محرك (جاكوزي) لحياتك
عندما تُصبح حياتك روتينية باهتة لا لون لها ولا طعم ولا رائحة, تُشبه عندها المياه الراكدة, التي تحتاج لأن تمتدّ يدك نحوها لتركيب مُحرك (جاكوزي) يدفعها إلى الحركة والتجدد من جديد.. وما أكثر منازل الزوجية التي تحتاج لهذا المُحرك لتنتعش وتستعيد حيويتها.
كنت أستمع إلى إحداهن وهي تحكي عن الصقيع الذي أصاب حياتها الزوجية... فهي لا تعاني من مشاكل أو خلافات, لكنها بدأت تشعر أن الملل يُحاصر منزلها وترى نفس الإحساس متبادلاً كلما نظرت إلى عين زوجها.
هو الآخر انتقل له نفس الشعور, وأصبح كل منهما مثل الرجل الآلي الذي يُؤدي ما عليه من التزامات, وغدا ما يربطهما بالمنزل لا يعدو عن كونه المسؤولية, أما الحلم الجميل الذي عاشا في فترة الخطبة يترقبان تحقيقه, فأصبح عنهم بعيداً... وبدأ كل منهما يهرب من الآخر حتى لا يُواجه مشكلة أنه لا يعرف ماذا يقول ولا يدري ماذا يفعل?!.
وماتت لغة التواصل والحوار, ولا عزاء لنبض القلب الذي توقف مبكراً.
هذا مثال بسيط لحياة تحتاج إلى مُحرك (جاكوزي) يقلبها رأساً على عقب.. فالمشكلة هي أن المرأة عندما تتزوج تُصبح زوجة فقط, وتنسى أن بداخلها يسكن نبض الحبيبة وفكر الصديقة... وكذلك هو الحال بالنسبة للزوج الذي يُحاول أن يضع سداً منيعاً بين اهتماماته وبين زوجته, فيقتل مع سبق الإصرار والترصد لغة الحوار... لتزداد الحاجة لتنقيب كلٍّ منهما بداخله عن الأدوار التي ضاعت واندثرت في أعماق المياه الراكدة... وقد تكفي مبادرات صادقة من أحد الأطراف لتكون مظاهرة تدعو إلى الانقلاب على الملل والتحرر من الروتين والجفاف والصمت الرهيب.
وهكذا هي مختلف نشاطات حياتنا تحتاج من وقت لآخر للتجدد وللبحث بداخلنا عن جوانب غائبة عنا... والأهم أن لا ننسى النبض... فهو في الواقع المحرك الموجود في تركيبتنا الفطرية, لكنه أحياناً يحتاج إلى عملية صيانة وإعادة تشغيل لا تتم إلا بإرادتنا.
* رئيسة تحرير مجلة (عربيات) الإلكترونية
[email protected]
المصدر: صحيفة عكاظ