الدكتورة ليلى الشرقي: نتطلع إلى تأهيل الطالبة بمتطلبات سوق العمل منذ التحاقها بالجامعة
أكدت الخريجات والمشاركات في الملتقى المهني الثالث والذي أقيم في قاعة المؤتمرات بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، بمشاركة 35 شركة على أهمية يوم المهنة وجدوى ملتقيات التوظيف معتبرين أنها حلقة الوصل بين الباحثات عن وظيفة والشركات المشاركة في أيام المهنة، كما تطرقت الشابات في حديثهن لـ عربيات إلى الدورات وورش العمل المصاحبة للملتقى الذي أقيم برعاية عميدة شطر الطالبات الدكتورة هناء النعيم والفائدة المكتسبة منها، بينما شككت أخريات في أهداف بعض الشركات واعتقادهن بأنها تسعى للترويج لا للتوظيف.
الطالبات: أيام المهنة حلقة وصل بيننا وبين الفرص الوظيفية ومتطلباتها
في البداية تقول الطالبة أبرار باهبري- طالبة قسم إعلام- : "اعتدت على حضور ملتقيات التوظيف للتواصل مع الشركات حيث أنها تعتبر حلقة وصل بين الشركات والباحثات عن الوظيفة، تطرح من خلالها الشركات الشروط اللازمة للتوظيف مما يدفع الباحثات عن عمل إلى اكتسابها استعدادا للتوظيف". وعن الدورات المصاحبة للملتقي تضيف: "حضرت دورة بعنوان اتيكيت العمل، واعتقد أن هذه الدورات قادرة على إكساب الطالبات بعض المهارات الخاصة بالتوظيف، وأطمح إلى أن يكون هناك تركيز على الإعلان عن هذه الملتقيات بصورة أكبر ومن خلال جهات مختلفة، كون الشباب والشابات بحاجة إلى الإلمام بثقافة العمل".
وتتفق معها الخريجة لينا يوسف الجنادي- كيمياء حيوي- وتستعرض تجربتها في الحصول على وظيفة مؤقتة، وتقول حول المهارات المطلوبة للتوظيف: "من خلال تواصلي مع عدد من الشركات بغرض التوظيف لمست أن الشركات تسعى إلى أن يكون الباحث عن الوظيفة يمتلك خبرة ومهارة ولغة انجليزية وإلمام بالحاسب الآلي، واعتقد أن الشابات في الوقت الحالي أصبحن يملكن الوعي الكافي بالمهارات التي المطلوبة للحصول على وظيفة والدليل مشاركتهن في الدورات وورش العمل المصاحبة للملتقى".
وترى الطالبة سوسن بازرعة - طالبة إدارة أعمال- "هذه المرة الأولى التي أحضر فيها ملتقي مهني وأرى أنه فرصة جيدة، وحلقة وصل بيننا وبين الشركات، ولا أملك تأكيد على أن الشركات شاركت بهدف التوظيف لكن استفدت من المشاركة على الأقل بمعرفة الشروط اللازمة للتوظيف كالتدريب والإطلاع والخبرة واللغة". وحول الدورات وورش العمل قالت: "مواضيع الدورات مميزة، لكنني لم المس فرق بين الدورات وورش العمل".
وتؤكد الطالبة عتاب الطيار على أنها تسعى دائما لحضور الملتقيات باختلاف أهدافها كونها تكسبها مهارات مختلفة مضيفة حول الدورات التي أقيمت بجانب الملتقى: "الدورات جيدة جدا، وتخدمنا كشباب من حيث الحضور والحصول على شهادات تضاف في السيرة الذاتية، وحتى إن لم يكن للحضور شهادة أنصح بحضور المميز منها لصقل المهارات الشخصية، فالدورات والخبرات والمهارات والأعمال التطوعية تساعد الطالبة على خوض تجارب عملية إيجابية".
