2 تريليون دولار القيمة المتوقعة للتمويل الإسلامي حول العالم خلال السنوات الخمس المقبلة
من المتوقع أن تصل قيمة قطاع التمويل الإسلامي إلى 2 تريليون دولار أمريكي خلال السنوات الخمس المقبلة. جاء ذلك في كلمة رشدي صديقي، الرئيس العالمي للخدمات المالية الإسلامية في "تومسون رويترز"، أثناء جلسة نقاش رئيسية خلال منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا حول "تحديات التمويل الإسلامي".
وقال صديقي: "استغرق قطاع التمويل الإسلامي 40 عاماً لتصل قيمته إلى تريليون دولار، ولكن في غضون السنوات الخمس المقبلة، من المتوقع أن ترتفع قيمته لتصل إلى تريليوني دولار".
إلا أن المشاركين في الجلسة أشاروا إلى عدد من العقبات التي ينبغي تذليلها ليتمكن القطاع من تحقيق كامل قدراته وإمكاناته. ومن هذه التحديات الافتقار إلى توحيد المعايير وعدم وجود إجماع بين الفقهاء وأعضاء اللجان الشرعية، وضعف "التواصل" بين مؤسسات التمويل الإسلامي عبر العالم، إضافة إلى النقص في عدد الكوادر المؤهلة والخبيرة في القطاع.
وإلى جانب صديقي، شارك في الجلسة كل من مطلق بن حمد المريشد، نائب الرئيس التنفيذي للتمويل المؤسسي، الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)؛ وهاريس إفران، رئيس المنتجات الإسلامية في "باركليز كابيتال" و"باركليز ويلث"؛ وقام بإدارة الحوار أفاق خان، الرئيس التنفيذي لـ "صادق" في "ستاندرد تشارترد".
وقال هاريس إفران إن توحيد المعايير والحد من تعدد التفسيرات في قطاع التمويل الإسلامي لم يعد من التحديات الصعبة نظراً للتقارب الكبير بين المعايير. وتابع: "أنا على ثقة تامة من أننا نشهد نوعاً من التقارب في الرأي بين الفقهاء والمدارس الفقهية بشأن الخدمات المالية الإسلامية في مختلف البلدان والمناطق حول العالم".
وكان أفاق خان قد قال في معرض تقديمه للنقاش: "يواجه التمويل الإسلامي، شأنه شأن القطاعات سريعة النمو، العديد من التحديات في الوقت الذي تسعى فيه جميع الأطراف المعنية إلى العمل على عدة مستويات، بما فيها التنسيق بين تطوير الموارد البشرية والكوادر المتخصصة، وضمان الوصول إلى توجيهات شرعية موثوقة، ومواكبة التغيرات التنظيمية بما يساعد التمويل الإسلامي على مواصلة النمو في الأسواق جنباً إلى جنب مع التمويل التقليدي، ناهيك عن إدارة المخاطر بالنسبة لكل من مؤسسات التمويل الإسلامي وعملائها".
وأضاف خان مشدداً على أهمية تعزيز إدارة المخاطر إنه فيما ينمو القطاع لتوفير مجموعة أوسع من المنتجات والخدمات للعملاء سواء في الأسواق القائمة أو الجديدة، فإن المخاطر تزداد وينبغي السعي إلى التعامل معها بشكل استباقي. وتشكل المصارف الإسلامية اليوم جزءاً هاماً من أسواق المال في العديد من البلدان، وبالتالي، تقع على عاتقها مسؤولية التعامل مع المخاطر بأسلوب احترازي كي لا تتسبب بأي خلل في الأسواق".
وكان منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا قد انطلق بالأمس بمأدبة عشاء ترحيبية تخللتها كلمة مهمة ألقاها سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، رئيس اللجنة العليا للسياسة المالية في دبي رئيس مطارات دبي والرئيس الأعلى لطيران الإمارات والمجموعة. وأعقب ذلك حوار رئيسي شارك فيه عارف مسعود نقفي، مؤسس والرئيس التنفيذي لمجموعة أبراج كابيتال؛ ويورجن فيتشن، عضو مجلس الإدارة واللجنة التنفيذية لمجموعة دويتشه بنك.
يذكر أن منتدى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا يركز على مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه المنطقة في العقد المقبل. ويشارك في المنتدى، الذي ينظمه مركز دبي المالي العالمي، 250 مدعواً من كبار المسؤولين في المصارف والمؤسسات المالية الإقليمية والعالمية، وممثلين عن الهيئات التنظيمية، وكبار المسؤولين التنفيذيين في الشركات. وينعقد المنتدى بالشراكة مع "أبراج كابيتال" و"دويتشه بنك"، وبدعم من "باركليز" و"جولدمان ساكس" و"شعاع كابيتال". ويهدف الحدث الذي يقام يومي 23 و24 مايو تحت عنوان "تمويل العقد المقبل من النمو" إلى مناقشة الفرص والتحديات التي تواجه المنطقة في العقد المقبل.