قرارات ملكية تقضي بمشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية عضوية وترشيحاً
من كفاح المؤسس لتوحيد القلوب والأرض والمصير إلى تتويج كفاح المرأة واستعراض مواقفها في الرأي والشورى منذ عهد النبوة ومروراً بعهد الصحابة والتابعين، جاءت قرارات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في خطابه السنوي بمجلس الشورى للإعلان عن مشاركة المرأة في مجلس الشورى والمجالس البلدية عضوية وترشيحاً ابتداءًا من الدورة القادمة، وهي القرارات التي لاقت أصداء واسعة لما لها من دلالات وانعكاسات تعزز من دور المرأة في المجتمع وتؤكد على المساعي الرامية إلى تحقيق التنمية الوطنية المتوازنة والتي تتطلب شراكة المرأة والرجل. عربيات استطلعت آراء عدد من المختصين حيث أكد رجل الأعمال صالح التركي أن المرأة جاهزة لممارسة دورها وخدمة وطنها منذ أن خلقت وأن الفرص هي التي تحول بينها وبين ذلك، فيما ذهبت توقعات الإعلامي حسين شبكشي إلى أن يكون مجلس الشورى البوابة التي ستخرج منها أول وزيرة سعودية، أما الدكتورة ثريا العريض فرأت أن القرارات الحاسمة هي المحك الذي ظلت تنتظره المرأة السعودية للحكم على التجربة وتجاوز الجدل حول جدواها، وعبرت سيدة الأعمال مضاوي الحسون عن أهمية شراكة المرأة للرجل في صياغة وصناعة القرارات المتعلقة بمستقبلها ووطنها.
التغيير يتحقق بقرارات تحسم الجدل
أعربت أخصائية التخطيط والكاتبة الدكتورة ثريا العريض عن سعادتها بالقرارات التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بقولها: "أنا مبتهجة بهذه القرارات التي كنت انتظرها، وأعتبر اليوم أنها تضعنا في الاتجاه الصحيح الذي يعبر عن رؤية مليكنا، وتظل قناعتي أن التغيير يأتي بقرار حاسم يقطع الجدل ويتجاوز مرحلة التوقعات حول انعكاسات تمكين المرأة إلى مرحلة التجربة والتي تتيح لنا التقييم ومن ثم اتخاذ الخطوات القادمة وفقاً لنتائج هذه التجربة".
وحول انعكاسات القرارات قالت: "هذه القرارات تمثل صفاء ووضوح الرؤية المستقبلية لمليكنا الصالح، فعضوية المرأة في مجلس الشورى تأتي من منطلق التعبير عن وجهة نظر المرأة فيما يتعلق بشؤونها أو بالشأن العام، فمهما كانت لدى الرجل القدرة على التعبير عن تداخلات الشأن العام ومنعطفاته إلا أنه عندما يتعلق الأمر بالمرأة وهي الشريكة في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فمن الأفضل أن تتواجد لتعبر عن نفسها، أما فيما يتعلق بتمكين المرأة في المجالس البلدية كمرشحة وناخبة في الدورة القادمة فهي بالفعل تتحمل جزء كبير من مسؤولية كل ما يتعلق بشؤون المعيشة والحياة وبالتالي مشاركتها في المجالس البلدية هامة حتى ولو كانت ربة منزل بوسعها أن تعطي رأيها ومقترحاتها لتطوير البيئة الصحية لها ولأسرتها ومحيطها".
وعن الآراء التي اعتبرت أن هذه القرارات كانت "الهدية" التي اختارت القيادة أن تعايد بها الوطن تزامناً مع اليوم الوطني، تقول: "من الاجحاف أن نختزلها في مفهوم الهدية، فهي قرارات قائد يؤمن بأنه لا يصح إلا الصحيح، وينظر بحكمة للمطالب والتوجهات والرغبات ويولي اهتمام كبير للمرأة يحرص على تواجدها كمساهمة وشريكة في مختلف المجالات ويعكس -حفظه الله- بذلك الوجهة المستقبلية للوطن".