ممثلي الشركات: نستثمر ملتقيات المهنة في إجراء المقابلات وفرز السير الذاتية
وكما كان للطالبات رأي حول ملتقيات التوظيف كان لممثلي الشركات رأي حول جدوى ملتقيات التوظيف حيث أكدت الأستاذة رؤى هاشم على ضرورة التواصل بين الشركات والباحثات عن عمل وأضافت: "نحن نسعى للخروج من هذه الملتقيات بالحصول على السير الذاتية للشابات الراغبات في التوظيف أو التدريب، وتتيح لنا المشاركة معرفة تطلعات الشابات من الوظيفة وإجراء المقابلات الشخصية مباشرة مع المتقدمات لفرز السير الذاتية". وحول ما يتردد من أن الشركات تقوم باستغلال هذه المنتديات في الترويج للشركة وليس التوظيف تقول هاشم: "في الواقع تستطيع الشركات الترويج من خلال منافذ أخرى ورعايات لبعض الفعاليات لكن المشكلة التي تواجهنا أن الكثير من الشابات الباحثات عن وظيفة لا تتوفر فيهن الشروط اللازمة للتوظيف ولا المهارات الشخصية التي تؤهلهن للحصول على وظيفة حيث ترغب بعضهن في دوام قصير لا يتلاءم مع توجه القطاع الخاص، بينما ترفض أخريات بيئة العمل المختلطة، ولا تعرف البعض منهن توجهاتهن وطموحاتهم أو رغباتهن، لذا يعتقدن أن مشاركة الشركات بدافع الترويج لا التوظيف بينما نقوم في الواقع باستغلال هذه الملتقيات لتوظيف الشابات الجادات واللاتي تنطبق عليهن الشروط اللازمة للتوظيف".
وتتفق معها بالرأي الأستاذة سميرة الأحمدي - ممثلة لإحدى الشركات-: "مشاركتنا في أيام التوظيف تتيح لنا فرصة لقاء الباحثات عن عمل وإجراء المقابلة الشخصية معهن مباشرة، توفيراً للوقت والجهد ونقوم بعد الانتهاء من الملتقي بفرز السير الذاتية والتواصل معهن تمهيدا للتوظيف، واقترح على من يبحث عن وظيفة تنمية المهارات سواء الشخصية أو العلمية، كون الشهادة والدرجة العلمية ليست السر الوحيد للحصول على وظيفة، فأسلوب الشابة في الحديث ومظهرها وثقتها بنفسها وامتلاكها لمهارة التواصل مع الآخرين تعد أسبابا مهمة للحصول على وظيفة."
تأهيل الطالبة منذ التحاقها بالجامعة
وكيلة عمادة شئون الطلاب للخريجات الدكتورة ليلى الشرقي أكدت في حديثها لـ عربيات على أن الملتقى استطاع أن يحقق الأهداف التي أقيم لأجلها، وأشارت بأن الدورات وورش العمل التي أقيمت على هامش الملتقي استطاعت أن تستقطب ما يتجاوز عن 2500 طالبة موضحة: "كان الإقبال كبيراً على حضور الملتقى أو الاستفادة من الدورات وورش العمل المصاحبة له وعددها 33 ورشة عمل ومحاضرة ودورة، بمشاركة عدد من الأكاديميين والمدربين من خارج وداخل الجامعة، ونطمح إلى أن يتضاعف العدد في السنوات المقبلة، فالإقبال الكبير دفع المدربات إلى فتح المجال لحضور عدد أكبر من الطالبات حتى لو لم يكونوا من الفئة التي يستهدفها الملتقي – المستوى السابع والثامن – وذلك للاستفادة من هذه الدورات، علماً بأننا نقيم بشكل دوري على مدار العام الدراسي 30-40 دورة، موزعة على فصلين دراسيين، ونطمح أن يزيد عدد الدورات المقدمة لكن العائق الوحيد هو انشغال القاعات وأعضاء هيئة التدريس بالمهام الأكاديمية"، وتضيف: "نتبنى رؤية تأهيل الطالبات منذ التحاقهن بالجامعة ليكن على أتم الاستعداد لمواجهة معترك الحياة والانخراط في سوق العمل، فالسنوات الأربعة التي تقضيها الطالبة في الجامعة يجب أن يتم استغلالها في التدريب على مهارات القيادة والمهارات المهنية والمهارات الناعمة، لتكون جاهزة ومكتفية ذاتيا ومهنياً".
