكاديمي شهادة على أن خريجي البرنامج الهندسي -وفقا للتخصص- المعتمد يملكون من الإمكانات العلمية والقدرات الشخصية المماثلة لخريجي نفس التخصص في الأقسام المناظرة في الجامعات العالمية المتقدمة بصفة عامة والجامعات الأمريكية على وجه الخصوص، وترفض الشركات الأمريكية الكبرى والشركات متعددة الجنسيات تعيين المهندسين الجدد إن لم يكونوا متخرجين من تخصصات هندسية حاصلة على الاعتماد الأكاديمي، بينما تشترط الهيئات الهندسية الأمريكية أن يكون المهندس متخرجاً من برنامج معتمد للتقدم لاختبارات الحصول على شهادة مهندس مهني، وعلى ذلك فإن خريج البرامج المعتمدة أكاديمياً يسهل عليه الحصول على وظيفة هندسية مرموقة ويسهل عليه الترقي المهني بل ويسهل عليه الالتحاق ببرامج الدراسات العليا في الجامعات الكبرى.
عمليات الإعداد كانت أبرز العقبات كونها شملت جميع الأطراف
ما هي أبرز العقبات التي واجهت عملية الاعتماد الأكاديمي، وكيف تغلبتم عليها؟
كانت أبرز العقبات ضرورة إشراك جميع أعضاء هيئة التدريس والفنيين والإداريين والطلاب بل وأرباب العمل في عمليات الإعداد التي استغرقت أكثر من ثلاث سنوات من العمل الجاد، مع وجود الرغبة الطبيعية في مقاومة التغيير،ومثل إشراك جهات العمل والصناعة في تقويم الأداء تحدياً آخر، وأمكن التغلب على هذه الصعوبات بالإقناع والعمل الجاد وسياسة الخطوة خطوة والدعم المادي والمعنوي المستمر الذي حصلت عليه الكلية من إدارة الجامعة ومن وزارة التعليم العالي، وقد مثل القرار الإستراتيجي الذي اتخذته كلية الهندسة بجامعة الملك عبد العزيز في العام 2005م للحصول على الاعتماد الأكاديمي العالمي من هيئة الاعتماد الأكاديمي الأمريكية "أبت" في نهاية عام 2008م لكافة برامجها وتخصصاتها الاثنى عشر تحدياً كبيراً لأبناء الكلية. بعد أن كانت قد نجحت في العام 2002م في الحصول على ما يعرف بالتقويم الأكاديمي المكافئ من هيئة الاعتماد الأكاديمي "أبت" أو ما يسمى "Substantial Equivalency" لبرامجها الاثنى عشر لست سنوات تنتهي في عام 2008م، وهو الاعتراف الأكاديمي الوحيد الذي كانت تمنحه "أبت" في ذلك الوقت للبرامج الهندسية خارج الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما يعني أن هذه البرامج تكافئ إلى حد كبير البرامج الأمريكية الهندسية المشابهة التي تعتمدها "أبت"، وإن كانت تختلف عنها في بعض المعايير. أما المعايير التي كانت مطبقة في ذلك الوقت فهي ما كان يعرف بالمعايير التقليدية، التي كانت تقوم على قياس مدخلات العملية التعليمية كعدد أعضاء هيئة التدريس ونسبتهم إلى عدد الطلاب ومستوياتهم العلمية، وعدد ونوعية المعامل والفصول الدراسية، والمقررات التي تدرس في كل تخصص، أو باختصار شديد ماذا يُدَرس البرنامج الهندسي للطالب.
