حاجة الشركات لتنفيذ مشاريع المسؤولية الاجتماعية غطتها طالبات نظم معلومات إدارية
عربيات - خاص:- في الوقت الذي اتجهت فيه الشركات في السنوات الأخيرة لبرامج المسؤولية الاجتماعية قامت مجموعة من طالبات نظم المعلومات الإدارية في كلية دار الحكمة بربط مشروع مادة إدارة قطاع الخدمات بالعمل الاجتماعي، حيث قدمت الطالبات النموذج العملي لإدارة مكتب استشاري يستهدف أصحاب المشاريع الاجتماعية والمؤسسات الغير ربحية، وذلك استشعارا منهن بقيمة العمل الاجتماعي وحاجة الشركات خاصة في الفترة الحالية إلى مكاتب لتقديم الاستشارات في هذا الشأن، وتهدف الطالبات المنفذات للمشروع استقطاب الشركات أوالأفراد لمساعدتهم على تنفيذ مشروعهم بشرط أن يملك العميل الفكرة والإمكانيات المادية، فيقوم المكتب بمساعدة العميل على تنفيذ الفكرة عن طريق (عمل خطة عمل للمشروع ، دراسة جدوى متكاملة للمشروع، تقديم نصائح أو استشارات، التفاهم مع الجهات الرسمية المتصلة مباشرة بالفكرة، البحث عن بدائل تمويلية لصاحب الفكرة كالرعايا، التفاهم مع مصممين لعمل شعار للفكرة أو المشروع مع تقديم تصور فني للمنشئة التي سينفذ فيها المشروع) وكل ذلك بإشراك كامل لصاحب المشروع في جميع القرارات التي اتخذتها موظفات المكتب.
وعن فكرة الحملة تقول مسئولة العلاقات العامة بالمشروع الطالبة ردينا عباس " كانت رغبة السيدة ود الحارثي إقامة مركز لدعم مرضى السكري من الأطفال والشباب الذين تتراوح أعمارهم من 3-19 سنة، وتعتبر فكرة هذا المركز الأولى من نوعها في المملكة، كونه يهدف إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لمريض السكري من هذه الفئة العمرية التي لا تستطيع الاستغناء عن إبرالأنسولين، فيكون الوضع النفسي لهؤلاء والتعايش صعباً، خاصة عندما يضطر الطفل أو الشاب إلى أخذ جرعات من إبر الأنسولين المؤلمة أكثر من 4 مرات في اليوم الواحد،إضافة إلى الأثر الذي يتركه المرض في نفس المريض كونه يغيّرعاداته وعادات أسرته الغذائية والاجتماعية مما يجعل البعض منهم يرفض فكرة العلاج ، وبعد أن لمسنا أهمية التوعية ونتاج دعم السيدة ود الحارثي وكلية دار الحكمة أقمنا الحملة بعد مساندة عدد من الشركات والتي تم استقطابها لرعاية الحملة"
وتستعرض عباس الطريقة التي تم توزيع بها فريق العمل وفق المهام الموكلة إليهن قائلة" تم توزيع العمل على عدة مجموعات فمجموعة البحث عن المعلومات هي التي تقوم بالبحث عن معلومات لمراكز أخرى خارج المملكة تقوم بنشاط مشابه لنشاط المركز الذي نود إنشاءه ،كما تقوم المجموعة بالبحث عن أفكار للحملة وللمركز مثل الأنشطة المناسبة للمركز وسبل التمويل، والبحث عن معلومات عامة عن المرض الخ) وينحصرعمل مجموعة التسويق في تسويق الحملة والمركز وعمل التصميم الخارجي للباص وعمل الشعارات لها، بينما يكون دور مجموعة المحاسبة والمالية إدارة رأس المال، وتسجيل جميع المعاملات المالية، ويكون التخطيط و بناء الخطة الإستراتيجية دور الإدارة العليا،بينما يقوم فريق العلاقات العامة بالتواصل مع المدارس والأسواق وتوفير التصاريح اللازمة لإقامة الحملة، إضافة إلى مجموعة التنسيق الداخلي والتي يكون دورها الإشراف على التنفيذ، وتوثيق تطورسير العمل وإدارة الموارد البشرية "