مجلس الشورى البوابة التي ستخرج منها أول وزيرة سعودية
الإعلامي ورجل الأعمال -الأستاذ حسين شبكشي- يرى أن هذه القرارات جاءت تصويباً لوضع خاطئ موضحا: "هذه القرارات هي تصويب للخطأ، فوضع المرأة في المملكة العربية السعودية كان خاطئ ومنقوص، غير أن الملك عبد الله -حفظه الله- قرر أن يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح، فالنظرة الاجتماعية والشرعية التي تُقيّد وضع المرأة في السعودية كانت نظرة جائرة، تتطلب جرأة وحكمة وعدل لإعادة الأمور إلى نصابها وسياقها الإسلامي والاجتماعي الذي يليق بما أمرنا به من الله عز وجل، لذلك أعتبرها تحقيق للصواب وإحقاق للحق".
وعن توقعاته للانعكاسات المستقبلية لهذه القرارات يقول شبكشي: "أتوقع أن يكون مجلس الشورى البوابة التي ستخرج منها أول وزيرة سعودية، فكما اعتاد السعوديون أن يخرج الكثير من وزرائهم من مجلس الشورى ستحظى المرأة بفرصة مماثلة، وقد لا نحتاج إلى الانتظار 4 سنوات حتى يتحقق ذلك، فالمرأة جديرة بتقلد المناصب وبالثقة، وعندما يتعلق الأمر بخدمة الوطن فالكفاءة هي المقياس التي لا تفرق بين الرجل والمرأة".
المرأة جاهزة لخدمة مجتمعها منذ أن خلقها الله
رجل الأعمال صالح التركي والذي عاصر عن قرب التجربة الأولى لعضوية سيدات الأعمال في مجالس إدارة الغرف التجارية السعودية، أكد على دعم القيادة الدائم للمرأة ومشاركتها في انتخابات الغرف التجارية كانت دليل على ذلك، موضحاً بقوله: "هذه القرارات اليوم تعطي دفعة قوية لمسيرة المرأة، بعد أن شاركت في الدورة الماضية لمجلس الشورى بصفة استشارية وشاركت كذلك في انتخابات مجلس إدارة الغرف السعودية وانتخبت وتم تعيينها لتمارس دورها بنجاح، فلقد أثبت المرأة قدرتها على مواجهة الصعاب وتخطيها، وأومن بأنها ستحقق النجاح في مختلف المجالات متى ما أتيحت لها الفرصة لتوظيف كفاءتها وخدمة وطنها".
وحول جاهزية المرأة لخوض هذه التجربة يقول: "باختصار، المرأة جاهزة منذ أن خلقها الله سبحانه وتعالي ولا تختلف في ذلك عن الرجل، فلو نظرنا للتعليم كنموذج نلمس تفوق المرأة على الرجل في مواقع عديدة، وهاهي الفرصة قد أتيحت لها من جديد لتؤكد على ذلك".
خطوة هامة على طريق إشراك المرأة في صياغة وصناعة القرار
سيدة الأعمال مضاوي الحسون اعتبرت قرارات خادم الحرمين الشريفين في خطابه لمجلس الشورى مكافأة للمرأة على عملها وانجازاتها واهتمامها بشؤون وطنها، وصبرها على حقوقها الشخصية لفترة طويلة ،قائلة: "أهنئ الجميع بهذه القرارات الملكية التي وضعت المرأة في مكانها الصحيح مع شريكها الرجل، لتشارك في صياغة وصناعة القرار والمستقبل الذي تمثل جزء هام منه، خاصة وأنها بصبرها وأهليتها أثبتت أنها تستحق ذلك، فاليوم المرأة السعودية خاضت تجارب مختلفة وتركت مع كل تجربة بصمة نجاح سيسجلها لها التاريخ بالرغم من العقبات التي اعترضتها. يحق لنا أن نهنيء المرأة بإنصاف وطنها لها، ونهنيء الوطن بعطاء أكبر ستتشرف المرأة السعودية بتقديمه لمصلحة وطنهها ومجتمعها".