وعن تقييمها للخريجات الباحثات عن وظيفة في الملتقى تقول الشرقي: " مقارنة بالعام الماضي، أؤكد على زيادة وعي الطالبات وجديتهم في البحث والحصول على وظيفة خاصة وأن معظمهن حرصن على إحضار السيرة الذاتية الخاصة بهن، إضافة إلى الاستفادة من الدورات المعقودة على هامش الملتقى".
نسعى إلى نشر ثقافة العمل الحر وفرصه إلى جانب الفرص الوظيفية
وعن معايير اختيار الشركات المشاركة في الملتقى أكدت الدكتورة ليلى الشرقي على استقطاب العمادة للشركات والجهات الحكومية المساندة إما بالتوظيف أو التدريب قائلة: "استقطبنا الغرفة التجارية الصناعية بجدة، وصندوق تنمية الموارد البشرية، ومكتب العمل، وقد أقامت هذه الجهات محاضرات تعريفية عن كيفية الحصول على وظيفة هذا بما يتعلق بالعام الماضي، وفي دورة الملتقى الثالثة هذا هذا العام ركزنا على تنمية الوعي والثقافة بالعمل الحر والفرص الماسية التي يوفرها وذلك بالتعاون مع منظومة الأعمال والمعرفة التابعة لجامعة المؤسس، ولجنة شابات الأعمال بالغرفة التجارية".
وتستعرض الدكتورة ليلى الشرقي تجربة طالبات الجامعة في العمل الحر من خلال برنامج صنع بيدي موضحة: "منظومة عمادة وكالة شئون الطلاب تقوم ببرنامج صنع بيدي والذي يستقطب طالبات الجامعة ويحفزهم على تنمية مهاراتهن من خلال ورش العمل والدورات المتخصصة في مجال الأعمال تمهيدا لتحويلها لمشاريع صغيرة إلى أن يحققوا الاحترافية في إدارتها، ويتم التنافس بين المواهب والمشاريع من خلال مسابقة يتم على ضوءها اختيار الأفضل وعرضه في صنع بيدي، وتتبنى في العادة بعض المشاريع منظومة الأعمال والمعرفة التابعة للجامعة".
تغيير الصورة النمطية عن خريجات الجامعة
وعن تطلعات الدكتورة ليلى الشرقي للملتقى تقول: "بالرغم من نجاح الملتقي بشهادة الحضور، إلا إنني مازلت أراه متواضعاً قياساً بطموحاتنا وتطلعاتنا، فأتمنى أن يتضاعف نجاحه لخدمة بنات الوطن والجامعة، وأتطلع إلى أن يكون لدى كل خريجة القدرة على أن تكون مستقلة، وأن تحقق النجاح سواء على الصعيد المهني أو الأكاديمي إضافة للشخصي، وسنوفر كل جهودنا لدعم الخريجة، ونحن بصدد التعاون مع عدد من الجهات منها على سبيل المثال تعاوننا مع لجنة شابات الأعمال التابعة لغرفة جدة وذلك لتحقيق أهدافنا بشكل أكبر، حيث نتطلع إلى أن يكون هناك تواصل مع اللجنة طوال العام وذلك للتعريف بأنشطتها والتي تخدم الشابة السعودية بشكل عام وطالبات الجامعة بشكل خاص ولإعطاء الفرصة لطالبات الجامعة للحصول على دعم مشاريعهن الصغيرة سواء كان هذا الدعم مادي أو معنوي، كما نطمح ونسعى جاهدين إلى تغيير الصورة النمطية عن خريجة جامعة الملك عبد العزيز والتي يراها البعض غير قادرة على خوض سوق العمل لقلة مهاراتها، ولله الحمد لقد خطونا خطوات كبيرة في تغيير هذه الصورة".
وعن الجديد الذي ستقدمه عمادة شئون الطلاب للخريجات تقول الشرقي: نعمل على ميكنة وكالة عمادة الشئون بكل الخدمات التي تقدمها، حيث نستعد لإطلاق موقع الكتروني تستطيع الخريجة من خلاله الحصول على كل الخدمات التي تقدمها الوكالة، كما نطمح لإقامة شبكة حقيقية مرتبطة بعدد من الجهات وتصب في مكان واحد ومن المتوقع أن يتم تدشين الموقع الالكتروني مع بداية العام القادم بمشيئة الله".