خالد الفيصل: تجاوز التعليمات والأنظمة تعدي على الحجاج وأهداف الفريضة
يضع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل - أمير منطقة مكة المكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية - يوم السبت المقبل 17 ذو القعدة 1432 هـ الموافق 15 أكتوبر 2011م، الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن (الحج عبادة وسلوك حضاري) في حيز التنفيذ، مستبقاً بذلك بدء موسم الحج الفعلي ومتأهباً مع 30 جهة تمثل القطاعين الحكومي والخاص، لإعطاء المناسك صبغة التنظيم والخلو من المظاهر السلبية والارتقاء بسلوك ضيوف الرحمن.
وأكد الأمير خالد الفيصل أن حملة (الحج عبادة وسلوك حضاري( حققت نجاحات لافتة في الأعوام الثلاث الماضية من أهداف عدة، في مقدمها تمكين القطاعات الحكومية والأهلية من تقديم أفضل الخدمات لضيوف، وهي تأتي تحقيقاً لتطلعات وتوجيه ومتابعة حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز وصاحب السمو ولي عهده وصاحب السمو النائب الثاني في التطوير المستمر للخدمات المقدمة لضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة، وأن ما تقدمه المملكة من خدمات للحجاج هو نابع من استشعارها لواجبها تجاه قاصدي بيت الله الحرام، وقال: "إن هذه الخدمة شرف عظيم للملكة حكومة وشعباً، ويكفينا فخراً واعتزازاً أن اللقب الذي اختاره عبدالله بن عبدالعزيز ملك هذه البلاد هو خادم الحرمين الشريفين، فكلنا أتباع هذه القيادة في حمل هذا الشرف العظيم لخدمة الحجاج والمعتمرين".
وأوضح أمير منطقة مكة المكرمة أن الحملة تتسق مع تفعيل المرتكز الثاني من استراتيجية تنمية منطقة مكة المكرمة التي تؤكد على التعامل الراقي مع الحاج والمعتمر والارتقاء ببناء إنسان المنطقة ليتحقق على يديه النهوض بمستوى خدمات ضيوف الرحمن ليبلغ وصف (القوي الأمين)، مستطرداً: "كما تهدف الحملة إلى التأكيد على أهمية الإلتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بالحج، وصولاً إلى تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية المكانية للمشاعر المقدسة، والقضاء على ظاهرة الافتراش، وتخفيض الضغط على المسجد الحرام وجسر الجمرات".
وبين أمير منطقة مكة المكرمة أن الحملة الوطنية الإعلامية لتوعية ضيوف الرحمن فيه هذا العام وهو عامها الرابع "ستحث الحاج على التفكير من أجل مراجعة سلوكه قبل مباشرة الفريضة والنسك وصولا إلى تغييره، وذلك عبر حفز حس الواجب والمسؤولية لديه إزاء أداء الركن الخامس للإسلام، فضلاً عن تحقيق مصلحة شخصية له بإداءه الفريضة بيسر وسهولة ودون مشقة آمناً ومطمئناً"، مشيراً إلى أن "المرحلة الثانية تحمل الجانب التحذيري، فعدم الالتزام بتعليمات وأنظمة الحج وتأدية الشعيرة إلا بتصريح يعتبر تعدياً على الحجاج وأهداف الفريضة".
ويشترك في تنفيذ الحملة وزارات وهيئات وشركات، هي: الحج، والثقافة والإعلام، والشؤون البلدية والقروية، والصحة، والشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، والتربية والتعليم، والتجارة والصناعة، والأمن العام، والدفاع المدني، والرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام، والأمانات، وأعضاء مجلس منطقة مكة، وشركات الاتصالات، والخطوط الجوية السعودية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، ومؤسسات الطوافة، وشركات حجاج الداخل.
من جهته، أفصح الدكتور عبد العزيز الخضيري - وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة ورئيس اللجنتين التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج -عن أن "حملة الحج عبادة وسلوك حضاري في عامها الرابع تنطلق من إستراتيجية تأصيل ثقافة البلد الحرام خلال موسمي الحج والعمرة لكل من ضيوف الرحمن ومقدمي الخدمة والمجتمع كافة".
وأوضح الخضيري أن الحملة تتكأ على ثلاثة مرتكزات، الأول يتمثل في احترام المكان والحدث، والثاني في احترام الإنسان، والثالث في احترام النظام، وقال: "تشمل الحملة جانبين توعوي وتحذيري، وبدأنا في الجانب الأول عبر حملات تركز على الإحساس بمسؤولية الحاج والمعتمر وهو يستعد لأداء الفريضة وحفزه على المبادرة لتغيير سلوكياته، مؤكدة بذلك دوره كإنسان مسلم متحضر إزاء الحجاج وأداء الفريضة".
وأفاد الخضيري أن الحملة ستستمر في عامها الرابع على التوالي في معالجة أهم تحديات موسم الحج ويتمثل في تأدية الفريضة بدون بتصريح، ما أنعكس سلباً على ظهور مسألة الحجاج غير النظاميين والذين بدورهم أفرزوا ما يسمى بظاهرة الافتراش، مؤكدا القول: "ذلك التحدي وتلك الظواهر السلبية تشكل هاجساً لنا، فهي لا تمكن القطاعات الحكومية والأهلية من أداء دورها بمستوى أفضل، والتي تنطلق خططها السنوية عبر أهمية تحقيق التوازن بين أعداد الحجاج والطاقة الاستيعابية للبينة التحتية والعلوية والمتمثلة في الطرق والتنقل، والإسكان، والصحة"، مشيراً في الوقت ذاته، بوصفه ـ رئيس اللجنة التحضيرية والتنفيذية لأعمال الحج ـ إلى أنه وبعد التدارس والبحث تبين أن "مستوى الخدمة في السابق كان ينخفض بنسب مرتفعة تبعاً لزيادة وارتفاع عدد الحجاج، فالتخطيط لها من قبل المنظمين سواءاً في القطاعات الحكومية أو الشركات لعدد محدد ومعلوم من الحجاج المتوقع قدومهم إلى المشاعر المقدسة يمكنهم من وضع الخطط والضوابط الكفيلة لخدمتهم على مستوى راق"، ولكن ـ والحديث للخضيري ـ "في حال المفاجأة الزيادة المفاجئة لأعداد الحجاج غير النظاميين يسبب انخفاض جودتها إلى أكثر من 50 في المائة".
وذهب الدكتور الخضيري في حديثه صوب مسببات الحج غير النظامي، قائلاً: "أجرينا دراسات عدة وخرجنا بعدة مسببات، أبرزها ارتفاع كلفة الحج وهذا ما دفعنا إلى التنسيق مع وزارة الحج للخروج بحل جذري لهذه المشكلة، وبالفعل وصلنا إلى حل مناسب تمثل في الحج المنخفض الكلفة، حيث أطلقت الوزارة هذه التجربة ولقيت نجاحاً ملموساً، ما مكن أخيراً من أداء دور الرقابة والمتمثل في تنفيذ حملات والمتابعة على أصحاب المؤسسات الوهمية المنظمة لخدمات الحج والعمرة دون أن يكون لديها تصريح لمزاولة النشاط".