وشملت الحملة التي استمرت لمدة أسبوعين متتاليين برنامج توعوي في المدارس والأسواق، حيث انتقلت القائمات على الحملة إلى مواقع في مدينة جدة لتقديم برنامج متكامل عن المرض و توزيع مطويات، وفتح المجال أمام الراغبين في الاستفسار، إلى جانب تقديم الهدايا التذكارية للأهل مع مجموعة من الحلويات الخالية من السكر و الرسم على الوجه للأطفال "وتستطرد عباس " استعنا بقسم التمريض التابع للكلية وقمنا مع مجموعة منهن بتجهيز المعلومة ليتم إلقاءها على المعلمات والطالبات في المدارس والرد على استفساراتهن " وأشارت عباس إلى تفاعل الجمهور المستهدف خاصة الطالبات لأسلوب المحاضرات في الحملة، كون الحملة أتاحت لهن الفرصة للمعرفة والتفاعل بطرح الأسئلة،وأرجعت ذلك إلى أن الجمهور يتقبل عادة الجهود التوعوية رغبة في تطوير نفسه باستمرار، " وردا على كيفية تقييم نجاح المشروع والحملة تحديدا قالت" القياس السليم للنجاح هوهل أصبح المريض قادراً على التعايش مع مرض السكري؟ وهل أصبح المجتمع قادراً على التعامل معه وتوفير الخدمات والرعاية اللازمة له؟، وهذا شيء يتضح على المدى البعيد ولا يظهر لنا من حملة واحدة، ومع ذلك استطعنا أن نحصد ثمرة النجاح بتعاوننا كمجموعة مساندتنا لبعضنا البعض." واستعرضت أبرز الصعوبات التي واجهتهن والتي حصرتها في البيروقراطية التي تقتل روح المبادرة عند الشباب، وتطلعت إلى أهمية إعادة النظر في الوضع الحالي، وتطويره للترحيب بهذه المبادرات التي تؤدي إلى ازدهارالمجتمع وتطوير ثقافته.
ونفت أن تكون الكليات الخاصة قد اهتمت بالأنشطة اللامنهجية على حساب المادة العلمية، موضحة أن العلم وحده غير قادر على خلق شخص مستعد للإنخراط في سوق العمل، فالعمل يتطلب إضافة إلى مادة علمية شخصية قادرة على التعلم وخبرات، وتوفرلهن الكلية كطالبات الحصول على هذه الخبرات من خلال مائه ساعة عمل بمختلف الأنشطة والتي يعود نفعها على المجتمع والطالبة وتضيف " الكليات الخاصة تركز على الأنشطة اللامنهجية بعد تأكدها من تثبيت المادة العلمية لدى طالباتها، وفي الوقت الذي تتزود فيه الطالبات بالقدرات العلمية الكافية تصبح المسؤولية ملقاة على عاتقهن ليخدمن مجتمعهن بهذا العلم عن طريق هذه النشاطات،وأضافت لنا هذه الأنشطة عدة مهارات منها المهارات الإدارية، والقدرة على إدارة الحملات، والتخطيط لها، وفن التعامل،وتثقيف الناس من مختلف الثقافات والفئات العمرية "
وتصف الدكتورة إيناس علي -أستاذة مادة إدارة قطاع الخدمات- المشروع بالممتع والمثيروذلك بالنسبة لها بصفة شخصيه وللطالبات بشكل عام وتضيف " لمست حماس الطالبات بعد مناقشتهن لفكرة المشروع كونه يحمل جانبا إنسانيا واجتماعيا يستطعن من خلاله الحصول على الثواب من الله إضافة إلى الخبرة العملية للمادة، وقد اقترحتُ عليهن الحصول على راتب أو مكافأة جراء عملهن خلال الثلاث أشهر إلا أن جميعهن رفض الفكرة " ولا تنفي الدكتورة إيناس الصعوبات التي تعرضت لها الطالبات والتي تتمثل في الجوانب القانونية والتي تقف عقبه أمام أي مشروع -على حد وصفها- لكنها تركز على الفائدة التي منحتها التجربة، وعلى ردود أفعال الجهات التي تم التعامل معها والتي ستضع اقتراحاتهم في الاعتبار خلال المشاريع المقبلة.ونفت أن يكون تطبيق مشروع اجتماعي فكرة بعيدة عن مجال نظم المعلومات الإدارية موضحة أن المشروع غطى جميع النواحي التقنية والإدارية والعملية التي تتطلبها المادة موضحة " أي مشروع إداري ناجح يستند على ذات المعايير الإدارية والتقنية، بينما لا يستمر العمل الاجتماعي دون أن يأخذ منحنى جدي واحترافي"