جائزة الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة العلمية: قلة فوز الخليجيين عائد لضعف عدد المتقدمين
وجهت رئيسة جمعية رعاية الطفل والأمومة، الشيخة هند بنت سلمان آل خليفة، الدعوة للباحثين العرب وذلك للمشاركة في جائزة الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة العلمية الثامنة، والتي تحمل عنوان شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على الشباب والأطفال.
وأوضحت آل خليفة في تصريح لـ عربيات بأن شهر أغسطس/آب 2012 القادم أخر موعد لتسليم البحوث المشاركة، وأضافت: "تهدف الجائزة التي تقام كل عامين إلى إثراء المكتبة العربية في مجال رصد المؤشرات الاجتماعية المختلفة وذلك وفق متغيرات الساحة الاجتماعية في الدول العربية".
وأشارت بأن القيمة الإجمالية للجائزة 10 آلاف دولار، 5 آلاف للجائزة الأولى، 3 آلاف للثانية وألفي دولار للجائزة الثالثة، إضافة إلى شهادة تقديرية لكل فائز.
جاء ذلك، على هامش حفل توزيع جائزة الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة العلمية السابعة، والذي أقيم مؤخراً بمقر الجمعية بمدينة عيسى في مملكة البحرين، إذ تم خلاله توزيع الجوائز على الفائزين بالجائزة في دورتها السابعة، والتي كانت حول الأزمة الاقتصادية العالمية وتأثيرها على الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للأسرة العربية، إلى جانب ندوة حول ذات الشأن.
وفي شأن المتقدمين للجائزة في الدورة السابعة، أكدت آل خليفة على إن عدد المتقدمين بلغ 51 باحث وباحثة من مختلف الدول العربية، وعللت الشيخة هند قلة الفائزين بالجائزة من الخليجيين منذ انطلاقها في العام 1997 وحتى الآن، إلى ضعف عدد المتقدمين من الخليجيين مقارنة مع العرب المتقدمين للجائزة.
وبدوره، أشار مدير مركز معلومات المرأة والطفل التابع للجمعية، سامي دانش لـ عربيات بأن جميع البحوث المشاركة تخضع للتحكيم العلمي الدقيق من قبل نخبة متميزة من المحكمين من داخل وخارج المملكة.
وبين دانش بأنه يشترط لتقدم الجائزة أن يكون البحث المرشح أصيلاً ومبتكراً وغير مكرراً ويحمل بعض الحلول والمقترحات العلمية، إلى جانب التزامه بالمنهجية العلمية واعتماده على البحث الميداني، وموثق بالمراجع والمصادر، ولا يجوز لمن سبق له الفوز بالجائزة التقدم لها مرة أخرى إلا بعد مضي ثلاث سنوات على ذلك، وبإنتاج علمي جديد، كما يشترط للتقدم لنيل الجائزة أن لا يكون البحث قد حاز على جائزة من جهة أخرى، أو تم التقدم به لنيل درجة علمية.
الأبحاث الفائزة تنتصر للمرأة
إلى ذلك، حصدت الأستاذة الدكتورة أمل شمس- كلية التربية، بجامعة عين شمس، من مصر- المركز الأول لجائزة الشيخ خليفة بن محمد آل خليفة العلمية السابعة.
وأوضحت شمس لـ عربيات بأن قلة البحوث المتناولة لتأثير الأزمة الاقتصادية على الأسرة العربية قليل جداً، وهذا ما جعلها تشعر بالدافعية وهي تعد بحثها.
وعن مرحل إعداد بحثها، توضح شمس بأنها قامت أولا بجمع المراجع، وثم تحديد مجتمع الدراسة، وإعداد استمارات البحث من تجهيز الأسئلة وغيرها، وبعدها حصر النتائج الإجمالية للبحث، وأخيراً اقتراح توصيات مستقبلية حول موضوع البحث.
