بين بحوث الموروثات وتوارث الإنجاز
سجلت المرأة السعودية حضورها القوي منذ الدورة الأولى لجائزة مكة للتميز عندما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة عن حصول البروفيسور سميرة إسلام على جائزة مكة للتميز في المجال العلمي والتقني لإسهامها في البحث العلمي والدراسات المتعلقة بتحقيق الاستخدام المأمون للدواء لدى الإنسان السعودي ودراسة تأثير الصفات الوراثية ومفعول الدواء لدى السعوديين.
"عربيات" نقلت الخبر للأستاذة الدكتورة سميرة إسلام التي كانت تتلقى تكريم آخر في دولة البحرين عن انجازاتها، وقالت تعليقاً على هذا التزامن:
"كنت في دولة البحرين للمشاركة في حفل الافتتاح الرسمي لمركز الأميرة الجوهرة البراهيم للطب الجزيئي وعلوم الموروثات والأمراض الوراثية بتشريف كل من صاحبة السمو الشيخة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة جلالة ملك مملكة البحرين رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وصاحبة السمو الأميرة الجوهرة بنت ابراهيم البراهيم حرم المغفور له الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود، حيث تم تكريمي ضمن مجموعة من العالمات والباحثات في العالم العربي ويبدو أنه في اللحظة التي كنت ألقي فيها كلمتي في مركز الأميرة الجوهرة البراهيم مستعرضة انجازات المرأة السعودية التي توارثتها في هذه البقعة من الأرض عن سلفها الصالح من النساء المسلمات عبر التاريخ بداية بالسيدة خديجة بنت خويلد والسيدة عائشة رضي الله عنهما مروراً بالأميرة نورة بنت عبدالرحمن ووصولاً إلى أخريات متميزات على الصعيد العلمي مثل الدكتورة إلهام أبو الجدايل والدكتورة حياة سندي وغيرهما، كان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة يعلن في جدة أسماء الفائزين في فروع جائزة مكة للتميز، وهي مصادفة ما أن علمت عنها من مجلة "عربيات" حتى شعرت أن هذا التزامن بين استعراضي لإنجازات المرأة السعودية والإعلان عن حصولي على جائزة مكة للتميز في الحقل العلمي والتقني ماهو إلا تأيداً لما ورد بكلمتي التي ألقيتها بالبحرين، وتقديرا من المسؤولين ليس لشخصي فحسب بل للعلماء في بلدي ولإنجازات المرأة السعودية في مختلف المجالات التي خاضتها وتفوقت فيها بجدارة".
وبين علوم الموروثات وتوارث التميز والانجاز تواصل البروفيسور سميرة إسلام عملها البحثي وتكشف لـ"عربيات" عن آخر أبحاثها قائلة:
"أعمل حالياً على بحث آخر ضمن أبحاث (التيقظ الدوائي) التي أقوم بها ولكنه يختص بتفاعلات عقاقير علاج مرض الصرع لدى المريض السعودي، فمجدداً احرص على الكشف عن المضاعفات والتفاعلات للدواء إلى جانب الخصائص الوراثية للسعوديين وذلك لأن أغلب العقاقير الموجودة لدينا مستوردة من الخارج ومفعولها لم يخضع للبحث إلا على الإنسان الغربي، وإذا كان ذلك الدواء يتفاعل داخل الجسم مع الانزيمات التي قمت بدراستها وهي انزيمات الأكسدة والأستلة ستختلف جرعة العلاج وتفاعله في الإنسان السعودي".
وتضيف:" كنت قد توصلت في أبحاثي السابقة إلى أن اثنين من كل ثلاثة من السعوديين يعتبرون بطيئي الاستجابة للمفعول الدوائي وبالتالي لا يحتاجون لتكرار الجرعة الموصى بها لسريعي (الأستلة) أو الاستجابة التي أجريت عليهم الاختبارات من قبل شركات الأدوية التي نستورد منها في الخارج، وهذا فقط أحد الأمثلة التي توضح دور البيئة والعوامل والصفات الوراثية التي تختلف من إنسان لآخر".
وعن الأبحاث التي تتطلع إلى القيام بها في حال توفر الإمكانيات، تقول:
"أتمنى أن أجري أبحاثاً عن الإدمان، حيث أثبتت الدراسات أن لدى البعض قابلية أكبر وأسرع من غيرهم على الإدمان بغض النظر عن نوع المادة التي يتم تعاطيها أو العوامل الاجتماعية والبيئية، وهو أمر مهم جداً أن يخضع للأبحاث في معاملنا لأنه قد يساعد في الوقاية و العلاج".
وتعليقاً على سؤال "عربيات" للبروفيسور سميرة إسلام عن الإمكانيات المتوفرة حالياً في المملكة للبحث العلمي تقول:
"أعتقد أن الإمكانيات تطورت كثيراً مع اهتمام ولاة الأمر بهذا المجال ودعمهم الكبير لمراكز البحث العلمي فلم تعد المشكلة في تمويل المشاريع البحثية وتوفير التجهيزات المطلوبة لها بشكل عام، ولكن باعتقادي نحتاج إلى المزيد من الاهتمام بتوجيه هذه الإمكانيات والدعم وإعطاء الأولوية لاحتياجات المجتمع السعودي، وهو أمر يتعلق بالأجهزة التنفيذية التي تملك صلاحيات التقدير والقياس لنمضي قدماً في أبحاثنا".