اختلف الأمر اختلافاً جذريا هذه المرة، فمع مطلع الألفية الجديدة قامت هيئة "أبت" بتغيير معايير التقويم، مدفوعة بإلحاح الصناعة والجمعيات المهنية الهندسية مع بدايات عولمة الاقتصاد، ليتم اعتماد المعايير الهندسية للعام 2000 أو ما يعرف بـ "Engineering Criteria 2000 – EC 2000" وهي معايير تقوم على قياس مخرجات العملية التعليمية ولا تكتفي بقياس المدخلات فلم يعد المهم هو ما يدَرِّسه البرنامج الهندسي للطالب، ولكن ما يتعلمه الطالب وما يعرفه وما يستطيع أن يقوم به عند التخرج، بالإضافة إلى مدى استطاعت الخريج الوفاء بما تتطلبه بيئة العمل، وتحقيق الأهداف التعليمية التي يقوم البرنامج الهندسي بإعداد خريجيه لتحقيقها بما يتوافق مع رسالة الكلية والجامعة ورؤيتهما. وعلى الرغم من تطبيق هذه المعايير بصورة رسمية على البرامج الهندسية داخل الولايات المتحدة الأمريكية بدءًا من العام 2000م، فقد ظل التقويم المكافئ المبني على المعايير التقليدية هو الأساس الوحيد لتقويم البرامج الهندسية خارج الولايات المتحدة الأمريكية حتى خريف العام 2007م، حيث تمت أول زيارة لتقويم برنامج هندسي خارج الولايات المتحدة الأمريكية وفقاً لنفس المعايير التي يتم بها تقويم البرامج داخل الولايات المتحدة، وأصبح في الإمكان منح البرامج الهندسية في الداخل والخارج نفس الاعتماد الأكاديمي الكامل.
ومن هذا المنطلق كان على كلية الهندسة الاستعداد الجاد للوفاء بمتطلبات الاعتماد الأكاديمي وفقا للمعايير الجديدة، المبنية على قياس المخرجات، والتي تمثل نقلة نوعية في المفاهيم، وارتفاعاً كبير لسقف التوقعات والمتطلبات، وكان إنشاء وحدة الاعتماد الأكاديمي في كلية الهندسة الخطوة الأولى في طريق طويل تطلب جهوداً يومية وفقا لبرنامج تم وضعه للوصول بكل برامج الكلية إلى المستوى المنشود قبل زيارة فريق الاعتماد الأكاديمي من هيئة "أبت" في خريف العام 2008م. وقد تم تكثيف العمل على مدى السنتين السابقتين للزيارة ليشمل عشرات ورش العمل واللقاءات مع الخريجين وأرباب العمل، وتقويم مخرجات الكلية وإعداد الملفات الكاملة لكل المقررات الدراسية، وثلاث دورات متوالية من عمليات تحسين المقررات الدراسية، وتطوير قدرات الطلاب علمياً وشخصياً.
ماهي الفترة الزمنية التي استغرقها الحصول على هذا الاعتماد؟
بدأ الاستعداد للحصول على هذا الاعتماد بمجرد انتهاء الزيارة الناجحة في عام 2003 التي اكتملت بالحصول على ما يعرف بالاعتماد المكافئ مما تطلب إدخال تغييرات جوهرية على مقررات الكلية وطرق التدريس وطرق القياس والتقويم ومنظومة التطوير المستمر، وتصاعد العمل وتكثف مع اقتراب الزيارة فشهد العامان اللذان سبقا الزيارة عملا جاداً على مدى الساعات الأربع والعشرين لسبعة أيام في الأسبوع.
الاعتماد سينعكس بصورة غير مباشرة على ترتيب الجامعة عالميا
هل من المتوقع أن يرفع الاعتماد من ترتيب جامعة الملك عبد العزيز بين الجامعات على مستوى العالم؟
ينعكس الحصول على الاعتماد الأكاديمي بطريقة واضحة وإن كانت غير مباشرة على ترتيب الجامعات نظراً لتعدد الجهات التي تقوم بتصنيف الجامعات واختلاف معايير هذه التصنيفات، فمن بين هذه المعايير في كثير من الحالات السمعة العلمية للجامعة التي ترتفع كثيرا مع تعدد التخصصات المعتمدة أكاديمياً، كما يسهل الاعتماد الأكاديمي الحصول على نوعية متميزة من الطلاب المتقدمين لدخول الجامعة ويزيد من فرص انضمام خريجين على مستوى عال من القدرات البحثية إلى منظومة الدراسات العليا بالجامعة مما يرفع من مستوى البحث العلمي الذي يعتبر عنصراً أساسياً لتصنيف الجامعات، كما يسهل من استقطاب أعضاء هيئة تدريس متميزين قادرين على البحث والتدريس، ويعزز فرص التعاون العلمي والأكاديمي والبحثي مع الجامعات المرموقة على قدم المساواة.