وفاز بالمركز الثاني بالمناصفة الدكتورة جمانة حامد الشديفات - جامعة آل البيت من الأردن-، والدكتور صالح المساعيد من ذات الجامعة، أما المركز الثالث للجائزة فقد كان من نصيب الدكتور خالد البنداري - جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا-.
المرأة تمثل 70% من عدد الفقراء في العالم
في ذات الشأن، تؤكد دراسة الحاصلة على الجائزة الأولى للجائزة د.أمل شمس على أن المرأة على المستوى العالمي تقوم بثلثي حجم العمل في العالم، وتدير حوالي 30% من المنازل، وتصل في بعض الدول الإفريقية إلى 70%، وعلى الرغم من ذلك فهي تحصل على 10% فقط من الدخل، وتمتلك 1% من إجمالي الثروة في العالم.
وأضافت الدراسة بأن تقرير التنمية البشرية لعام 1995 يشير إلى أن المرأة تمثل 70% من فقراء العالم، وثلث الأميين في العالم، وهي لا تشغل سوى 14% من الأعمال التنظيمية في العالم، وكذلك الإدارية، و10% من المقاعد البرلمانية، و 6% من المناصب الوزارية. وأضافت الدراسة بأن الأزمة الاقتصادية أثرت على المرأة من ناحيتين، الأولى: كونها ربة أسرة مسئولة عن تدبير شئون المنزل، ومع ما رافق الأزمة من ارتفاع في أسعار المواد الغذائية، ألقى هذا عبئاً كبيراً على المرأة في محاولاتها لتدبير نفقات الأسرة والمحافظة على بقائها، وانخفاض الخدمات الصحية المتوفرة بسبب غلاء أسعارها، أصبح هذا الأمر يهدد حياة أفراد أسرتها، كما تسرب أطفال بعض الأسر من التعليم، سيما البنات، إلى جانب أمور أخرى، ومن الناحية الثانية: فالتأثير على المرأة جاء كونها امرأة عاملة في سوق العمل المتأثر بالتغيرات المحلية والعالمية، إذ ارتفعت نسبة النساء العاطلات عن العمل مع الأزمة المالية، كما لجئت بعض النساء المؤهلات والخريجات الجامعيات للعمل في وظائف هامشية بسيطة لقلة فرص العمل المناسبة.
مطالب بدمج المرأة الغير مأجورة بإحصائيات المساهمة الاقتصادية
وشددت الدكتورة أمل في دراستها، على ضرورة وجود التعاون العربي للتكتل في عالم المصالح والتكتلات لحل الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالعالم ككل، وعلى مستوى المرأة طالبت الدكتورة أمل بتأهيل النساء وإعادة تأهيلهن لتتناسب مهارتهن مع حاجات سوق العمل، وبإدماج مساهمة المرأة غير المأجورة والتي تعمل في المنزل أو المزرعة ضمن إحصائيات المساهمة الاقتصادية على المستوى العالمي أو القطري، كنوع من التقدير المعنوي لجهودها في هذا المجال.
25% نسبة مشاركة المرأة في العمل مقابل 75% للرجل
أما الدكتور خالد الباجوري والحائز على المركز الثالث للجائزة فقد أشار في دراسته - "تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للدول العربية"- إلى أنه تم تقدير معدلات البطالة للمرأة في منطقة الشرق الأوسط بحوالي 13.4 % في العام 2008، مما يعني أنه شهد انخفاضاً مقارنة مع العام 1998 والذي كانت تشكل فيه نسبة بطالة المرأة حوالي 16.1%.
واستدرك الدكتور خالد في دراسته: "مع ذلك فإن معدل البطالة الإقليمي سيبقى الأعلى في العالم، وفي سياق أخر، أشارت الدراسة إلى أن معدل المشاركة الإيجابية للمرأة في قوة العمل تبلغ حوالي 25%، في مقابل بلوغها 75% لدى الرجال في العام 2007، وفق إحصاءات منظمة العمل الدولية.