يسعى الباحثون في مختبرات شركات الرقائق الألكترونية التي تدخل في صناعة العديد من الأجهزة ومنها الكومبيوتر والهاتف المحمول لجعل عملية معالجة البيانات في هذه الرقائق أكثر سرعة . ولعل أحدث إنجاز بهذا الأتجاه هو ما أعلنته شركة أي أم دي المصنعة للرقائق الألكترونية مؤخراً. فقد أعلنت الشركة عن إختراعها لترانسسترات عالية الكفاءة ومن نوع جديد بمسارين أو بوابتين لمرور التيار الكهربائي بدلاً من مسار أو بوابة واحدة . وبذلك ستتمكن الترانسسترات الجديدة من مضاعفة مقدار التيار الكهربائي المار خلالها.
وتعد هذه الشركة هي آخر شركة رئيسة مصنعة للشرائح الألكترونية تعلن عن أبحاثها حول ما بات يعرف بالترانسسترات المتعددة البوابات . ويشير باحثو كل من شركة آي بي أم وإنتل وأي أم دي , الآن , الى أن الترانسسترات ذات البوابات المتعددة ربما تكون الطريقة السحرية لتسريع أداء المعالجات الألكترونية الدقيقة في المستقبل . كذلك فإت التقنية يمكن أن تستخدم لتصنيع ترانسسترات مقتصدة في الطاقة وذلك يعني إنتاج رقائق الكترونية أكثر حساسية للطاقة .
وتعد الترانسسترات ( التي هي عبارة عن أشباه موصلات ميكروسكوبية تسمح أو تمنع مرور التيار الكهربائي ) أحجار الأساس في بنية المعالجات الدقيقة . إذ تستغل لتجميع الأشارات الكهربائية , ومن ثم لأصدار أوامر الكترونية عالية المستوى .
وعلى ما يبدو فإن ترانسسترات أي أم دي التي أعلن عنها هي أصغر من الترانسسترات الحالية , وهو أمر يسمح للشركة بوضع ما يقارب مليار ترانسستر في رقاقة الكترونية حالية تحوي مئة مليون ترانسستر فقط, وذلك سيسرع بالتأكيد من أداء هذه الرقائق كما تشير الشركة.
ويقول جريج ساندرز نائب رئيس شركة أي أم دي لبحوث تطوير التقنية " إن تطوير الترانسستر شيء جوهري في تصنيع الرقائق الألكترونية " . ويتوقع أن تظهر المنظومات التي تستخدم الرقائق ذات الترانسسترات المتعددة البوابات خلال 4-10 سنوات , وحسب الجدول الزمني للشركات التي ستستخدمها .أذ يشير باحثو شركة آي بي أم التي كانت قد أخترعت رقاقة ذاكرة عشوائية (RAM) باستخدام تقنية الترنسسترات متعددة البوابات , أن الشركة لن تطلق أنتاجها الكمي من هذه الرقائق قبل عام 2006 , ويبدو أن الشركة ستعلن المزيد من التفاصيل حول هذا الأمر في كانون الأول المقبل . أما شركة إنتل فإنها ستناقش خططها لهذا النوع من الترانسسترات في أجتماعها المقبل خلال الأيام المقبلة .وبالنسبة لشركة أي أم دي فإنها لم تعلن خططها لأستخدام الترانسسترات الجديدة التي إخترعتها بالتعاون مع جامعة كاليفورنيا , وتشير مصادر الشركة الى أنها ستعلن عن ذلك في المؤتمر السنوي العالمي للأجهزة الألكترونية الذي سيقام في ولاية سان فرانسيسكو الأميركية في شهر كانون الأول المقبل .
أخيراً , فمن الواضح أن نقلة كبيرة ومذهلة ستحدثها الترانسسترات الجديدة وستطال الكثير من الأجهزة الألكترونية بدءً من الهاتف المحمول وأنتهاءً بالكومبيوتر الشخصي وذلك سيتجلى على شكل زيادة كبيرة في سرعة معالجة البيانات في هذه الأجهزة التي باتت من مستلزمات العصر.