إشارة لمتطلبات الحصول على الاعتماد الامريكي الخاص ببرامج كلية الهندسة والتقنية
تحدد المعايير الهندسية للاعتماد الأكاديمي للعام 2000 متطلبات هذا الاعتماد التي تشمل كل مايتعلق بالمواصفات الخاصة بالعناصر التسع التالية:
1. الطلاب
2. الأهداف التعليمية للبرنامج
3. المخرجات وقياسها
4. التطوير المستمر
5. المنهج الدراسي
6. أعضاء هيئة التدريس
7. التجهيزات والمعامل
8. الدعم المؤسسي والموارد المالية
9. المتطلبات المهنية
وتختلف هذه المعايير اختلافاً جوهرياً عن المعايير التقليدية التي كانت مطبقة قبل ذلك على وجه الخصوص فيما يتعلق بالعنصر الثاني والثالث والرابع كما تختلف في التعريف الدقيق للأهداف التعليمية ومخرجات البرنامج الهندسي والقياس والتقويم.
أولاً: الأهداف التعليمية للبرنامج
على البرنامج الهندسي أن يكون لديه مجموعة من الأهداف التعليمية "التي تتضمن وصفاً مجملاً للإنجازات المهنية والوظيفية التي يقوم البرنامج الهندسي بإعداد خريجيه لتحقيقها"، على أن تكون هذه الأهداف مسجلة ومنشورة على نطاق واسع وأن تكون متوافقة مع رسالة المؤسسة التعليمية ومتطلبات معايير الاعتماد الأكاديمي ، كما يجب أن تكون لدى البرنامج الهندسي طريقة تضمن أن تكون هذه الأهداف مبنية على احتياجات كل من يتأثر بالبرنامج ويؤثر فيه (كالطلاب والخريجين وأصحاب الأعمال) وأسلوباً لقياس وتوثيق مدى تحقق هذه الأهداف بطريقة دورية.
ثانياً: المخرجات وقياسها
على البرنامج الهندسي أن يحدد مجموعة من المخرجات التي تشمل "وصفاً دقيقاً لما يتوقع أن يكون طلابه قادرين على معرفته وعلى القيام به قبل التخرج بما يشمل المهارات والمعارف والسلوكيات التي يكتسبها خلال دراسته" وعلى البرامج الهندسية أن تبرهن على أن طلابها يحققون المخرجات التالية بالإضافة إلى أية مخرجات أخرى يسعي البرنامج للوصول إليها لتحقيق رسالته:
أ. القدرة على تطبيق المعرفة بالرياضيات والعلوم والهندسة.
ب. القدرة على تصميم وتنفيذ التجارب وتحليل وتفسير النتائج
ج. القدرة على تصميم منظومة أو عنصر أو عملية هندسية لتحقيق مجموعة من المتطلبات والاحتياجات ضمن عدة محددات عملية مثل المحددات الاقتصادية والبيئية والاجتماعية والسياسية والأخلاقية والصحية واعتبارات السلامة وقابلية التصنيع والاستدامة.
د. القدرة على العمل بكفاءة ضمن فريق عمل متعدد التخصصات.
ه. القدرة على تحديد وصياغة وحل المشكلات الهندسية.
و. فهم الاعتبارات والمسئوليات المهنية والأخلاقية.
ز. القدرة على الاتصال الفعال.
ح. المعرفة الواسعة اللازمة لفهم التأثيرات العالمية والاقتصادية والبيئية والاجتماعية للحلول الهندسية.
ط. تقدير الحاجة إلى، والقدرة على، الانخراط في التعلم المستمر.
ي. معرفة الاهتمامات والاتجاهات المعاصرة
ك. القدرة على استخدام التقنيات والمهارات والأدوات اللازمة للأداء المهني الهندسي.
وعلى البرنامج الهندسي أن تكون لديه طريقة محددة للقياس والتقويم، توثق وتوضح بشكل دوري المدى الذي تحققت به هذه المخرجات
ثالثاً: التطوير المستمر
على البرنامج الهندسي أن يبرهن على أنه يقوم بشكل دوري باتخاذ مجموعة من الإجراءات لتطوير البرنامج، على أن تكون هذه الإجراءات مبنية على المعلومات الموثقة مثل تلك التي تم الحصول عليها من قياس وتقويم الأهداف والمخرجات.
